ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ

ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ (https://fashion.azyya.com/index.php)
-   منتدى اسلامي (https://fashion.azyya.com/56)
-   -   سلسلة رحلتي إلى النور أم الزبير (https://fashion.azyya.com/198000.html)

أسلامى حياتى 12-07-2010 02:29 PM

سلسلة رحلتي إلى النور أم الزبير
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله لم أكن أتوقع أني في يوم من الأيام ستكون لي قصة , وأي قصة ؟؟
إنها قصة هدايتي ,,,, بل ولادتي من جديد !!
ولله الحمد من قبل ومن بعد
وجزاك الله خيرا شيختي الحبيبة على تشجيعك لي على الكتابة , وليس الكتابة فقط لطالما كنتي الحافز لي في أشياء كثيرة في حياتي منذ أن عرفتك ودخلت هذه الجامعه المباركة ,,

استئذن منك ميمتي فسوف أقتدي بك , وأقول أن لي ثلاثة مراحل في حياتي كانت هي السبب في هدايتي .

المرحلة الأولى :
عندما كنت أعيش في المملكة العربية السعودية , التي عشت فيها عشر سنوات ولله الحمد , فيها تربيت على شرع الله وعلى المنهج السليم وعلى الدين , فلقد سافرنا اليها وانا كان عمري اربع سنين .

عشت فيها اجمل ايام عمري وطفولتي كلها كانت هناك , وتشبعت بمباديء وعقائد هذا البلد الطيب بلد العلماء والمشايخ , كنت اعيش في المنطقة الشرقية في الأحساء بالقرب من الدمام .
أمي لبست النقاب من أول سنة ذهبنا فيها الى المملكة , وامي وابي في الأصل انهم ملتزمين ولله الحمد , وزاد هذا الألتزام منذ ذهابنا الى المملكة واصبح التزام على اس صحيحه ومباديء عقائدية صحيحه . حيث أنهما قبل السفر كانوا ينتمون إلى جماعه إسلامية ولا أحب أن أذكرها لأن الله سبحانه وتعالى سمانا المسلمين فليس هنا جماعات ولا فرق كما يحدث الأن , وبعد السفر ماشاء الله فتح الله عليهما بالتعلم الصحيح للدين وغيروا بعض الاشياء التي كانت خاطئة .
أعتذر اخواتي عن عدم الاكمال الان لان ابي يريد الجهاز
لي عودة بإذن الله .

أسلامى حياتى 12-07-2010 02:31 PM

رد: سلسلة رحلتي إلى النور أم الزبير
 
السلام عليكم حبيباتي

بعد ان ذهبنا الى المملكة العربية السعودية , الحمد لله منَّ الله على امي بلبسها للنقاب , والحمد لله عشنا حياة مريحة من ناحية المصاريف المعيشية , ولكن بصراحة انا عشت عشر سنوات الله المستعان احسست فيها بمعنى الغربة الحقيقي , رغم صغر سني في ذلك الوقت




وكنت ابكي كل يوم عندما أجد نفسي وحيدة في البيت بعد ذهاب أمي للعمل < أمي مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة فئة المعاقين ذهنياً > , وذهاب اخواتي الى المدرسة وانا كنت ابقى مع ابي في البيت
كنت اشعر بالوحدة والغربة في نفس الوقت
كنت ابكي مراراً
اعيدوني الى مصر
اريد ان ارجع إلى جدتي
إلى حارتي وأصدقائي
سبحان الله ذهبت معهم أول سنة وكان عمري اربع سنين , السنة التي بعدها بقيت في مصر مع جدتي وأخوالي وجدي
حيث اشعر بينهم بالأمان والمحبة فأمي هي البنت الوحيدة والكبيرة ولها اربع من الأولاد , بقيت هذه السنة ودخلت مدرسة خاصة , ودرست الصف الأول الإبتدائي فقط
بعدها رجعت مع أمي الى المملكة , لأن أمي تعبت أثناء غيابي عنها , حيث كنت أنا الصغيرة والمدلة و

وقد أنعم الله عليَّ بذكاء وسرعة بديهة والحمد لله , سبحان الله هذه الصفات التي منَّ الله بها علي كانت ولله الحمد السبب في معاناتي لمدة سبع سنوات

رجعت إلى المملكة ودخلت الصف الثاني الإبتدائي وكانت بداية دراستي في المملكة , درست التوحيد والفقه والقرآن والحديث والتفسير والتجويد وباقي المواد العلمية
وكنت كل سنة أكون الأولى على رفيقاتي في المدرسة , وكانت المدرسات يعطوني الهدايا الكثيرة , ودائما أُكَرَّم في الطابور الصباحي , وعرفت في المدرسة بالممتازة والمثالية والمؤدبة , فكنت عند والديَّ محبوبة وقد قرت عينهما بي , وفي نهاية كل عام كنا نسرع الى الهاتف لأخبر جدتي أني نجحت وطلعت الأولى وأخبرها بموعد مجيئنا الى بلدي حبيبتي مصر .
كانت صديقاتي في المدرسة لا يحبوني لأني كنت متفوقة عليهن , حتى في الحارة التي كنت أسكن فيها كانوا لا يريدوني ألعب معهم , لأنهم بساطة يغارون مني , يا الله !!
بقيت على هذه الحالة من التفوق والإمتياز إلى الصف الخامس الإبتدائي
في الصف السادس بدء مستواي العلمي يضطرب , وبدأت المدرسات يشتكين مني , وهذا غير معتاد ,
وبدئت أهمل في نفسي , وأصبحت أنام لفترات طويلة جدا , ولم يعرف مستواي بالمرتفع او المنخفض , احيانا اكون في القمة واحيانا اكون في القاع , وأصبحت أمي غاضبة علي جدا


بدأت حالتي تزداد سوءاً يوما بعد يوم , وأنا لا أعرف ما الذي جرى لي
حتى أصدقائي , أصبحوا ينفرون مني , لأنهم تعودوا على الممتازة التي تساعدهم على حل الواجبات , في المواد العلمية وبالخصوص مادة اللغة الانجليزية , فقد كنت اقدم لهن المساعدات حتى يحبوني ويجعلوني العب معهم واتحدث معهم , لأني لا أحب الوحدة , ولكن بعد التدني الذي أصبح يرافقني يوما بعد يوم , فقدت كل شيء إلا واحده فقط
هي أختي الكبرى , هي إحدى التوأم وهي الكبيرة , هذه كانت أمي وصديقتي وأختى , اما أختي الأخرى كانت أمي تحبها كثيرا لانها طيبة ولا تحب التجربة مثلنا وليس عندها حب استطلاع هي فقط تريد أن تأكل وتنام وتستمع إلى الشرائط الإسلامية وتصلي .. فقط
لذلك كانت امي تحبها جدا جدا ,
بعد أن أنهيت الصف السادس الإبتدائي , انتقلت بعدها إلى المرحلة المتوسطة ( الإعدادية ) ودخلت الصف الأول الإعدادي , وهنا أصبحت حياتي تتسم بالفوضى وعدم الإستقرار , وبعدما ضاعت مني الراحة التي أناشدها في البيت , بحثت عنها خارج البيت , وتعرفت على بنات في هذه المدرسة , وقد اشتهرت هذه المدرسة بالسلوكيات السيئة جدا, ولكن كل مكان في العالم كما فيه شر فيه أيضا خير
كان في تلك المدرسة معلمة لازلت اذكر اسمها واذكر ملامح وجهها , هي مدرسة للمواد الشرعية وكانت في المدرسة الثانوية , ولكن ماشاء الله عليها نحسبها على خير والله حسيبها , كانت جميع الطالبات يحبونها , ويحبون حصتها كثيرا , كان لها اسلوب الله اكبر كالسحر , عندما تتحدث الى الطالبات كانت تستطيع ان ترق قلوبهن القاسية , وتجري على خدودهن أنهار الدموع الجارية . سبحان الله , وأي نشاط ديني في المدرسة كانت هي المسئولة عنه .

أما أنا كنت دائما أشعر بالضيق , والاختناق , ودائما دائما أبكي بدون سبب داعي للبكاء , وتعرفت على بنات ليس لهم هم إلا الموضه وأدوات التجميل وسماع الأغاني
لقد بحثت عن الحب والعطف والراحة خارج المنزل , وجدتها معهن , فكنا كثيرا ما نضحك ونمزح وكنت اذهب اليهن في المنزل واستمع معهن الى الأغاني , واستمع إلى قصصهن الغرامية مع الشباب , وأنا لم أتربى على ذلك , وأنا أعرف حق المعرفة أن هذا خطأ ويغضب الله تعالى , ولكني أستغفر الله لم أعمل حساب لربي ولكن كل ما أخاف منه هي أمي , أخاف أن تعلم بأمري , وبما يحدث أثناء لقائي بصديقاتي , كانت ترفض بشدة أن أذهب اليهن في البيت , وتقول أنا لا أحب اجتماع البنات مع بعضهن , لأن هذا يجلب المصائب والضياع للبنات , كنت اذهب اليهن بعد إلحاح شديد على أبي

, لأن أمي كانت ترفض أي شيء خطأ , كانت تعلم ان تجمعنا هذا لا يأتي من وراءه خير , لكنها لو أخذتني في حضنها وقال يا ابنتي يا حبيبتي أنا اخاف عليك , و
لما كنت عصيتها أبدا....
الصف الأول الإعدادي مر عليا كأسوأ مايكون في حياتي .
وكانت اخواتي التوأم في اخر مرحلة من الثانوية , وبعدها ليس لهم جامعة في المملكة فهم أجانب ليس من حقهم دخول جامعات في المملكة . وكان القرار أنهم سيسافروا الى مصر الحبيبة لكي يكملن الدراسة الجامعيه .
أما نحن فبقينا في المملكة لأن أختي الصغيرة عندها ثقبين في القلب . وكانت تعالج في المستشفى ولن نرجع الا بعد ان تكمل علاجها .
بعدها انتقلنا من الأحساء إلى منطقة أخرى بالقرب من الرياض اسمها حوطة بني تميم , وسافرا خواتي الى مصر ليقيموا عند جدتي واخوالي كما كنت انا عندهم من قبل , ورجعت انا وامي وابي واخي واختي الصغيرة الى المملكة .
كانت امي خائفة جدا على اخواتي من دخولهن الجامعه , اكثر مما تخاف اي ام على بناتها عند دخول الجامعه , لأنهما أتوا من دولة فيها عادات وتقاليد وتحفظات , الى دولة فيها عادات وتقاليد مختلفة جدا وفيها انفتاح وحرية غير ما تعودنا عليه , وايضا الاختلاط الغير معتاد علينا , فهناك المدرسة كلها نساء من طالبات ومدرسات وعاملات حتى البواب يكون زوج احدى العاملات حتى تقابله وتاخذ منه الطلبات الخاصة بالمدرسةاو تساعده في اي شيء
المهم كانت جدتي بمثابة الام الحنونة عليهم اكثر من امي , لاسيما وهي التي ربتهم عندما كانوا صغار قبل ذهابنا الى المملكة . وجدي واخوالي كالآباء لهم .
كنت احن كل لحظة الى اختي الكبيرة واعد الايام واليالي لاعود والتقي بها واجلس معها واحكي لها وتسمعني , ازدادت حالتي سوءا بعد انتقالنا الى هذه البلدة الجديدة
كنت اجلس في الفصل لا احد يتحدث معي لاني جديدة في المنطقه ولا اعرف فيها احد
يأتي وقت الفسحة الكل يخرج وانا ابقى بمفردي في الفصل , ليس عندي اصدقاء
اذكر اول مادخلت الفصل تسابقت الطالبات علي وكانت هذه اسئلتهم
ما اسمك؟
ما جنسيتك ؟
من وين جايه ؟

عندما كنت في الإجازة الصيفية في مصر , ذهبت إلى مدرس لغة انجليزية ودرست عنده منهج الصف الثاني الإعدادي وذهبت إلى مدرس اخر للرياضت لادرس عنده المنهج السعودي الخاص بالصف الثاني الإعدادي
قررت ان ابدء حياة جديدة بعيدة عن الذنوب والمعاصي التي كنت غارقة فيها , وقررت بداية عام جديد في منطقة جديدة
بدأت الدراسة وكنت متفوقة جدا في جميع المواد , الرياضيات وسبق شرحها لي وكذلك اللغة الانجليزية , أما اللغة العربية كان ابي يذاكرها لي والمواد الشرعية كنت انا اذاكرها ولله الحمد كنت متفوقة فيها جدا .
ولكن الوحدة كادت تقتلني , لا اخوات , ولا صديقات ,, بقيت وحيده مع نفسي والشيطان , اجلس وحيده بمفردي في غرفتي وأجلس ابكي بالساعات لا احد يعرف عني شيئا , وكنت انتهز فرصة غياب امي وابي عن البيت لأفتح التلفاز واستمع الى الاغاني او اشاهد مسلسل يسلي وقتي ويشعرني بالحنين الى بلدي واهلي والى سماع كلامنا المصري
نعود الى الظلام الذي كنت اعيش فيه , ياربي حتى زميلاتي كانوا لا يسلمون علي الا اذا كان في واجب يريدون نقله مني, واذا لم يكن في واجبات لا يسلمون علي , ولا يلقون علي حتى السلام , واذا مرضت فليس لهم علاقة بي , عادي فأنا لا اعني لهم شيئا الا لمصلحتهم ,
كرهت نفسي , وكرهت ان اكون متفوقة في دروسي , واصبح عندي اكتئاب شديد
كل هذا ولا احد يعلم عني شيء الا ربي سبحانه علام الغيوب , كنت الحمد لله متفوقة في المدرسة , لكن كان يحدث لي شيء غريب , اذا جاء وقت الامتحانات يزداد الهم والضيق ولا اعرف اذاكر اي شيء واذهب الى الامتحانات من غير مذاكرة فقط اعتمد على الله اولا ثم على ما فهمت من خلال الشرح في الفصل
وكان الجميع ينتظر ان اكون الاولى على الفصول كلها , لانه ذاع صيتي في المدرسة بين المعلمات والطالبات باني ممتازة و
وهنا تاتي الصاعقة اني حتى لم انجح بتقدير ممتاز
سبحان الله المعلمات يكاد يحدث لعقولهن شيئا , كيف , ولماذا
انتي كنتي تجيبين على الاسئلة في الفصل بتفوق , وكنتي متميزة ونشيطة , حتى الطالبات استغربن من ذلك .
ولكن هذا ما يحدث لي عند كل امتحانات , اشعر بالضيق والهم ولا اطيق الكتاب ولا المذاكرة .
وتاتي كلمات امي الجارحه لتهنئني بالنتيجه الغير متوقعه مني ,, ولكن ماذا افعل هذا قدر الله .

