رد: باربي.... ناعمة الهاشمي
باربي.... ناعمة الهاشمي
ماذا أقول لك عن دلال، ....... إنها ذكرى تعيسة شائكة لا أحب أن أتذكرها،أو أستعيد آلامها....... رغم أن هذه الحادثة هي التي جعلت مني شخصية نسائية جديدة، وقلبت حياتي وطورت أفكاري،....... لكني لا زلت أكره أن أتذكر أيامها،
إن ما سأسرده لك، سيثير استغرابك وقد يجعلك تستنكرين كلامي، وقد لا تصدقين أن هناك رجل يمكن أن يفعل بزوجته التي ضحت من أجله ما فعله زوجي بي، ...........
كنا أنا وهو زوجين عاشقين، وكان كلما اجتمعنا مع الآخرين يمطرني بالإهتمام والكلام المعسول، حتى بات قصة حبنا مضرب الأمثال، وصارت النسوة يحسدني عليه، ويسألني كيف استطعت أن حافظ على حبه لي كل تلك السنوات، في البداية لم أكن أعلم أن لديه مشكلة في الإنجاب، كان يصر على أن المشكلة تخصني وحدي، مما جعلني أدخل الكثير من العمليات الجراحية للعلاج، فيما كان الأطباء يؤكدون أنه ليست لدي موانع كبيرة للإنجاب، ...... المهم أنه في النهاية رزقنا الله باربي................ وبعد ولادتها استمر الحب مشتعلا بيننا ........ واستمرت حكاية حبنا تثير الإستغراب،
كانت كل قريباتي يحذرني من أن يفكر في الزواج من أخرى بهدف الإنجاب، وعندما أفاتحه في الأمر يقول لي لا يمكن أنت عندي بالدنيا، أنت حياتي وروحي,,,,,,,,,, وكلام كثير يجعلني أثق به ثقة عمياء..........
وبعد عدة سنوات، بدأت أشعر بتغيره نحوي، و قلة رغبته بي، وأصبح يتحج كثيرا للخروج، وبدأت أشك به بفراسة الأنثى، وصرت أبحث عن شيء يجيب على تساؤلاتي، وجدت في شنطة السيارة حقيبة سوداء مغلقة برقم سري، لكني فتحتها، لأجد فيها عقد زواجه من دلال.................. وكان يوم انهياري، ولا أستطيع أن أصف لك ما أصابني في تلك اللحظات، فقد كان الأمر بالنسبة لي كالكارثة، كالمصيبة، شيء لا يصدق......
أخذت عقد الزواج، واجهته به، .............بينما كنت أبكي وأصرخ، لكن باربي في ذلك اليوم كانت في بيت أختي،......
سألته لماذا تزوج علي، لماذا فعل بي ما فعل، لماذا غدر بي هكذا...........؟؟
كان مذهولا ومرعوبا، فلم يكن يتخيل أني قد أكشفه، وبدأ يرجوني أن أهدأ، وصار يتحدث عن الأمر بطريقة مضحكة، فمرة يقول لم أتزوج إنها مزحة، ومرة يقول إنها نزوة، ومرة يقول تزوج بحثا عن الإنجاب، ............
وبقينا نتناقش في الأمر حتى الصباح، ......... وقلت له أني لن أبقى على ذمته، وأرغب في الإنفصال، ولكنه كما اعتاد دائما، قال لي: أحبك ولا غنى لي عنك، وهذه الإنسانة تزوجتها من أجل الإنجاب، وأنه حقه ولا حق لي في رفض الأمر، وأني حبه الأول والأخير، وأنه لا يذهب لها أبدا، وأنه يقرفها ولا يحبها، ......... وأنها لا تساوي شيء، وبشعة وكلام كثير كثير.............. جعلني أهدأ وأطمئن وأصدق، ........... تخيلي صدقته............
صدقته لأنه تزوجها سرا، وأبقاها سرا، وكان يخشى جدا من افتضاح أمره، لدى عائلته، ورجاني أن أكتم الأمر، حتى يحسم العلاقة، ......
سألتها: كيف تزوج منها لينجب، وأنت تقولين إنه عاجز...............؟؟
قالت: في البداية لم أكن أعلم عن عجزه ، هو كان يعلم وأخفى الأمر عني،......... كان عاجزا تماما، بينما كنت قادرة بنسبة 70% على الإنجاب الطبيعي.......... لكنه خدعني وجعلني أعتقد أنه بخير، وأني أنا المريضة تخيلي.......!!!
