ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ

ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ (https://fashion.azyya.com/index.php)
-   منتدى اسلامي (https://fashion.azyya.com/56)
-   -   أحوال القلوب وأقسامها (https://fashion.azyya.com/94256.html)

~ شروق ~ 11-03-2009 09:10 PM

أحوال القلوب وأقسامها
 
https://legend89.jeeran.com/Temp/00000000000000.jpg

لما كان القلب للأعضاء كالملك المتصرف في الجنود التي

تصدر كلها عن أمره ويستعملها فيما يحب ، فكلها تحت

عبوديته وقهره ، وتكتسب منه الاستقامة والزيغ ، وتتبعه

فيما يعقده من العزم أو يحله ، قال النبي ـ صلى الله عليه

وسلم ـ : ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت

صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا

وهي القلب))(رواه البخاري ومسلم) .





فهو ملكها وهي المنفذة لما يأمرها به القابلة لما يأتيها من

هديه ، ولا يستقيم لها شيء من أعمالها حتى تصدر عن

قصده ونيته ، وهو المسؤول عنها كلها ، فكل راعٍ

مسؤول عن رعيته ، لذا كان الاهتمام بتصحيح القلب

وتسديده أول ما اعتمد عليه السالكون والنظر في أمراض

القلب وعلاجها أهم ما تنسك به الناسكون .




ولما علم عدو الله إبليس أن المدار على القلب والاعتماد

عليه ؛ أجلب عليه بالوساوس ، وأقبل بوجوه الشهوات

إليه ، وزين له من الأحوال والأعمال ما يصده عن

الطريق ، وأمده من أسباب الغي ما يقطعه به عن أسباب

التوفيق ، ونصب له من المصايد والحبائل ما إن سلم من

الوقوع فيها لم يسلم من أن يحصل له بها التعويق ، فلا

نجاة من مصايده ومكايده إلا بدوام الاستعانة بالله تعالى

والتعرض لأسباب مرضاته والتجاء القلب إليه وإقباله

عليه في حركاته وسكناته ، والتحقيق بذل العبودية الذي

هو أول ما تلبس به الإنسان ليحصل له الدخول في

ضمان : (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان)(الحجر/42).


أقسام القلوب :


لما كان القلب يوصف بالحياة وضدها انقسم بحسب ذلك

إلى أقسام ثلاثة : قلب سليم ـ وقلب ميت ـ قلب

مريض .


القلب السليم :



وهو القلب الذي لا ينجو يوم القامة إلا من أتى الله به كما قال تعالى : (يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم)(الشعراء/88) .


والسليم هو السالم الذي صارت السلامة صفةً ثابتةً له

كالعليم والقدير ، وأيضـًا فإنه ضد المريض والسقيم

والعليل ، فهو الذي قد سَلِمَ مَن كل شهوة تخالف أمر الله

ونهيه ، ومن كل شبهة تعارض خبره ، فسلم من عبودية

ما سواه ، وسلم من تحكيم غير رسوله ، فخلصت

عبوديته لله تعالى إرادةً ومحبةً وتوكلاً ، وإنابة وإخباتـًا

وخشية ورجاء ، وخلص عمله لله ، فإن أحبَّ أحب في

الله ، وإن أبغض أبغض في الله ، وإن أعطى أعطى لله ،

وإن منع منع لله ، ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد

والتحكيم لكل من عدا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم

ـ فيعقد قلبه معه عقدًا محكمـًا على الائتمام والاقتداء

به وحده دون كل أحد في الأقوال والأفعال .

القلب الميت :


هو القلب الذي لا حياة فيه ، فهو لا يعرف ربه ولا

يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه ، بل هو واقفٌ مع شهواته

ولذاته ، ولو كان فيها سخط ربه وغضبه فهو لا يبالي إذا

فاز بشهوته رضى ربه أم سخط ، فهو متعبد لغير الله

حبـًا وخوفـًا ورجاءً ورضـًا وسخطـًا وتعظيمـًا

وذلاً ، إن أحب أحب لهواه ، وإن أبغض أبغض لهواه ،

وإن منع منع لهواه ، وإن أعطى أعطى لهواه ، فهواه آثر

عنده من رضا مولاه ، فالهوى إمامه ، والشهوة قائده ،

والجهل سائقه ، والغفلة مركبه ، فهو بالفكر في تحصيل

أغراضه الدنيوية مغمور ، وبسكرة الهوى وحب العاجلة

مخمور ، ينادى إلى الله والدار الآخرة من مكان بعيد فلا

يستجيب للناصح ويتبع كل شيطان مريد ، الدنيا

تسخطه وترضيه ، والهوى يصمُّه عما سوى الباطل

ويعميه ، فمخالطة صاحب هذا القلب سقم ، ومعاشرته

سم ، ومجالسته هلاك .


القلب المريض :


قلب له حياة وبه علة ، فله مادتان تمده هذه مرة وهذه

أخرى ، وهو لما غلب عليه منهما ، ففيه من محبة الله تعالى

والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه ما هو مادة حياته

، وفيه من محبة الشهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها

والحسد والعجب والكبر وحب العلو والفساد في الأرض

والرياسة ما هو مادة هلاكِهِ وعطبه ، وهو ممتحن بين

داعيين : داعٍ يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة ،

وداعٍ يدعوه إلى العاجلة ، وهو إنما يجيب أقربهما منه

وأدناهما إليه جوارًا .


فالقلب الأول حي‌ٌ مخبتٌ ، والثاني يابسٌ ميتٌ ، والثالث

مريض فإما إلى السلامة أدنى ، وإما إلى العطب أدنى .



الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 09:06 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.


Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0