ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ - كانَ كلُ شيء مُعدا للرحيل

صغيرتي
لا تذكري الأتراح
وقد أترعت كؤوس الأفراح
فلا السنون وما حملت من عذاباتها
ولا ضواري الماضي ... تسوقني نحو مقاصدها

/

كان كل شيء معد
للرحيل

فكيف نفذتِ إلي
وغرستِ جذوركِ في مواجعي ... !؟
كيف تعقبتِ خطاي
وقطعتِ عليّ الدرب ...!؟
حتى أسمرَ همسكِ الكراع
ونطق طيفكِ بألم من تلك البقاع
أن ذر إلههم الحديد ورسوله الزؤام
لنا إله واحد يهب الود والسلام

فهاج القلب وهو ممتلئ بالموت
وراح يحبو على طريقٍ يموج غضبا
مرمما ثقوبه بجمار الصبر
ليحترف الشوق
ويفضحه
البقاء

/

وفي البعيد ...
كنتُ كاليمام يريد هجر عشه المعهود
ليالٍ ما انفكت روحي تطلبك
والقلب لا يغفو ... ترفرف جناحاه من الشوق
أناجي طيور الدمع بنايات البعد
اطلبهم في صمت الليل
يا منابع الدمع
قد لا يدركني ضوء النهار
فهدهدن مخاوفي .. واحملن نشيجي
آن لهذا القلب أن يستكين
ويا ظل الموت ...
لا تقترب لست وريثك
آن لهذا الجسد المتعب
أن يغفو فوق وسادةٍ لا يشهد هواجس الدفن

/

ورسولكِ الــــ طيف
كسحابٍ سرمدي ظل يسكب ويسكب
ودا وأملا / براءة وحنان
حتى خرج الحزن من جحره حاملا حزنه
تحبك هذه الصغيرة ..
إنها الآن تصحبك وتقود خطاك
إلى الشعاب
لتغتسلك بينابيع الجبال
تحبك تلك البريئة ..
إنها الآن تصارعني فيك لتنسيكَ وجهي الأسود
لكن الوفاء لا ينسيك وسيبقى يجذبك لدمعي الشجي الأبيض
حينها ....
أصفح الحزن عني لأجلك
ولأجلكِ أصفحت عن الحزن

/

وفي طريقي إليكِ ...
وأنا أصارع جحافل الماضي
رأيتُ فتىً محارب .. قادما من أقصى الأمل
يبحث عن نسبه وفي عينيهِ هدنة
يراقب عمره .. مسافرا في النور
كي يشبهني بعد أعوام ...
ويعيد إلي عمرا تساقط في الظلام
رأيت في عينيه سعة الدنيا وهي تضيق
ثم انسحب تجاهك .. تاركا وراءه نظرتي إليه
فاستدعتني تلك الجبال بعنف
وتماثلتِ لي أكثر قربا وأنتِ تجزئيني
أحسستُ بأني أنشطر قسمين
أحدهما اسمه (صديق) .. والآخر سيطلبون مني تسميته
تخيلته بين ذراعي وهو في لفائفه البيضاء
كأنها أستار الخلود أتمسح بها
تخيلته يبتسم لي وأنا أناغيه
وأقبل نفسي فيه

/

فلا تذكري الأتراح صغيرتي
ها هي كؤوس الأفراح قد أترعت
ولنكن جنبا إلى جنب .. كحبات ثلاث
سلكت في خيط الحب
و معا نقول للحزن

قد عفونا عنك

/

/