| 
                                
                                 نحب بعضنا ولكن .... نحب بعضنا ولكن ....
 
 
 
 
                        نحب بعضنا ولكن ....
 روي  لي قصته ، وحبه لزوجته ، وكيف تعرضت لهما امرأة بسحر وعين ، فأحالت  حياتهما إلي جحيم ، يقول : حاولنا أن نقرأ القرآن في البيت ، وذهبنا إلي  المطوعين ، ولكن لم يرد الله أن تنتهي مشاكلنا ، وزادت حدة الخلاف ، وانتهي  الأمر بالطلاق ، وها أنا اليوم أعاني من هذا الضيق الشديد في صدري .
 وبعد  مضي أسبوع جاءتني امرأة شابة ، وقالت : كنا نحب بعضنا البعض ولكن العين  والسحر يا دكتور قضيا علي حياتنا وأحالاها إلي جحيم وانتهت بالطلاق ، وها  أنا اليوم أعاني من هذا الضيق الشديد في صدري .
 
 تشابه الحالتين جعلني أقف قليلاً وأسألها : هل زوجك فلان ؟  قالت : نعم ، ما أدراك يا دكتور ؟ قلت : تصدقين لو قلت لك إنه كان هنا منذ  أيام ويعاني من أعراض الاكتئاب نفسها التي تعانين منها ؟ فأجابت دون تردد :  نعم أصدق ولا أستغرب هذا ، فنحن نحب بعضنا البعض حباً شديداً ، وعلي الرغم  من الطلاق فمازلت أحبه ، ولا شك عندي في أنه مازال يحبني ، بل لا أحد من  أهلنا يصدق أننا أنفصلنا ، الجميع مستغرب كيف حدث هذا ، ولكن هذا عسانا أن  نقول ؟ إنها العين يا دكتور !!
 
 مضت لحظة صمت ، لا أظنها زادت علي الثواني العشر ، ولكنها  كانت كافية لأستجمع خيوط المشكلة ، فبادرتها أرجوك أن تسردي علي المشكلة  وخطوات الحل التي اتبعتمانها ؟؟!
 
 قالت : كان حبنا عظيماً ، وبعد معرفتنا بأني حامل زادت مشاعر  الحب هذه ، وعندما وضعت " خالد " تأججت مشاعر الحب أكثر فأكثر ، لكن  الشرارة بدأت عندما دخل علي " فيصل " زوجي ، وقال : أعتقد أنه بعد أن أصبحت  أماً ما عاد لعملك داعٍ ، فبقاؤك في البيت أصبح ضرورة لأني لا أتخيل أن  خادمة تربي  ابني ، ولا أعرف من اين أتي لي بفكرة  أنني سأهمل ابني بسبب عملي ، وفي الوقت نفسه أعتبر عملي إثباتاً لوجودي في  هذا المجتمع .
 
 ذهبنا إلي كل ( المطوعين ) قرأوا علينا القرآن ، وزاروا بيتنا  وقرأوا فيه القرآن ولكن دون جدوي ، أخذت المشكلة تتأجج وكأن كل واحد منا  عاند الآخر وانتهي الأمر بالطلاق ، وانتهي حديثها أيضاً .
 
 شعرت وكأن سقف الغرفة سيسقط علي رأسي ، وبدت علي مظاهر غضب  انتبهت إليها المريضة ، استدركت الموقف بقولي : يا إليهي كنتما بحاجة لتدبر  القرآن أكثر من حاجتكما إلي أن يقرأ عليكما القرآن .
 
 العين حق ، والسحر موجود ولا أنكر ذلك ، ولكن لماذا نفترض  الفرضيات ونصدقها ، ونهمل معالجة الواقع ، فتحدث المشاكل   ويحدث  الطلاق ؟
 
 كيف تظنان أن مشكلتكما ستحل وأنتما لم تبذلا حتى أدني أسباب  ذلك الحل ، ولم تجلسا معاً لمناقشة أمركما بهدوء ؟
 وحتى عندما فشلتما لم تلجأ إلي راشد من أهلك أو راشد من أهله  لينظرا أمركما ،  ولا شك عندي في أن المشكلة كانت  ستنقضي ، هذا هو الحل من القرآن الذي قرئ عليكما ولم تنفذا أحكامه .
 
 مهما كان حجم الحب والتفاهم فالحياة الزوجية معرضة لبعض  الهزات ، وهذه الهزات لن تحل إلا إذا واجهناها بالأسلوب الصحيح ، نعم قراءة  القرآن بركة ، ولكن البركة الأعظم أن نعمل بإرشادات وتعاليم القرآن ..  أليس كذلك ؟
 نظرت إلي مستغربة وقالت : يعني لم تكن عيناً ؟ ! .
 
 قلت لها : لا أدري إن كانت عيناً أو سحراً أو غير ذلك ، ما  أعرفه أنكما قمتا بحل المشكلة بأسلوب خاطئ ، كان عليكما أن تتحاورا لا أن  تتشاجرا وتتعاندا ، كان عليكما أن تستشيرا أهل الخبرة والحكمة .
 
 |