ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ - احكموا اقفالها !!!!!!!!!!!

أحكِموا أقفالها .

أ. ريم بنت عبد العزيز الشويش .

http://pictures.msharkat.com/data/im...1254662443.jpg

لطالما استمعتُ لقصصِ بيوتٍ كثيرة , لستُ أتعمد ذلك ولا أسعى إليه أبدًا , إلا أني كثيرًا ما أجد نفسي في وسط حكاية عائلية تستمِع إليها بعض الأخوات , ومن الغريب أن من تحكي الحكاية لا تعرفهن إلا من خلال غرفة انتظار في مستشفى أو في أي مكان عام !
ذات مرة كنتُ قلقة من بقائي في إحدى غرف الانتظار , كانت المتحدثة للنساء في ذاك اليوم امرأة في الستين من عمرها , تشتكي من زوجة ابنها التي أخذته منها كما تُعبِر , وحكت مغامرات زوجها مع الخادمة في سنوات شبابهما ! , الأمر المحزن هو كيف يطيب لها أن تنشر أسرار بيتها وأحداثه الجارية للغرباء؟ , ما الذي تجنيه من ذلك؟
الأمر الأشد مرارة أن من تتحدث عنها هي طبيبة تعرفها المريضات !
إنها ظاهرة سيئة جدًا , تتحلق حولها النساء مستمعات مستمتعات بأخبار البيوت !
http://fc08.deviantart.com/fs20/f/20..._adriano10.jpg

لقد جاءت التعاليم القرآنية والتوجيهات النبوية والمبادئ التربوية والاجتماعية السليمة بما يضمن متانة روابط الأسرة المسلمة لتبقى سامية وسالمة من كل ضر,ومن ذلك: الأمر بالستر وحفظ أسرار الأسر والنهي عن كل قول وفعل يجلب لها ضراً أو يمنع عنها نفعاً.
فليس كل ما يحدث في داخل البيوت يُحكى للأصدقاء والمعارف عوضاً عن الغرباء !
ليس هذا حصرًا على المشاكل والأحداث الأليمة في البيوت إنما هو أيضًا يشمل بعض الأحداث سيما التي تحدث بين الزوجين , فِلم تُهتك أسوار البيوت وأسرارها ؟
ولعل البعض يجنح لذلك لعدم قدرته على التحمل و لضعف صبره , فيتحدث أو تتحدث بحثاً عن تخفيف من ألم أو مشكلة , ويقولون في الفضفضة مستراح ! , ولا راحة واللهِ أبدًا مع ذلك .

ولا أدعو أبدًا أن يتقوقع الإنسان زوجًا أو زوجة أو بنتًا أو ابناً على مشكلة ما , ويتركون الحديث عنها فتراكم وتُقفل أبواب المخارج , بل إن هناك طرق مناسبة لحل المشاكل والراحة منها , أبرزها طرق أبواب الاستشارة المُؤتَمَنَة , والتوجيه الرباني للزوجين لعلاج مشاكلهما إذا ضاقت بهما السُبُل " فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ الَّهُ بَيْنَهُمَا " , والحكم ليس أختٌ تؤج المشكلة , ولا صديقٌ يدفعك للعناد والضر !.
والفضفضة لكل من هب ودب إن منحت صاحبها تنفيساً فهي ستُعقَب بهم وقلق , فلا ضمان أن لا تُنشر الأسرار ولا أن لا يأتي يومًا يخبرك من أفشيت سرك له أن لا يلومك أو يسخر منك أو يعيبك لمشاكلك .

ومن أجمل ما قرأته في هذا الموضوع أن أسرار البيت على درجات :

• فهناك الأسرار الخاصة بين الزوجين وهي أسرار يجب أن تُحفَظ في أعمِق مُستودَع ولا يُحَدَّثُ بها أحد, وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من إفشاء ذلك.
• الأسرار المتعلقة بالخلافات بين الزوجين، أو الأب وأبناءه أو الإخوة والأخوات ,وهذه تقدر بقدرها، وكل فرد عاقل فيهم يحتفظ بالأحداث ولا ينقل منها إلا ما يعالج المشكلة، إلى من يُتَوَسم فيهم الحكمة لبذل النصحية والمشورة .
وقد قال أحد الحكماء قديمًا وما أصدق قوله لمن يعقله " انفرد بسرك ولا تودعه حازماً فيزل ولا جاهلاً فيخون" .