ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ

https://www.20at.com/images/stories/2...talking_01.jpg

أن يكلم الإنسان نفسه أو يطلق بعض الكلمات من دون أن تكون موجهة إلى شخص بعينه، أمر يحدث معنا كثيراً لكنه شيء له دلالات عديدة، فما الذي يختبئ وراء تلك الكلمات العابرة؟ وما معنى أن يجري الإنسان حواراً مع نفسه بصوت عال؟.

"يوه" "يا ربنا" .. من منا لم يطلق صرخة ألم، لأنه مثلاً أغلق الباب على إصبعه عن غير قصد، فأطلق كلمات غيظ يسب فيها الباب العين، لأنه ما كان يجب أن يغلق على إصبعه، ولعن الإصبع نفسه لأنه ما كان يجب أن يوجد في ذلك المكان، كلنا نفعل هذا حتى إن لم يكن هناك أحد معنا المكان، لكي يسمع ما نقوله أو يرد عليه، لكن لماذا نحن في حاجة إلى أن نطق بتلك الكلمات؟.

أفعال حقيقية

"هذه الكلمات القصيرة التي نطق بها، هي بالنسبة إلينا كأنها أفعال، لأننا من خلالها نخرج أحاسيسنا وأفكارنا إلى حيز الوجود ونتخطى بذلك حاجز السان، أي بالتعبير عنها"، هكذا تجيب المحلة النفسية نيكول فابر مؤلفة كتاب "الوحدة .. آلامها وفوائدها".

أما بالنسبة إلى الأخصائي النفسي فرانسوا سولجي، فيبر هذا الفعل بأن لكل واحد منا طريقته في التعبير عما بداخله، ولكل طريقة معينة يستعمل بها تلك الكلمات الصغيرة، ويضيف موضحاً: "يمكن أن يكون لدينا رصيد مشترك من الكلمات التي نخاطب بها أنفسنا، غير أن لكل واحد منا قاموسه الخاص من الكلمات، التي يستعملها في مثل تلك الظروف".

حالة نفسية

هناك أيضاً جمل قصيرة نوجهها إلى أنفسنا بصوت عال من دون وجود أحد معنا، والتي تصدر نتيجة لإحساس ما مثل عبارات "غير معقول،"أنا مجنونة"،"مستحيل"، كل هذه العبارات تدل على حالة نفسية نحاول أن نعبر عنها بصوت عال، وهذه الجمل القصيرة لها أيضاً معناها.

فتقول نيكول: "يتعلق الأمر غالباً بجملة تعجب، سواء وجد من يستمع إليك أم لا، مع العلم أن العبارات ذات المعنى السلبي التي تصدر عنا بهذه الطريقة، هي أكثر من مثيلاتها ذات المعنى الإيجابي".

وتفسير هذا لدى نيكول "أن العبارات من النوع الأول تكون محملة بمشاعر أقوى، وبالتالي فالمشاعر هي التي تدفعها إلى الخروج، وعلى العكس من ذلك فإن عبارات التفاؤل والسعادة مثل "واو" "فعلتها" "يا واد يا جامد" قليلاً ما نطق بها بصوت عال إذا كنا وحدنا، لأن شحنتها العاطفية أقل من عبارات الغضب أو الخوف أو الألم والتي تخرج من دون استئذان".

ترتيب الأفكار بصوت عال

"أحياناً أكلم نفسي بصوت مرتفع، وأعدد ما أنوي فعله في فترة بعد الظهر مثلاً"، هكذا تفعل لارا (26 سنة) وتواصل: "إذن الآن سأغسل الأطباق، بعدها سأمر المكنسة الكهربائية على الصالة، أوه، لا، يجب أن أذهب لشراء الحليب قبل أن يغلق محل البقالة"، وتشير إلى أنها بهذه الطريقة تضع لائحة كاملة بصوت عال، فهي لا تقول مجرد كلام فارغ.

ينبع هذا النوع من الرغبة في تنظيم التفكير، فسرد جدولك الزمني اليومي بصوت عال مع نفسك، أو سرد أحداث معينة، يعتبر محاولة منك لتمرين الذاكرة وتنشيطها، فمثل هذه الجمل لا تعبر عن مشاعر معينة فقط، بل تساعد أيضا على التفكير الصحيح المنظم عندما يكون الإنسان في مواجهة مشكلة معينة".
ويمكن اعتبارها وسيلة لتركيز انتباهنا حول مشكلة معينة، أو علامة على المعاناة من الوحدة، لكن ليست الوحدة بمعنى العزلة، وإنما بمعنى أن تكون وحيداً في مواجهة مشكلة أو موقف ما.

عندما تصبح عادة

كلما وجد الشخص نفسه بمفرده لفترات طويلة، زاد عدد المرات التي يكلم فيها نفسه لمجرد أن يسمع صوته، أو يشتكي أو يبوح بهمومه، وبالتالي زاد تمرينه على هذه الطريقة للتخفي عن نفسه وحل مشكلاته.

هناك طريقتان يمكن أن يتم بهما ذلك، إما أن يكلم المرء نفسه بمعنى أن يؤدي الدورين معاً، المتكلم والمستمع، أو أن يوجه كلامه إلى شخص خيالي ويتخيل إجاباته، نجد أن المرء عند كتابة مذكراته الشخصية أو يومياته، فإنه يخاطب شخصاً آخر أكثر ما يخاطب نفسه.

وتفسر المحلة النفسية هذا الشخص المتخيل بأنه "قد يكون امتداداً للصديق المتخيل الذي يتخيله الطفل وهو يلعب لوحده"، وتلفت إلى أن "هذه الطريقة في الكلام مع الذات تعيدنا إلى مرحلة الطفولة، فهي مبنية في شكل افتراضي".

لكن إذا كنت تكلم نفسك كثيراً فهل هذا يكون أمراً سلبياً؟، بالنسبة إلى سولجي فالجواب هو "نعم"، فهو يكشف أنه "عند الأشخاص الذين يكلمون أنفسهم كثيراً ولفترات طويلة، نكون في حاجة إلى أن نجيب عن سؤال مهم وهو: هل تحدث الشخص إلى نفسه هو هروب من الفعل أو تأجيل له؟".