رد: 100 طريقة لكسب قلوب الناس
100 طريقة لكسب قلوب الناس
كن لطيفاً عند أوٍل لقاء
انتشر فى بعض أرياف مصر قديماً أن الرجل العروس قبيل ليلة عرسة يخبئ فى غرفة نومه قطاً فإذا دخل بزوجته إلي مكان فراش الزوجية ..حرك كرسياً ليخرج ذلك القط ..فإذا خرج أقبل العروس يستعرض قواه أمام زوجته .. وقبض علي القط المسكين ...ثم خنقه وعصره ... حتي يموت بين يديه .. أتدري لماذا .؟ لأجل أن يطبع صورة الرعب والهيبة منه فى ذهن زوجته من أول لقاء ..
وأذكر أني لما تخرجت من الجامعة وعُينت معيداً فى إحدي الكليات .. أوصاني معلم قديم قائلاً : فى أول محاضرة لك عند الطلاب .. شد عليهم ... وانظر إليهم بعين حمراء !! حتي يخافوا منك وتفرض قوة شخصيتك من البداية ..
تذكرت هذا ..وأنا أكتب هذا الباب ..فأيقنت أن من الأمور المقرة عند جميع الناس أن اللقاء الأول فى الغالب يطبع أكثر من 70% من الصورة عنك وهي مايسمي بالصورة الذهنية ..
أذكر أن مجموعة من الضباط سافروا إلي أمريكا فى دورة تدريبية .. كانت الدورة فى التعامل الوظيفي .. فى أول يوم ..حضروا إلي القاعة مبكرين .. جعلوا يتحدثونه .. ويتعارفون .. دخل عليهم المدرس فجأة فسكتوا .. فوقعت عين المدرس علي طالب لا يزال متبسماً
فصرخ به : لماذا تضحك .؟ قال : عذراً ..ما ضحكت ..قال : بلي تضحك ثم جعل يؤنبه : أنت إنسان غير جاد .. المفروض أن تعود لأهلك علي أول رحلة طيران .. لاأتشرف بتدريس مثلك ... والطالب المسكين قد تلون وجهه .. وجعل ينظر إلي مدرسه .. ويلتفت إلي زملائه .. يحاول حفظ ما تبقي من ماء وجهه . ثم حدق المدرس فيه النظر عابساً وأشار إلي الباب وقال : أخرج .. قام الطالب مضطرباً .. وخرج نظر المدرس إلي بقية الطلاب وقال : أنا الدكتور فلان .. سأدرسكم مادة كذا .. ولكن قبل أن أبدأ فى الشرح أريدكم أن تعبئوا هذه الإستمارة .. دون كتابة الإسم .. ثم وزع عليهم إستمارة تقييم للمدرس ..فيها خمسة أسئلة :
1- مارأيك بأخلاق مدرسك .؟
2- مارأيك بطريقة شرحه .؟
3- هل يقبل الرأي الأخر .؟
4- مامدي رغبتك فى الدراسة لدية مرة أخري .؟
5- هل تفرح بمقابلته خارج المعهد .؟
كان أمام كل سؤال منهم ..إختيارات .. ممتاز .. جيد .. مقبول ..ضعيف عبأ الطلاب الإستمارة وأعادوها إليه .. وضعها جانباً .. وبدأ يشرح تأثير فن التعامل فى الجو الوظيفي .. ثم قال : أوه .! لماذا نحرم زميلكم من الإستفادة .. فخرج إليه ..وصافحه وابتسم له وأدخله القاعة ..
ثم قال : يبدو أني غضبت عليك قبل قليل من غير سبب حقيقي ولكني كنت أعاني من مشكلة خاصة أدت بي أن أصب غضبي عليك ، فأنا أعتذر إليك فأنت طالب حريص .. يكفي في الدلالة علي حرصك تركك لأهلك ولدك ومجيئك هنا ..أشكرك .. بل أشكركم جميعاً علي حرصكم ومن أعظم الشرف لي أن أدرس لمثلكم .. ثم تلطف معهم وضحك قليلاً .. ثم أخذ مجموعة جديدة من الإستمارات وقال : مادام أن زميلكم فاته تعبئة الإستمارة فما رأيكم أن تعبئوها كلكم من جديد وزع عليهم الأوراق ..فعبؤوها وأعادوها إليه فأخرج الإستمارات التي عبؤوها فى البداية وأخرج الأخيرة وجعل يقارن بينهما .. فإذا الخانة الخاصة بضعيف فى التعبئة الأولي كلها مليئة .. أما الثانية فليس فيها ضعيف ولا مقبول أبداً ، فضحك وقال لهم : كان ما رأيتم دليلاً عمليا ً علي تأثير التعامل السئ علي بيئة العمل بين المدير وموظفيه وما فعلته بزميلكم كان تمثيلاً أردت أن أجريه أمامكم .. لكن المسكين صار ضحية ..
