| تجنب الوسواس
 
 
 
 
                        --------------------------------------------------------------------------------
 بالرغم من افتقارنا الى احصاءات  للوفيات  بسبب الوساوس ، فأن هناك فريق من الاطباء وعلماء النفس الاخصائين يؤكدو ان الوساوس تفتك بالناس فتكآ ذريعآ ، يكاد لا يقل فتكآ عن الامراض والحروب ، فالصله بين الفكر والجسم البشرين وثيقة ومعقدة ومركبة بحيث يمكن القول ، دونما حرج ، ان الوساوس تؤثر تأثيرآ سلبيآ على الشخصية .
 فاذا صح تشبية الجسم الانساني بألة ميكانيكية ، فأن الفكر يكون بمثابة المهندس او الاخصائي الفني الذي يعني بالمحافظة على اجزاء هذه الأله المختلفه ، ويصلح الخلل الذي يطراء عليها .
 يكون المراء في اثناء النوم في حالة اللاوعي ، فتنقطع حواسة كلها عن العالم الخارجي ، ولا يبقى لها اي صلة به ، ومع هذا تظل الحياة في سيرها الطبيعي ، فالقلب لا ينفك ينبض ، والرئتان تستمران في القيام بوظيفتهما العادية ، والجهاز الهضمي وسائر اجهزة الجسم تواصل في حالة الرقاد وظائفها كالمعتاد بكل دقة وانتظام .
 على ان ثمة اناسآ تختلف طبيعتهم عن طبيعة سائر البشر ، وهم الفئة الصغرى . تراهم وهم نيام ، يمشون او يتحدثون او يأتون اعمالآ لا يجرؤون على القيام بها في النهار . ويستيقظون في الصباح وقد نسوا كل ما مر في الليل ، وتعود حياتهم الى مجراها الطبيعي كأن لم يحدث شيء يعرقل هذا المجراء .
 والعقل الواعي هو المشرف على حركاتنا او اعمالنا في حالة الرقاد . واذا كان العقل الواعي هو الذي يملي علينا ارادته ويجعلنا نفعل ما يريده هو ساعة يشاء ، فأن العقل الباطن هو الذي يأتي بالقوة اللازمة لفعل ذلك . وقد درست ظواهر هذه القوة الخارجية دراسة عميقة وصحيحة حتى بات من الممكن الجزم بأن الوساوس تعمل اعمالها التهديمية على يد العقل الباطن .
 (( تأثير العقل الباطن ))
 والمعرف ان العقل الباطن هو الذي ينظم المواد الكيماوية المنتشرة في الجسم البشري ويتولى توزيعها ، ويقع تحت رقابته واشرافه القلب ودقاته ، والدورة الدموية ، والتنفس ، والهضم ، وسائر الاعمال البدنية الخارجة عن ارادتنا .
 ولما كان الدم هو اساس الغذاء العضوي ومطهر الجسم من الادران الضارة والجراثيم الفتاكة ، فان كان خلل يطرأ على تركيب الدم الكيماوي يجر حتمآ الى شل الدورة الغذائية ، وهذا كلة ينجم عن الوساوس .
 فالوساوس اذآ لها اكبر تأثير في الجهاز العصبي ، فهيا تغير في تركيب الدم ، وتعطل افرازات الغد ، فيختل توازن الجسم بكاملة ، وليس هذا مجرد افتراض ، ولكنة حقيقة راهنة اثبتها التجارب والاختبارات العلمية الحديثة ، ولا يخفى ان ضحايا الخوف والامراض الكثيرة الناجمة عنة لا يحصرها عد .
 (( مثال ناطق ))
 كان رجلآ يعتقد خطأ انه محكوم علية بلاعدام ، لم يستطع التخلص من هذه الفكرة الهدامة ، فقضى خوفآ بعد مدة قصيرة ...
 
 
 
 
 |