ـأمـامـة بـنـت أبـي ـآ‘لـعـاص - رضي الله عنهما -
بـنـات ـآ‘لـصـحـابـة - رضي الله عنهن -
ـأمـامـة بـنـت أبـي ـآ‘لـعـاص - رضي الله عنهما -
والصحابية الثالثة هي أمامة بنت أبي العاص بن الربيع القرشية ، حفيدة رسول الله صلي الله عليه وسلم التي حظيت بحب النبي صلي الله عليه وسلم واستأثرت بعطفه ، فكان يكرمها ويحملها وهي طفلة :
نسب أمامة رضي الله عنها :
أمها زينب بنت الرسول صلي الله عليه وسلم ، وجدتها لأمها خديجة بنت خويلد أم المؤمنين وسيدة نساء العالمين فى زمانها وإلي الآن ، وأولي من آمن بالنبي صلي الله عليه وسلم وصدقه قبل كل أحد ..
وأبوها أبو العاص بن الربيع صهر النبي الكريم صلي الله عليه وسلم وزوج ابنته زينب ، وابن أخت خديجة أم المؤمنين ، وكان قد أسر يوم بدر فأطلق بلا فداء كرامة لرسول الله صلي الله عليه وسلم بسبب زينب ، ثم أسلم قبيل فتح مكة ، وحسن إسلامه .
ولدت أمامه رضي الله عنها في حياة جدها رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ورضعت الإيمان من أمها زينب وشاهدت الورع في أسمي معانيه ، وتغذت بزاد التقوي وفطمها والدها علي الصلاح ..
فكانت أمامة بذلك كريمة النشأة والأصل ، ولذا فقد كان عليه الصلاة والسلام يأنس بها ، ويهش لها ، وقربها من قلبه الشريف ، فوضع لها مكاناً رحباً فى حياته الكريمة ، وسقاها من عطفه وحنانه ، حتي كنت متعلقه به ولا تهوي شئ سواه فهنيئاً لها ..
وٍفــاة أم أمـامـة رضي الله عنها
وكانت إرادة الله قبل كل شئ ، فلم تطل مدة حياة زينب رضي الله عنها ، وحيث توفيت فى السنة الثامنة ، تاركة أمامة التي تبلغ الحلم بعد ، وكان فراق زينب أليماً علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلي ابنتها الصغيرة ، ودخل عليه الصلاة والسلام علي النساء وهن يغسلن زينب رضي الله عنها .. فقال :
- " أغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن فى الآخرة كافوراً أو شيئاً من الكافور ، فإذا فرغتن فآذنني " ..
فلما فرغن آذن رسول الله صلي الله عليه وسلم فأعطيته حقوه فقال :
- أشعرنها إياه ...
وصلي عليها رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم دفنت فى البقيع رضي الله عنها وأرضاها ولقد سبق زينب إلي جوار الله تعالي أختاها رقية وأم كلثوم ، فتركن فى قلب النبي صلي الله عليه وسلم الحزن ولكنه إحتسبهن عند الله تعالي لا تضيع لديه الأمانات ، فله ما أعطي وله ما أخذ ، وكل شئ عنده بأجل مسمي ..
مـكـانـة أمـامـة رضي الله عنها عند الرسول صلي الله عليه وسلم
ولقد لقيت أمامة من النبي صلي الله عليه وسلم الرعاية ، وأفاض عليها من حبه ما جعله يحملها حتي فى الصلاة ، فعن أبي قتادة صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :
- بينما نحن ننتظر رسول الله صلي الله عليه وسلم فى الظهر أو العصر وقد دعا بلال للصلاة ، إذ خرج إلينا ، وأمامة بنت أبي العاص بنت إبنته علي عنقه ، فقام رسول الله صلي الله عليه وسلم فى مصلاه وقمنا خلفه وهي فى مكانها الذي هي فيه .
قال : فكبر فكبرنا .
حتي إذا أراد رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يركع أخذها فوضعها ، ثم ركع وسجد حتي إذا رغ من سجوده ، ثم قام أخذها فردها فى مكانها ، فما زال رسول الله صلي الله عليه وسلم يصنع بها ذلك فى كل ركعة حتي فرغ من صلاته ....
زٍوٍاج أمـامـة رضي الله عنها
ولما توفي أبو العاص سنه اثنتي عشرة للهجرة ، كان قد أوصي بإبنته أمامة إلي ابن خاله الزبير بن العوام ، وقد زوجها الزبير من علي بن أبي طالب رضي الله عنها بعد وفاة خالتها فاطمة رضي الله عنها ، وذلك في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وبقيت عنده مدة ، وجاءته الأولاد منها ، فلما قتل علي رضي الله عنه تأثرت أمامة لمقتله ، وقالت أم الهيثم تصف حزن أمامة :
أشاب ذؤابتي أذل ركبي ... أمامة حين فارقت القرينا
تطيف به لحاجتها إليه ... فلما استيئست رفعت رهينا
وعاشت أمامه بعد علي حتي تزوج بها المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي ، ثم توفيت عنده بعد أن ولدت له يحي بن المغيرة وكانت وفاتها فى عهد معاوية بن أبي سفيان .
ابتسم الأب لولده ، وقام وقبله ، وهو يقول :
- احسنت ياولدي بارك الله فيك هكذا يكون المسلم إنك هكذا أصبحت مسلماً علي حقاً فإن الإسلام استقر فى قلبك وحبك للإسلام جعلك تحفظ أعلامه وبهذا ستتحول أعمالك لتكون مماثلة لهؤلاء وأتمني من الله أن تصبح أعمالك خالصة إلي الله وأن يتقبلها الله خالصة إلي وجهه الكريم ... وأن تقتدي بصحابة رسول الله ولا تقتدي بهؤلاء الماجنين المستهترين ...
|