انتهت السنة الدراسية وعدنا لنقضي الاجازة الصيفية في مصر , وخلال الاجازة لم اشعر بالفرحة التي تغمرني بوجودي مع اخواتي واقاربي , بل كنت منعزلة عن الجميع وابكي كالعادة ولا اعرف سبب بكائي , حتى تحدثت مع ابي ووصفت له حالي وبعض الاشياء التي كنت اشعر بها لان ابي كان اقرب لي من امي وكان يسمعني اذا اشتكيت له وكان دائما يحدثني عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة ويحبهم الى قلبي .
فقلت له : بابا انا بحس بحاجات غريبه بتحصلي ,,
قال : بتحسي بإيه
قلت : انا دايما مخنوقة ومتضايقة وزهقانه وعايزة اقعد لوحدي
وفي حاجه غريبة بتحصلي كمان
قال : ايه الحاجة دي
قلت : لما بدخل الخلاء اعزكم الله , بعد ان اقضي حاجتي اجلس وقت طويل جدا في الخلاء لا اعرف لماذا ولا اشعر بالوقت الذي يمر علي وانا بالداخل الا اذا اتى من يريد ان يدخل او احد نبهني وطرق الباب , وايضا عندما اكون جالسه تكون يدي اليسرى فوق اليمنى وتكونان على شكل صليب والعياذ بالله , وعندما اسرع بالفكاك لا استطيع شيء ما يمنعني من فكها .

فقال : لا تقلقي خير ان شاء الله ساعرضك على طبيب نفسي


لكن ابي عرضني على طبيب نفسي , وذهبنا , ودخلت امي معي عند الطبيب , وكل ما يسألني لا اجيب الله المستعان كأن شيء يربط لساني لا استطيع ان اتحدث , وبعدها قال لي : ماما تخرج بره ؟؟
قلت يا عم الحاج ماكان من الصبح لسه فاكر
قلت : نعم
فخرجت امي : )))

وقال لي : يلا قولي مالك
بتحثي بايه < الطبيب كان عنده كل الحروف ضاربه عاملة حادثة >> يعني يتحسي بإيه ؟
لا استطيع التحدث , شيء ما يخنقني بشدة كلما اردت التحدث
فأخذ يطرح علي الاسئلة وانا اجيب بنعم ولكن نعم كانت تخرج بصعوبة واحيانا اهز رأسي

أسلامى حياتى 12-07-2010 02:32 PM

رد: سلسلة رحلتي إلى النور أم الزبير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الحبيب صلى الله عليه وسلم (( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )) .

بعد ان طرح عليَّ الطبيب عدة أسئلة لكي يشَّخّص من خلالها حالتي , كتب الدواء المناسب لحالتي , بعد ذلك تحدث إلى أمي وقال لها لا تتركوها بمفردها لأنها ممكن تأذي نفسها , وحاولي أن تأخذيها معك في كل مكان تذهبين إليه , واشغليها معك .

نزلت هذه الكلمات على مسامع أمي كالرعد , أمي تحبني جدا ولا تريد أن يصيبني أي مكروه , لذلك هي لا تتحمل أن أقول لها أنه يصيبني مثل هذه الأمراض السيئة , هي تريد أن أشتكي فقط من صداع في الرأس , أو اشتكي من الزكام , أو مغص , ولكن هي لا تتحمل أن يصيبني أكثر من هذا .
لذلك عندما كنت أصف لها ما أشعر به , كانت لا تصدقني أو لا تريد أن تصدقني , وتظن أني أدّعي ذلك , وكانت دائما تقول لي الإنسان الذي يدعي المرض بصفة مستمرة يصيبه الله بالأمراض دائما .

بعد أن أخذت العلاج الذي وصفه لي الطبيب , والذي جعلني أنام لمدة يوم كامل أربعه وعشرين ساعة نوم متواصل وإذا أخذت هذه الحبوب بعد دقائق يبدء مفعولها فلابد أن أنام وإلا سقطت في أي مكان من شدة النوم الذي يحل علي .
أمي خافت علي من هذه الأدوية وقالت لي لا تأخذيها أنتي ليس فيك مكروه , ولا تأخذيها وفعلا سمعت كلامها ولم آخذها , وقد كتب لي الطبيب على إعادة , فرفضت أن أعود إليه مرة ثانية , أتعرفون لماذا ؟؟


لأني وجدت أن ما أشعر به من الأشياء التي تحدث لي هي لا تساوي شيئا بجانب ما رأيته هناك في عيادة الطبيب , الله المستعان , والحمد لله على نعمة العقل ونعم كثيرة , بالمقارنة مع المرضى الذين رأيتهم فأنا سليمة جدا .
فمنهم من يكلم الحائط , ومنهم من ينظر إليك نظرات مريبه , ومنهم من يصدر عنه أفعال غريبة جدا ..

فالحمد لله وجدت اني ليس بي شيئا بالمقارنة معهم
فطلبت من أمي أن لا تعود بي إلى هذا المكان مرة أخرى , وبعد ذلك انقضت الإجازة الصيفية وسافرنا الى المملكة مرة أخرى .
بدأت أمي تهتم بي بعد ما ألم بي من المرض النفسي , فجزاها الله عني خيرا قد ساعدتني على الإلتحاق بمدرسة تحفيظ القرآن الكريم , وفيها حفظت خمس أجزاء ولله الحمد وكنت في الصف الثالث الإعدادي .
وساعدتني أيضا أن ألتحق بحلقات التحفيظ بعد العصر وقد كانت في نفس المدرسة , ولله الحمد والمنة حفظت أيضا خمس أجزاء . وأصبحت أحفظ عشرة أجزاء .
فكانت أمي فرحة جدا بي وكأني بدأت أعود إلى سابق عهدي بالتفوق الذي ابتعدت عنه لمدة سنتين , وبدأت العلاقة تتحسن نوعا ما بيني وبين أمي ولكن الحواجز التي بنيتها بيني وبين أمي منذ سنين لم تتكسر بسهولة إلى ذلك الوقت فكانت العلاقة بيننا جيدة جدا وليست بالممتازة , لعل كلمات الطبيب تركت أثر في قلب أمي الحبيبة .
وأذكر عندما جاء نهاية العام الدراسي وكان هناك حفلة لتكريم الحافظات للقرآن , وقد حصلت على تقدير ممتاز وحصلت على خمسمائة ريال . عندما نادت المعلمة على اسمي وذهبت لأتسلم جائزتي وعدت إلى أمي ..
الله أكبر ..
أمي ماذا فعلت ؟؟!!





لقد قبلتني وعانقتني !!
امي لقد اشتقت لذلك منذ زمن بعيد
امي اين كانت هذه القبلة
ماما بحبك والله
ليه بعدتي عني
غفر الله لي ولك
وسامحني الله وسامحك يا امي
امي انا التي كنت اقرب اخوتي اليك
ماذا جرى لحبك لي
لماذا اصبحت افهمه بالعكس
باربي
لن أنسى تلك الحظة التي قبلتيني فيها يا ماما
ندمت أشد الندم على بعدي عنك
حتى لو كنت قاسية
لكني لم أفهم أن قسوتك هذه هي خوفا علي وحبا في ابنتك
آآآآآه يا امي لو تعلمي ما بداخلي من الآلام وأنا أكتب هذه الكلمات
أود أن أقبل قدميك يا امي



لا إله إلا الله
لأمك حق لو علمت كبيرُ
كثيرك يا هذا لديه يسيرُ
وكم ليلة بات بثقلك تشتكي
لها من جواها أنَّةٌ وزفيرُ
وفي الوضع لو تدري عليها مشقةٌ
فكم غص منها الفؤاد يطيرُ


بهذا تنتهي المرحلة الأولى من حياتي , بانتهاء الصف الثالث الإعدادي , وكانت اخر سنة لنا في المملكة , فلقد كان اهل حوطة بني تميم اهلٌ طيبون , ماشاء الله عليهم يطبقون السنة بحذافيرها , ويطبقون الشرع والدين كما جاء ماشاء الله , والدعوة إلى الله متوفرة في هذه البلدة بشكل رهيب , الآلاف من الكتيبات والشرائط الإسلامية توزع في الخير , لقد عشنا فيها سنتين لكن هاتين السنتين كانتا عصر التدين الشديد لأمي وأبي وأنا أيضا , ازداد الإلتزام في هذه البلدة المباركة , وازداد تمسك امي بالدين ..

وفي نهاية هذه المرحلة بدأت بأشاي غريبه جدا هذه المرة تختلف عما سبق , لم أفهم معناها إلا بعد سنين ,,,
وها نحن نعود إلى بلادنا الحبيبة مصر , وكان هذا الحلم المنتظر بالنسبة لي , أن أعود وأعيش بين أحضان أهلي وناسي , فكم كنت أحن إليهم في كل لحظة تمر بي .

العودة إلى مصر ليست بالشيء الهين
سألاقي من الفتن الله المستعان ما ظهر منها وما بطن
كيف سأقف أمام هذه الفتن
كيف ستكون علاقتي بأمي هذه المرحلة المقبلة
ماذا يصيبني من تدهور في الحالة مرة ثانية بعد أن أسترجعت قواي
هذا ما سيكون في المرحلة الثانية من حياتي ..

أسلامى حياتى 12-07-2010 02:33 PM

رد: سلسلة رحلتي إلى النور أم الزبير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انتهت اخر سنة لنا في المملكة , وانتهى رزقنا الذي كتبه الله لنا في هذا البلد المبارك , ودعنا الأحبة , وكانت الأحزان تعلو الوجوه , والدموع تسيل , ولكن هذا قدر الله ..
بكى لفراقنا أناس كثير , أحبناهم و أحبونا واجتمعنا في غربة , لكن على حب الأخوة في الله , فسلمنا على جارتنا المصرية أم محمد , وجارتنا الفلسطينية أم علاء والآخرون ودعناهم على أمل القاء في الجنة إن شاء الله , كما سألتقي بكم إن شاء الله .
لئن لم نلتقي في الأرض يوماً
وفرق بيننا كأس المنون
فموعدنا غداً في دار خلدٍ
بها يحيا الحنون مع الحنونِ

كانت الفرحة تغمرني وتعلو محياي , أخيراً سأعود إلى موطني الأصلي , سأعود لكي استنشق هواء بلدي , وقد كنت استنشقه منذ وصول الباخرة إلى الميناء المصري , وكأن هواء البحر يعانقني , أجمل لحظة عندما أنزل من الباخرة إلى أرض ميناء سفاجا المصري , وكنت عندما تقترب الباخرة من الميناء , كنت أود أن أسبح في البحر إلى أن أصل إلى البر , لم أكن أتحمل أي لحظة تؤخرني عن الوصول , لم أكن أطيق أن تقف الباخرة وينزل من فيها السلاسل لكي ترسي على الرصيف ...

يا الله كم هو إحساس جميل , والناس من حولي كلهم يتكلمون بنفس لهجتي , وجوههم , وتصرفاتهم وعاداتهم , لقد كنت منذ لحظة وصول الباخرة أقف هكذا أمام كل شيء وأتأمله , وأسأل أمي دائما لماذا يقولون هذه العبارة , لماذا يأكلون هذا , لماذا يرتدون هذه الملابس , لماذا ,, لماذا ,, لماذا ,, هذا السؤال تكرر تقريبا لمدة سنتين منذ وصولنا , لأني قضيت عشر سنوات من عمري بعيده عن مصر , فبالتأكيد أن كل شيء يكون غريب نوعا ما بالنسبة لي , وكان كل شيء من حولي يثير فضولي أن أعرف سببه , ولماذا , وأين و .

بدأنا حياة الإستقرار وكل منا ينظم حياته الجديدة , وقامت بعض المشاورات هل سألتحق بالثانوي العام أم الثانوي الأزهري , عام أم أزهر ؟؟؟

في النهاية استقريت على الثانوي العام , وكانوا يقولون انتي جئتي من السعودية وحافظه عشر اجزاء ودرستي المواد الشرعية هناك , يعني ليس من الداعي أن تلتحقي بالأزهر , يكفيكي ما درستي من المواد الشرعية , ويكفي أن تضعي كل اهتمامك بالمواد الأخرى .

