 |
  |
|
|
|
04-06-2010, 08:50 PM
|
#1 |
|
:: كاتبة نشيطة :: |
بسم اله الرحمن الرحيم
الحمد له: علمنا الإسلام كل شيء، فالإسلام أتى لناس بكل خير في أمور معاشهم ودينهم ومحياهم وماتهم لأنه دين اله - عز وجل -. والجماع من الأمور الحياتية المهمة التي أتى دينا بتبينها وشرع لها من الآداب والأحكام ما يرقى بها عن مجرد أن تكون لذّة بهيمية وقضاء عابرا لوطر بل قرنها بأمور من النيّة الصالحة والأذكار والآداب الشرعية ما يرقى بها إلى مستوى العبادة التي يُثاب عليها المسلم. وجاء في السنّة النبوية تبيان لذلك، قال الإمام ابن القيم - رحمه اله - تعالى -في كتابه زاد المعاد : (وأما الجماع أو الباه، فكان هديه فيه - صلى اله عليه وسلم - أكمل هدي، يحفظ به الصحة، وتم به الذة وسرور النفس، ويحصل به مقاصده التي وضع لأجلها، فإن الجماع وضع في الأصل لثلاثة أمور هي مقاصده الأصلية : أحدها : حفظ النسل، ودوام النوع إلى أن تكامل العدة التي قدر اله بروزها إلى هذا العالم. الثاني : إخراج الماء الذي يضر احتباسه واحتقانه بجملة البدن. الثالث : قضاء الوطر، ونيل الذة، والتمتع بالنعمة، وهذه وحدها هي الفائدة التي في الجنة، إذ لا تناسل هناك، ولا احتقان يستفرغه الإنزال. وفضلاء الأطباء يرون أن الجماع من أحد أسباب حفظ الصحة). الطب النبوي ص249. و قال - رحمه اله تعالى -: (ومن منافعه - أي الجماع - : غض البصر، وكف النفس، والقدرة على العفة عن الحرام، وتحصيل ذلك لمرأة، فهو ينفع نفسه في دنياه وأخراه، وينفع ، ولذلك كان النبي - صلى اله عليه وسلم - يتعاهده ويحبه، ويقول : (حب إلي من دنياكم : النساء والطيب) رواه أحمد 3/128 والنسائي 7/61 وصحه الحاكم. وقال - صلى اله عليه وسلم - : (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض لبصر وأحفظ لفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) رواه البخاري 9/92 و مسلم 1400). الطب النبوي 251. ومن الأمور المهمة التي ينبغي مراعاتها عند الجماع : 1 - إخلاص النية له - عز وجل - في هذا الأمر، وأن ينوي بفعله حفظ نفسه وأهله عن الحرام وتكثير نسل الأمة الإسلامية ليرتفع شأنها فإنّ الكثرة عزّ، وليعلم أنه مأجور على عمله هذا وإن كان يجد فيه من الذة والسرور العاجل ما يجد، فعن أبي ذر - رضي اله عنه - أن رسول اله - صلى اله عليه وسلم - قال : (وفي بُضع أحدكم صدقة) - أي في جماعه لأهله - فقالوا : يا رسول اله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال - عليه الصلاة والسلام - : (أرأيتم لو وضعها في الحرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر) رواه مسلم 720. وهذا من فضل اله العظيم على هذه الأمة المباركة، فالحمد له الذي جعلنا منها. 2 - أن يقدِّم بين يدي الجماع بالملاطفة والمداعبة والملاعبة والتقبيل، فقد كان النبي - صلى اله عليه وسلم - يلاعب أهله ويقبلها. 3 - أن يقول حين يأتي أهله (بسم اله الهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) قال رسول اله - صلى اله عليه وسلم - : (فإن قضى اله بينهما ولدا، لم يضره الشيطان أبدا) رواه البخاري 9/187. 4 - يجوز له إتيان في قبلها من أي جهة شاء، من الخلف أو الأمام شريطة أن يكون ذلك في قُبُلها وهو موضع خروج الولد، لقول اله -- تبارك وتعالى --: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم). وعن جابر بن عبد اله - رضي اله عنهما - قال : كانت اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول! فنزلت : (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) فقال رسول اله - صلى اله عليه وسلم - : (مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج) رواه البخاري 8/154 ومسلم 4/156. 5 - لا يجوز له بحال من الأحوال أن يأتي امرأته في الدبر، قال اله - عز وجل - : (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) ومعلوم أن مكان الحرث هو الفرج وهو ما يبتغى به الولد، قال النبي - صلى اله عليه وسلم - : (ملعون من يأتي النساء في محاشِّهن : أي أدبارهن) رواه ابن عدي 211/1 و صحه الألباني في آداب الزفاف ص105. وذلك لما فيه من مخالفة لفطرة ومقارفة لما تأباه طبائع النفوس السوية، كما أن فيه تفويتا لحظ من الذة، كما أن الدبر هو محل القذر، إلى غير ذلك ما يؤكد حرمة هذا الأمر. 