![]() |
![]() ![]() |
![]() |
#8 |
|
رد عجز لساني عن التعبير
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه:
قد يتعرض كل منا أثناء حياته اليومية إلى التغير في مزاجه وانفعالاته، ومنها الشعور بالحزن والاكتئاب والإحباط ، ولكن لا يدوم عادةً أكثر من وقت قصير حتى تتغير الظروف ويتحسن المزاج. ويجب أن تعلمي أنك لست وحدك عندما تشعرين بأعراض الضيق والحزن دائماً. والحزن شيءٌ فطريٌ ينتاب كل البشر عندما تقابلهم متاعب الحياة الدنيا، ولا أحد يستثنى من ذلك، والأمثلة كثيرة في القرآن الكريم كحزن أم موسى عليهما السلام ، وحزن الأنبياء كحزن يعقوب على يوسف عليهما السلام، وحزن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما لم يستجيب له قومه وعندما مات عمه أبو طالب وزوجته خديجة، فالحزن يحصل لكل الناس، لكنه قضية وقتية، وإذا ما استمر وطال وقته صار اكتئاباً. واعلمي أختي أن هناك أشياء جائزة شرعاً ، وهي كالحركات والمشاعر والأعمال اللاإرادية، فهذه لا يحاسب عليها العبد كضيق الصدر مثلاً أو دمعة العين أو الأفكار والخواطر التي ترد على ذهنه، لأن المرء لا يملك التحكم فيها، ولا يحاسب عليها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله غفر لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تقل أو تعمل). وقد زار الرسول صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة في مرضه ومعه الصحابة فبكى عليه الصلاة والسلام، فلما رأى القوم بكاءه بكوا ، فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا تسمعون أن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا أو يرحم وأشار إلى لسانه). واسمعي إلى قول عكرمة رحمه الله تعالى وهو يقول: ( ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكراً والحزن صبراً) ويجب عليك أن تعلمي أن رحمة الله بعباده واسعة، وقد جعل في القرآن شفاء ونور ورحمة للمؤمنين، أما العلاج لهذه المشكلة فهناك طريقتان: الطريقة الأولى: وهي العلاج الذاتي، وهذه الطريقة ترجع لك أنت، فالعلاج في يدك، وعليك اتباع الخطوات التالية، وإن شاء الله تعالى ستزول عنك هذه المحنة : 1- قوي علاقتك بالله تعالى ، فأنت في شهرٍ الدعوة فيه مستجابة. 2- اصبري على ما أصابك فكل شيء بقضاء الله وقدره. 3- لا تجزعي ولا تحزني ما دامت علاقتك بربك قوية. 4- اعلمي أن المصائب قد تكون علامة على محبة الله للعبد، والإنسان يبتلى على قدر إيمانه. 5- عليك أن تطمئني ويزداد توكلك على الله ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). 6- أكثري من الدعاء واللجوء والتضرع إلى الله بأن يحفظك من كل سوء، ويذهب عنك هذا الحزن والضيق ، واعلمي أن الراحة عندما تقفي بين يدي الله تعالى وتصلي له وتشكو حزنك وهمك له، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لسيدنا بلال رضي الله عنه: (أرحنا بها يا بلال) فعندما يدخل إلى الصلاة يتضرع إلى ربه ويدعو ويطرح كل هموم الدنيا وراء ظهره. أما الطريقة الثانية فهي عبارة عن العلاج الطبي: 1- عليك أن تراجعي الطبيب النفسي إذا رأيت أن حالتك تزداد يوماً بعد يوم. 2- وهناك علاج نفسي جماعي حيث يتم تشجيعك على التغلب على هذه الأفكار السوداوية والتغلب على الضغط والمشاكل. 3- وهناك علاج بالعقاقير يمنح من طرف الطبيب، وتتميز هذه العقاقير بفاعليتها الكبيرة وقلة آثارها الجانبية. 4- وهناك أيضاً العلاج عن طريق الجلسات النفسية، حيث يتم عن طريقها الوصول إلى وسائل دفاعية صحية تساعد الشخص في التخلص من هذه الأحزان والمشاكل والقلق. ولكن يجب أن تعلمي يا أختي أنها كلما ضاقت واشتدت الأزمة فرجت، وأن الإنسان في هذه الحياة يعيش في اختبارات وامتحانات، والناجح من تخطى هذه الأزمات وصبر واحتسب ذلك عند الله تعالى، وبالله التوفيق. لكل فتاة متضايقة |