بدأت اتصل بصديقات الطفولة , واتفقت معهن على الدروس الخصوصية في المواد المهمة , ودخلت الصف الأول الثانوي وأنا حلمي وقتها أن أصبح دكتورة أطفال , سبحان الله تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .

وجاء موعد بدء الدراسة , وبدء العام الدراسي الجديد , وتوجهت إلى المدرسة في الصباح الباكر , وأنا أرتدي خماري وحقيبتي , ودخلت من البوابة الخاصة بالطالبات , وانتظم الطابور الصباحي , وهنا المفاجأة والضحك ...

بدئت طالبة تتحدث في المذياع وبعد أن القت كلمة على مسامعنا , أخذت منها مدرسة الألعاب المايكرفون , وصاحت فينا
مدرسة صفا
ماهذا الطالبات جميعهن يتحركن إلى اليمين !!
مدرسة إنتباه

ياربي !! الطالبات يرجعن إلى ماكانوا عليه من الوضع المنتظم في الوقوف !!

مدرسة صفا
يتحركن إلى اليمين !!
مدرسة انتباه
يعدت مرة اخرى

:)) وأنا أقف كالبلهاء في مكاني ولا اتحرك , واستغراب ودهشة غريبة جدا , ماذا يفعلون ؟؟
أول مرة أرى مثل هذه الحركات , وصاحت بي المعلمة قائلة : << انتي يا ماما ماتتحركي ولا لسه نايمه على نفسك , اتحركي يا حبتي , وريني شغلك >>
ابتسمت ابتسامه غبيه وأومأت لها برأسي و لم أتحرك من مكاني ..

بعد ان انتهت المعلمة من تمارين الطابور << طلعت تمارين وانا مش واخده بالي .
صعدنا إلى فصولنا , وجلست في مقعدي , وكل طالبتين في مقعد مع بعض , وبدأت الحصة الأولى .

وهنا المفاجأة << ياربي مفاجأة تلو الأخرى في بلدي الحبيبة
دخل المعلم ..
يا حلاوة
معلم!!
يعني مش معلمة كما تعودت ان تشرح لي معلمة في الفصل ,, الله المستعان
كيف سأنظر إليه وهو يشرح , وأنا إن لم أنظر إلى المعلمة لا أفهم , كيف سأستفسر منه عما لا أفهمه , كيف سينادي على إسمي لأجيب عن الأسئلة .
كنت دائما أخجل من العلمين , وكنت أجلس في الفصل كالمقعد الذي أجلس عليه , كنت ألاحظ ما يفعلنه البنات , من حركات وكلمات , من ملابسهن وطريقة لبسهن للحجاب , من المزح مع المدرسين , والمزح مع بعضهن البعض , كنت ألا حظ التفوق من حولي , ماشاء الله على تفوق الطالبات , أشعر وكأنهن عبقريات , وان اسماء الممتازة في المملكة , تكاد تكون صفر على اليسار بالمقارنه معهن , ماشاء الله ,

الناس من حولي وضعوني في مكانة لم أكن أستحقها , كانوا دائما ينظرون إليّ على أني بنت الصالحين , أمي منتقبة وتساعد الناس المحتاجين , وأبي شيخ وجميع الناس يحبونه , ويلقي المحاضرات في المسجد , إذا سمعه السامع ظن أنه الشيخ كشك عليه رحمة الله , وكان أبي يحبه جدا لدرجة أنه رآه في المنام أكثر من مره وقال له أبشر أنت في الطريق الصحيح وأنت مع أبو بكر والرسول صلى الله عليه وسلم , وأيضا من شدة حب أبي لعمر بن الخطاب , رأى رؤيا بأنه ينادي امي بأم عمر وقد كانت حامل أثناء هذه الرؤيا , وعندما وضعت أخي سميناه عمر و وقد رأى أبي عمر بن الخطاب في رؤيا , وقال لي عندما قرأت في الكتب عن وصف عمر بن الخطاب تأكدت أن الرؤيا كانت حق وأنه كما رأيته في منامي , سبحان الله
كانت نظرة الناس لي ولأخواتي البنات أننا بنات ملتزمات ونرتدي الخمار , وانا حافظه عشرة أجزاء , وأخذ الناس يسألوني في بعض الأشياء فكنت أجيب بما تربيت عليه هناك في المملكة وبما درسته أيضا ,
كل هذا جعلني أرى نفسي والعياذ بالله , وظنت وقتها أني قد وصلت الى نهاية العلم , ولم اعد بحاجه الى تعلم اي على شرعي بعد الذي تعلمته في المملكة .
انشغلت أمي في عملها , وأبي في عمله , وأخواتي في الجامعه و أنا في المدرسة والدروس الخصوصية , كنت أقضي فيها كل الوقت منذ خروجي من المدرسة
وكنت أرجع الى البيت متعبة جدا , وأحيانا لا أهتم بالطعام كما أهتم وأتوق إلى السرير الذي ألقي عليه مشقتي وعنائي طوال اليوم .
كانت هذه الحياة عادية جدا بالنسبة لصديقاتي لأنهن بساطة تعودن عليها , أما أنا فقد جئت من الراحة والرفاهيه ,إلى المشقة والعناء مابين مدرسة ودروس .
فلم أكن أفعل شيء سوى أني أستيقظ من نومي ارتدي ملابسي وأفطر و أذهب إلى المدرسة وأخرج من المدرسة أذهب الى الدروس وأعود إلى البيت في اليل , ألقي بحقيبتي على الأرض وأنام على السرير دون أن أنزع ملابسي .
وهكذا يوم بعد يوم واسبوع بعد اسبوع وشهر بعد شهر الى ان جائت نهاية الفصل الدراسي الأول وجاء وقت اعلان النتيجة ...



كانت النتيجة أني رسبت في ثلاثة مواد , الهندسة والجبر والكيمياء
الله المستعان , وكان الأمر عادي جدا بالنسبة لي لانه كان شيء متوقع من طالبة ليس لها من دراستها سوى النوم والمشقة في الشوارع طوال اليوم .
وبختني أمي شديدا , وأسمعتني كلمات يندى لها الجبين , ولكن لا يلام المرء على تقصير ليس من صنعه , لم أجد من يوجهني ولا من يأخذ بيدي , فأمي تعودت على أن ابنتها ممتازة وتحصل على الدرجات العالية و
ولكنها صدمت , سبحانك ياربي ...
بدأت اتعلم كيفية المذاكرة وشيئا فشيئا , بدأت الأمور تسير على مايرام , وجاء النصف الثاني من الدراسة والحمد لله نجحت في السنة الأولى من الثانوية العامة .

وجددت النية , أن اجد واجتهد لكي أحصل على مجموع عالي لألتحق بكلية الطب كما كنت أحلم دائما , وكما كانت أمي تقول دائما بأني سأكون طبيبة

كل هذا وانا بعيده عن القران , لم افتح المصحف طوال هذا العام الا في رمضان وكانت مرات نادرة جدا , بدأت انسى ما حفظته شيئا فشيئا .
نسيته تماما الا بعض السور من جزء عم , الله المستعان , لم يكن عندنا هم اكبر من الدراسة والثانوية العامة والمجموع العالي و
جائت السنة الدراسية الثانية , واعوذ بالله من هذه السنة , بدأت معاناتي مع الدراسة أصحو مبكرا واذهب الى المدرسة وبعدها الى الدروس الخصوصية وبعدها الى البيت , ولكن هذه السنة بدأت أشعر بألآم شديدة في رأسي .
كنت أشعر بدوار وصداع معاً , وكنت أحلم دائما بأن هناك قسيسين يمسكون الصليب ويطوفون في الكعبة , والعياذ بالله ,
وإذا أمسكت بالكتاب لكي أذاكر أشعر بدوار شديد في رأسي لدرجة أن رأسي يسقط مني وأمسكه بيدي ولا أقدر على حمله , فأسارع بغلق الكتاب وأذهب إلى النوم .

أعتذر عن إكمال القصة لأنه كالعادة أبي يريد الجهاز
انتظروني في الحلقة القادمة من المرحلة الثانية .

أسلامى حياتى 12-07-2010 02:34 PM

رد: سلسلة رحلتي إلى النور أم الزبير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت دائما أرى في منامي أن قسيسين يمسكون بالصليب ويطوفون بالكعبة , وكنت أرى أيضا كلب لونه بني وأنا خائفة جدا جدا منه , بدأت أشعر بأعراض غريبة جدا منها أيضا أني عندما أجلس لكي أتناول الطعام أشعر بألم شديد في جميع جسدي وأترك الطعام وأذهب إلى الفراش وأستلقي عليه وأنام , أو أحياناً أخرى أكل بشراهه ولا أشعر بالشبع أو أني أكليت كثيرا , كنت أنام بصفة مستمرة ولا أشعر بأني نمت , وعندما كنت أكتب حرف t في اللغة الانجليزية كنت أراه على شكل صليب أو أكتبه على شكل صليب , أعوذ بالله
تركت صلاتي وإن صليت فبعد التسليمتين لا أعرف إن كنت صليت أم لا فبمجرد أن أدخل في الصلاة يشرد ذهني فلا أدرك شيء الا عندما أسلم وأقول لنفسي هل أنا صليت أم لا ولكن أعلل ذلك بأني لو لم أصلي لما وصلت إلى التسليمتين .. الله المستعان

كانت أيام صعبة جدا , دائما كنت أشعر بضيق في صدري , واختناق , واذا ضحكت وجلست مع اصدقائي , بعدها مباشرة اجلس ابكي لفترات طويلة ولا اعرف ما السبب .
كهذا كان حالي , بعدت عن ربي وعن طاعته , كان شيء ما يصدني عن العبادة وعن الطاعة , ودائما كنت أشعر بألم شديد في ذراعي الأيسر , فيحدث فيه تنميل ويصبح لونه أزرق ويصبح ثقيلا لدرجة أنه يكاد أن يسقط من جسدي , أحيانا كانت زميلاتي يحملن لي حقيبتي من شدة الألم .
أمي كانت تظن أن آلآم ذراعي الأيسر ممكن يكون لها علاقة بالقلب لأنه في جهة اليسار , وأتذكر أننا عندما كنا في اخر سنة في المملكة ذكرت لها ولأبي ذلك الألم الذي أشعر به في ذراعي , كانت تقول هو من شدة البرد , اشربي مشروب دافيء وإرتدي ملابس ثقيلة ويزول عنك الألم , وعندما كنا في فصل الصيف ذكرت لها هذا الألم أيضا فلم تعرف ما السبب ولم تلق له بالاً , ظناً منها أنها أوجاع بسيطة وستزول إن شاء الله
ولكن الألم اشتد , وكل يوم الحالة في تدهور , والحالة تزداد سوءا , وأنا ابتعد أكثر عن ربي ...
ازدادت آلام رأسي وشعوري المستمر بالدوار والصداع في آن واحد , وبين الفينة والأخرى كان يظهر الألم في ذراعي .

ولا بد للوادي أن يحيض ....
جئت في يوم من الأيام وأنا أبكي أثناء سيري في الشارع وصلت البيت وأنا أبكي من شدة الألم الذي أشعر به في رأسي . فلم أعد أتحمل أكثر من هذا العناء ,
هنا تنبهت أمي لأمري , وجدت أن ما يحدث لي غير عادي , أنا لم أخبرها شيئا عن احلامي او عن الام ذراعي التي كنت اشعر بها , ولكن ماكنت اشتكي منه بصفة مستمرة هو الام رأسي .

لا أعرف لماذا طلبت أمي من أبي أن يذهب بي إلى شيخ ليقرأعلي , وقد طلبت منها هذا الشيء عندما كنا في المملكة وقلت لها يا أمي أريد أن أذهب إلى شيخ ليقرأعلي , وقتها أسمعتني كلمات جارحه وقالت لا تشغلي بالك بمثل هذه التفاهات , ولا تدعي الأوهام والأمراض , اقرئي على نفسك أفضل , ولم تخبرني كيف أقرأ على نفسي وما هي الأيات التي أقرأها , ولم تساعدني وظنت أن هذا دلع زائد مني أو أني أشغل بالي بأشياء ليس لها وجود ..

فسبحان من يقول للشيء كن فيكون , اتصل ابي بأحد أصدقائه كان لديه خبره بمثل هذه الأمور , وشرح له بعض الأشياء التي يلاحظها علي وإن كان لا يلاحظ شيئا سوى اني اشتكي من وجع في راسي , فقال له الاخ الذي كلمه ابي : اعمل لها اختبار لكي نحدد ماهي حالتها , عين ام سحر ام مس ... عافاكم الله .

