ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ - حروف !! لاتجد لها صدى

عندما تهرب من الموت
وتسمع تلك الطائرات ....
ثم تليها إنفجارات تهتز تحت قدميك الأرض
حين تجد في وجه أبيك الخوف
وقسوة الرعب في وجه أمك
وتجد أختك الكبيره ذات الجمال والأنوثه
بكامل سترها ...
تخشى على شرفها أكثر من حياتها
حينما لا تدري ما الذي حدث
سوى أن هناك دمار .... وهناك أموات
حينما لا تجد لك ما يدفئ جسدك من ملابس
وتكون الأرض هي سريرك الوفير
تجد نفسك تركض مع الذين يركضون
وتختبئ مع الذين يختبئون
ثم تصطاد رصاصة رأس طفل فيسقط
دون أن يقف أحدهم لمساعدته
ويقبل عليك الجوع والظمأ فلا تجد من يسمع شكواك
ثم ينهار جزء من السقف فيسقط على صدر أختك
تتشهد ثم تلتف على أمها وتقول لها وهي مبتسمه
كلمات ليست مفهومة ولكن برز منها لفظ (الجنه)
تختنق بالغبار ويتساقط عليك كثير من الجدار والسقف
وتستيقظ من إغماءتك على أصوات تردد
لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
ثم تسمع يوجد حي هنا
وتتراكض الأيدي تنتشلك من بين الأنقاض
يتراكضون بك ... ولا تعلم إلى أين
يأخذونك في سيارة منطلقه
ويتخطفها الرصاص من كل مكان
تصل إلى مكان يعجّ بالناس
تنظر حولك فتجد أيدي بلا جسد
وأجساد بلا رأس
رعب المكان لا يسمح لك بالبكاء
هناك عجوز تصرخ ثم تبكي
وهناك شاب يتحسّب على كل العالم
أزالوا عنك ما غطوك به عندما أخرجوك
قال الطبيب الحمد لله إنها مجرد رضوض
ولا يزال في نفسك صرخات لم يحن وقتها
وأنفاس يغص بها صدرك للآهات فقط
وتتناقلك الأيدي لتجد نفسك في معسكر
لا يوجد هناك أحد تعرفه ويعرفك
وحين يأتي دورك لا تستطيع الإجابة سوى عن اسمك
وفجأة يأتي جنود كثر
ثم يبدأون في تقسيم الأطفال على أناس
ليأتي رجل وإمرأه فيأخذاني
إنتقلنا لتلك الدولة الاوروبيه
وتعاملوا معنا كما لو كانوا آباءنا
هذا الطفل لم تعجبه الدنيا ونعيمها
بل لا تجد في عينيه سوى شوقاً لوالده
لكنه شوقاً يبعد ملامح الخوف عن وجه أبيه
هذا الطفل بحاجة إلى حضن أمٍ لا رعب فيه
طفل لا تفارقه إبتسامة تلوّنت شفاهها بالدماء
وغبار وجدار تمنى لو دفن تحته

إنها قصة طفل روتها عيونه الباكيه

حين صمتت الألسن

منقول