أيهما أبقى الحب أم الاحترام؟
 

الاحترام بين الزوجين يجب أن يكون متبادلاً، فأي إنسان يحترم الآخرين بقدر ما يحترمونه، فعلى الزوج ألا ينتظر الاحترام من زوجته إنْ لم يبادر بذلك.
مشكلة بعض الأزواج أنَّ كل واحدٍ منهم ينتظر من الآخر أنْ يبادره بالاحترام، مع أنَّ المفترض هو التنافس بين الطرفين في محاسن الأخلاق.
فالرجل الذي يريد احترام زوجته عليه أنْ يحترم اهتماماتها، ولو كانت في نظره تافهة، ومحاولة توجيهها وتنميتها بطريقة إيجابية، وعدم إظهار الضيق من السلوكيات التي لا يرغب بها، بل مساعدتها على تجاوزها.
المدح والاطراء
مدح الزوج زوجته أمام أهله أو أهلها وأمام أبنائه يدعّم عملية الاحترام، ويزيد من احترام الزوجة لزوجها، بجانب مساعدتها على القيام بواجباتها الدينية، ثم واجباتها الوظيفية، إنْ كانت موظفة.
والزوج الذي يجتهد على أن يعين زوجته على أداء فرائضها لله، أو واجباتها نحوه، فلا يكلفها ما لا تطيق، ولا يستغل ضعفها أو تعلقها به؛ هو يحترمها، والزوج الذي يحترم كون زوجته موظفة، وقبلها كذلك، فلا يعيق شأنها ولا يتعسّف معها؛ هو يحترمها.
تثبيت الحب
الحب شرط لثبات واستمرار الزواج، لكنَّ الاحترام هو الذي يثبت ويدعم هذا الزواج؛ لأنه يساعد على تجاوز الخلاف والاختلاف، فالاحترام هو الذي يولد الحب؛ لأن أي شخص يحترمك فمن الطبيعي أن تحبه وتقدره، ولكن عندما تحب شخصًا ويتعمد إهانتك وتحقيرك؛ من الطبيعي أن يموت هذا الحب.
والاحترام قبل الحب، مع أنهما شرطان متلازمان لاستمرار الحياة الزوجية، فالاحترام في المرتبة الأولى؛ لأنه هو اللبنة الأساسية لأي مؤسسة زوجية، فبوساطته يُبنى الحب.
منظومة متكاملة
الحياة بين الرجل والمرأة تعتمد بصورة أساسية على التفاهم والاحترام والمودة، فالحياة الزوجية منظومة متكاملة؛ لأن العشرة لها دور كبير، وللارتقاء بالحياة الزوجية يجب أن يكون الزوجان على قدر كبير من التفاهم والتوافق والتكامل.
ووصف العلاقة الزوجية بالمقدسة يعني الاحترام والعمق والجدية، وأنها علاقة سامية ورفيعة، تتطلب لاستمرارها أنْ يسودها الاحترام والحب.