كم مهرك
محاضرة لفضيلة الشيخ ...خالد الراشد بعنوان زوجوا الشباب تقول السير: في مجلس سعيد بن المسيب يحضره عشرا ت بل المئات من الشباب الصالحين. إنقطع شاب من الشباب عن الحضور يوماً. فلما حضر بعد أيام، سأله سعيد: أين كنت يا أبا وداعة؟ قال: مات زوجي، و إنشغلت بدفنها و عزائها. فقال سعيد: رحمها الله، هلا أخبرتنا حتى نعزيك ونواسيك. ثم قال له: هل نويت بأمر بعدها؟ هل عزمت على زواجٍ بعدها؟ قلت: ومن يزوجني وأنا لا أملك إلا ثلاثة دراهم. قال سعيد: سبحان الله، ثلاثة دراهم لا تعف مسلما. الله أكبر. ثلاثة دراهم لا تعف مسلما. قلت: ومن يزوجني؟ قال: أنا. قلت: إبنة سعيد بن المسيب، التي يخطبها الأمراء والوزراء و يردهم عنها؟ تدري لماذا؟ لأنه يريد لها صاحب الدين و الخلق. ما نظر إلى الجاه و لا إلى الحسب و النسب. يريد أن يعطي تلك الأمانة التي إسترعاه الله إياها يسلمها في يدٍ أمينة. قال: أنا أزوجك. قلت: إبنة سعيد بن المسيب، التي يخطبها الأمراء والوزراء فيردهم؟ قال: أنا أزوجك. فدعا من كان في ناحية المسجد. ثم قال: الحمد لله و أثنى على الله. ثم قال: زوجنا فلاناً على فلانة بدرهمين. زوجنا فلاناً على فلانة بدرهمين. تم العقد. طرت من الفرح. قلت: إبنة سعيد؟ ذهبت إلى داري و أنا أطير من شدة الفرح. دخلت و كان الوقت ساعة مغيب الشمس. كنت صائماً. أخرجت خلاً و خبزاً أريد الإفطار، فإذا بطارق يطرق الباب. فإذا بطارق يطرق الباب. قلت: من؟ قال: سعيد. فجاء على بالي كل سعيد إلا سعيد بن المسيب. فمنذ سنة ما رؤي إلا بين بيته و المسجد. الله أكبر.منذ سنة ما رؤي إلا بين بيته و المسجد. ما فاته تكبيرة الإحرام سنة. فجاء على بالي كل سعيد إلا سعيد بن المسيب. فتحت الباب فاذا بسعيد بن المسيب قلت:لقد رجع في كلامه. قلت: لماذا أتيت، كان حري بك أن تستدعيني وأنا أتيك. قال: مثلك يؤتى إليه، أنت إنسان زوجناك وخفت أن تبيت الليلة عزباً و يحاسبني الله على عزوبيتك في هذه الليلة. أنت إنسان زوجناك وأعطيناك خفت أن تبيت عازباً هذه الليل فيحاسبني الله على عزوبيتك. فإذا بسواداً من خلفه، دفعها داخل الباب، فسقطت من حيائها. فسقطت من حيائها. ثم قال: بارك الله لك و بارك عليك. هذه زوجك، أسأل الله أن يوفق ويصلح بينكما. ثم ذهب في طريقه. يقول: فنظرت إليها فإذا هي من أجمل النساء والله ما رأيت عيني أجمل منها. فصعدت إلى سطح المنزل، ناديت جيراني و قلت: سعيد بن المسيب زوجني إبنته و قد أتى بها هذه الليلة. إنزلوا عندها أذهب لإخبر أمي بالخبر. فذهبت أخبر أمي. فقالت لي: وجهي من وجهك حرام، والله لا تقربنها إلا بعد ثلاثة أيام حتى أزينها كما تزين العروس. بعد ثلاثة أيام، أدخلت عليها. والله ما رأت عيني أجمل منها. إن تكلمت أحسن الكلام، و إن سكت على أجمل مقام. مكثت معها شهراً كاملاً، لم أرى منها إلا صيام و قيام. بعد شهر، أردت الذهاب إلى مجلس سعيد. قالت: إلى إين تذهب؟ قلت: إلى مجلس سعيد لطلب العلم. قالت: إجلس، فإن علم سعيد كله عندي. ذهبت إلى مجلس سعيد بعد شهر، فلما رأني، تبسم و لم يكلمني حتى إنفض الجمع من المجلس. فلما إنفض جئته و جلست بين يديه. قال: كيف ضيفكم؟ قلت: على أحسن حال، قلت:على أحسن حال. فقال: إن رأيت ما لا يعجبك فالعصى. ثم أعطاني عشرين ألف دينار، و قال: إستعينا على قضاء حوائجكم. أين لنا بمثل سعيداليوم؟ أين لنا بمثل هؤلاء؟
منقولة للفائدة
|