واشترطت عليه أن يعدل بيني وبينها في المبيت، حتى يحسم أمره، فوافق، لكني لا حظت أنه حينما يكون عندها لا أراه أبدا، وعندما يكون يومي يكثر الخروج، فصرت أصر على أن لا يخرج إلا وباربي معه، لكي لا تسول له نفسه بزيارتها، لم أكن أعلم أن حتى وجود باربي معه لن يمنعه من زيارة حبيبة قلبه دلال...............
_ لكن كيف وافقت دلال على الزواج في السر............؟؟
_ دلال يا أستاذة، إنسانة مسكينة، نشأت في أسرة مفكة، والدها توفي باكرا، والدتها كانت سيئة السمعة، ولها أخ مدمن طوال السنة مسجون بسبب السرقات، التي يقوم بها، ............ تزوجت في سن مبكرة من رجل في سن جدها استمتع بها لعدة أشهر ثم أجبره أولاده أن يطلقها، وبعد ذلك تزوجت من رجل كان يضربها ويهينها وكان سببا في إجهاضها حملها، ثم طلقتها المحكمة منه، وزوجي كان زوجها الثالث، ............ أي أنها كانت مستعدة لأية تنازلات لكي تحيا حياة كريمة بعيدا عن حياة والدتها المهينة.......
المهم أني اتفقت مع زوجي أن تبقى سرا في حياته، إلى أن تنجب، وإلا فسيطلقها، ......... لكنه كان خائفا طوال الوقت من اكتشاف أمره، كان يخجل من أن يواجه بها المجتمع، ....... لأنها لا ترقى لمستوى عوائلنا..........
- ولماذا حفظت أنت سره..........؟؟
- لم يكن أمامي من خيار آخر، أبدا، لأنها لو خرجت للمجتع فسوف تأخذ حقها كاملا، ستدخل العائلة وتأخذ مكاني هناك، وتزرع نفسها بينهم، فكرت أن علي أن أتركهها هكذا في الظلام، ....... لكي لا تتسبب في انهياري أمام الآخرين، ماذا سيقول عني الناس، كم امرأة ستشمت بي،........ كنت محصورة في زاوية لم أتمكن من الخروج بحل أفضل.
إن زواجه من دلال، جعلني أصر على معاودة المحاولة للإنجاب، ......... وبدأت من جديد في رحلة العذاب، ومنها اكتشفت، أن زوجي أجرى بعد ولادتي لباربي عملية جراحية خطيرة في كيس الصفن، وأنه بعد هذه العملية أصبح غير قادر على الإنجاب من جديد، بسبب تدهور حالته الصحية، وانعدام معدل النشاط والحياة في حيواناته المنوية، ............
وهل أجرى العملية بدون علمك..........؟؟
كنت أعلم وكنت أزوره في المستشفى، لكنه أخبرني أنها عملية فتاق.............!!!
لم أفهم الأمر، كيف وأنت تقولين إنه منذ البداية لم يكن قادرا.........؟؟
لم أقل ذلك، في البداية كان مثلي كان لديه قدرة ضعيفة على الإنجاب عن طريق التلقيح، لكنه بعد العملية أصبح عاجزا نهائيا، وعلى ما يبدو فقد أجراها بهدف زيادة فرصته في الإنجاب لكنه حصل على نتيجة عكسية........
وتكمل كلامها: أصابتني هذه الحقيقة بصدمة، فإن كان لا ينجب، ويعلم أنه لم يعد قادرا على الإنجاب، إذا لماذا تزوج من دلال....؟؟؟، واجهته بالحقيقة، ................. ولم يستطع أن ينكر هذه المرة، .......... واعترف لي بالسبب الذي دفعه للزواج بها، .......... السبب الذي هز كياني تماما...........
ماذا قال لك..؟؟
(( نظر إلي برود شديد، وقال: اشتهيتها، .......... هكذا فقط....!!!
تخيلي، يتزوج من امرأة أخرى وهو يعلم أن الأمر قد يسبب الدمار لحياتنا، ويقول فعل ذلك لأنه اشتهاها، أوَ كل شيء نشتهيه نقتنيه...... شعرت بمدى سخفه، وشعرت أني لا شيء في حياته، وأنه لا يقدرني، وكان يخدعني طوال الوقت.......!!!