فقال لي ابي : قولي بسم الله أوله وآخره وخذي نفس , واستمري على ذلك لمدة خمس دقائق , فعلت ذلك

بسم الله اوله واخره
نفس
بسم الله اوله واخره
نفس
لم استطيع ولم اطيق ان اكمل سوى دقيقتين وبدأت اشعر بدوار في راسي وجعلت ابكي بكاءا شديدا ولا اعرف ما السبب وشعرت برودة في جسدي كله واختناق
قال ابي سنذهب غدا الى الشيخ ليقرأ عليك .
واتصل به وحدد معه موعد
وذهبنا في اليوم التالي : دخلت انا وابي وعمي الى منزل الشيخ , وضع يده على راسي وبدا يقرأ اوائل سورة البقرة
بدء ذراعي الايسر يهتز ويهتز
وبدء راسي يثقل بشده لدرجة ان الشيخ لم يكن قادرا على الامساك براسي
فقال الشيخ بعد ذلك اني مصابه بسحر والعياذ بالله
وقرأ لي على ماء وامرني ان اشرب منه واتوضأ منه وامرني بالاذكار والمواظبة على الصلاة وختم سورة البقرة كل ثلاثة ايام
حزنت امي شديدا , ولم تكن تصدق مايحدث لي , وان هذا السحر خاص بمذاكرتي وانه يصدني عن المذاكره
ياربي ...
انا لن اسامح ابدا اي انسان تسبب في إيذائي او إيذاء المسلمين وحسبي الله ونعم الوكيل على كل من يفعل هذه الأشياء .
لم اتمكن من المواظبة على اي شيء مما قاله لي الشيخ , لاني بساطة لم اجد من يعيني على ذلك فقد كنت مشغوله في دروسي , لدرجه ان الصلوات كانت تضيع مني وانا خارج البيت , وبقيت هكذا مدة طويلة الى ان جاء وقت الامتحانات , وكثرت المشاحنات بيني وبين امي بسبب عدم المذاكرة لكن والله كان هذا خارج عن ارادتي , عندما كنت امسك بالكتاب وابدء في التركيز والمذاكرة يصيبني التعب واترك الكتاب واقوم
عندما كانت امي تتصل بالمدرسين وتسألهم عن مستواي الدراسي كانوا يقولون لها : اسماء ماشاء الله عليها ذكيه جدا وعندها سرعة بديهه وتفهم المعلومة من اول مرة
ولكنها لا تذاكر , تعتمد فقط على فهمها للدرس , واحيانا تكون ممتازة جدا واحيانا تكون ضعيفه جدا , حالها عجيب , لا يستمر على شيء معين , يرتفع وينخفض , نحن نستغرب منها جدا .

سبحان الله كان ابي يقول لي دائما هذا ابتلاء والمؤمن مبتلى عليك ان تصبري , كنت ابكي لان حالي لا يعجبني
كنت اشتاق ان امسك بالكتاب واذاكر كبقية الطالبات
كنت اشتاق لان اصلي واشعر بحلاوة مناجاة ربي
كنت اريد ان اسعد امي وابي وان احقق لهما ما يتمنونه
كنت اريد ان اصبح طبيبة كما ارادت امي
لكن.......
لم استطيع فعل هذا , لم ياخذ بيدي احد , هذه الاشياء تحتاج لصبر ايوب , امي وابي كانوا يكتفون بتوجيه النصائح فقط , ويعتمدون على اني انسانه عاقله وفاهمه واعية لكل شيء , لكن انا بشر
انا بشر
انا انسانه
انا لست ملاك حتى تكون افعالي كلها صحيحة
ولست شيطان حتى تكون افعالي كلها خاطئة
لقد حاولت كثيرا ان ارقي نفسي , ولكن الاوجاع التي كنت اشعر بها كانت تمنعني من المواظبة والاستمرار
كان الشيطان يصدني
وانا كنت مستسلمة له ولنفسي
اكتب كلماتي هذه ودموعي تسيل على خدي
نعم لقد ضاع الكثير مني بسبب هذا الشيء الذي اصابني , وكان كل من حولي مشغول بنفسه وبحاله .
لم اجد من يساعدني وياخذ بيدي ويقويني على هذا الشيء الضعيف
بل كنت أُلام وأُوبخ , واتهم باني مقصرة , كانوا يحملوني المسئولية كاملة , كيف لي ان اقوى على هذا وانا لا اصلي ولا اقرا القران
كل همي ان اذهب الى المدرسة وان احصل على مجموع عالي , لم يذكروني بالله ولم يعطوني شريط اسمعه ولا كتيب اقرأه
فقط
ذاكري
حتى تحصلي على مجموع
الاطباء والعلماء سهروا اليالي وتعبوا من اجل تحقيق الهدف
سنفتح لك العيادة
بل مستشفى
سيقال عنك الطبية فلانه بنت فلان
فقط
هذا ما كنت اسمعه
جاء موعد الامتحان ومرت علي الايام صعبة جدا , وحصلت في النهاية على مجموع منخفض جدا جدا
ومرضت امي بسبب حزنها
وبعد ان مرت الايام واليالي , وبدء الاستعداد للمرحلة الثالثة والاخيرة من الثانوية العامة , تحدثت معي امي ونصحتني بان اجتهد حتى ادرك ما فاتني , وسمعت نصائحها وعدتها بان اجتهد واذاكر ,
ولكن حدث المعتاد من امري
لا استطيع المذاكرة
ولم اجرؤ على مصاحبة البنات الممتازات لاني اقل منهن وليس لديهن وقت يضيعنه مع امثالي من المتاخرات , فكان لدي صديقتان , لم يكن لديهما كلام او حديث الا عن الاغاني والشباب والمعاكسات , وكانوا يقولون اني الشيخه بتاعتهم لاني كنت ارتدي الخمار ,
في هذا الوقت كانت التي ترتدي الخمار ماشاء الله لابد ان تكون ملتزمه حق الالتزام , والتي ترتدي النقاب تكون خلاص وصلت الى اخر درجة من درجات التدين والالتزام .
تعلمت منهن سماع الاغاني, فكنت اتبادل معهن الاشرطة , واسمعها في الخفاء من دون علم والديَّ , لانهم اذا علموا بامري سيضربوني , كانت هاتين الصديقتي يفعلون اشياء كثيرة كنت ارفضها ولم اكن احب ان افعل مثلهما , ولكن قل لي من تصاحب اقول لك من انت !!
نظرة الناس من حولي اني افعل مثلهم
فكنا كثيرا ما نضحك بل كل كلامنا ضحك , واحيانا نظر الى بعضنا ونضحك ضحكا شديدا , كنا نسخر من المدرسين ونسخر من بعض الطالبات , وندندن بالاغاني التي كنا نحفظها , لكن خارج المدرسة فانا ليس لي علاقة بهما . فقط داخل المدرسة كنت اجلس معهم .
لان طريقة مشيهم في الشارع لا تعجبني , وملابسهم الضيقو وارتداءالبنطال الضيق الذي يكشف اكثر مما يستر كان لا يعجبني ذلك .
وكنت اخجل ان امشي معهم .
استمر بي الحال على هذا الوضع , وتدهورت علاقتي بامي , واصبح في بيتنا شجار دائم ومستمر , امي من ان تصحو من نومها الى ان اعود الى البيت وهي تصرخ وتوبخ و
والله كان الله في عونها .
فابي مريضا وهو مشغول بعلاجه ومرضه , فكانت امي تقوم بدور الام والاب معاً .
اوشكت السنة الدراسية على الانتهاء وحان موعد الامتحانات
وظهرت بعد ذلك النتيجه وكانت اني رسبت في مادة الفيزياء
مرضت امي اكثر واكثر , واذكر يومها دخلت غرفتها استلقت على فراشها واغلقت الباب عليها , ولم ترد على الهاتف في هذا اليوم .
وكأن في بيتنا عزاء
وانا ايضا مرضت مرضا شديدا , فكنت استيقظ من نومي ابكي من شدة التعب , واركض الى الخلاء لكي اتقيء فلا استطيع
ولم اكن اقدر على الجلوس ولا النوم ولا اي وضع كان يريحني
الى ان جاء موعد امتحان مادة الفيزياء ودخلت الامتحان والحمد لله كما دخلت كما خرجت لا اعرف ماذا كتبت ولا ماذا تركت !!

الفترة مابين انتهاء امتحان مادة الفيزياء الى ظهور النتيجه مهما قلت انها صعبة , فأنا عاجزة عن وصفها تماما
انقطعت صلتي بامي , لم تعد تتحدث معي, كنت اجلس في غرفتي لا اخرج منها , في هذه الفترة واظبت على الصلاة , صرت اقوم اليل وابكي وادعو الله ان يرزقني النجاح , واستغفر على ما فرطت في جنب الله .
والحمد لله ظهرت النتيجه والحمد لله نجحت : )
شهيق

ياربي بظهور هذه النتيجه انتهت الفترة الثانية من حياتي

واشرقت شمس حياة جديدة يملؤها الأمل والطموح , وتملأها رغبة في إصلاح ما أفسده الشيطان والنفس الأماره بالسوء وصحبة السوء .
رغبة شديدة وملحة من داخلي ان اتغير الى الأفضل
ولكن هل سيتركني الشيطان اعيش حياتي هنيئة ؟
وهل سأتغلب عليه ؟
وكيف سيكون حالي مع دخولي للجامعه ؟
وكيف ارتديت النقاب ؟
هذا ما سنعرفه في المرحلة الثالثة ان شاء الله
اعرف اني طولت عليكم ولكن اعذروني انتم من شجعني على الكتابة فلازم تتحملوا : )

أسلامى حياتى 12-07-2010 02:37 PM

رد: سلسلة رحلتي إلى النور أم الزبير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هكذا مرت فترة من حياتي كانت مليئة بالهموم والمشاكل والأحزان والمعاصي , ولكنها بفضل الله انقضت وانتهت ...
أما بالنسبة لإصابتي بالسحر , فعلمنا بعد ذلك أن المكلف بعمله هو نصراني , وهذا ما كنت ألاحظه دائما أني أضع رجلي اليسرى على اليمنى , عندما أكون نائمة أضع يدي اليسرى على اليمنى على هيئة الصليب , واحلامي دائما تكون في الكنيسة .. والعياذ بالله
انتهت المرحلة الثانية من حياتي والحمد لله نجحت في المرحلة الأخيرة من الثانوية العامة , وجاء التنسيق الخاص بالجامعات , وقد وضعوني على حسب المجموع الذي حصلت عليه في كلية الإقتصاد المنزلي في جامعة حلوان .
ذهبت أنا وأبي لنقدم ملفي وأوراقي للجامعه في حلوان , ولكن المسافة طويلة جدا جدا , وأنا بطبيعة الحال لا أحب السفر , ولا أحب السفر إلى القاهرة لانها مزدحمه جدا وأخاف من السيارات الكثيرة , هذا من الطبيعي لأن البلدة التي أقطن فيها ليست مزدحمه مثل قاهرة المعز , أنا اعتبرها دولة منفصلة عن دولة مصر : )) ماشاء الله .
فشعرت بالخوف والإرتباك وانا لا اعرف اي شخص في جامعة حلوان , عندما عدنا انا وابي الى بلدتنا , بدئت أحكي لأمي وأقول لها لا اريد أن أذهب الى هذه الجامعه ولن استطيع ان اعيش بعيدة عنك , لأني كنت سأقيم هناك واعود كلما سمحت لي الظروف ان اعود , وهذا لم اعتد عليه ان ابقى بعيدة عن امي وعن بيتي , فخفت على نفسي .

وشعرت بالغربة وانا في بلدي , فالحمد لله الحمد لله الذي وفقني ان اسحب اوراقي واقدمها في جامعة اخرى قريبة من بلدتي مسافة السفر التي اقضيها هي ساعة إلا ربع , وهذه الجامعه في المحافظة التي تتبعها بلدتي , فكان الامر مطمئن بالنسبة لي , فأنا عندما اسافر الى جامعتي لا اشعر بتغيير او غربة ولله الحمد واغلب من فيها اعرفهم وهم من بلدتي ايضا .

الحمد لله فرحت امي كثيرا بدخولي الجامعه وكانت تظن اني لن احصل على شهادة علمية بعد الثانوية , والحمد لله التحقت بكلية الآداب , وكان الخيار مفتوح أمامي بين الأقسام التابعة لهذه الكلية , فكان هناك قسم اللغة الانجليزية واللغة الفرنسية واللغة العربية وقسم التاريخ وقسم الجغرافيا وقسم الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع وقسم الآثار .
ولكنكم تعرفون معاناتي مع المذاكرة , فمن منطلق رحم الله امرئ عرف قدر نفسه , انطلقت انا جميع هذه الأقسام تحتاج الى اجتهاد ومذاكرة و
فكان اسهل الاقسام هو علم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة
الفلسفة لا احبها وقال لي ابي ان دراستها لا تجوز , فلم ارضى ان اضيع اربع سنوات من عمري في شيء ليس له اهمية ولا يغني ولا يسمن من جوع .
فكنت اتمنى ان التحق بقسم علم النفس ولكن درجاتي لم تتوافق مع المجموع المطلوب , وعلمت بعدها ان هذا القسم يعتبر معقد بعض الشيء وانه لا يتناسب معي والحمد لله الذي يسر الخير لعباده فكم كنت احب علم النفس واقرا كتب في هذا المجال ولكن عسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم .
فكان قدر الله ان التحق بقسم علم الاجتماع , كانت اول مرة اذهب للجامعه والحمد لله اخترت قسم علم الاجتماع , واثناء دخولي الى الجامعه تعرفت على طالبة ولحسن الحظ انها كانت في السنة الاولى مثلي , ولكنها غير ملتزمه , اثناء وقوفي معها جاء صديق لها , فذهبت لتسلم عليه وقفت انا بعيده عنها , فنادتني قائلة :
اسماء .. تعالي
فلم اجبها
قالت يابنتي تعالي ,, عادي دا حماده زميلي من الثانوية وكنا مع بعض في المدرسة ( فكانت بلدتها فيها اختلاط في المدرسة بعكس بلدتنا لم يكن فيها هذا الشيء )

