ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ

ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ (https://fashion.azyya.com/index.php)
-   ادب و خواطر (https://fashion.azyya.com/40)
-   -   عضل المرأة (https://fashion.azyya.com/455779.html)

مجروحه وأكآبر 01-04-2014 09:33 AM

عضل المرأة
 
بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع الخطبة عضل المرأة
الحمدُ للهِ على إحسانه، والشُّكرُ لهُ على تَوفِيقِهِ وامتِنانِه، أحمدُهُ جلّ وعلا تعظيمًا لشانِه، وأصلِّي وأسلِّم على رسولهِ الدَّاعِي رِضوانِه، الذي ضرب لنا أمثلة فريدة، وترك لنا سيرة مجيدة في الرَّحمةِ والإحسان وعلى آلهِ وصحبهِ إلى يوم نلقى الملكَ الدّيان.
إنَّ الأحاديثَ عن تكرِيمِ المرأةِ في الإسلامِ متواتِرة، والنصوصَ والقصصَ في ذلك مستفيضةً ومُتوافِرة، فقد كرَّمَها ربُّنا، وجَعَلَ لها مكانًا عَلِيّا، وأوصى بها رسولُنَا فكانت وصاياهُ بيانًا جَلِّيّا، ومعَ ذلك ما زِلنا نسمعُ قَصصًا يَتفطّرُ لها الفؤادُ عن عَضْلِ المَرأة، وكأنّ الآذانَ صُمًا والقُلوبَ عُميًا عن قولِ الحَقِّ سبحانه {وَلاَ تَعْضُلوهنَّ لتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إلاَّ أَنْ يَأتِيَنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيّنَةٍ}(النساء:19). فالعضل في اللغة المنع، وقد ذكر ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:( وذلك أن الرجل كان يرِثُ امرأةً ذِي قَرابَتهِ، فيَعْضِلَها حتى تَموتَ أو تَرُدَّ إليه صَّدَاقَها، فأحكَمَ الله تعالى عن ذلك، أي نَهَى عَن ذَلك).
وما أشبهَ الليلةَ بالبارحة ! فإنْ كانتْ تُوْءَدُ في الجاهليةِ وهي حيَّةٌ فإنّنا في زمانِنا هذا نَرى وأدًا مُتجددًا وظُلمًا عَظِيمًا لها بصورٍ شَتّى وضروبٍ مختلفةٍ، تتحكّمُ في جُلِّها العاداتُ والتقاليد! وهذا لَعَمْرُ الله، من رَواسبِ الجَاهِليّةِ المُقِيتَةِ التي نُهِينا عنها وحُذِّرنا منها.
ومِن صُورِ العَضْلِ التي استَشرَتْ، وطالت آثارها السالبة المجتمع بأسره، حرمان الفتاة من الزواج طمَعَا في راتبها، فيَحرِمَها من إشباع فِطرتِها، ويَسلِبَها أمومتَها، أو يُحجمُ الخطّاب عنها بفرض مهرٍ يثقل الكاهل، طمعا في عرضٍ مِن الدنيا زائل، وينسى أن المرأة أختًا وبنتًا هي جسره الموصل للجنة، فيستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، والخير في كلام خير البشر ) :لا يَكُونُ لأَحَدِكُمْ ثَلاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلاثُ أَخَوَاتٍ فَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ). رواه الترمذي في البر والصلة، وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
وصورةٌ أخرى مِن صُورِ العَضلِ، وقاصِمةٌ مِن قَواصِمِ الظّهرِ، ما يَقُومُ به بعضُ الآباءِ - هَداهُم اللهُ - وهُو تَزويجُ المَرأةِ دُونَ رضًى منها، وليته زوجها رجلا كفئًا لها، بَل قَد يَرُدُّ التقيَّ النقيَّ الصالِحَ لِيُزوّجَها بالشّيخِ الهَرِمِ أو الشّابِّ الفَاسِقِ الطّالِحِ لِحسبٍ أو نسبٍ أو مال. ضَاربًا بِعُرضِ الحائطِ حقًا كَفلَهُ لها الحَبِيبُ عَليهِ الصلاةُ والسّلامُ بقوله: " لا تُنْكَحُ الأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ ، وَلا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ " رواه البخاري ومسلم في كتاب النكاح.
