منارة لا تنطفئ
يقول الله: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}[إبراهيم:37].
عندما مضى الخليل -عليه السلام- قافلاً إلى الشام بعد أن ترك هاجر لوليدها، (فتبعته أم إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟! فقالت ذلك مراراً، وهو لا يلتفت إليها!!، فقالت: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذاً لا يضيعنا. ثم رجعت)[رواه البخاري-ح3364]. تدبر هذا الموقف العصيب، وتلك التجربة المريرة في حياة تلك الأسرة المؤمنة المباركة، وتدبر هذه الزوجة البارة الصالحة الممتحنة، وهي تتعقب زوجها، وتصف له الوادي. وتدبر مغزى هذا الوصف لحالها: فقالت ذلك مراراً، وهو لا يلتفت إليها!! ولعل وصف الحديث لعظمة هذا الموقف، ليس فقط في استجابة وامتثال الخليل -عليه السلام- لوحيه -سبحانه-؛ بل في بلوغه هذه القمة الشامخة في الثبات على الحق، رغم رجاء زوجته، مراراً. حقاً {إنَّ إبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}[النحل:120]. وهذا الثبات هو المعلم الدعوي البارز، والمنارة التي لا تنطفئ، تلك المنارة التي يشعلها السابقون للاحقين على طريق الدعوة، وهو الإرث العظيم الذي يفخر به الأبناء السائرون على طريق الآباء والأجداد الهادين المهتدين، أولئك الرجال الصادقون الثابتون، الذين لم يبدلوا، إذ: {صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ ومِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}[الأحزاب:23]. [المصدر: من مقالة مع قصة إبراهيم عليه السلام للدكتور حمدي شعيب |
رد: منارة لا تنطفئ
|
رد: منارة لا تنطفئ
جَزَاْك اللهُ خَيْراً
وَجَعَلَهَـآ فِي مِيزَانْ حَسَـنَآتِكْ |
الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 03:12 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by
vB Optimise (Pro) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.