ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ

http://midnews.net/wp-content/upload...er-300x240.jpg

هل الغضب شعور إيجابي أم سلبي؟! ربما لا تكون الإجابة على هذا السؤال واضحة بشكل كافٍ. فهناك عدم تلاق بين الأدب النفسي، الذي اعتاد أن يلقب الغضب كمشاعر سلبية، وعمليات مسح المخ بالأشعة التي دلت على أن المخ يستقبل الغضب كجزء من المعلومات الإيجابية.

الخبير في علم النفس، هنك أرتس، من جامعة أوترخت في هولندا، يقول إنه أحيانا يكون للغضب تأثيرات، وأحيانا تنتج عنه بعض المشاعر الإيجابية التي تمنح الإنسان الحافز للقيام بأشياء يحبها، «ونحن نريد أن نحدد ما هو هذا الشيء النادر والظروف التي تفسر ذلك». وكانت بعض الدراسات الحديثة وصفت السمات الإيجابية للغضب، لكن أرتس وغيره من الاختصاصيين الذين اعتمدوا على تجارب معملية، أرادوا التحقيق بشكل أكثر توسعا في هذا. ففي دراسة حديثة نشروها في مجلة «العلم النفسي»، عرضوا صوراً إلكترونية من خلال الكمبيوتر لأشياء متنوعة على أكثر من 200 متطوع، مثل الأقلام، والزجاجات، بينما تومض وجوه غاضبة، خائفة، أو خالية من التعبير على زوايا الشاشات.

ثم طرح سؤالا على المشتركين بالتجربة ما إذا كانوا يرغبون في وضع الأشياء على شاشة الكمبيوتر، وطلب منهم الضغط على مقبض بأقصى ما يستطيعون لأنهم سيقدرون على ذلك لو فعلوه. وأوضحت النتائج أن المشتركين لم يميلوا إلى الأشياء التي ارتبطت بالوجوه الخائفة، حيث منحت النتيجة المتوقعة الطبيعة السلبية لهذا الشعور، أما بالنسبة للأشخاص الذين تعرضوا لأضواء الوجوه الغاضبة، فقد مالوا لها بشكل زائد وقاموا بالضغط على المقابض بقوة أكثر، معلنين استعدادهم لبذل الجهد للحصول على تلك الأشياء. ويقول أرتس إن النتائج كانت مثيرة للدهشة، حيث أنه في العادة يكون الغضب مصاحبا للخوف، فالغضب يجعل الناس يشعرون بالخوف.

لكن في التجربة انفصل الشعوران وأصبح لكل منهما تأثيرات مختلفة بحسب اختلاف الأهداف. وتوصلت الدراسة الى ان الغضب شعور إيجابي وحافز قوي قادر على منح قوة الدفع للإنسان حتى يحقق ما يرغب. ومن فوائد الغضب أيضا أنه يرتبط بالأداء الأفضل. كما أن تفريغ المشاعر أفضل للصحة العقلية من تركها منغلقة أو مدفونة، ويزيد من عملية تدفق الدم إلى أجزاء من المخ ترتبط بالمشاعر السعيدة. ففي حالة الغضب يعمل الجانب الأيسر من المخ بشكل أكثر تحفيزا، وهي المنطقة التي تشمل أيضا المشاعر الإيجابية.

ويقول الخبراء إن الغضب يقود التغيرات الأساسية في الجسم البشري والتي تتحكم بدورها في عمل القلب والهرمونات، وينبهنا الى أننا سنتعرض لمشاعر سلبية مثل الاكتئاب والقلق، وبالتالي يحاول إبعادنا عن الضرر. وأخيرا وليس آخرا فان الغضب الصحي يعلمنا كيف نحل مشكلاتنا بدلا من توجيه اللوم. بالمقابل، فان قمع الغضب يسبب الاكتئاب، والعنف أو حب التملك. ولنغضب بطريقة صحية هناك خطوات بسيطة: أولاً أخذ نفس عميق من خلال الأنف لمدة خمس ثوان، وبعدها زفير من الفم لخمس ثوان أخرى، وتكرار هذا حتى الشعور بالهدوء.

ثانياً كتابة خطاب للشخص الذي أغضبنا بشكل عشوائي غير منظم، وكما نشعر بداخلنا، وبعد الانتهاء نمزق أو نحرق الخطاب، وهذه طريقة مفيدة جدا للتنفيس. ثالثاً التحدث بحرية مع شخص ليس له أي علاقة، فالافصاح عما بداخلنا لصديق أو قريب يشكل نصف الحل. رابعاً ممارسة بعض الأنشطة الجسدية مثل رفع الأثقال، ضرب وسادة أو كيس الملاكمة، ركوب الدراجة أو اللعب مع الأطفال. سادساً الصراخ داخل السيارة أو ممارسة رياضة المشي السريع وركل الصخور والأشجار، أو الرقص.