ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ

ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ (https://fashion.azyya.com/index.php)
-   السيدات و سوالف حريم (https://fashion.azyya.com/20)
-   -   لولا إرث محمد فينا (https://fashion.azyya.com/391028.html)

مهجة الفؤاد 11-27-2012 11:27 AM

لولا إرث محمد فينا
 
د. ديمة طارق طهبوب

لا بد من وقفة مصارحة مع النفس و اعتراف شجاع أن الوسط الإسلامي في كثير من الدول و الميادين ما زال ينظر للمرأة نظرة دونية أو تشغيلية يستخدمها عندما يحسّ بالحاجة إليها، و يؤخرها في باقي الأوقات، أو يعاملها كالزائدة الدودية، و يعترف بوجودها في جسم الأمة، و لكن استئصالها أسهل ما يكون عندما تبدي أقل دفاع عن حقوقها، و الأساليب متعددة، و في البيت يوجد الخصام و الإعراض و التهديد بالزوجة الثانية و الطلاق، و في العمل يوجد التهديد بالرزق، أو تأخير الترقية، أو عدم الاعتراف بالقدرات و المواهب، أو إلقاء الأحمال كلها بساعات دوام مستمرة على ناقة المحامل: المرأة!!

و حتى لا يظن القرّاء أن ما أكتبه يستلهم نزعة نسوية غربية لطالما حاربت أغلب مضامينها الهدّامة، و أثنيت على ما كان خيراً فيها من باب أن الحكمة ضالّة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها، فإن ثقافة حقوق النساء و العزة الإنسانية و الأجور الدنيوية و الأخروية هي إرث القرآن و سنة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه و سلم- الذي يجب على النساء أن يضعنه نصب أعينهن أينما كن، و الذي لولاه لتمرّدت الزوجات و الأمهات و البنات و الأخوات و العاملات على ما يلقينه من عنت الحياة على يد رجال يفهمون النصوص بطريقتهم، و يبحثون عن فتاوى تناسب طبائعهم، و يتخذون من دين المودة و الرحمة سيفاً مسلطاً على رقاب النساء.

و المرأة إذا أرادت العلو في درجات الكمال فيجب عليها أن تجعل معاملتها للرجال من حولها بنية القربى من الله، فإن ذلك خليق أن يجعلها تصبر و تتحمل، و تزيد في الحسنى ليس لإرضاء بشر مثلها يخطئ أكثر مما يصيب، بل لإرضاء رب البشر.

فإذا تخاصم الزوجان و كان الزوج هو المخطئ فإن مبادرة الزوجة لتطييب خاطره ليست تنازلاً عن الكرامة و الحقوق، و تبعية و استضعافاً و عدم قدرة على الرد، و غيرها من المفردات الممجوجة التي يسوقها من يريدون أن يخربوا الأسرة، إنها كذلك لو كان الأمر فقط علاقة بين رجل و امرأة، بشر و بشر، و لكنها علاقة مع الله تبتغي المرأة و الزوجة أن تحصل بها اعترافاً و شهادة من الله و رسوله بالخيرية و الفوز بالجنة التي وردت في الحديث الشريف، قال عليه الصلاة والسلام: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود … العَؤود على زوجها، التي إذا آذت أو أُوذِيت جاءت حتى تأخذ بِيَدِ زوجها، ثم تقول: والله لا أذوق غَمْضًا حتى ترضى".

إن المرأة عندما تتاجر بدين و أمانة الرجل فإنها تبتغي الأجر الذي ذكره الله في سورة النور (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)، و لولاه لكانت المرأة التي تنشأ على حب الحلي و الجمال كما وصفها القرآن أطلب لمتاع الدنيا من دراهم و ذهب و حرير، و لكن الكثيرات يتركن هذا الحطام الدنيوي، كما فعلت أمهات المؤمنين عندما خيّرهن الرسول بين متاع الدنيا و زينتها و بين مرافقته و اتباعه، فاخترن جميعا الثانية؛ لأن ما عند الله خير و أبقى، و للأسف ففي واقعنا الحالي كثيراً ما تكون التجارة خاسرة، فيجتمع على المرأة ضيق الحياة و ذات اليد و سوء الخلق و المعاملة، و لقد صبرت ابنة الخلفاء و أخت الخلفاء و زوجة الخليفة فاطمة بنت عبد الملك بن مروان، عندما قام زوجها الخليفة عمر بن عبد العزيز بتجريدها من كل ما تملك حتى قرطين أهداهما لها والدها و ردها جميعاً إلى بيت مال المسلمين، و آثرت صحبته و هي تقول: الحياة حياتك و الممات مماتك، و حتى نساء اليوم يصبرن، و لكن عندما يكون هناك من يستحق الصبر من أجله.

