Thumbs down الموجز البديع في الصلاة والسلام على الحبيب الشفيع
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : { إن الله وملائكته يُصلون على النبي يا أيُها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً } وقال رسول الله : (( من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه عشرا )) الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على رسول الله وعلى آله وصحبه . أما بعد : فإن من نعم الله تعالى على عباده : أن فطرهم على الاعتراف بالفضل لأهل الفضل . وإن أعظم من ندين له بالفضل والمنّه بعد الله تعالى : رسول الله ، فهو سيد الخلق الذي أخرجنا الله به من الضلالة إلى الهدى ،، وبصّرنا به من العمى ، بلغ رسالة ربّه ، وجاهد في الله حقّ جهاده ، فجزاه الله عنّا خير الجزاء ، وصلّى عليه صلاة تملأ أقطار الأرض والسماء ، وسلم تسليماً كثيراً . وقد جعل الله تعالى من أعظم وسائل شكر فضله ، وأداء حقه الصلاة والسلام عليه ، فهما من أجلّ القربات ، وأفضل الأعمال الصالحات ، المقرّبة إلى رب الأرض والسماوات . معنى الصلاة والسلام على رسول الله قال الله جلّ ثناؤه { إن الله وملائكته يُصلون على النبي يا أيُّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً } . بين تعالى في الآية – أنّه يُثني على نبيه محمد عند ملائكته المُقربين ، وملائكته يُثنون عليه ويدعون له فيا أيُّها الذين آمنوا صلّوا أنتم على رسول الله وسلموا تسليما ، لأنكم أحقٌ بذلك ، لما نالكم ببركة رسالته من شرَف الدنيا والآخرة . وقد علّمنا رسول الله كيف نُصلي عليه . فعن كعب بن عُجرة رضي الله عنه قال : قُلنا يا رسول الله ، قد عَلمِنا كيف نُسلم عليك ، فكيف نُصلي عليك ؟ قال : (( فقولوا : اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد ، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد )) . قوله (( اللهم )) أي : يالله وقوله (( صّل )) الصلاة من الله : ثناؤه سبحانه وتعالى على نبيه في الملأ الأعلى ، ورفعه لذكره . والصلاة من الملائكة عليهم السلام : سؤال الله تعالى أن يُعلي ذكر نبيه ويُثني عليه . والصلاة من العبد المُصلي : ثناء من المصلي على رسول الله ، وسؤال الله تعالى أن يُثني عليه في الملأ الأعلى . قال أبو العالية – رحمه الله تعالى ، مُبيناً معنى الصلاة : صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة ، وصلاة الملائكة الدعاء . وقوله (( محمد )) مبني على زِنَة (( مُفعّلِ )) مثل : مُعظم ومُبَجل وهو بناء موضوع للتكبير . لذا فمُحمد : هو الذي كُثر حمدُ الحامدين له واستحق أن يُحمد مرّة بعد أخرى . وقوله (( وآل محمد )) هم أمّهات المؤمنين رضي الله عنهن ، وبنو هاشم وبنو المُطلب . واختار جمع من أهل العلم أن (( آل محمد )) أتباعه إلى يوم القيامة ؛ وممّن اختاره : جابر رضي الله عنه والثوري ، وبعض أصحاب الإمام الشافعي ، والنووي ، والأزهري رحمهم الله تعالى . والصلاة على آله من تمام الصلاة عليه وتوابعها لأن ذلك ممّا تقرّ به عينُه ويزيدُه الله بها شرفاً . صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً . وقوله (( آل إبراهيم )) معلوم أن سيّدنا محمداً هو خير آل إبراهيم . فعندما يسأل المصلي ربّه عز وجل أن يُصلي على محمد ثم يسأله أن يُصلي عليه كما صلى على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، يكون قد صلى على محمد أولاً ، ثم صلى عليه ثانياً مع آل إبراهيم لأنه داخل معهم ، فتكون الصلاة على آل إبراهيم أفضل لأنها تضمنت الصلاة على رسول الله ومعه سائر الأنبياء والمرسلين من ذرية إبراهيم عليهم السلام . وهذا سِر كون الصلاة الإبراهيمية أفضل صيغ الصلوات على رسول الله ، لكونها تضمنت فضل الصلاة على محمد وفضل الصلاة على إبراهيم وذريته من الأنبياء والمُرسلين ، لتكون كٌلها لرسول الله. وقوله (( وبارك )) طلب مِثِل الخير الذي أعطاه الله لإبراهيم وآله ، لمحمد وآله ، وأن يدوم هذا الخير ويتضاعف . (( والحميد )) هو الذي له من صفات وأسباب الحمد ما يقتضي أن يكون محموداً في نفسه . (( والمجيد )) هو المستلزم للعظمة والجلال ، والحمد والمجد إليهما يرجع الكمال كُّله ، فناسب أن يُختم بهما طلباً لزيادة الكمال في حمد النبي وتمجيده عند الله تعالى . |
رد: Thumbs down الموجز البديع في الصلاة والسلام على الحبيب الشفيع
|
رد: Thumbs down الموجز البديع في الصلاة والسلام على الحبيب الشفيع
|
الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 11:32 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by
vB Optimise (Pro) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.