انا بداخلي قلت لنفسي وهل بدئت الحكاية بحماده , يا الله هل سأعود كما كنت ضائعه وتائهه , لا والله , لابد أن أغلق هذا الباب , لابد ان افعل شيئا يمنعني من مصاحبة من هم ليسوا من جنس الإناث , لن اسمح لأي شاب أن يتحدث معي أو تكون بيني وبينه علاقة حتى ولو كانت من باب الزماله ,
فقررت أن ارتدي النقاب , وسبحان الذي يقول للشيء كن فيكون , سبحان من اراد ان يكون الشيء لا يمنعه احد على وجه الارض ..
الحمد لله الحمد لله .
ذهبت بعد ذلك الى الجامعه ولم ارتدي النقاب بعد , وذهبت الى القاعة الخاصة بالمحاضرات , وجدت هناك الطالبات والطلاب ينتظرن موعد حضور الدكتور الذي سيعطينا المحاضرة وكانت في مادة الاحصاء ولكنها خاصة بعلم الاجتماع , فأثناء الإنتظار , تعرفت على فتاة جميلة جدا وكانت ترتدي الخمار مثلي , وقفت اسألها عن المحاضرات التي فاتني , واخذت منها جدول المحاضرات وتقريبا اصبحنا اصدقاء , ولكنها ليست من بلدتي , وسبحان الله هذه الفتاة تحب الخير لجميع الناس ولا تبخل على اي احد باي معلومة تعرفها , واذا سألتها مرارا وتكرارا فإنها لا تمل ولا تتضايق , والله إني لأحبها في الله , وأحمد الله الذي ارسلها لي , أثناء وقت الانتظار ايضا كانت هناك طالبتان تريدان ان تدفعا المصارف الخاصة بالجامعه وكانت الخزنة بجوار القاعة التي كنت انتظر عندها
هاتان الطالبتان كانتا ترتديا الخمار ماشاء الله كان الايمان يظهر عليهما
فألقت إحداهما السلام علي انا وصديقتي وتعرفت علينا وضحكنا قليلا وسألتنا من اين وفي اي سنة تدرسن وهكذا فعرفتها بنفسي وقلت لها انا فلانه وبلدتي هي ....
فوجدت وجهها قد تهل بشرا , وجدتها قد امسكت بيدي وهي فرحة والسعادة تغمرها , وفجأة سألتني
هل تعرفين سارة ؟
قلت هل تقصدين سارة التي في قسم التاريخ ؟
قالت نعم هي من نفس بلدتك ..
قلت نعم اعرفها معرفة شديدة منذ ان كنا اطفال صغار ...
معلومات بسيطة عن سارة حتى تتضح لكم الرؤية :
هي من بلدتي واهلها تابعون لجماعة ( الإخوان المسلمين )
وانا علاقتي بها من قبل السفر الى المملكة حيث كانت امي تذهب الى المسجد وتحضر معهم الدروس و
ها أنذا قد صرحت بالجماعة التي كانت تنتمي لها امي وابي قبل السفر .

نعود الى قصتنا
قلت نعم اعرفها منذ الصغر , قالت ماشاء الله
وتذهبين معها الى المسجد ,
قلت المسجد !!
لا فانا كنت منشغلة في دراستي جدا ولكن ان شاء الله سابدء من جديد واعود الى كل شيء جميل هجرته
وسأرتدي النقاب ان شاء الله
صعقت الاخت جدا
وقالت ماذا ؟؟!!
ترتدين النقاب ؟؟!!
لا ..
لا ترتديه ..
انتي هكذا جميلة ترتدين الخمار
ما الداعي للبسك النقاب
لا أخفيكم سرأً .. لقد جعلتني افقد ثقتي بنفسي لبضع لحظات ... ولكن سرعان ما تداركت نفسي .. وقلت لها ..
كلا
سارتدي النقاب ..
قالت لا انتي ماشاء الله هكذا رائعه
قلت لا بل ينقصني النقاب
قالت وهل هو فرض عليك ؟
قلت لا اعلم ولكني قررت ان البسه
النقاب افضل
فلما وجدتني مصرة على موقفي
قالت ربي يسرلك امرك ولكن انا اخاف ان يمنعك من الدعوة الى الله و
قلت لا تخافي ان شاء الله ربي سيكرمني اذا لبسته
واصبحنا بعد ذلك صديقتين حميمتين , علاقتنا قوية جدا ,
وكانت بدء الدراسة مع بدء شهر رمضان المبارك , فخرجت اليوم الثاني من رمضان لأشتري بعض الأغراض والأوراق لكي اعمل بحث كُلِّفت به وهو خاص بمادة الإحصاء , وفي طريق عودتي الى البيت توجهت الى مكتبة التوحيد الاسلامية , واشتريت منها نقاب
وذهبت مسرعة الى البيت , وارتديته وقفت انظر الى نفسي في المرآة , ,
هل أبدو جميلة ؟؟
هل سأختنق منه كما يدعي البعض ؟
هل هو مناسب مع لون الخمار والتير الذي البسه ؟
واخذت ابحر في التساؤلات الكثيرة
الى ان دخل ابي فجأة من الخارج
فأسرعت اليه والسعادة تغمرني ..
أبي ... أبي ..
انظر..
ما رأيك ؟
قال : الله أكبر ماشاء الله لا قوة إلا بالله
رائعة .. هل هذا نقاب امك ؟
قلت : لا يا أبي هذا نقابي انا اشتريته الان وسأرتديه .
فرح فرحا شديدا لا استطيع ان اصف لكم سعادته , وقد كان من قبل يقول لي لن تخرجي من البيت من دون النقاب وكنت ابكي واقول له لا احب ان تفرضه علي بالغصب انا سارتديه متى شئت ومتى يحلو لي
الان قد هداني ربي
الان قد انشرح قلبي ولله الحمد من قبل ومن بعد


لبست النقاب وذهبت في اليوم التالي الى الجامعه , والتقيت بصديقتي التي تعرفت عليها وسلمت عليها وقالت من انتي قلت لها الا تعرفيني انا اسماء اخذت منك الجدول البارحة وكنا نقف سويا نتظر وقت حضور الدكتور
قالت آآآه تذكرت
: ( يا ربي لا احب النقاب ولا المنتقبات
قلت لماذا ؟
هل رأيت مني شيئا أغضبك ؟
قالت : لا لكني أحبتك , وأنتي جعلتيني أحب المنتقبات ايضا .
سبحان الله اصبحت هي صديقتي المقربة , فهي قلبها صافي ماشاء الله و كنت احكي لها عن حالي قبل دخولي للجامعه وكيف كنت على الذنوب والمعاصي
فكانت تنصحني دائما وتعاون معي على فعل الخيرات
اما صديقتي التي كانت ترفض لبس النقاب فهي اكبر مني بسنتين , كنت انا في السنة الأولى وكانت هي في السنة الثالثة , قضيت معها اجمل سنتين , كانت هي المسئولة عني وعن بعض الأخوات
فكان هذا نظام سائد لدى هذه الجماعه
ان كل اخت تكون مسئولة عن بعض الاخوات , تجتمع بهن , وتلقي عليهن الدروس والوصايا , ويحفظن معها القرآن , فكنت اجلس معها دائما

انا من طبعي اني جريئة ولكن بنسبة ليست ضئيلة ولا بنسبة مرتفعه , يعني لا احب المجاملات
فأحبت هذه الأخت وفي مرة من المرات جلست انا وهي بمفردنا .
فسألتها
قلت لها : انتم تدعون جماعة الإخوان المسلمين اليس كذلك ؟
فضحكت وقالت : نعم
قلت : قرأت على الانترنت عنكم كلام لا يروقني وقلت لها انتم لماذا دائما تاخذون بالأحاديث الضعيفة ولماذا لا تحبون لبس النقاب و
وهناك جماعة اخرى هو السلفيون لماذا بينكم عداوة وانتم تحذروننا منهم وهم يحذروننا منكم وهم يفرضون لبس النقاب ولكنهم متشدين كما ارى منهم ولا يحبون اي اخت لا ترتدي النقاب , ولا يلبسون الوان جميع ملابسهم سوداء و

انا اتكلم من خلال ما اراه يحدث امامي ومما لا حظته فقط , لكني لم اندمج مع اي جماعة منهم , فكنت تارة مع هؤلاء وتارة مع هؤلاء

فقلت لها : انا لا اعرف مع اي منكم اكون ؟
وانا في رأي اننا جميعا مسلمون , نحمل راية لا إله إلا الله , فلماذا انتم هكذا ولماذا العداوة بينكم هكذا
لا اعرف من اتبع ؟؟
قالت لي نحن على صواب وهم ايضا على صواب
ولكنهم متشدين جدا
كل همهم ان المرأة تلبس النقاب
هناك قضايا اهم بكثير من ذلك
هل تعتبيرن ان قضية القدس وفلسطين اقل اهمية او شأناً من قضية النقاب
هل وجدنا الحلول للقضية الفلسطينية ولم يصبح لدينا اي قضايا حتى نتحدث ان كان النقاب فرض ام لا
ليس لدينا وقت نضيعه في قضية مثل النقاب
هو ليس بفرض ولا لكنتي رأيتي جميع الأخوات اللاتي تعرفينهن يلبسنه
قلت لها منكم بعض الأخوات يرتدين النقاب
قالت اضرب لك مثال
قلت هاتي ما عندك
قالت عندما تصلين اي صلاة مكتوبة .. فحكم الصلاة فرض
ولكن عندما تصلين سن ونوافل , فهذه ليست بفرض , بمعنى اصح انك لا تعاقبين على تركها مثل ما تعاقبين على ترك الصلاة المفروضة
هكذا الحجاب ..
لبس الخمار هو الفرض , والايه في القرآن فيها يقول الله عزوجل ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ..) الاية
لم يقل النقاب
وذكرت لي الحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء اذا بلغت المرأة لم يظهر منها الا هذا وهذا واشار الى الوجه والكفين
فاقنعتني ان النقاب ليس بفرض , وقالت لي بدلا من ان تبقي هكذا حائرة من تتبعين لا تتركي نفسك وحيدة والا وقعتي في الضلال لابد ان تحددي من تتبعي حتى لا تبقي مفردة .
ومن حبي لها صرت اتبعها في كل شيء تفعله , كانوا يقيمون دروس في الجامعه واحيانا في المسجد وبعض الحفلات , كان فيها اسكتشات وبعض الاناشيد وكلمات عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابيات
وبدأت ألاحظ نشاط طلاب الإخوان في الجامعه , وأنهم يعرضون القرارت الساسية التي لا ترضيهم , وعندما حدثت الإساء للنبي صلى الله عليه وسلم أقاموا حفلات كبيرة دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم ونصرة له , كانوا هم الذين لهم نشاط ديني في الجامعه
اما بالنسبة للأخوات فكن يلتقين مع بعضهن في حلقات كل اخت ومعها من تكون مسئولة عنهن من الطالبات
امالأخوات السلفيات فلم ألاحظ لهم اي نشاط الا اني في مرة رأيتهن مجتمعات وجميعهن متلفعات بالسودا , ماشاء الله يرتدين النقاب والزي الشرعي الكامل وفي وسطهم اخت تنشد لهم انشودة فرشي التراب , وشدني عذوبة صوتها ورقته , فرق قلبي لكلمات الأنشودة .
وسبحان الله كنت دائما انظر اليهن واشعر اني رأيت الصحابيات , مع جهلي بحكم النقاب وقتها , ولكن والله كنت اشعر براحة عجيبة عندما أنظر إلى إحداهن , كيف تمشي , كيف تتحدث , كيف ان صوتها منخفض لا يسمعه احد , وليس لهن هم ولا هدف سوى نشر الدين وتعليم الناس العقيدة الصحيحة والدعوة الى لبس النقاب . ولم يكن لهن اي غرض سياسي .

