![]() |
الحى
https://photos.azyya.com/store/up3/090221205250PLYI.jpg الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك كم من مؤمن بالله عز وجل يتقي ربه في الخلوات فيترك ما يشتهي حذرا من عقابه أو رجاء لثوابه أو إجلالا له فيكون بذلك الفعل كأنه وضع عودا هنديا على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لما ؟ ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته وقد تمتد هذه الأرباح بعد الموت على قدرها فمنهم من يذكر بالخير مدة ثم ينسى ، ومنهم من يذكر مائة سنه ثم يخفى ذكره ومنهم أعلام يبقى ذكرها أبدا وعلى عكس ذلك من هاب الخلق ولم يحترم خلوته بالحق سبحانه فإنه على قدر مباراته بالذنوب يفوح منه ريح الكراهية فتمقته القلوب فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير ورب خال بذنب كان سبب وقوعه في شقوة الدنيا والآخرة وكأنه قيل له : ابق بما أثرت فيبقى أبدا في التخبط وقال أبو الدرداء : إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر فلا تهملوا خلواتكم ولا سرائركم فإن الأعمال بالنيات والجزاء على مقدار الإخلاص من أراد دوام العافية والسلامة فليتق الله عز وجل فإنه ما من عبد أطلق نفسه في شيء ينافي التقوى وإن قل إلا وجد عقوبته عاجلا أو أجلا . ومن الاغترار أن تذنب فتجد إحسانا فتظن انه قد غفر لك وتنسى قوله سبحانه وتعالى " من يعمل سوءا يجز به " ولا شك في أن الله يغفر ولكن لمن يشاء |
الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 03:12 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025,
vBulletin Optimisation provided by
vB Optimise (Pro) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.