إن هذه الدنيا طريق وأي طريق !!!
ليس كأي طريق...
تسير فيه لا تدري متى ستكون النهاية!!!وكيف سيكون الوصول!!!
بوجه مبيض منير كالبدر سعيد برضا القوي المتعال وجنة فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، أم سيكون المنتهى إلى ما لايحمد عقباه، ذنوب وخطايا تثقل صاحبها لا يكاد يخفيها ولا يسطع حتى رفع كاهله ليرميها عنه ،لم يسمح له قصر الطريق أن يتخلص منها باستغفار وتوبة لم يتركه يتطهر وينقي نفسه منها حتى يقابل ربه زكيا....
طريق ليس كأي طريق...
تعبِّر عنه كل لحظة تمر "فالوقت يحكي مساره" إذا خطوت خطوة للأمام فلا أمل للرجوع للخلف ،فإن أصابت رجلك فنعم بالله واسأل الله الثبات على ذلك ...أما إن أخطأت التسديد فاسأل الله أن يرحمك برحمته ويغفر لك ويهديك سبيل الرشاد ..وإذا لم تفعل هذه الأخيرة فانتظر هلاكا لن تقوى عليه أبدا
طريق وأنت تسير فيه تمر عليك نوعين من الورود لا ثالث لهما،ورود جميلة تراها بلا أشواك لكن ما إن تقطفها وتقربها لبصيرتك ترى فيها قبحا ولو شممتها فعلا ستشعل في نفسك كرها لها لما عرفته منها وماينتظرك بسببها فرائحتها ستحرقك... ،أو تمر بك ورود ترى فيها أشواكا لكن لو قطفتها ستكون محظوظا ،هي ورود لا أزكى منها ولا أجمل ورائحتها تأخذك لجنات ونعيم مقيم بإذن المولى
وإن رأيت في الأولى جمالا من بعيد فلا يغرنك واعلم أن ضررها أكبر من نفعها ،وإن وجد فهي رشفة عسل في بحر نقع فيه حنظل وعلقم ماتلبث أن تتذوقها حتى تجد نفسك تحتسي مرارة ، وأما الثانية فإن استصعبت وخزاتها فرسخ عينيك على جمالها ونضرتها الدائمة ولا يهمك بعض ألم زائل،انسه وتحمله رمشات أعين لتسعد وتهنى للأبد
فلتقطف ماشئت...
فالأولى متاع الدنيا ولذاتها إن كانت في حرام فبئسا وخبثا لها ،وقد تكون في حلال لكن تلهي عن ذكر العزيز الحكيم وطاعته
أما الثانية فهي جنة الإيمان و حلاوة الطاعات وجمال الأخلاق فيها وخز تعب ومجاهدة نفس أمارة بالسوء
واعلم أن في نهاية الطريق على المرء أن يكون محصنا بما قطفه من ورود فسوف يكون الحساب على كل صغيرة وكبيرة
محصنا بذرع لا تلتهمه نار ولا يدخله حميم ذرع قوي متين لكنه على جسمك طري لين ناعم حرير جميل مريح ،ذرع مواده الأولية إيمان ويقين بالرب المحيي،السميع البصير، والنبي الماحي، السراج المنير،ذرع تزيد صلابته وقوته بزيادة طاعات رب البريات وتمسك بنبي الرحمات عليه أفضل صلاة وأزكى تسليم ...تصقله أخلاق طاهرات ،وتنقية قلب من الشهوات...تلمعه بكل طيب وحب وإخلاص فتزيد جمال الذرع الحامي الأنيس
وإن لم يكسبه في حياته فما سيهاجمه أدهى وأمر من أن يغلب بالصبر أو أن نعبر عنه باللسان
فعليك يا إنسان أن تدرك ذلك وتنقش هذه الحقيقة في عقلك وقلبك حتى تقوى وتنجح
تقوى على مواجهة الفتن ومجابهتها
إذا كنت قويا فلن تجد صعوبة في غلبها ،فأنت أقوى من النفس الأمارة بالسوء وأقوى من الهوى وأقوى من الشيطان الذي كيده ضعيف وسف لن تؤثر فيك زخرفات الدنيا ومتاعها الزائل الزائف الذي هو سراب
ستنجح في امتحانك غن أدركت ذلك ستنعم برضى الرحمان الرحيم الوهاب وحبه وجنات النعيم للأبد ،ستنجو من لفحات جهنم وعذاب القهار سبحانه المنتقم