تفسير لسورة الكهف
الآيات 60 ـ 65
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا * فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا * قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا * فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا )
ذكر لموسى أن عبدا عند مجمع البحرين عنده من العلم ما لم يطلع عليه موسى فأحب الرحيل إليه ليتعلم منه
لا أبرح : سأستمر سائرا
مجمع البحرين : المكان الذى يلتقى عنده بحرين
أو أمضى حقبا : سأستمر فى السير ولو كلفنى ذلك أن أسير أحقابا من الزمان
الحقب = 80 سنة
أى يريد أن يقول أن عنده إصرار فى السير ولو عمره كله
وكان موسى حمل معه حوت مملح وقيل له عندما يختفى الحوت سيكون هنا المقابلة للرجل الصالح الذى عنده علم من الله
سار موسى مع فتاه حتى وصلا مجمع البحرين وكان هناك عين ماء تسمى عين الحياة وقد رشرش منها ماء فارتد الحوت بفضل الله للحياة وجرى إلى البحر بدون أن يتنبه موسى وفتاه
وعند حاجة موسى للطعام أمر فتاه بإحضار الحوت ليتناولا الغداء
فتذكر يوشع أنه نسى الحوت عند مجمع البحرين فذهب ليأخذه فوجد أنه هرب متسربا إلى البحر
فقال ما شاهد لموسى فعلم موسى أنه سيقابل الرجل الصالح فى هذا المكان فرجعا إليه وقابل الخضر عليه السلام
نصبا : تعبا
ارتدا : رجعا
على آثارهما : طريقهما
قصصا : يتبعان آثار أقدامهما
ويقال أن هذا الرجل هو الخضر وقيل أنه رجل صالح وقيل أنه نبى
الآيات 66 ـ 70
(قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا *قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا *وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا *قالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا *قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا )
قال موسى للخضر : اسمح لى أصاحبك فى رحلتك لأتعلم منك ما علمك الله
قال الخضر : إنك لن تستطيع الصبر على أشياء لا تعلم الغرض منها وتخالف شريعتك ، فكيف ستصبر على أشياء لا تفهمها وأنا معذور فيها ؟
قال موسى : سأصبر ولا أعصى أوامرك إن شاء الله
قال الخضر : إن اصطحبتك فلا تسألنى عما ترى حتى أفسر لك الفعل والغرض منه أولا ( أحدث )
الآيات 71 ـ 73
(فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا *قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا *قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا )
يخبر الله عن موسى وصاحبه الخضر بأنهما بدءا رحلتهما بأن ركبا سفينة ولما استقلت السفينة فى البحر عمد الخضر إلى لوحا من الألواح ونزعه ثم رقعها
فاستغرب موسى ولم يملك نفسه فقال متعجبا : ماذا فعلت لقد خرقت السفينة وهذا يغرقها ويغرق من بها
فقال الخضر : ألم أشترط عليك عدم السؤال عن شئ حتى أخبرك بنفسى لأنك لم تحط بسبب شئ؟
قال موسى : أعذرنى ولا تضيق علىّ فقد نسيت من شدة ما رأيت سأصبر ولا أسألك ثانيا
|