ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ

ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ (https://fashion.azyya.com/index.php)
-   التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية (https://fashion.azyya.com/39)
-   -   زوجة ثانية.. جزاء الإحسان. (https://fashion.azyya.com/349421.html)

روجينا1988 05-16-2012 08:24 PM

زوجة ثانية.. جزاء الإحسان.
 
قلّب النظر في واجهة معرض لبيع الساعات، متخيلاً صورة عروسه المنتظرة، وهي تتحلى بالواحدة منها تلو الأخرى، فهو يريد تقديم هدية العقد لها، فلما استقر به الأمر على إحدى الساعات، دفع ثمنها على الرغم من غلائها متمتماً: "الساعة غالية، لكن الحبيبة تستاهل"!!

كانت عروسه هذه تحمل الرقم ثلاثة، ومع ذلك بدا كأنه لأول مرة يعاين شعور الإقبال على الزواج.. شعور من نوع مختلف يخالجه، ويضفي على حياته طعماً جديداً. رنّ جواله في هذه اللحظة، إنها زوجته الثانية، تداعت إلى ذاكرته صورتها ثائرة غاضبة!! لقد أسمعته من كلامها ورأى من فعالها ما جعله ينكمش عن محادثتها!! فلم يرد.
صعد سيارته وأسند رأسه إلى كرسيه، طافت به صور كثيرة. إنه يبحث عن الأمن والاستقرار وإشباع حاجته الجسمية، ولم يكن لزوجته الأولى بما انطوت عليه من شراسة في الطبع وحِدّة في التعامل أن تحقق له ما يتمنى، إضافة إلى كونها عقيماً، فتزوج الثانية، فلم يلق منها اهتماماً إلاّ أشهراً معدودات؛ إذ لما أنجبت ابنتها الأولى التفتت عنه، وبدأت تعطي غيره، وتنتبه لسواه، وهو رجل تتخاطر بين جنبات نفسه أمور لا يجد عنها محيصاً، إنها الطبيعة التي فطره الله عليها، ثم إن تشوّفه للولد الذكر الذي تراه قبيلته موضع فخر وعز يدفعه دفعاً إلى الزواج، وبين هذا السبب وذاك وجد نفسه يسعى للزوجة الثالثة كحق يمارسه شرعاً ثم طبعاً.
أهكذا يقابل الإحسان..؟!

تقلّبت على فراشها، أحسّت بنار تلتهم أحشاءها، زفرت فخرج مع زفرتها لهيبٌ أحست بحرارته تحرق فمها، استعادت إلى دائرة شعورها تلك الكلمة التي زلزلت حياتها: "سأتزوج"!!
خليط من مشاعر الحزن والغضب اجتاحها مع ذكرى تلك الكلمة فلم تشعر إلاّ وسيل من الدموع الحارة يتساقط على وجنتيها، أحسّت بغيرة تأكل قلبه!! إنها تحبه، ولا تتصور شراكة غيرها فيه.

كانت هي الزوجة الثانية بعد زوجة لم تنجب، ولئن كان دافعه طلب الولد، إلاّ أنه لطالما كرر أمامها أنه وجد راحته الحقيقية بقربها، وأنها حبة قلبه ومهجة فؤاده، فأحبّته من كل قلبها، وكان حديثه المغمس بعسل الودّ يلامس شغاف قلبها، ويربط روحها بروحه، فلا حياة إلاّ معه.
وزادت وشائج ما بينهما لما أنجبت منه خمس بنات، فأخذت تبذل له كل غال ونفيس، وجعلت راتبها تحت تصرفه، وما كانت تسأله عن أجر مسكن أو مصروف مطعم ومشرب، بل لم تكلفه مؤونة دراسة بناته في مدارس خاصة، وكان يردد دائماً على مسامعها: "معكِ لا أشعر بِهَمِّ الدنيا، أنت تعينينني على صوارف الدهر".
لكنها فوجئت بما لم تحسب له حساباً، فمنذ أشهر قليلة بدت عليه تصرفات مريبة، وبحسّها الأنثوي أدركت أن ثمة أمراً ما، فلما واجهته بما رأت وعلمت أعلن أمامها: "سأتزوج"!!

كانت كلمته صفعة قوية أثارتها؛ فلم تعد تعي قولاً ولا فعلاً. أرغت وأزبدت وتوعّدت، حتى إذا رأت منه الإصرار هدأت ظاهراً وبقيت غيرتها تأكل أحشاءها، وهي تطبع على مسيرة حياتها: أهذا جزاء الإحسان؟!


الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 11:58 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.


Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0