فأصبحت مذبذبه لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء , وبقيت على هذا الحال سنتين , اقرأ تارة عن الامام حسن البنا واحيانا اقرأ الشعر فأنا أحب الشعر جدا
فكنت اقرألنزار قباني , ولكن اكتشفت ان شعره عبارة غزل ليس بصريح ولكنه فاضح يدعو الى الرذيلة واكتشفت انه نصراني
وبقيت هكذا لا اعرف ماذا اقرأ وماذا استمع وماذا يجب عليا ان اتعلمه
لا اعرف اي جماعه على حق وايهما على باطل
فبقيت هكذا لم اتقدم اي خطوة الى الامام , ارتديت النقاب فحسب , وكل ما افعله اني في الإجازة الصيفية اذهب الى المسجد لأحفظ الأطفال القرآن
وقتها كان عندي طموح كبير , كنت اريد ان اتعلم كل شيء واعرف كل شيء , فذهبت لاتعلم الخياطة ولكني لم اكمل , وذهبت لاتعلم الخط العربي ولكني لم اكمل ايضا , وتمنيت لو اتعلم القراءات العشر وكنت ساتعلمها من خلال موقع الشبكة الاسلامية ولكني لم افهم شيء ولم اجد من يشرح لي , وكنت اثناء جلوسي على النت احمل الاناشيد والمقاطع المضحكة او احمل محاضرات او ابحث عن الازياء والموضه او اتعلم طبخات وحلويات او اتعلم فن المكياج او اقرا قصص او او او
اصبحت مشتة جدا
فكانت امي تصلي صلاة الجمعه في مسجد صغير بالقرب من بيتنا وهذا المسجد تابع لأهل السلف الصالح , فذهبت معها الى هناك , وشعرت براحه غريبة جدا عندما دخلت المسجد وشعرت وكاني في المملكة , وتعرفت على ام عبد الله هي اخت ماشاء الله عليها نحسبها على خير ولا نزكي على الله احد , يا الله كم احب هذه الاخت , احبها جدا , فهي كأم أنس وأستاذه فاطمة وأمون وكل من أحبتهم هنا في الجامعه
كنت دائما أنظر إليها و أتأمل لبسها للنقاب وانها ترتدي ادناء اسود ونقاب اسود وقفاز اسود وشراب اسود , كان يعجبني لبسها , سبحان الله عندما ارتديت النقاب على ملابسي الملونة لم اشعر بأي تجديد ولم اشعر بحلاوة النقاب من داخلي , كان في هذا المسجد مكتبة للشرائط , سبحان الله سبحان الله اليوم انا المسئولة عن هذه المكتبة , فكنت استعير منها شرائط للشيخ محمود المصري , وقد أعجبني أسلوبه جدا , ولكني نادرا ما كنت اصلي في هذا المسجد الذي اعتبره روضة من رياض الجنة , اشعر فيه براحه لا اجدها في المسجد الذي كنت اصلي فيه وهو تابع لجماعة الاخوان
فكل هذه الاشياء كانت تمر على ذهني واقارن بينها , ولكن لم اتقدم اي خطوة للامام وبقيت على جهلي بأشياء كثيرة في الدين وكنت أظن اني اعرف اشياء كثيرة واني ارتديت النقاب وكفى بذلك

انهت الاخت دراستها معي في الجامعه وقبل ان تودعني ذهبت معي للاخت التي ستكون مسئولة عني بعد ذهابها , واوصتني ان التزم بالحضور في القاءات التي ستعقد واواظب و

في هذه الفترة تزوجت اختي الثانية واصبحت انا الكبيرة في البيت واصبحت الاشغال المنزلية على عاتقي ولم اتمكن من الذهاب الى الجامعه الا للضروة , واستمع الى المحاضرات واعود الى البيت مسرعة فقط .
بقيت بمفردي , لا افعل شيء الا اني اصلي واجلس على الانترنت فقط , والظاهر اني منتقبة واني ملتزمه والناس يظنون اني عالمه وان لدي من العلم الشرعي مالا يحصى واني احفظ القران كله

سبحان الله
يظن الناس بي خيرا واني لشر الناس ان لم يعفو عني ربي

أسلامى حياتى 12-07-2010 02:39 PM

رد: سلسلة رحلتي إلى النور أم الزبير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في تلك الفترة اعتدت الذهاب الى المسجد لحضور الدروس الدينية التي كانت تلقيها احدى الاخوات ,
واظبت عليها ,
فلما رأى ابي مني ذلك , كان يقول لي دائما لماذا لا تكلمين الناس وتعرفينهم بالدين وتحبيهم في الاسلام , يجب عليك ان تعلمي الناس العقيده الصحيحة
لم افهم ما يعنيه من قوله علميهم العقيدة الصحيحة , ولكن كنت اظنه يقصد ان اكلمهم في الامور الدينية عموما
ولكن ابي كان يقصد ان انبه الناس الى حكم الحلف بغير الله والى حكم زيارة الاضرحه و
هذا ما كان يعنيه
فطلبت من الاخت ان تمنحني هذه الفرصة وان تخصص لي وقت من الدرس لألقي فيه كلمتي , فقالت : ابشري ان شاء الله .
فلم يكن لدي الخبرة الكافية بما سأقوله للناس وهذه أول مرة , فترددت في الأمر كثيرا , فدخلت الى احدى المواقع على الانترنت وبحثت عن محاضرات للشيخ وجدي غنيم , لاني احب اسلوبه جدا , فبحثت في محاضراته واخترت منها محاضرة بعنوان (( هل انت راضٍ عن نفسك )
ونقلت كل كلمة وكل حرف قاله الشيخ في الشريط الى وريقات وبعد ذلك اعدت ترتيبها , وقرأتها مرارا , ثم توجهت الى المسجد برفقة امي , صلينا العشاء وجاء موعد الدرس فلم تحضر الاخت التي طلبت منها ان القي درسا وحضرت اخت بديلة عنها , فقلت لها لقد استئذنت من الاخت فلانه على ان اقول درس اليوم وهي وافقت على ذلك , فنظرت اليَّ بدهشة , فشعرت بالخجل واني لن استطيع التحدث وشعرت برهبة شديدة , فسرعان ما تراجعت وقلت لها اذا لم يكن هناك وقت فلا داعي ان اقول لكمتي اليوم ولتكن في يوم اخر , قالت لا عليك ان شاء الله ستقولين , قلت : لا لا اريد ان اتكلم اليوم
ربما المرة القادمة تكون افضل , قالت لا عليك الوقت كافي ان شاء الله , فهي احست اني خائفة ولا اريد ان اتكلم , فقالت لي جزاها الله خيرا : اذا لم تتكلمي اليوم ... فلن تتكلمي ابدا وستظلين خائفه هكذا . استعيني بالله ولا تخافي .
فأعطتني بعضاً من الثقة في نفسي , وانتظرت الى ان انهت كلمتها وقدمتني للحضور , وبعدها تحدثت ولكن الله المستعان
شعرت بروده شديدة في يدي , واصبحت لا اقدر على اخذ النفس وزادت سرعة ضربات قلبي , وكنت خائفه وانا اتحدث ,
والحمد لله انتهيت من الدرس , وهنا جائت المفاجأة !!
وجدت النساء يبتسمن لي والنساء الكبيرات في السن يدعون الله لي , والجميع كان مستمتع بالدرس سبحان الله

في المرة التالية لم اذهب الى المسجد بسبب انشغالي , فقالت لي امي ان النساء جميعهن يسألني عنكِ ويثنين على درسك السابق
فأعجبت بنفسي واصابني العجب , والعياذ بالله
وايضا تشجعت لان القي المزيد من الدروس , وظنت اني اصبحت داعية وما الى ذلك ...
ولكن لم يقدر الله لي ان اكمل وانقطعت فترة من الزمن ...

واخذت امي تتشاجر معي وتقول كل من في المسجد يسألني عنك , ماذا أقول لهم ؟
لابد ان تعودي مرة اخرى اليهم , سيقولون عنك انك ترتدين النقاب وانك متدينة ظاهرا فقط , وسقولون انك كذا وكذا ...
فلم ألق لها بالاً , وبقيت بعيده عن جو المسجد , وتعرفت على اخت في الله كانت ابنتها الصغيرة تحفظ عندي القرآن في المسجد , واكتشفت ان عندنا انترنت في بيتها , فاخذت منها البريد الالكتروني الخاص بها , واصبحنا نتحدث على الياهو بالساعات , هي اكبر مني سناً ولكن كانت تنزل الى تفكيري وتفاهم معي , ودلتني على منتدى من المنتديات الاسلامية وهو خاص بالمراة وهي كانت مشرفة قسم الحمل والولادة , فقد كان المنتدى متعدد الاقسام وشامل لكل ما تحتاجه المراة والبنت المسلمة , فسجلت فيه , واحبته جدا وكان اول منتدى اسجل فيه , وتعلمت كيف اضع مواضيع , وكيف اشارك وتعلمت الكثير منه , فكنت دائما ادخل الى اقسام الموضه والازياء وقسم المطبخ ولم اكن احب الدخول ابدا الى المنتدى الاسلامي الموجود
كان شعوري من داخلي اني مذنبة وعاصية , يبعدني عنه , واقول لنفسي انتي لا تستحقي ان تدخلي في هذا القسم , كان الشيطان يقول لي لا تدخلي , لانك اذا دخلتي وجدتي مواضيع تذكرك بذنوبك , وتظهرك على حقيقتك , وانتي اصلا تعرفين تمام المعرفة انك مذنبة وعاصية وانك لابد ان تتوبي اولا , اذا عزمتي على التوبة وقتها ادخلي هذا المنتدى الاسلامي
كان الشيطان دائما يوسوس لس ويبعدني عن الخير , وانا مستسلمة له ومطيعه والعياذ بالله منه , شغلتني الدنيا والهتني عن الخير العظيم
لكن الحمد لله عى كل حال , وبقيت في تيهٍ وضياع , الى ان منَّ الله عليا برؤيا جميلة جدا لازلت اذكرها الى الان وكأنها شريط يمر أمام عيني ,

رأيت أني ذاهبة برفقة أمي وأختي الكبرى إلى برنامج تلفزيوني لكي اشارك فيه , وهو عبارة عن مسابقة .
فعندما دخلت الى مكان التصوير ( الاستديو) رأيت الشيخ محمود المصري يجلس ضمن المشاركين في المسابقة , ويجلس أيضا على باقي المقاعد بنات لا اعرفهن ولا يعرفني , فرحت جدا عندما رأيت الشيخ وقلت لأمي أين أجلس ؟
سأجلس بجوار الشيخ محمود .. ما رأيك ؟
قالت اذهبي بسرعة واجلسي بجواره
فركضت بسرعه الى حيث يجلس
وجلست في المقعد المجاور له , وسلمت عليه وانا في غاية السعاده
فجائت المذيعه وقالت للجميع عليكم التزام الهدوء لكي تبدأ المسابقة
وبدئت بإلقاء الأسئلة علينا
وبدء البنات يتفاعلن معها بنشاط وحيوية
وأنا اجلس هكذا حائرة لا اعرف ماذا افعل
اريد أن أجيب على الأسئلة ولكني لست متذكرة الإجابة كاملة ... فقط أذكر جزء منها
فكلما هممت إلى المشاركة وجدت نفسي قد نسيت الإجابة ولا اتذكرها
والشيخ ينظر إلىّ وهو غاضبٌ مني
وحزين على حالي
وانا في غاية الخجل منه
فينظر الَّ ويقول هل ستبقين هكذا ؟
إلى متى ستظلين مكانك لا تتحركي ولا تشاركي ؟
هل يعجبك حالك ؟
فأقول له : لا والله يا شيخ لا تغضب مني فأنا كنت أعرف هذه الأشياء كلها ولكن نسيتها لأني لم أذاكر جيدا
قال جميع صديقاتك يتفاعلن وأنتي مكانك لا حياة لك
فسألت المذيعة سؤالاً ,,
فقلت له : نعم
نعم
انا اعرف الإجابة ..
قال ماذا تنتظرين ؟
هيا جاوبي
ارفعي يدك وشاركي
فترددت وخفت ان لا اعرف الاجابة
فقلت له : لقد جاوبن البنات على السؤال
لا مشكلة المرة القادمة اشارك
فبدى على وجهه الحزن
وقال لي وكررها مراراً
إلى متى ستظلين هكذا ؟
إلى متى ستظلين هكذا ؟
يجب عليك ان تتحركي وتفعلي شيئاً
وانتهى وقت البرنامج
واستسمحت منه
واعتذرت له
وعدته ان اغير من نفسي وان يكون لدي هدف أسعى لأجله
فابتسم لي وقال : لابد أن تكوني على وعدك
وسأرى منك الخير إن شاء الله
فذهبت إلى امي وانا حزينة وقصصت لها ما دار بيني وبين الشيخ
فقالت : ألم أقل لك
ألم انبهك
كثيرا ما كنت اقول لك يجي ان تغيري من نفسك
وكذلك عاتبتني اختي
وعدتهم ان احاول التغيير ما استطعت



فقمت من نومي مندهشة جداً , ياربي ما هذا الذي أصابني ؟
الشيخ محمود المصري يأتيني أنا في منامي !!!
سبحان الله وماذا يريد ؟
فتأملت في رؤياي , وجلست استرجع الأحداث لكي أعي ما يريده مني , وفهمت وقتها انه يريدني ان اتغير للأفضل وانه يحملني مسئولية الدعوة إلى الله عزوجل .
فمن هنا كانت الإنطلاقة
من هنا كانت البداية
بدأت استمع إلى المحاضرات الدينية واقرأ الكتب , واصبح همي الوحيد أن أبحث عن الحقيقة
ألا وهي من هم الذين على الحق
الإخوان أم السلف ؟
سؤال حيرني كثيراً
وأتعبني كثيراً
وكاد عقلي ينفجر من شدة التفكير
قضيت أيام وليالي أفكر .
ومضت شهوراً أنا امشي تارة مع هؤلاء وتارة مع هؤلاء,ألاحظ وأرقب الأحداث التي تجري من حولي
هؤلاء يأخذون بالأحاديث الضعيفة ..
وهؤلاء يطبقون السنة ..
هؤلاء يختلطون بالرجال
وهؤلاء يعيشون كما كنت أعيش في المملكة ويطبقون السنة كما جائت
يا ربي ساعدني ...
سألت أبي كثيرا كثيراً
فقال لي عندي كتب توضح لك حقيقة الإخوان
ولكنه نسيَّ الأمر وانشغل , فاكتفى بإعطائي قصص لبعض الإخوة كانوا مع الإخوان ثم تابوا
تابوا!!
الله المستعان
ولهذه الدرجة التي تستلزم التوبة
فسألت صديقة لي كانت من الإخوان فقلت لها على ما أجده من الضيق بسبب هذه الحيرة من أمري
فقالت لقد كنت مثلك وعانيت مما تعانين منه
ولكن السلف متشدون وانتي ليس لديك صديقات سلفيات , نحن هنا جميعا نحبك وانتي اندمجتي معنا , واصبحت علاقتنا جميلة
فلا داعي ان تنضمي اليهم , ونحن لسنا على خطأ , وأخذت تساعدني وتقنعني
فأظهرت لها أني مقتنعة ولكن ما كان بداخلي كان يعارضها تماما
فالله عزوجل أعطانا عقل لكي نفكر به وميزنا على الحيوانات بالعقل , فأصبحت ابحث على الانترنت عن الدروس والمواعظ , وما كان يؤثر في نفسي وكنت اتعظ به
لم اكت اتردد في إبلاع للناس , وكل شيء اتعلمه لا أتأخر في ابلاغه للناس , وبعدت عن الذنوب والحمد لله , وكره الله إليّ سماع الأغاني وكرهت التلفاز والأفلام
وقد كنت سمعت ذات مرة في درس لإحدى الأخوات في المسجد , قالت : أن الذي يشاهد هذه المسلسلات فإنه ذلك يكون مشارك لهم في كل ما يفعلونه ومؤيداً والعياذ بالله
فكيف لإمرأة أن تصاحب رجلا ليس بزوجها ولو كان لمجر التمثيل , ناهيك عن التنمص والملابس التي لا تستر والكلمات المخالفة للعقيدة
هذا ماكان يكرهني فيها اكثر فكيف استمع الى ممثل يستهزأ بالله ورسوله , او بآيات الله أو الأحاديث النبوية الشريفة , وكيف لي ان استمع الى مغني يدعوني الى التحرر والى الرذيلة و
الحمد لله كرهت كل هذه الأشياء التي تغضب الله عزوجل
وشعرت بحلاوة مابعدها حلاوة
وبراحة لم اجدها من قبل
في ظل طاعة الله