فانظروا كيف تغيرت نظرتكم بمجرد تغير تعاملي معكم .. هذا من طبيعة الإنسان .. فلا بد من مراعاته خاصة مع من تلتقي بهم لمرة واحدة فقط ...
كان المعلم الأول صلي الله عليه وسلم يأسر قلوب الناس من أول لقاء .. بعد فتح مكة تمكن الإسلام ..وبدأت الوفود تتسابق إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فى المدينة .. قدم وفد عبد القيس ... علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فلما رآهم وهم علي رحالهم قبل أن ينزلوا .. بادرهم قائلاً :" مرحباً بالقوم ..غير خزايا ولا ندامي " فاستبشروا وتواثبوا من رحالهم .. وأقبلوا إليه يتسابقون للسلام عليه ..
ثم قالوا يارسول الله صلي الله عليه وسلم إن بيننا وبينك هذا الحي من المشركين من قبيلة مضر .. وإنا لا نصل إليك إلا فى الشهر الحرام .. حين يقف القتال .. فحدثنا بجميل من الأمر .. إن عملنا به دخلنا الجنة ..وندعو به من وراءنا ..
فقال صلي الله عليه وسلم :" آمركم بأربع .. وأنهاكم عن أربع ..آمركم بالإيمان بالله وهل تدرون ما الإيمان بالله .؟"
قالوا : الله ورسوله أعلم ..
قال :" شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تعطوا الخمس من الغنائم ، وأنهاكم عن أربع : عن نبيذ فى الدباء والنقير والحنتم والمزفت " ..رواه البخاري .
وفى موقف آهر .. كان صلي الله عليه وسلم مسافراً مع أصحابه ليلة فساروا فى ليلهم مسيراً طويلاً حتي إذا كان آخر الليل .. نزلوا فى طرف الطريق ليناموا فغلبتهم أعينهم حتي طلعت الشمس وارتفعت فكان أول من استيقظ من منامه أبو بكر .. ثم استيقظ عمر .. فقعد أبو بكر عند رأسه صلي الله عليه وسلم فجعل يكبر ويرفع صوته حتي استيقظ النبي صلي الله عليه وسلم فنزل وصلي بهم الفجر ..
فلما انتهي من صلاته التفت فرأي رجلاً من القوم لم يصل معهم فقال : يافلان ما يمنعك أن تصلي معنا .؟ ..قال : أصابتني جنابة ولا ماء فامره صلي الله عليه وسلم أن يتيمم بالصعيد ثم صلي ثم أمر صلي الله عليه وسلم أصحابه بالإرتحال وليس معهم ماء فعطشوا عطشاً شديداً .. ولم يقفوا علي بئر ولا ماء ..
قال عمران بن حصين : فبينما نحن نسير فإذا نحن بإمرأة علي بعير .. ومعها مزادتان " قربتان " فقلنا لها : أين الماء .؟! قالت : إنه لا ماء ..فقلنا : كم بين أهلك والماء .؟ قالت : يوم وليلة ..فقلنا : انطلقي إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم .. قالت : وما رسول الله .!! فسقناها معنا طمعاً أن تدلنا علي الماء حتي أقبلنا بها إلي النبي صلي الله عليه وسلم فسألها عن الماء فحدثته بمثل الذي حدثنا به .. غير إنها شكت إليهاأنه أم أيتام ...
فتناول صلي الله عليه وسلم مزادتها فسمي الله ومسح عليها ثم جعل صلي الله عليه وسلم يفرغ من قربتيها فى آنيتنا فشربنا عطاشاً أربعين رجلاً ثم قال صلي الله عليه وسلم :" هاتوا ماعندكم " ..أي : طعام .. فجمع لها من كسر الخبز والتمر .. فقال لها :" اذهبي بهذا معك لعيالك واعلمي أنا لم نرزأ من مائك شيئاً غير أن الله سقانا " .. ثم ركبت المرأة بعيرها مستبشرة بما حصلت عليه من طعام حتي وصلت أهلها .. فقالت : أتيت أسحر الناس أو هو نبي كما زعموا فعجب قومها من قصتها مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فلم يمر عليهم زمن حتي أسلمت وأسلموا " ...
نعم .. أعجبت بتعامله وكرمه معها من أول لقاء .. وفي يوم أقبل رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فسأله مالاً .. فأعطاه النبي قطيعاً من غنم بين جبلين فرجع الرجل إلي قومه فقال : ياقوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخاف الفاقة ...
قال أنس رضي الله عنه : وقد كان الرجل يجئ إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم ما يريد إلا الدنيا فما يمسي حتي يكون دينه أحب إليه وأعز عليه من الدنيا ومافيها " رواه مسلم ..
**** إقترٍاح :-
أول لقاء يطبع 70% من الصورة عنك فعامل كل إنسان علي أن هذا هو اللقاء الأول والأخير بينكما ..
يتبع بإذن الله ...
|