|
10-04-2011, 11:51 PM | #1 |
عضوة شرفية |
أزواج ... يهدمون بيوتهم بأيديهم
بسم الله الرحمن الرحيم
أن يكون مصدر الخوف هو المسئول عن الأمن ؛ ووسيلة الهدم يستخدمها المسئول عن البناء ، فهذا شرٌ لا يحتمل ، ومصدر قلق لا يتوقف ، وأن يكون مبعث المشاكل من موقع الحل فيعني الحريق والدمار . ولذلك فإن من أسوأ ما يمر بالبيوت أن يكون سبب داءها وبلاءها وشقاءها هو الزوج أو الأب . هناك من الأزواج من يسعى لحتفه بظلفه ولعذابه من بابه ، فكم من بيت دُمر ، وأسرة شردت ، وأبناء انحرفوا ، ونساء أهينت ، بسبب الأب أو الزوج وتصرفاته وأخلاقه وطريقة إدارته لبيته وأسرته . وتختلف الأساليب والأسباب والطرق التي يسلكها الأزواج المخربون في تخريب بيوتهم - قصدوا أو لم يقصدوا بل شعروا أو لم يشعروا - فالحقيقة أنهم يهدمون بيوتهم بأيديهم ، ومن أبرز تلك الأساليب : 1- الشك : إذا دخل الشّكُ بيتا من الباب فرّ الاستقرار الأسري من النوافذ والشقوق ولا يعرف بعد ذلك معنى للراحة والطمأنينة والجو العائلي ، فالزوج إذا بدأ يساوره الشك في زوجته وأنها تخونه أو أن تصرفاتها مريبة ،فهنالك القِ على السعادة السلام وكبر عليها أربعا ، ويزداد الأمر سوءا إذا صادف زوجة غير مبالية بتصرفاتها وغير مراعية لحدود زوجها ولا لحالته ونفسيته ، وإن كانت بريئة عفيفة إلا أنها تُقوي شكوك زوجها بتصرفاتها . 2- التهديد : سبب غريب من أسباب خراب البيوت يستخدمه بعض الأزواج ، فذاك يهدد بزوجة ثانية ، في كل مناسبة وفي كل موقف ، وعند كل خطأ ، وفي كل زيارة للأقارب أو الأباعد ، وأما عند حدوث خلاف فهي فرصته لرفع عقيرته وسل سيفه ، بل ربما بدون أي مناسبة أو حدث فقط ليهدد ويفرض الرعب ، وآخر يرفع سيف الطلاق باستمرار ويلوح به عند كل خلاف بل ربما بلا خلاف ، وثالث يهدد بالهجر ورابع بأن يتركها في بيت أبيها معلقة ولا يطلقها ، وذاك يهددها بزلة حصلت منها في حالة ضعف وإذا به جعلها سوطا في يده قلما يتركه وهذا بالذات من أخلاق اللئام . إن زوجة تعيش مهددة طول حياتها أو غالب مسيرتها الزوجية لن تشعر بالأمان وتبقى تنتظر متى يفجعها زوجها في أي لحظة بما يهدد حتى أنه في أي غياب يغيبه الزوج لأي عذر تنتظر فاجعته أكثر من انتظارها لعودته . 3- الإهمال : إهمال الزوج لزوجته أو الأب لأسرته عبارة عن الحكم بالموت السريري والإعدام البطيء لروح الأسرة ، فالزوج الذي لا يدري عن حال بيته ، فلا يسمع لأبنائه ، ولا يتحاور مع زوجته ، ولا يشارك في حل مشكلاته ، ولا يشجع انجازاته ، ولا يقوّم معوجه ، ولا يهتم بطلباته ، وهمّه مُتوجه إلى نفسه فقط وملذاته وجلساته وأصدقائه ، ولا يعرف من البيت إلا أنه مكان للنوم وتغيير الملابس والطعام أحيانا ، ولا يقبل النقاش في هذه القضية بل ربما يكون النقاش معه فتح باب مشاكل الصبر على إهماله أخف منها ، ويتعلل بالانشغال أو الحرية الشخصية أو الخصوصية والعلاقات الخاصة ونحوها مما يبرر إهماله ، فهو وإن صدق في بعضها فلا يقبل ولا يصح أن تكون حالة دائمة ومستمرة وفي كل الظروف فالمسئولية الأولى للأسرة تحتم عليه أن يغير من أسلوب حياته بما يحفظ كيان الأسرة ويحقق سعادتها . 