|
12-13-2012, 05:32 AM | #1 |
عضوة شرفية |
زوجي سكير عنيد
أنا أعاني من زوج عنيد طرقت معه جميع الطرق من لين وعنف، ولكن لم أحصل على أي نتيجة حتى أصبحت متوترة وكئيبة، رغم أني إنسانة ملتزمة وأخاف الله كثيرًا، لكنني أحس بالقهر واللامبالاة من زوجي، فهو لا يريد طلاقي، وحينما أذهب لمنزلنا لا يتركني، ويكثر الاتصال بي، مع أنني أعاني من الوحدة لأنه يسكر ويعود متأخرًا للبيت وقد لا يأتي حتى الصباح، وهذه هي مشكلتي، علمًا أني ليس لي أطفال وهو السبب، عزمت على الذهاب من غير عودة، ولكنني قلت لن أتخذ أي قرار حتى أستمع لردكم، والمشكل الذي يكاد يفقدني عقلي هو قوله إنه يحبني، وهو يفضِّل عليِّ أصحابه والخمر التي خيرته بينها وبيني، مع العلم أنه يصلي، فإذا خاصمته ولم أكلمه شرب أكثر وتأخر عن البيت، فما هو العلاج للإنسان العنيد؟ هل أتركه يفعل ما يحلو له ولا أكلمه أم ماذا؟ وأنا لا أظهر هذا لا لعائلتي ولا لعائلته، لأنني أحب الستر، ومن يراني يقول بأنني أسعد امرأة والعكس صحيح، لقد مللت ولم أعد أحتمل، علمًا بأننا تزوجنا منذ عشرين سنة.. والآن أحس بأنني سأنهار.. أرشدوني ماذا أفعل؟
الجواب السلام عليكم الأخت الفاضلة.. وشكرًا لك على ثقتك في موقعنا، وندعوا الله أن يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى. نرجو من البداية أن نتفق على المصارحة، ونتعاهد على المحاولة والاجتهاد كل ذلك بنية صادقة خالصة لله. هيا نقف وقفة لتحديد الوضع وكيف وصل إلى هذه الصورة؟ خلال عشرين ما هو فعلك وطريقتك لتغييره؟ الخصام،ترك المنزل،عدم تدخل أي شخص ثقة أو استشارة أهل خبرة. إذا كنا نقوم بنفس الفعل فسوف نتلقى نفس رد الفعل وحدث وتكرر أن زوجك يزداد انغماسا في المعصية وبعاند ولا يستجيب ولا يتركك في بيت أهلك وأيضا مصر على الصلاة وهو مدمن خمر! الأمر أكبر من ذلك، إنه إثم من الكبائر شرب الخمر وهدم أسرة، ولأن زمن الأخطاء طويل فعند الإصلاح نحتاج وقتا طويلا وصبرا جميلا وبذلا ومحاولات ووضع هدف وخطة لتحقيق الهدف فأنت ماذا تريدين؟ وإذا كان العنف والخصام لم يحقق رغبتك في إصلاح زوجك هيا نجرب اللين والرفق ونتودد بالعطف والحب حتى يلين الحجر، وزوجك ليس حجرا، بل هو إنسان أسير الكلمة الطيبة واللمسة الحانية، والمرأة الذكية هي التي تستطيع أن تستخدم كل أسلحتها لتكسب معركتها. أختي الحبيبة هيا نستعين بالله ونصلي صلاة حاجة، وندعوا الله أن ينزع المعصية من قلب زوجك، وأن يمحو ما في صدوركم من غل وبغض ومشاحنات نجح الشيطان في نشرها فأفسد عليكم معيشتكم. أولا: التوبة وتقبل بتوافر شروطها أن يقلع تماما عن الذنب ويبعد عن أماكنها وأصحابها ويستبدل الخطيئة بحسنة. والسؤال الآن كيف تتمكنين من ذلك معه وهو مصمم ومصر على معصيته وإسرافه على نفسه؟ يلزمنا خطوات هامة وأساسية هي جلسات حب وود وتواصل وقرب بينك وبينه لعلك لا تنكرين حبك له، ولكنك تكرهين السلوك وهو أيضا يحبك ولكن كلاكما لابد أن يعبر عن هذا الحب، وإن كان هو لا يعبر بل العكس يدمر هيا ابدئي أنت وعبري وكرري على مسامعه وحواسه كل مظاهر الحب والتغيير. غيري من شكلك وزينتك، بيتك، طريقة استقباله وردك وحوارك.. كل قول أو تصرف على العكس مما كنت تفعلين، هيا نجعله يستغرب ويسأل ماذا حدث؟! سوف يتولد عنده انجذاب لك والأنس بك، وبالتالي تقتصين جزءًا من وقته مع الخمر وأصحابها، اشغلي واشغلي وقته بكل الوسائل المعنوية والمادية من تليفونات وخروج وزيارات عائلية.. من فضلك أختي الحبيبة شاركيه في كل ما يحبه ويخصه إلا أن يكون معصية.. ما هي طبيعة عمله واهتماماته ؟ الواضح أن هناك افتقادًا للهدف من الحياة، خاصة وأنه ليس هناك أولاد، وهذا ليس من الصواب ولن تستقيم ولن تستقر معه الحياة. لابد أن نحمد الله ونرضى ونتكيف مع القدر ونحقق النجاح ونسعد بما نملك. هيا اجلسي للنقاش والتفاوض في أحد الحلول وهو تبني طفل مع مراعاة الشرع والسنة في قضية التبني. يمكنك أيضا كفالة يتيم ومتابعة مسنين وذوي الحاجات الخاصة، كل ذلك يرقق القلب ويشغل الوقت بما يصلح النفس وينفع الغير فيكفر السيئات. اجتهدي أيضا في المشاركة الإيمانية، وإقامة عبادات جماعية من صلاة وصيام وتلاوة وحفظ قرآن، وكذلك ربط صلاته بالمسجد وخاصة صلاة الفجر، ولتكن له بالمسجد جلسة بجوار رجل صالح يذكره ويأخذ بيده، وقد يمكننك الإسرار له حتى يساعدك على تنفيره واستعادته إلى طريق الله الطاعة والاستقامة.نفترض ومتوقع عدم الاستجابة أو عدم المواظبة على الخطوات الجيدة هذه. نستعين بالله ولا تعجزي محاولة أخرى بديلة انصرفي أنت عنه واشغلي نفسك بكل ما سبق، وارتقي بنفسك وتعلمي وعلمي غيرك، مثلا احفظي القرآن وعلمي أطفال وأولاد العائلة تحققي أمومتك وتشغلي وقتك فتسدي مداخل الشيطان فأكثري من النوافل بعد الفرائض يكن الله معك ويفرج همك. نريده أن يفتقدك ويسأل: لماذا أنت لا تعاتبيه وأين أنت؟ نفترض أن حاولتا كل أو بعض من ذلك معه ولم يتغير! فهل وضع البعد نهائي أو الانفصال تم دراسته؟ إنه يحتاج أولا استخارة، ثم هل لك مكان ومصدر رزق؟ هل سوف تتزوجين مرة أخرى؟ هل أمامك فرصة زواج مناسبة لظروفك؟عليك بعد الاستخارة الاستشارة وأخذ رأي صائب من مخلص وثقة وأولهم التشاور مع زوجك في كيفية إتمام هذا الأمر بدون مشاكل وما هي سلبيات وإيجابيات الانفصال أو الاستمرار.. إذا ظل رافضا البعد عنك ويحبك كما يقول ولا يستغنى عنه، ويحمل لك التقدير لتضحيتك بأمومتك معه؛ فعليه أن يحافظ على استمرارك معه بشروط، ويجاهد نفسه وهواها ويتقي الله بالتزام الحلال ويتقى الله ويعطيك حقوقك وكأنه عقد جديد بينكم وبشروط في مرضاة الله، فإذا رفض ولم يلتزم يمكن الاتفاق على تدخل طرف ثالث بينكما؛ حكم من أهلك ومن أهله وبكل صدق تعرض كل الجوانب ونأخذ بكل الأسباب حتى إذا فشلنا نرضى بما قدر الله، وعسى أن تكرهوا شيئا ويكون فيه خيرا كثيرا. وأخيرا أختي الحبيبة ندعوا لك بالتوفيق والسداد بالاستعانة بالله وبالصبر الجميل والصلاة، اذهبا معا لأداء العمرة، وأكثري من الدعاء، والله هو الكريم الذي لا انتهاء لكرمه مواضيع ذات صلة |