وشعرت بشيء يجذبني إلى ذلك المسجد الذي تصلي فيه أمي صلاة الجمعه والذي تصلي فيه أيضاً الأخت أم عبد الله التي ذكرت اسمها آنفاً , فذهبت في يوم لأصلي فيه فدخلت المسجد , واله إن لهذا المسجد محبة شديدة في قلبي , فيه فتح الله عليّ , ورزقني الخير كله فيه
هو مسجد الرحمة وهو رحمة لي حقاً , جلست لاستمع الى الخطبة وبعد الانتهاء صلينا الجمعة , وبعدها بدأت أتجاذب أطراف الحديث مع حبيبتي ام عبد الله وسألتني عن حالي ولماذا لا أصلي معها في المسجد ولماذا لا تراني مع أمي
وجلسنا نتحدث سوياً عن أحوالنا , وأثناء الحديث سمعنا الشيخ يعلن عن مجيء الشيخ أبو إسحاق الحويني إلى بلدتنا , وقد كان يحضر إلينا في كل شهر مرة ولا زال حتى الآن , فقالت لي لماذا لا تحضرين معنا , قلت لا اعرف احدا هناك قالت نتقابل هناك , اتفقت معها
وطلبت منها أن أحفظ البنات في المسجد , فقالت لي : نعم ابشري ولكن سوف أستئذن لك الشيخ اولا
وسلمت عليها ودعتها
وعدت الى منزلنا واخذت اقارن واتفكر في كل ما لاحظته في المسجد وما كنت اراه في المسجد السابق .

مرت الأيام سريعة وحان موعد القاء وحضور درس الشيخ ابو اسحاق الحويني , عدت هذا اليوم من جامعتي وذهبت الى المسجد
وسبحاك ياربي , عندما دخلت الى المسجد شعرت وكاني في روضة من رياض الجنة , رائحه المسجد رائعه , والاخوات جميعهن يرتدين الملحفة والبعض منهن ترتدي الإسدال , وجميعهن منتقبات , تعلوهن الأنوار , يخرج من وجوههن النور
فسألت نفسي
يا أسماء أين كنتي بعيدة عن هذا الخير ؟

الحمد لله
بحثت عن ام عبد الله وجدتها الحمد لله وسلمت عليها وجلست معها , وسألتني هي عن حالي , فقلت لها اريد ان القي دروس في مسجد الرحمة فرحت جدا , وقالت انهم بحاجه الى هذا حقا, لأنها لا تستطيع ان تلقي عليهم الدروس بسبب انشغالها في بيتها ومع اولادها وزوجها , فسألتني هل القيت دروس من قبل ؟
قلت نعم مرة واحده وكنت قد استمعت الى محاضرة للشيخ وجدي بعنوان هل انت راض عن نفسك
بلغت ما فيها للناس
قالت : جيد
حسنا حضري لنا درس الجمعه القادمة وسأكون بجوارك لا تقلقي
فحضرت درس من كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرني
وذهبت الى المسجد في يوم الجمعه وبعد انتهاء الصلاة
القيت عليهن الدرس وكان الجميع متأثراً والبعض كان يبكي , فاستغربت جدا
أنا ألقي درس والناس يبكون من كلامي
الله اكبر
فزت ورب الكعبة
انا اصبحت داعية ومؤثرة في قلوب الناس
انا اسلوبي رائع
انا
انا
واعوذ بالله من انا
قررت ان اشرح لهن دروس في السيرة
وفي المسجد الثاني اشرح دروس في الفقه
وفي المسجدالثالث احضر للشيخ ابو اسحاق
فانشغلت بالدعوة ولم يكن عندي وقت فراغ
وجائت العطلة الصيفية
وكالعادة انا محفظة في المسجد
الذي بجوار بيتنا ولله الحمد وتحفظ معي اختي وجارتي ايضا
وفي يوم جمعه تحدثت معي ام عبد الله وقالت الان جائت العطلة الصيفية وافق الشيخ ان تحفظي البنات هنا في مسجد الرحمة
فاصبحت مسئولة عن مسجدين اذهب الى المسجد الاول في الصباح الساعة العاشرة , والى مسجد الرحمة بعد صلاة العصر
فأصبحت لقائاتي مع ام عبد الله متكررة , واقتربت منها واحبتها جدا وهي كذلك , فصؤت اسئلها دائما عن كل ما يدور في ذهني عن الإخوان والسلف فكانت تجيبني وتحضر لي الكتب التي استفيد منها وكنت ارجع الى ابي واسأله فكان يؤيد ما تقوله لي وبحثت كثيرا على الإنترنت
ولله الحمد والمنة عرفت اي الطرق هو الصحيح
ولكن بقي في داخلي اني لا احب ان يقال عني اني انتمي الى جماعه سواء كانت سلف او اخوان
واذا وجه اليّ احد سؤال هل انتي اخوان ام سلف كنت ارد باني لا هذا ولا ذاك انا مع ربي
فقال لي ابي : افضل الجماعات هي جماعة اهل السنة والجماعة وهي ما كان عليها الشيخ ابن باز رحمه الله
فاقتنعت بها واخبرت ام عبد الله فقالت لي ونحن ايضا مذهبنا هو مذهب اهل السنة والجماعة , فقلت لماذا يطلقون عليكم اسم السلف , قالت لاننا نتبع السلف الصالح من الصحابة والتابعين ونتبع الرسول صلى الله عليه وسلم
فجزاها الله عني خير الجزاء , كانت هي المرجع الاساسي لي دائما , وأنتم هنا من بعدها : )

وبعد ذلك رأيت الشيخ محمود المصري في منامي وقال لي انه سعيد جدا وانه لم يعد غاضبا مني واني هكذا امضي في الطريق الصحيح
ولله الحمد من قبل ومن بعد .


بقي لنا اخر جزء من القصة في المرة القادمة ان شاء الله

أسلامى حياتى 12-07-2010 02:41 PM

رد: سلسلة رحلتي إلى النور أم الزبير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كانت رؤياي للشيخ بشرى عظيمة , وغيرت مجرى حياتي للأفضل ولله الحمد , فأصبحت نفسي تشتاق إلى مجلس العلم , واشتقت لحفظ القرآن الذي نسيته , فلم اكن اسمع عن درس علم الا وذهبت إليه بعيداً كان أو قريب , وكل شيء اتعلمه كنت ابلغه في المساجد المجاورة لمنزلي , فتح الله عليّ في هذا الوقت وكونت أرضيه رائعه بفضل الله سبحانه وتعالى , النساء احبوني واحبتهم , فلم أكن أتأخر عن إحداهن اذا طلبت المساعده , وكنت حريصة أشد الحرص على توضيح الحقائق التي طالما بحثت عنها , وكنت حريصة أيضا على كشف الشبهات لديهن , من حكم النقاب ولبس الجوارب وحكم الأغاني و
فكنت أنصح نفسي وإياهم وابحث عن الشيء الذي أكون مقصرة فيه فأستمع الى المحاضرات من الانترنت وافهم ما فيها واطبقه وابلغه للناس .

كنت احفظ القرآن في مسجدين أصبحت أحفظ في ثلاثة مساجد ولله الحمد , ولدي رغبة شديدة في دراسة العلوم الشرعية من جديد لأني نسيت كل شيء درسته في المملكة , فذهبت إلى اختي وحبيبتي أم عبد الله وشرحت لها ما يدور في نفسي فأخبرتني أنها كانت قبل زواجها تذهب هي وبعض الأخوات إلى أخت فاضلة في بيتها فكانت تدرسهم المواد الشرعية من قرآن وسيرة وفقه وتفسير وحديث ...
فأعطتني رقم الهاتف الخاص بها , واتصلت بها وعرفتها بنفسي فسبحان الله اكتشفت أنها والدة صديقة لي كانت معي في المدرسة
واخبرتني انها لم تعد تلقي مثل هذه الدروس لان الشيوخ اصبحوا يدرسون النساء والرجال في دار السيدة خديجة والامر اصبح بتوسع ليس كالأيام الماضية .
دار السيدة خديجة بعض المعلومات عنها :
هو عبارة عن مسجد كبير جدا مكون من أربع طوابق , ويوجد طابق خاص بالنساء , ويزورنا في هذا المسجد الشيخ الفاضل أبو إسحاق , والشيخ وحيد عبد السلام بالي , والشيخ صلاح عبد المقصود وبعض الشيوخ لا اذكر اسماؤهم
فأخذت منها جدول المواعيد وذهبت الى هناك , ولكن المسافة بعيدة عن بيتي ولكن ليست بعيدة جدا , لكني كنت أملّ الطريق اثناء ذهابي وإيابي فتكاسلت ولم انتظم .
ولكن سبحان الله هذا المسجد فيه من الخير الكثير مالله به عليم , ويأتون إليه طلبة العلم من القرى المجاورة لبلدتنا .
فضلت ان ابحث على الانترنت على ما ينفعني ويفيدني , فدخلت القسم الإسلامي الذي لم اكن احب الدخول اليه في المنتدى الذي كنت مشتركة فيه , وسبحان من يقول للشيء كن فيكون , فقدر الله نافذ لامحالة والله اراد بي خيراً , فوجدت موضوع بعنوان هل تريد أن تحفظ القرآن ؟
فجذب انتباهي هذا الموضوع فقلت ادخل لعلني اجد فيه ضالتي المنشودة , فكان في هذا الموضوع رابط لموقع طريق الحقيقة فدخلت الى هذا الموقع وسجلت فيه , ومضت فترة ولم اهتم بذلك الموقع , ولكن حاولت في يوم من الأيام الدخول الى القاعات الصوتية وكانت اول مرة ادخل الى غرف صوتية ولكن الله عزوجل وفقني ويسر لي ان ادخل , فرحت جداً بهذا الشيء وبعد أن دخلت كانت الأخت التي ستلقي المحاضرة قد تعذر عليها الدخول , فسألت الحاضرات عن كيفية التسميع في الحلقات واني سجلت المعلومات الخاصة بي ولكني لا اعرف كيف الوصول الى هذه القاعات فساعدوني جزاهم الله خيرا ,

