وقفة وداع شعري لابن عثيمين يرحمه الله
وقفة وداع شعري لابن عثيمين يرحمه الله
شـموخ الصـابريـن لحقَ الشيخُ بركبِ الصالحين **** فلماذا يا جراحي تنزفين؟ ولماذا يا فؤادي تشتكي **** ولماذا يا دموعي تَذرفين؟ رحل الشيخ عن الدنيا التي **** كلُّ ما فيها سوى الذِّكر لَعين فارقَ الدنيا، وما الدنيا سوى **** خيمةٍ مَنصوبةٍ للعابرين فارقَ الدنيا التي تَفَنَى إلى **** منزلٍ رَحبٍ وجناتٍ، وَعِين ذاكَ ما نرجو، وهذا ظنُّنا **** بالذي يغفر للمستغفرين رحل الشيخُ على مِثلِ الضُّحَى **** من صلاحٍ وثباتٍ ويقين فلماذا أيُّها القلبُ أرى **** هذه اللَّوعَةَ تسري في الوَتين؟ ولماذا يا حروفَ الشعر عن **** سرِّ آلام فؤادي تكشفين أتركي الحسرةَ في موقعها **** تتغذَّى من أسى قلبي الحزين وارحلي بي رحلةً مُوغلة **** في حياةِ العُلماءِ الأكرمين واسلُكي بي ذلكَ الدَّربَ الذي **** ظِلُّه يحمي وجوهَ السالكين يا حروفَ الشعر لا تَصطحبي **** لغةَ الشعر الى جُرحي الدَّفين ربماأحرقها الجرحُ، فما **** صار للشعر فَمٌ يَروي الحنين واتركي لوعةَ قلبي، إنَّها **** تارةً تقسو، وتاراتٍ تَلين وادخلي بي واحةَ العلم التي **** فُتحت أبوابُها للوافدين عندها سوف نرى النَّبعَ الذي **** لم يزل يَشفي غَليلَ الظامئين شيخُنا ما كانَ إلاَّ عَلَماً **** يتسامى بخشوع العابدين عالمُ السنَّةِ والفقهِ الذي **** هزَمَ اللهُ به المبتدعين لا نزكّيه، ولكنَّا نرى **** صُوراً تُلحِقُه بالصادقين في خيوط الشمس ما يُغني، وإن **** أنكرتها نظراتُ الغافلين راحلٌ ما غاب إلا جسمُه **** ولنا من علمه كنزٌ ثمين ما لقيناه على دَربِ الهوى **** بل على دَربِ الهُداةِ المهتدين لكأني أُبصر الدنيا التي **** بذلت إغراءَها للناظرين أقبلت تَعرض من فتنتها **** صوراً تَسبي عقول الغافلين رقصَت من حوله، لكنَّها **** لم تجد إلا سُموَّ الزَّاهدين أرسل الشيخُ إليها نَظرةً **** من عُزوف الراكعين الساجدين فمضت خائبةً خاسرةً **** تتحاشى نظراتِ الشَّامتين أخرجَ الدنيا من القلبِ، وفي **** كفِّه منها بلاغُ الراحلين لم يكن في عُزلةٍ عنها، ولم **** يُغلقِ البابَ عن المسترشدين غيرَ أنَّ القلبَ لم يُشغَل بها **** كان مشغولاً بربِّ العالمين أوَ ما أعرض عنها قَبلَه **** سيِّدُ الخلقِ، إمامُ المرسلين أيُّها الشيخُ، لقد علَّمتنا **** كيف نرعى حُرمَةَ المستضعفين كيف نَستَشعِرُ من أمَّتنا **** صرخة الثَّكلَى ودَمعَ الَّلاجئين كيف نبني هِمَّةَ الجيل على **** منهج التقوى، ووعي الراشدين كنتَ يا شيخ على علمٍ بما **** نالنا من غَفلةِ المنهزمين قومُنا ساروا على درب الرَّدَى **** فغدوا ألعوبةَ المستعمرين شرَّقوا حيناً وحيناً غرَّبوا **** واستُبيحت أرضهم للغاصبين هجروا الصَّالحَ من أفكارهم **** فتلقَّتهم يدُ المستشرقين وارتموا في حضن أرباب الهوى **** من ذيول الغاصب المستعربين ضيَّعوا الأقصى وظنُّوا أنَّهم **** سوف يحظون بِسِلمِ المعتدين فإذا بالفارس الطفل على **** هامة المجد ينادي الواهمين صاغها ملحمةً قُدسيَّةً **** ذكَّرتنا بشموخ الفاتحين قالها الطفلُ، وقُلنا معه **** إنَّ بيعَ القدس بَيعُ الخاسرين أيُّها الشيخُ الذي أهدى لنا **** صُوَراً بيضاءَ من علمٍ ودين لم تكن تغفل عن أمَّتنا **** وضلالاتِ بَنيها العابثين كنتَ تدعوها إلى درب الهُدَى **** وتناديها نداءَ المصلحين قلتَ للأمةِ، والبؤسُ على **** وجهها الباكي غبارٌ للأنين إنما تغسل هذا البوسَ عن **** وجهكِ الباكي، دموع التائبين أيها الشيخُ الذي ودَّعَنا **** عاليَ الهمَّةِ وضَّاح الجبين نحن نلقاك وإن فارقتَنا **** في علومٍ بقيت للرَّاغبين أنتَ كالشمسِ إذا ما غَربَت **** أهدتِ البَدرَ ضياءَ المُدلجين أنتَ ما ودَّعتَنا إلاَّ إلى **** حيث تُؤويكَ قلوبُ المسلمين إن بكيناكَ فإنّا لم نزل **** بقضاء الله فينا مُوقنين في وفاةِ المصطفى سَلوَى لنا **** وعزاءٌ عن وفاةِ الصالحين ذلك الرُّزءُ الذي اهتزَّ له **** عُمَرُ الفاروقُ ذو العقل الرزين ماتَ خيرُ الناس، هذا خَبَرٌ **** ترك الناسَ حيارى تائهين طاشت الألبابُ حتى سمعوا **** ما تلا الصدِّيقُ من قولٍ مُبين لا يعزِّينا عن الأحبابِ في **** شدَّةِ الهول سوى مَوتِ الأمين إنها الرُّوح التي تسمو بنا **** ويظلُّ الجسم من ماءٍ وطين يحزن القلب ولكنَّا على **** حُزنه نَبني شموخ الصابرين كلُّنا نفنَى ويبقى ربُّنا **** خالق الكون ملاذُ الخائفين |
رد: وقفة وداع شعري لابن عثيمين يرحمه الله
مشكورة حبيبتي على الكلمات الرووعه
تقبلي مروري بنوته سوريه |
رد: وقفة وداع شعري لابن عثيمين يرحمه الله
شكرلكم مروركم
|
الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 06:00 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by
vB Optimise (Pro) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.