وصورة ثالثة للعَضلِ نَجِدُهُا عِندَ زَوجٍ يُضيّقُ عَليها ويَبغضُها ويُسيءُ معاملتها متناسيًا قولَ النبيّ المُصطفى : (استوصوا بالنساء خيرا فإنهنّ عوانٌ عندكم) أي أسيراتٌ ضعيفات، فكيفَ يستغِلُّ الزوجُ هذا الضعف؟! ويَزيدُها وهنًا على وهن! مُتّكِئًا على مَبدأِ القِوامةِ الذي هوَ حِفظٌ وصِيانةٌ لا إذلالٌ ومَهانةٌ.
وهذا غيضٌ من فَيضٍ به وبغيره تًعانِي المرأةُ وتُقاسي، ويَغرقُ المجتمعُ في لُجج الآثار المترتبة عليه فَتظهَرُ المآسي، فإلى متى هذا الظلمُ ؟ إلى متى هذا القهرُ ؟ ونحنُ نسألُ أنفسنَا لِم فتياتُنا أصبحنَ ضحايا للذئاب البشريّةِ والابتزاز! ونتساءلُ لِمَ كَثُرَ الانتحار ؟! بلْ لِمَ كَثُرَ هُروبُهُنَّ من الديار ؟! إلى متى ونحن نتساءلُ عن ذلك !! ألمْ يَكُنْ ذلكَ بِسببِ ظُلمِهنَّ والقسوة عليهنَّ ؟! ألم يكن بسبب قهرهنَّ وعضلهن ؟! وهُنَّ جسدٌ وروح، ونَسمةُ إن أكرمتها شممتَ عطرَ الطُهرِ منها يَفُوح. ألم نسمعْ نداءَها وهي تقول :
مَنْ قالَ : أَنّي لَسْتُ أَكْثَرَ مِنْ جَسَدْ
مَنْ قالَ : ضِلْعِيَ قاصِرٌ
مَنْ قالَ : حَبْليَ مِنْ مَسَدْ
إذاً !! ...
ابن مَنْ ذاكَ الوَلَدْ ؟
أنا إنْ وُئِدْتُ
فَكُلّكُمْ وَأْدَى
وما طِفْلٌ لَكُمْ ناغى
ولا كَهْلٌ حَمَدْ
أنا أُمُّكُمْ
يا وَيْحَكُمْ
يا وَيْحَ مَنْ فَضْلي جَحَدْ
أنا أُمُّكُم :
مِنْ عُنْقِ رَحِمي
مَرَّ أبناءٌ لَكُمْ
وَأبٌ وَجَدّ
أنا أُخْتُكُمْ أنا بِنْتُكُمْ
طُهرُ الأُنُوْثَةِ ثَرْوَتِي
إنْ جَدَّ جَدّ
هَلْ تُنْكِرُونَ الوَعْدَ
إذْ رَبِّيْ وَعَدْ ؟
هَلْ تُنْكِرُونَ بِأَنَّ
في كَفِّيْ شَفَاعَتُكُمْ
وَعَبْرَ شَفَاعَتَي جَنَّاتُ خُلد ْ؟
أنَّا أمُّكُمْ يا سادَةً
ما كُنْتُ جاريةً
ولا أَمَةً لَدَيْكُمْ
لَسْتُ إكْمالاً لِعَدّ
أنا كُلُّكُمْ يا سادةً
أنا بَعْضُكُمْ
إنِّي وَفي أَدْنَى احْتِمالاتي:
أنا نِصْفُ البَلَد ْ
أنا إِنْ وُئِدْتُ
فَكُلُّكُم وَأْدَى
وَقَدْ وُئِدَ البلدْ
فانظروا ــــ يا رعاكمُ اللهُ ـــــ إلى الفسادِ الذِي حذَّرَ مِنهُ نبيُّ الهُدَى، حين نُتبِعُ النَّفسَ هَواهَا، ونَئدُ فِطرةً خَلقَها رَبُّنَا في المرأةِ وسوّاهَا، ولنتذكر أنَّ هذا ظُلمٌ عظيمٌ، ولنَعِفَّ بناتَنَا بالأزواجِ الأطهار، ونُكرمَهنَّ بالزَّفافِ قَبلَ أنْ يَقَعنَ فِي بَراثِنِ أهلِ الانحراف، ولاتَ ساعةَ مَندَم.
هذا ما فتحَ اللهُ بهِ ولولا ضيقُ المَقامِ لفصّلنا الموضوعَ ونشرناه، فما وجدتمْ فيه من خيرٍ فإمساكٌ بمعروف، وإن لم يَكُن فَتسريحٌ بِإحسان، هذا والله المستعان. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

بقلمي مريم يحي التركي


الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 01:14 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.


Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0