ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ

عجبا لذي مُلك؛ تملكه كلمة، أو تودي بسلطانه..! فيما يكون من لا سلطان له ملكاً بملك لسانه!
هكذا أدرك الملوك والحكماء والنبلاء منذ القدم أنه:
رُبّ "كلمة" جلبت نقمة! وربّ "قولة" تكون أقوى.. وأملك لهم من قبضتهم على ملكهم!
ومما جاء في أمثال العرب حول ذلك :
قولهم: إياك أن يضرب لسانك عنقك!
وقولهم: مقتل الرجل بين فكيه!
وقولهم: رُبّ قول أشد من صَوْل...!
ومما ينسب إلى الإمام الشافعي - رحمه الله - في شأن ما يصدر عن هذا العضو الصغير الخطير:
احذر لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك إنه ثعبانك
كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الأقران!
وله في التحذير من الج والتفاخر والخصومة (وهي من أشد آفاته المفسدة):
إذا ما كنت ذا فضل وعلم بما اختلف الأوائل والأواخر
فناظر من تناظر في سكون حليماً لا تلح ولا تكابر
يفيدك ما استفادا بلا امتنان من النكت الطيفة والنوادر
وإياك الجوج ومن يرائي بأني قد غلبت ومن يفاخر
فإن الشر في جنبات هذا يمني بالتقاطع والتدابر
وخير من أقوال الملوك والشعراء قول من لا ينطق الهوى صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب" (متفق عليه).
وقوله لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: "وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" (رواه الترمذي وقال: حسن صحيح).
وعلى درب النبوة.. ومنهاجه:
قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "والذي لا إله غيره ما على الأرض شيء أحق بطول سجن من لسان"!
وقال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله:"التقي ملجم"!
وفي استعصاء السان وشدة خطره ومشقة حبسه:
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "ما حجٌّ ولا رباطٌ ولا اجتهاد أشد من حبس السان، ولو أصبحت يُهمُّك لسانُك أصبحتَ في غمٍّ شديد"!
فهذا غيض من فيض الحكمة.. في شأن السان والكلمة!
وتلك أفعال "الأقوال" بأهلها.. وملكها لهم، وملكهم لها!
فيا عجبا لذي مُلك؛ تملكه كلمة، أو تودي بسلطانه..!