6 - إذا جامع الرجل أهله ثم أراد أن يعود إليها فليتوضأ، لقوله - صلى اله عليه وسلم - : (إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءا، فإنه أنشط في العَوْد) رواه مسلم 1/171. وهو على الاستحباب لا على الوجوب. وإن تمكن من الغسل بين الجماعين فهو أفضل، لحديث أبي رافع أن النبي صلى اله عله وسلم طاف ذات يوم على نسائه، يغتسل عند هذه وعند هذه، قال فقلت له : يا رسول اله ألا تجعله غسلا واحدا؟ قال : (هذا أزكى وأطيب وأطهر) رواه أبو داود والنسائي 79/1. 7 - يجب الغسل من الجنابة على الزوجين أو أحدهما في الحالات التالية : - التقاء الختانين : لقوله - صلى اله عليه وسلم - : " إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ (وفي رواية : مسّ الختان الختان) فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْل. " رواه أحمد ومسلم رقم 526 وهذا الغسل واجب أنزل أو لم يُنزل. ومسّ الختان الختان هو إيلاج حشفة الذّكر في الفرج وليس مجرّد الملاصقة. - خروج المني و لو لم يلتق الختانان : لقوله - صلى اله عليه وسلم - : " إنما الماء من الماء " رواه مسلم رقم 1/269. قال البغوي في شرح السنة (2/9) : (غسل الجنابة وجوبه بأحد الأمرين : أما بإدخال الحشفة في الفرج أو خروج الماء الدافق من الرجل أو ). ويجوز لزوجين الاغتسال معا في مكان واحد ولو رأى منها ورأت منه، لحديث عائشة - رضي اله عنها - قالت : كنت أغتسل أنا والنبي - صلى اله عليه وسلم - من إناء بيني وبينه واحد تختلف أيدينا فيه فيبادرني حتى أقول : دع لي، دع لي قالت : وهما جنبان. رواه البخاري ومسلم. 8 - يجوز لمن وجب عليه الغسل أن ينام ويؤخر الغسل إلى قبل وقت الصلاة، لكن يستحب له أن يتوضأ قبل نومه استحبابا مؤكدا لحديث عمر أنه سأل النبي - صلى اله عليه وسلم - : أينام أحدنا وهو جنب؟ فقال - عليه الصلاة والسلام - : (نعم، ويتوضأ إن شاء) رواه ابن حبان 232. 9 - ويحرم إتيان الحائض حال حيضها لقول اله - عز وجل - : (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم اله إن اله يحب التوابين ويحب المتطهرين)، وعلى من أتى زوجته وهي حائض أن يتصدق بدينار أو نصف دينار كما ثبت ذلك عن النبي - صلى اله عليه وسلم - أنه أجاب السائل الذي أتاه فسأله عن ذلك. أخرجه أصحاب السن وصحه الألباني آداب الزفاف ص122. لكن يجوز له أن يتمتع من الحائض بما دون الفرج لحديث عائشة - رضي اله عنها - قالت : كان رسول اله - صلى اله عليه وسلم - يأمر إحدانا إذا كانت حائضا أن تزر ثم يضاجعها زوجها) متفق عليه. 10 - يجوز لزوج العزل إذا لم يرد الولد ويجوز له كذلك استخدام الواقي، إذا أذنت الزوجة لأنّ لها حقّا في الاستمتاع وفي الولد، ودليل ذلك حديث جابر بن عبد اله - رضي اله عنهما - أنه قال : كنا نعزل على عهد رسول اله - صلى اله عليه وسلم - فبلغ ذلك رسول اله - صلى اله عليه وسلم - فلم ينهنا. رواه البخاري 9/250 ومسلم 4/160. ولكن الأولى ترك ذلك كله لأمور منها : أن فيه تفويتا لذة أو إنقاصا لها. ومنها أن فيه تفويت بعض مقاصد النكاح وهو تكثير النسل والولد كما ذكرنا سابقا. 11 - يحرم على كل من الزوجين أن ينشر الأسرار المتعلقة بما يجري بينهما من أمور المعاشرة الزوجية، بل هو من شر الأمور، يقول النبي - صلى اله عليه وسلم - : (إن من شر الناس منزلة عند اله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها) رواه مسلم 4/157. وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند النبي - صلى اله عليه وسلم - والرجال والنساء قعود، فقال : (لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها؟! ) فأرّم القوم - أي سكتوا ولم يجيبوا -، فقلت : إي واله يا رسول اله! إنهن ليفعلن، وإنهم ليفعلون. قال : (فلا تفعلوا، فإنما ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون) رواه أبوداود برقم 1/339، وصحه الألباني في آداب الزفاف ص143. هذا ما تيسر ذكره من جملة من آداب الجماع، فالحمد له الذي هدانا لهذا الدين العظيم ذي الآداب العالية والحمد له الذي دلّنا على خير الدنيا والآخرة. |
|
04-06-2010, 10:52 PM
|
#2 |
|
|
رد: آداب الجماع
يسلمو
|
|
04-07-2010, 12:28 AM
|
#3 |
|
|
رد: آداب الجماع
مشكوره
|
|
04-07-2010, 12:34 AM
|
#4 |
|
|
رد: آداب الجماع
جزاك الله خيرا
يسلمو علموضوع |
|
04-07-2010, 05:15 AM
|
#5 |
|
|
رد: آداب الجماع
يعطيك العافيه قلبو ..
تقبلي زحلطتي .. |
آداب الجماع