 |
  |
|
|
|
01-11-2014, 12:57 PM
|
#1 |
|
:: كاتبة فضيّـة :: |
كفى غدرا
الخيانة الزَّوجية مرض عضال ينهش في جسد العلاقة الزَّوجية فيضعفها ويصيبها بالوهن ويمزقها بالشَّك والغيرة والقلق لتخرج عن مسارها الجميل من المودة والرَّحمة إلى البغض والكراهية والفراق في بعض الأحيان . قال تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الرُّوم /21. والخيانة قد تكون من المرأة للرَّجل ، وقد تكون من الرَّجل للمرأة وهي أكثرها انتشاراً ولكن خيانة المرأة أصعب وأشد وأسوأ لأنَّ فيها اختلاط للأنساب ، وتشتت للأسر ، فالمرأة هي التي تحتوي الأسرة بأكملها بعاطفتها وحنانها فهي الأم والأخت والزَّوجة ، وعليها تقع المسؤولية الكبرى في اخراج أجيال واعية وناضجة وقادرة على العمل والإنتاج وتطور المجتمعات ورقيها والخيانة أنواع فقد تكون بالعواطف وقد تكون بالجسد وقد تكون بكليهما . ومع تطور العصر ظهر لدينا بما يُسمى ( بـ الخيانة الإلكترونية ) فأصبحت الخيانة عند ضعاف النُّفوس سهلة وميسرة وذلك عن طريق الماسنجر وممكن التعرَّف على الجنسين عن طريق المنتديات المختلطة وغيرها من المواقع مثل ( القيمزر ) . ولو بحثنا عن الأسباب لوجدنا من أبرزها : 1 / ضعف الوازع الدِّيني ، وعدم اتباع الشَّرع فيما يتعلق أولاً بالنَّظر المحرم فهذا بمثابة الشَّرارة التي تشجع على الخيانة قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (يا عليُّ : لا تُتبعِ النَّظرةَ النَّظرةَ فإنَّما لَكَ الأولى وليسَت لَكَ الآخِرةُ ) الراوي: علي بن أبي طالب المحدث:الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 183 خلاصة حكم المحدث: حسن. فالنَّظرة الأولى العابرة والتي يتبعها غضاً للبصر واستغفاراً لا تنطبع بالخيال ولا يجد الشَّيطان من خلالها طريقاً لقلب المسلم فيفسده لأنَّه حفظ بصره عن النَّظر المحرم أمَّا النَّظرة التَّالية فهي التي تجعل الشَّخص يستحضر الصورة كاملة وتنطبع في مخيلته ويتذكرها في كل حين فتوقظ في نفسه بواعث الشَّهوة وتعلق القلب بذلك الشَّخص وهذا كله من مداخل الشَّيطان . 2/ التَّبرج والسُّفور من قبل النِّساء في الأسواق والمجمعات التِّجارية ، واختلاطهن بالرِّجال في كل مكان حتى في محلات شرب القهوة والشاي ، وتعالي ضحكات النِّساء ،ومشيهن بتغنج وتكسر ودلال وخروجهن متطيبات ومتعطرات ، وقد نهى النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم النِّساء عن ذلك فقال : ( أيُّما امرأةٍ استعطَرَت فمرَّت علَى قومٍ ليجِدوا من ريحِها ؛ فَهيَ زانيةٌ) . الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث:الألباني - المصدر: جلباب المرأة - خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن. فكم كنَّا في أسواق وزكمت أنوفنا رائحة العطور من النِّساء ، وفي أحيان تعجبنا هذه الرَّائحة ونتمنى معرفة اسم ( العطر ) ، فكيف الحال بالرِّجال ..!! فوالله في أحيانٍ كثيرة عندما أرى حال النِّساء بالخارج أخشى على رجالنا من الفتنة وفساد الأخلاق . وممَّا يؤلم حقاًّ أننا أصبحنا نرى الفتيات يلاحقن الرِّجال بنظراتهن ، وقد تزداد جرأتهن أو لنقل قلة حيائهن فيطلبن من الشَّباب أرقام هواتفهم بقصد التَّعرف عليهم . وهنا يبرز لدينا سبب مهم جداً وهو : 3/ التَّربية السَّيئة للأبناء والبنات وعدم غرس القيم والمبادئ الفاضلة في نفوسهن منذ الصَّغر ، وتركهن بدون رقيب ولا حسيب مع السَّائقين والصَّديقات في كل مكان وعدم الحرص على لباسهن وحجابهن ، وعدم توجيههن التوجيه الملائم ولا يعلم الآباء والأمهات أنهم سوف يحاسبون على رعيتهم حساباً عسيراً قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم/ 6. وقال الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم : (ما من عبدٍ يسترعيهِ اللَّهُ رعيَّةً يموتُ يومَ يموتُ وَهوَ غاشٌّ لرعيَّتِهِ إلَّا حرَّمَ اللَّهُ عليهِ الجنَّةَ ) الراوي: معقل بن يسار المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - خلاصة حكم المحدث: صحيح. وما أجمل كلام ابن القيم عندما يوضح دور الآباء نحو أبنائهم بقوله : : "وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه، وإعانته على شهواته، وهو بذلك يزعم أنه يكرمه وقد أهانه، ويرحمه وقد ظلمه، ففاته انتفاعه بولده ، وفَوَّت على ولده حظه في الدنيا والآخرة ... إلى أن قال رحمه الله : وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء" انتهى من "تحفة المودود بأحكام المولود" (ص 229 ، 242) . 