4- التكلّف : أي زوج يقوم بإدارة أسرته وبيته بقانون التكلف فقد أدخل نفسه ومن معه معركةً خاسرة لا حدّ لخسائرها ولا توقف لضحاياها ، فالتكلف مرهق مادي ومعنوي ، ولذلك تعيش كثير من الأسر في حالة حرب مع الحياة لأنها تتعامل بالتكلف في كل قضية ، فتتكلف في أحزانها كما تتكلف في أفراحها ، ويعتبر الظهور بمظهر متكلف أهم قضية في حياتها ، فتجد من يتكلف حتى في كلامه وحديثه عن حياته ونفسه ومن أقبح صوره أن يتكلف الزوجان الظهور بمظهر الود والمحبة والعلاقة الحسنة وهما - في الحقيقة – يعيشان طلاقا صامتا أو هجران طويل ، وفي داخلهما من الكره والبغض والتنافر ما لا تطيقه الجبال ، ويزداد الأمر سوءا أن يتكلفوا ذلك حتى أمام أقرب الناس إليهم والذي يمكن أن يكون عونا لهم في حل مشكلتهم . التكلف في الحياة يجعل الأعصاب مشدودة دائما ، ويرفع وتيرة مراقبة ومتابعة ما يصدر من الآخرين من حكم وتقييم ، والتكلف المادي يعني أن الديون لا تتوقف فضلا عن أن تُقضى . ومن الآثار السيئة للتكلف عموما على الأبناء أنهم يشعرون بكذب أسرتهم ويتطور الأمر إلى أن يمارس الأبناء الكذب على أسرتهم قبل غيرهم مثل أن يُظهروا لأسرتهم بطولات من خيالهم مع أصدقائهم ، ويفتخرون بأعمال قاموا بها في مدرستهم لا حقيقة لها في الواقع . 5- الإعلام : ليس بيد أي زوج أن يمنع قناة فضائية أو موقع انترنت أو مجلة أو أي وسيلة إعلامية من ألا تبث ما تشاء وألا تنشر ما تريد ، لكنه بيده أن يدخل إلى بيته ما يناسبه وما يرغب فيه ويمنع ما لا يريده . إن السماح للقنوات الفضائية ومواقع الانترنت بالدخول إلى غرف البيوت دون أي ضبط أو قانون أو مراقبة أو انتقاء معناه زرع قنابل وألغام في البيت تنتظر ساعة الصفر لتفجيرها . كم من بيت فسد وتغيرت علاقة الزوج بزوجته بسبب غرف الشات ، أو رسالة إيميل ، أو محادثات أصدقاء المنتديات ونحوه ، وكم فعل من فيلم أو مسلسل في فضائية بأسرة من أفاعيل . ليست دعوة لمحاربة الإعلام ورفضه كلية لكنها نداء لعدم الغفلة عنه ولاستخدامه بما ينفع وألا يفتح له الباب على مصراعيه . هذه بعض ما يمكن أن يكون سببا في هدم البيوت وخراب الأسر والتي يقوم بها الزوج أو هو السبب الرئيس في حصولها ، ومما يضاف إلى ذلك إجمالا : ضعف الشخصية وترك القوامة ، الاختلاط ، تدخل الأقارب في خصوصيات الزوجين ، غياب الزوج الكثير وغير المبرر عن البيت ، عدم وجود جلسات حوار أسرية ، المبالغة في الحزم ، الإفراط في الليونة ، التدليل ، التوسع غير المنضبط في العلاقات ، التضييق في التواصل حتى مع الأقارب ، المقارنة الدائمة بالآخرين ، وعلى رأس المصائب التي تقلب الحياة في البيوت وتجعلها جحيما وتهدمها من أساسها : الذنوب والمعاصي ومن أجلها ؛ انتهاك حدود الله ومواثيقه ومن أعظم الحدود والمواثيق ما يخص العلاقة الزوجية. نسأل الله أن يتوب علينا ويحفظ علينا أمننا ويهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ويجعلنا للمتقين إماما . وصلى الله وسلم على محمد وآله . مواضيع ذات صلة |