فجلست اتحدث معهن واخبرتهن ان هذه اول مرة اشترك في غرفة صوتية والحمد لله الذي هداني الى مثل هذه الغرف ولم اتطرق لغيرها من الغرف الفاسدة ولله الحمد .
فأحبت الجو في هذه الغرفة وبدأت اتحدث معهن فكانت ترد على كلامي الاخت الحبيبة الفاضلة ( أم أسامة وابي) .
فبدأت اتحدث معها وانشرح لها قلبي ويكأن الله أرسلها لي في هذه الحظة , فشكوت اليها ما اجده من التقصير ومن الذنوب والمعاصي ومما كان يصيبني من السحر فجزاها الله خيرا صعدت على اللاقط واخذت تتحدث معي وانا ابكي وهي تعظني وانا ابكي
وتنصحني وتبشرني وتعلي من همتي وعزيمتي
فأجهشت في البكاء وشعرت وقتها اني كنت اعيش في غيبوبة واني كنت فاقدة للوعي طوال هذه السنوات التي انقضت من عمري .
وانشدت لي احب انشودة الى قلبي وهي ( يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر بخير فإن الفارج الله )
انشدتها بصوتها العذب الرقراق فأثرت في نفسي كثيراً
وقالت لي اجعلي شعارك دا ئما وابداً
يا هم لي رب كبير
لن تهزمني يا شيطان
وقالت لي كرريها دائما
فمن بعدها لم التقي بها الا بعد سنة فكم كنت ابحث عنها طويلا والحمد لله يسر الله لي لقائها هنا في الجامعه سبحان الله الدنيا صغيرة جدا
التقيت بها يوم حفلة الخلان على ما اذكر
بعد ذلك واظبت على حضور الدروس في هذه الغرفة وتعرفت على اخت وحبيبة وهي من دلتني على الجامعه هنا
تعرفت عليها واصبحت علاقتنا قوية جدا لأبعد مدى واتصلت بها هاتفيا وتحدثت معها ,
فكانت هي لي بعد الله عزوجل
لم يكن يصيبني هم الا واجدها بجواري تخف عني وتذكرني بالله وترسل لي الروابط المفيدة
ولم اكن اذنب الا وقفت بجانبي فكانت تنصحني دائما وتعظني وتشد على يدي
وتأخذ بيدي للجنة فبدأت أراجع معها القرآن وراجعت معها جزئين عم وتبارك وانقطع اتصالي بها
ولكن لم انقطع عن المراجعه واصلت المراجعه الى ان وصلت الى جزء قد سمع وانهيت مراجعته بفضل الله
فكانت كلما غابت عني , رجعت ومعها الخير الكثير
والله والله والله مهما اقول في حق هذه الاخت فلن اوفيها حقها , كنت اقول لها دائما انتي كمريم كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ...
كلما تعذر عليها الدخول الى الانترنت وتغيب عني بالشهور , فكانت تعود ومعها كل الخير لي , لم اكن اعرف اي احد غيرها واذا غابت عن الانترنت كنت انقطع عنه ايضا .
وفي السنة الماضية , تحديداً في شهر يوليو من عام 2008 كنت قد انشغلت عن الانترنت لذهابي الى المساجد وكنا في العطلة الصيفية فلم اعتد دخول النت الا نادراً
فدخلت ذات مرة وشاء الله عزوجل ان يجمعني بها
بعد الاشواق والتحايا والسؤال عن الاخبار والاحوال , سألتني حبيبتي وقالت :
ماذا فعلتي في هذه العطلة وكيف استفدتي منها ؟
قلت لها لقد ذهبت الى المسجد والتحقت بدورة التجويد ودورة نور البيان والحمد لله
وأنتِ ؟
قالت : أنا سأدرس في الجامعه .
قلت : الجامعه ؟!
ألست تدرسين في الجامعه ؟
هل ستركينها وتدرسين في جامعه أخرى ؟
علماً بأنها طالبة وتدرس مثلي في جامعتها .
قالت : لا ياغاليتي
لحظة وساخبرك
فارسلت لي رابط الجامعه العالمية للقرآن والسنة والقراءات العشر
وبدأت تخبرني عن الجامعه وانها ستدرس فيها و
الله اكبر
عندما فتحت الرابط فرحت جدا جدا
وكان قلبي يرقص فرحا
وعلت اصوات الضحك
فانا عندما اكون في غاية الفرح اضحك بصوت عالي يدل على شدة فرحتي
وكانت امي تجلس بجواري
فاندهشت لحالتي المفاجئة هذه
وقالت مابكِ يا اسماء هل جننتِ ؟
قلت لا يا امي ولكن انظري انها جامعه لدراسة المواد الشرعية
كما كنت اتمنى ان ادرس
اقول لك شيئا يا امي
ما رايك ان اؤجل هذه السنة دراستي لكي اتفرغ لهذه الجامعه
فضحكت وقالت انتي حقا مجنونة هذه اخر سنة لكِ في جامعتك ولابد ان تنتبهي جيدا
قلت في نفسي << مش كنتوا تستنوا شوية .. لازم تيجوا وانا لسه مخلصتش !!
بس والله لن يمنعني من الدراسة فيكِ اي شيء
ان شاء الله سأجمع بينكما
جلست معي صديقتي لكي نسجل انا وهي معا وسجلنا نحن الاثنتين خطوة بخطوة مع بعض
واذكر حينها كانت الجامعه خالية من هذه الاقسام لم يكن فيها ماشاء الله هذا العدد من الاقسام اللهم زد وبارك .
وجاء الموعد الذي سأتحدث فيه الى الادارة لكي تسمع صوتي وعلى اساس ذلك تعطيني الكود الخاص بي للدخول الى الغرفة
فحاولت كثيرا ان اسمعها صوتي ولكن المايك عندي كان فيه عطل
فغضبت غضبا شديدا وبكيت << وهذا غير معتاد مني ان ابكي لاجل اني لن اتمكن من الدراسة في هذه الجامعه
سبحان الله وضع الله في قلبي حب شديد لهذه الجامعه ومنذ ان عرفتها لم ادخل الى اي موقع او منتدى غيرها
فكنت احزن اذا فاتني فيها شيء واذكر حينها اني اقسم للادارة اني انثى وقلت لها صديقتي الامل الواعد هي التي دلتني على الجامعه وان المايك لا يعمل عندي
فاخبرت صديقتي واقسمت لها ايضا وقالت لها اني صديقتها واختها واني بنت و وانا قلت لها الله على ما نقول شهيد اقسم بالله انا بنت
فكان رد الادارة حبيبتي انا لا اشك فيك ولكن تعرفين هذه مسئولية وانا اخاف عليكن وعلى مصلحتكن , وجزاها الله خيرا اعطتني الكود الخاص بي .
والحمد لله تمكنت من الدراسة بعد ذلك وحضرت دورة فقه الصيام ونجحت فيها ولله الحمد وبلغت كل ما درسته في المسجد خلال شهر رمضان .
وبعد ذلك حدثت لي بعض المشاكل التي ابعدتني عن الجامعه وعن العالم كله والله المستعان
وانقطع النت عن حبيبتي ولم اعد التقي بها
ولكن عندما رجعت الى الجامعه وجد ان الدورة التمهيدية على وشك الانتهاء وقد كنت سجلت فيها ولكن غرفة بدر لم تكن تفتح معي .
وعند عودتي رزقني الله عزوجل بشقيقتي محبه لامي وجعلها الله سببا فساعدتني على تدارك كل ما فاتني وذاكرت لي كل الدروس التي فاتني وشرحتها لي وكانت تساعدني هي وفتاة القرآن وجويريه ورتل وارتق بارك الله فيهم وجزاهم الفردوس الأعلى يارب .

فمنذ عودتي اليكم وانا لم ابرح هذه الجامعه وسهرت فيها الأيام واليالي
نعم لقد عشت هنا اجمل ايام عمري ولازلت اعيشها ,
هنا وجدت الحب في الله بصورة لم اعهدها من قبل ولم ارها
هنا تعلمت معنى الالتزام الحق
هنا تربيت من جديد
وأنار دربي هنا ايضا
فكنت اراقب والاحظ كل اخت هنا
الشيخه منى آل عليوة لن انسى ابداً ضمتك لي في حضنك والذي لم اشعر بحنان مثل حنانك ولم اشعر براحة مثل التي شعرت بها وانتي تعانقيني وانت تودعيني
احبك شيختي ولا تنسيني من دعائك بأن يفرج الله همي
ام انس كم ساعدتيني وقفتي بجانبي في اصعب اوقات مرت علي
ام سلسبيل مهما اقول فأنا عاجزة عن الوصف في حالتك الصمت ابلغ من الكلام ولا استطيع ان احصي ما قدمتيه لي ولا استطيع وصف القلب الذي يشعر بي دائما
سارة احبك في الله : )
امونتي لن انسى لك كرمك وجودك وحبك لي يا ابنة عمي وشقيقتي
بسمة الرضا كم كنت ابكي لاني اغضبتك او سببت لك ضيق وكنت ابكي واقول لك لا تتركين
اسوم ام التوائم العصفورة الصغيرة التي تجعلني اثق في نفسي دائما بقولك لي << انت متميزة يا اسوم
طالبة الحق اتعلم منك الكثير
بنت الصالحين صاحبة القلب الطيب والقلب الصافي
زهرة الياسمين لن انسى نصحك لي وحبك لي غاليه
رتل وارتق جدتي الحبيبة
جويريه صاحبة القلب الطيب والضحكة الجميلة
فتاة القرآن بوركتِ وجزاك الله خيرا

امي الحبيبة ......
سعدون تعلمت منك الكثير والكثير يا اختي من امي واعتذر منك وارجوك سامحيني فقد اقتحمت عليك انتي وامك
ولكن اذا شئت انسحب فلقد تدخلت بدون اذنك فأنا آسفة جدا << والله حبي لك كبير
نحو الفردوس الأعلى جزاك الله خيرا وبلغك ما تريدين
طويلبة علم اين كنت عني منذ ان عرفتك وانا احبك جدا واحترم شخصيتك
عائشة احبك في الله
حاملة القرآن احبك في الله
درة الاسلام احبك في الله
ام ادم عسولة جدا
ابلة فاطمة تسلمي لي وتسلم لي كلماتك الرائعه ونظراتك الحانية ..
أما الشكر كله لله أولا ثم ل ( الأمل الواعد )
ردك الله اليّ سالمة فأنت من دلتني على هذه الجامعه وكلما فكرت ان اتركها تذكرت اني بذلك سوف اقطع عليك عداد الحسنات الذي يعمل منذ ان دخلت هنا
يسر الله امرك وجزاك الجنة في اعلى الدرجات وبلغك ما تريدين ورفع الله قدرك ورزقك صحبة نبيه اللهم امين


لقد رأيت خلال الفترة السابقة , رايت في منامي اني اركب في قطار , والقطار عبارة عن عربات متلاصقة مع بعضها , فركبت في عربة وجدت فيها الشيخ محمد حسين يعقوب يجلس حوله الناس ويعظهم ويكلمهم
وكان ينظر اليّ ويبتسم لي , فقلت له :
انا اعرف هذا الكلام الذي تقوله للناس
وابي يكلم الناس مثلك هكذا ويكلمهم في خطبة الجمعه دائما , وانا اعرف هذا الذي تقوله
فابتسم لي وقال :
هناك في العربة المجاورة فيها أناس لا يعرفون شيئا ويحتاجون الى من يعرفهم دينهم فاذهبي اليهم وكلميهم
فذهبت اليهم
وبدأت اتحدث اليهم
كانت هذه الرؤية الثانية التي رأيتها وغيرت مني كثيراً

______________________________ _______

انتهت قصتي واعتذر على الاطالة
فمن ارادت ان تقرا قصتي فلتقرأها من جديد لاني حذفت بعض الكلام الغير لائق
فانا بشر معرض للخطأو النسيان

قال تعالى ( كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم )
الحمد لله الذي هداني لهذا ولم اكن اهتدي لولا ان هداني الله
الحمد لله
الحمد لله
الحمد لله

أسلامى حياتى 12-07-2010 02:43 PM

رد: سلسلة رحلتي إلى النور أم الزبير
 
اما بالنسبة للكتابة فانا فعلا لم اكن اعرف ان بامكاني ان اكتب مثل هذا الكلام
فهذا الكلام حصيلة
لكلامي مع الاخوات المغربيات فكنت اتحدث معهن ويحدثوني اللغة العربية
وكذلك حفظي للقرآن ساعدني وايضا قرائتي للمواضيع التي تكتبها الشيخه والتي تكتبها ام انس جعل لدي حصيلة لغوية لم تخرج الاهنا , فمن نصائح ابي انه قال لي حتى تكون لديك ثروة لغوية عليك بحفظ القران وكثرة قراءة الكتب
فكل شيء تمنيت ان افعله في الخير وجدته متاحا لي هنا
وكل شيء تمنيت ان اتعلمه تعلمته هنا
وكل صفة جميلة اكتسبتها هنا
واحب كل من هنا

أسلامى حياتى 12-07-2010 02:45 PM

رد: سلسلة رحلتي إلى النور أم الزبير
 
اوجه نداء الى كل ام والى كل مربية :

مهما اخطأت ابنتك فلا تكوني قاسية معها , حتى لا تترك وتبحث عن غيرك
واعلمي انك اذا بذرتي البذرة الصالحه في البداية فانه سياتي يوم وتحصدي ثمارها , واعلمي انك اذا قسوت على ابنتك فسوف تبني حواجز صعب هدمها وان هدم منها جزء فلن تهدم كلها مهما اصلحت بعد ذلك من العلاقة بينك وبينها .
وتعلمت في علم الاجتماع في التنشئة الاجتماعية للاطفال
ان اول سبع سنين للطفل تعتبر اهم شيء لانه يكون فيها كالعجينة تشكليها كيفما شئت وان شخصية الطفل تتكون خلال هذه الفترة
ومهما حدث له في فترة المراهقة فانه سيقف امام الاشياء الغريبة والتي لم يتربى عليها ولن يتمادى فيها ولكن حب التجربة والرفقة تدفعه لذلك
ولا تنزعجي ولا تصعقي اذا صدر من ابنتك التي ربيتيها اي فعل خاطيء بل انصحيها وادعي لها ولا تدعي عليها
وكوني مطلعة على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان يتعامل مع الجميع الصغار والكبار والشباب والشيوخ
وتذكري قصة الشاب الذي ذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب ان يرخص له في ان يفعل الزنا
فماذا كان رد النبي عليه
هل ضربه
هل وبخه
هل شتمه وقال انا لم اعلمك هذا وانت تعلم ان هذا حرام و
حبيبك محمد ماذا قال له ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال :
أترضاه لأمك
قال لا
قال اترضاه لاختك
قال لا
قال ارتضاه لعمتك
لخالتك
ل .....
قال لا
قال فإن الناس لا يرضونه لبناتهم ولا نسائهم
وماذا اوصاه
اوصاه بالصيام لانه جُنة اي وقاية

امي الحبيبة قبل ان تثوري على ابنتك اعرفي اولا ما الذي دفعها للخطأ
واختاري لها الصحبة الصالحة التي تكون لها عوناً
وكفى بكِ صاحبة وصديقة واخت وام ......


الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 10:14 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.


Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0