4/ ثمَّ نأتي لسبب من أسباب الخيانة لا يُستهان به وهو الاهمال من الزَّوجين لبعضهما البعض فهناك من الأزواج من لا يهتم بمظهره ورائحته وثيابه في بيته لأنه رجل ( ولا يعيبه مظهره ) !! وعند خروجه للعمل أو مع أصحابه يكون في أبهى صورة ..!! وقد تنبه السلف الصَّالح لذلك كما قال ابن عباس: (إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي) ويعظم هذا السَّبب في حق المرأة ، حيث يتعرض الزَّوج في الخارج لشتى أنواع الفتن والمغريات وعندما يدخل منزله تستقبله روائح البصل والثُّوم ، ثمَّ تخرج له زوجته من المطبخ وقد شمرت عن ساعديها وتبخرت بكافة الرَّوائح في مطبخها ، فيتذكر حينها العطر المثير الذي شممه من النِّساء في الخارج وينفر من زوجته ومن طعامه ولو وجد سبيلاً لغيرها لما تردد خاصة مع ضعف الدِّين - وقد يكون الاهمال من النَّاحية العاطفية فتنشغل الزَّوجة بـ أبنائها وعملها وتهمل زوجها عاطفياً ولا تسمعه أي عبارة حانية ، فيجد امرأة تسمعه هذا الحديث المحروم منه فيبتعد عن زوجته ويخونها مع الأخرى . وكذلك الحال بالنسبة للزَّوجة عندما تكون متعطشة لكلمة طيبة من زوجها فلا تجد منه غير الصرَّاخ والأوامر والطَّلبات ، فتبحث عن العاطفة بطريق محرم . 5/ وقد تكون المرأة مغترة بـ جمالها وشكلها فتحاول أن تُرضي غرورها بسماع كلمات المديح والإطراء من الرِّجال . 6 / وقد يكون هناك أسباب نفسية : فقد يكون لدى أحد الزَّوجين عدم النضج الكافي ، أو أزمة منتصف العمر والتي تعود به لمراهقة متأخرة ليرضي نفسه . وقد تكون التَّجربة وحب التغيير، وقد يكون رغبة الرَّجل في أكثر من امرأة . 7/ ومن الأسباب أيضاً القنوات الفضائحية وما يُعرض عليها من نساء فاتنات وكاسيات عاريات فلا يقتنع الزَّوج بزوجته ويبحث عن أشباه هؤلاء الممثلات والمغنيات والمذيعات . كما أنَّ بعض المسلسلات الهابطة صورت بعض الرِّجال وهم يتعاملون مع زوجاتهم برقة ومحبة ( ورومانسية ) ، فتنظر المرأة لزوجها بـ أنَّه عديم العواطف والاحساس ، وتريد رجل عاطفي كـ فلان من الممثلين ، ومن أشد هذه المسلسلات تأثيراً وفساداً لأخلاق بعض النِّساء المسلسلات المدبلجة من تركية ومكسيكية وغيرها . 8/ والغناء يحث على كل فعل قبيح ، ويثير كوامن الشَّهوة قال الفضيل بن عياض : الغناء رقية الزنا . وقال الخليفة يزيد بن الوليد : يا بني أمية إياكم والغناء ، فإنه يُنقص الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة ، وإنه لينوب عن الخمر ، ويفعل ما يفعل السكر ، فإن كنتم لا بُدّ فاعلين فجنبوه النساء ؛ إن الغناء داعية الزنا . رواه البيهقي في شعب الإيمان . 9/ ومن الأسباب المهمة أيضاً الصُّحبة السَّيئة ، فيسمع الرَّجل من أصدقائه عن المغامرات العاطفية وكذلك المرأة فيحاولان محاكاة أصدقائهما وتقليدهما ومهما تعددت الأسباب وتنوعت فإنَّها ليست مبرر للخيانة ، لأن الإنسان قبل أن يخون رفيقه فإنَّه يُفرط في دينه وعقيدته ويرتكب المحرمات ويستحق الوعيد الشَّديد من الله قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : ( إن اللهَ يغارُ . وإن المؤمنَ يغارُ . وغيرةُ اللهِ أن يأتيَ المؤمنُ ما حرم عليه ) الراوي: أبو هريرة المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2761 خلاصة حكم المحدث: صحيح ولمن استحالت حياتها مع زوجها فإنَّ لها أن تطلب الطَّلاق وهو أبغض الحلال ولا تلجأ للحرام مهما كانت الأسباب . والرَّجل الذي يجد في زوجته نقصاً أيًّاكان ونصحها وعجز في إصلاحها فإن الله عزوجل قد أحل له التَّعدد مثنى وثلاث ورباع بدلاً من أن يستهين بحرمات الله ، ويتعرف على النِّساء الأجنبيات بحجة التقصير من زوجته نسأل الله العظيم أن يحفظنا جميعاً من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يغنينا بحلاله عن حرامه، وأن يحفظ أعراضنا وأعراض المسلمين. |