ولم أجد ما أرد به عليه سوى سؤال واحد.......؟؟
لماذا اشتهيتها، ما الذي وجدته فيها ولم تجده عندي، .........؟؟
فقال: كل شيء، ......... أنت مميزة في نظري وجميلة وأحبك، لكنها مختلفة عنك، ..... في كل شي، أردت أن أتذوق طبقا مختلفا من الفاكهة، ......... لم أقصد أن أهينك، لكني رجل واشتهيت التغيير.......!!!
دار بيني وبينه حديث طويل حول الأمر، .... كل ما سمعته منه حطم فؤادي، وأذلني، ........ وقررت أن أطلب الطلاق، ...... وأصرت على طلبي، وهددته أني سأفضح أمر زواجه، ....... لكنه وعدني أن يطلقها، وطلب مني أن أعطيه مهلة لكي يرتب وضعه معها..........
في هذه الفترة عملت المستحيل لكي أراها، وصرت أراقبه، ... ورأيته بأم عيني وهو يتأبط ذراعها ويشدها إليه، ويتمشى معها، ويأخذها لأماكن جميلة لكن حيث لا يراهما أحد، ورأيت زينتها واهتمامها بنفسها، وطريقة لبسها، ولعلمك أني قبل الزواج كنت أفضل منها في كل شيء، لكني منذ تزوجت أصبحت نسخة من أمه، فقد كان غيورا، هو الذي منعني من التبرج حتى في المنزل، ومنعني من كل ما كنت أفعله أيام الشباب، وصنع مني عجوزا متخلفة، ...... كنت ألبس وأهتم بنفسي فأنا إنسانة متعلمة، لكني اعتقدت أن رضاه فوق كل شي، وأنه ما دام يعجبه أن أصبح هكذا، فسأصبح، لكني حينما رأيتها وحينما رأيت تعبه النفسي ومعاناته قبل أن يقدم على طلاقها، فهمت أي شيء فعلته بنفسي للأسف، ........ ومن أكون في حياته، ........
لقد أصيب بعد أن طلقها بحالة اكتئاب شديدة، وكان يجمع أخبارها أول بأول، وكاد يموت عندما علم بنبأ زواجها من آخر، ........ وأصبح معي قاسيا متبلدا، تعيسا، كرهته، وكرهت تلك الأيام.
حملني مسؤولية طلاقها، مع أني لم أطلب منه أن يطلقها، بل طلبت أن يطلقني أنا، لكنه اختار أن يطلقها خوفا من عائلته، ولأنه يعلم أن علاقتهما بلا مستقبل، ......... بعد هذه الحادثة قررت أن أتغير، وأن أعتمد على نفسي، وأن أصبح شخصية جديدة وأكملت تعليمي وتوظفت، واهتممت بنفسي، وكما ترين من يراني يعتقد أني أصغر سنا مما أنا عليه في الحقيقة.
مررت بكل هذا ولم تخبري أحدا.........؟؟
لم يكن لدي الجرأة لأواجه الناس بالحقيقة، زوجي تزوج علي، كيف، يتزوج علي وأنا لا أترك مناسبة إلا وأتحدث فيها عن حبه وهيامه وعشقه لي، كيف وكل الناس تعتقد أننا زوجان مثاليان، لم أستطع أن أضع نفسي في هذا الموقف، لا يمكن، لن أحتمل الشماتة ونظرات الشفقة من الأخريات، حتى أقرب الناس لي أختي لم أخبرها بالأمر...!!
لكنك تقولين بأن باربي تعلم جزءا من الحقيقة، إنها لا تعلم أنها كانت زوجة والدها , هي تعتقد أنها عشيقته، ......... لم أتصور يوما أن يبلغ به الحد إلى جر ابنته لهكذا موقف، .... ألهذه الدرجة كان عاجزا عن فراقها، .....
لا أريد أن أتذكر، لقد كانت أياما تعيسة مرت بسلام، .... وطويتها وسامحته فقد عاد محبا، ومتيما بي، وها نحن نقضي حياتنا في السفر والتنزه معا، ولا يطيق فراقي، ......
إذا فأنت مدانة لباربي باعتراف، عليك أن تخبريها بكل ما حدثتني به، فذلك هو علاجها، عليها أن تعلم أن الأمر لم يجري بسبب غفلتك، وأنك كنت على علم بكل ما يحدث، رجاء حاولي أن تخفي عنها موضوع كذبه عليك فهذالأمر سيزيد حالتها سوءا،
|