|
04-18-2012, 07:29 PM | #1 |
:: كاتبة فضيّـة :: |
نساء مطلِقات.
نيابة عن جميع بنات جنسي أقر وأعترف بأن الطلاق آخر ما تسعى إليه المرأة وحين تستحيل الحياة الزوجية رغم وجود بعض حالات استثنائية، فمقولة ظل راجل لم تزل تتغلغل داخل كل امرأة، وكثيرا ما سمعت من مطلقات عبارة «كنت محكومة لشخص واصبحت محكومة لعشرة» في إشارة إلى الأهل الذين يتولون الوصاية بدلا من الزوج ويضيقون الخناق على المطلقة حتى لو كان الزوج زوجا غير «ساتر ولا مستور» وبمناسبة الحديث عن الطلاق فقد تعمدت تشكيل كلمة مطلقة بكسر اللام وفتح القاف لأن كثيرات هن من يبادرن إلى طلب الطلاق فلماذا نسميهن مطًلقات لا مُطلِقات؟قد تكون نسبة الطلاق في المدن المكتظة أكبر من نسبتها في القرى حيث تكثر هناك شكوى النساء من امراض سابقة للزمن نتيجة الكبت ونتيجة التخوف من النظرة الاجتماعية في حال وقوع الطلاق. في جلسة نسائية تعرفت على ثلاث مُطَلِقات وعرفت قبل أن يتفوهن بكلمة واحدة عن وضعهن الخاص بأنهن كذلك وسألت :وكانت الإجابة: نعم، كل واحدة منهن سألت كيف عرفتِ؟ فقلت: «سر المهنة» إحداهن التي بدت أكثر حيوية تجاوزت الخمسين ومضى على انفصالها ربع قرن، قالت طلبت الانفصال بشكل قطعي لجملة تحدث بها طليقي، وحاولت أن أعرف الجملة دون فائدة كانت تتجاوزها لتروي قصة عذابها بعد الطلاق وصراعها من أجل توفير حياة كريمة لا تحتاج فيها أحدا بعد انفصالها عن زوج غني، لكنني استطعت اصطيادها لتقول لي ما الجملة؟ وانا على يقين بأنها كانت القشة التي قصمت الحياة الزوجية، قالت: قال لي: «لو أهلك كان وضعهم بيسمح يزوجوكي لغيري ما زوجوكي اياني كنت فرصة» وبعد سماعي هذه العبارة تركت المنزل بملابسي فقط وقررت قرارا لا رجعة فيه بأن لا رجعة، قلت لها لو أن كل زوجة تسمع مثل هذا الكلام طلبت الطلاق لما بقيت امرأة على قيد الزواج، حينها استفزت وقالت هؤلاء لا كرامة لديهن وكرامتي أبت وما زالت تأبى العودة وما زال يتوسل منذ ربع قرن. أما الأخرى فكان سبب طلاقها زواج زوجها من أخرى كان على علاقة بها، وأما الثالثة فقالت أنا عشت حياتي معه في الخارج وحين قدمت للأردن وجدت أن معظم أسباب الطلاق هي الخيانة الزوجية لكن ما عانيته أنا هو التسلط والعنف والانفراد بي في الغربة إلى درجة لم أعد أحتمل. سألتهن مجتمعات: هل إذا أتت فرصة زواج مناسبة ستتزوجن وكانت إجابتهن: نعم، والأولاد؟ قلن ليتحمل الأب الخائن والأب العنيف والأب الذي يريد زوجة بلا كرامة مسؤوليتهم، قلت في قرارة نفسي يبدو أن النساء ضقن ذرعا بدور المضحية، لست أدري والأطراف الأخرى غائبة وقد يكون في حالات أخرى دور لكلا الزوجين في الوصول إلى الطلاق، لكن الجديد هو أن مُطلِقات الوقت الحاضر نساء لسن منكسرات ويتمتعن بقوة وبرغبة في مواصلة الحياة، نعم الطلاق قد يكون لزوجة تُحبس طيلة ثمان سنوات في منزل الزوجية وتلقى من الإهانات والممنوعات ما لا يستطيع تحمله إنسان بداية حياة.. وبداية لإعادة بناء ثقتها بقدرتها كإنسان واستعادة كرامتها.. وتستحق لقب مُطلِقَة. مواضيع ذات صلة |