ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ - بطاقة دعوة لزفاف شهيد

بطاقة دعوة لزفاف شهيد غزة

https://bl127w.blu127.mail./mail/Safe...c8cff074fd74fe

حجازي استشهد قبل يومين من زفافه

غزة - فـي كل ليـلة وقبـل أن يبـاغتها النعاس تعانق صابـرين فسـتان زفـافها الأبيض بلهفـة.. وبفـرح الدنيا تهمس لنفسـها: "وأخيـرا سأرتديك"، فتنتبه إلى صوت والدتها يخبرها بأن كـافة المواعيـد لتجهيـزها كـ"أحلى عروس" في انتظارها.
صابرين كانت في لهفة إلى اليوم الذي ستزف فيه إلى زوجها، لكنه ذهب إلى موعد آخر.
عـلي عليان حجـازي "25 عـاما" حـوله صاروخ إسرائيلي إلى أشـلاء بعد أن أغارت الطائرات الحربية على مجمـوعة من المقاوميـن في بلدة بيت لاهيا شمالي قطـاع غـزة صباح السبت 20-11-2008، بعد يوم من انتهاء تهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل استمرت 6 أشهر، وشابتها خروقات إسرائيلية استشهد معها 22 فلسطينيا.
وسائل الإعـلام عنونت خبـر استشهاد حجازي بـ"أول شهيـد يسقـط بعد انتهاء التهـدئة"، إلا أن دمـعة سـاخنـة كانت تنحدر من بين ثنايا الخبـر، فالشهيـد كـان سيصبـح في الغـد "عريسـا".

غـدا يا علي

أمام الشموع والعطور، وفستان أبيض ملقى على الفراش، كان من المؤلم أن تتحدث صابرين حسونة ذات الثمانية عشر ربيعا لشبكة "إسلام أون لاين" عن واقع حزين كان قبل 24 ساعة حلما سعيدا.
صابرين حاولت التحدث فلخصت مأساتها بالقول: "لي نصيب من اسمي"، لكن ما أبدته من صبر واحتساب لم يخف ذهولها وفجيعتها حيث تضيف: "لا أكـاد أصدق أنه رحـل وتركني...".
وبدأت الفتاة تضغط بيديها على بطاقة الفرح وعيونها تعتصر دمعا: "الإثنين من هذا الأسبوع هـو مـوعد زفافنا...".
ثم لا تسعفها شهقـات البكاء في ترتيب ولملمة حروفها، فتهرع والدتها لمواساتها بكلمات الصبر والحمد لله على ما قدر، لكن العروس التي توشحت بالسـواد استمرت في النحيب.
وفي العزاء تلـعن إحدى السيدات صاروخا اختطف عريسا من أحضان فـرحته، فتقاطعها صابرين قائلة: "لقد زارني مساء الجمعة، وتحدثنا طـويلا عن يوم الفـرح.. وحياتنا القـادمة.. كان سعيدا مثلي...".
وقبـل أن يغادرها أصـرت العروس أن تنقش بأناملها على يده اليمنى بالحناء، فابتسم قائلا: "نقشـك في قلبي لا في يدي يا صابرين".
وبالرغم من معرفة صابرين بأن شريك حياتها المنتظر مقاوم، لكنـها لم تتـوقع استشهاده قبـل الزفاف: "راودني إحساس رحيـله.. غيـر أني ما تصـورت ذهابـه على عجـل".

زغرودة الشهـادة

في الجانب الآخر من الصورة التي تبدلت حزنا بعد فرح، وقعت والـدة الشهيـد علي حجازي أرضـا حين باغتها النبأ العـاجل؛ فلم يحتمل قلبـها صدمـة رحيل ابنها الذي رافقـته في خطـوات تجهيـز حفـل زفـافه.

وتقول الوالدة المكلومة لـ"إسلام أون لاين.نت" بعدما وعت ما حدث ورضيت بقضاء الله: "لم يتبق لي سـوى شـراء غطـاء لسـريره.. أراده زهري اللون، ولكنـه رحـل وجاءني مغطـى بدمـه الأحمـر".
وتضيف والدموع تخنقها: "أول أمس قلت لـه يا علي هلا هدأت قليلا.. استـرح ففـرحك بعـد أيام.. أجابني بثقـة: لا تخـافي إن الله معنا... داهمني شعـور بالقلق والخـوف وهو يرتدي مساء الجمعة بزته العسكـرية".
وفي سـاعات صباح السبت الأولى جـاءها العريس محمـولا على الأكتـاف، فطبعت على جبينه قبـلة الوادع وأسمعته زغـرودة فـرحه في يوم استشهاده وشيعته بـ: "وهبتك لله والوطـن...".

بطاقة "اعتذار"

أما شقيـقته فلا تكـاد تصدق أن عريس الغـد صار شهيـدا اليوم، وتروي أن عمـاتها جئن قبل أيام للاحتفاء بـالعريس.
وتضيف: "كنا نحتفل ونصفق بسعادة... وننتظـر الغد بفارغ الصبـر إلا أن الاحتلال وصواريخـه اغتالت فرحتنا...".
ورغم حزنها العميق فإنها أعربت عن فخرها بشقيقها "فالشهادة عرس... نعم نشـعر بألم شديد، ولكن هنيئا لـه بالحور العين...".
الشهيـد علي غـادر تاركا وراءه بطـاقة فـرح خط عـلى بدايتها: "عذرا فلسطين ويا قدس اعذرينا... ما تزوجنا إلا تطبيقا لسنة نبينا... عسى أن يكون من نسلنا رجال يملئون الأرض عدلا ودينا".
أصدقاؤه وجميـع أقـاربه الذين تلقوا دعوات زفافه جاءوا للمشاركـة في تشييعه ووجوههم تقطـر حزنا، وبينما كانت جنازة الشهيد، الناشط في كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكـري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" تسيـر وسـط ترديد هتافات تدعو للانتقام، كـانت طائرات الاحتلال المحلقة في سماء شمال القطاع تشي بقادم مخيف