و النساء عندما يقمن بواجبات المنزل و خدمته ينظرن لذلك على أنه صدقة منهن على الأزواج و الأولاد؛ فالزوج مكلف حسب آراء العلماء أن يوفر لزوجته من يعينها حسب طاقته، و بالذات إذا كانت متعودة على ذلك في بيت أهلها، أو يعينها بنفسه كما كان الرسول -صلى الله عليه و سلم- في خدمة أهله، و يؤكد ذلك طلب السيدة فاطمة مع زوجها علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- من الرسول خادماً؛ فالمرأة متفضلة على زوجها و أولادها بالرعاية، و ليست خادمة يجب عليها ذلك بموجب عقد الزواج، و هي تبتغي الأجر باللقمة التي تضعها في أفواههم، و الثياب النظيفة التي تلبسهم إياها، و بزينتها لزوجها طلباً للحلال و المتعة و صيانة عن الفواحش.

و المرأة عندما تخرج للعمل و سدّ ثغرات لا يستطيعها الرجال في التعليم و الطبابة و التمريض و أمور النساء و قضاياهم- فهي تخرج أيضاً ابتغاءً للأجر، و لولاه لكانت للراحة أطلب و بها أرغب، و هي تتوقع من الرجال إن لم يساعدوها ألاّ يعادوها أو يضعوا أمامها العراقيل؛ فقد استأمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أسماء بنت أبي بكر، و كلفها بمهمة الاستطلاع و التموين عندما كانت حياته على المحك، و هاجرت المسلمات في الهجرة الأولى و الثانية، و بايعن الرسول قبل نشوء الدولة الاسلامية على الجهاد و التضحية و العمل، و عندما وصفهن بناقصات العقل و الدين فسّر الأمر و حصره في باب الاحتكام للعاطفة أكثر من العقل و أثر ذلك على الشهادة، و هذه طبيعة المرأة و ليست منقصة فيها؛ فالله أكمل خلق عباده، و لم يخلقهم مذمومين أو ناقصين.

و أضاف الرسول في نفس الحديث ليبين أن الأمر ليس تهمة أو ذلة أن نسب للمرأة صفة التدبير و الذكاء فقال: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للبّ الرجل الحازم من إحداكن". أما كثير من الرجال بعده فيأخذون صدر الحديث، و يتوسّعون في إطلاق صفة النقص على المرأة كصفة عامة و حالة دائمة لتنحية المرأة عن مجال التأثير الاجتماعي و السياسي.

لقد آوى محمد -صلى الله عليه و سلم- إلى حضن خديجة عندما أفزعه أمر الرسالة، و أخذ برأي أم سلمة في صلح الحديبية، و علم عائشة سيرته لتعلم المسلمين، و دعا لأم عمارة و أهلها بالجنة لدفاعها عنه في أحد، و أحب فاطمة فوق كل أولاده، و خصص وقتاً ليراكض عائشة، و يمتعها بالفرجة على مجالدة الأحباش في المسجد، و أخفض حضنه لحفصة لتصعد برجلها حتى تصل الناقة.

هذا غيض من فيض من إرث النساء الذي يجعلنا نصبر، و نتأمل و نتحسر أحياناً على المفارقة بين الماضي و الحاضر، و لديكم أيها الرجال إرث مثله، فإن عدتم فالعود أحمد، و إن لم تعودوا، فإننا لا نبدل و لا نترك طريقاً آخره بإذن الله جنات عدن مهما حُفت جنباته بالمكاره.

فالصبر الصبر أيها النساء، و العود العود أيها الرجال

مشاگـسہ(●̮̮̃•) 12-04-2012 07:39 PM

رد: لولا إرث محمد فينا
 
كلااااااام في قمة الروعة


الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 12:03 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.


Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0