قد نظن
قد نظن
قد نظن أن الحياة وهبتنا ما نريد
عندما تشرق شمسها بعد شتاء طويل
قد نظن أن الحياة ابتسمت لنا
عندما يزهر في أرضها الربيع
قد نظن أنها ضمدت جراحنا
عندما تلامس برقة روحنا
نظن وكثيراً ما نظن
لكنها لعبة الأقدار
وخدعة المصير
أدركتها أخيرا بعد مرور الزمن الطويل
إن الحياة لا تمنحنا جزء مما نريد
إلا لتحصد كل ما تريد
ولا تمنحنا سوى الدموع
وهي تخفيها خلف ابتسامة كاذبة
ولا تداوي خدشا إلا لتفتح شلالاً من الجراح
أدركتها بعد فوات الأوان
أدركت كم خدعت
كم عن الحقيقة ابتعدت
كم أعمت تلك الأضواء بصيرتي
زكم سحرتني الحياة بزينتها وعن نفسي فتنتني
لكن بعد مرور السنين تقشع الضباب
ونجلا ستار الليل الحزين
ليبزغ نور يصل عنان السماء
يولد من رحم المنية
حقيقة لا يمكن إخفاءها
إنه الموت ... ليكشف حقيقة مرة
اليوم أدرك أني لم أحسن اختيار الصديق
اليوم أدرك أن لهفت العشاق كانت زائفة
إنها صورة لا وجود لها
فكيف وأنا أرى الخيانة في عيني أصدقائي
والجفاء في عيون ذاك العاشق المجنون
كنت أخشى أن يدرك الحقيقة
أن يرى وشاح المنية يعتصر ما تبقى من حياتي
ولكن هيهات ... هيهات
فلم تكن سوى أحلام زائفة
وخدعة بصرية
لم تكن سوى أوهام أقنعتني بها الحياة
فها هو الحبيب يعرف سر المنية
يرى بريقها في أخر الطريق
يدرك أن النهاية قريبة
لكنه لم يحرك ساكنا
لم أشعر بلهيب حبه
ولم أرى تلك النظرة في عينية
أرجوكِ أيتها المنية عجلي في الخطى
فأنتِ الحقيقة الوحيدة
في عالمي المبني على الكذب
|