نوال تعتذر الى كل من أحبوها
اعتذار الى حياتى كلها !
أعتذر لأحبائي
لأني بكيت في وقت فرحهم..
وضحكت في وقت ألمهم..
وأطلقت صرخاتي في لحظة هدوئهم..
وصمت في لحظة مشاركاتهم..
وبقيت في لحظة رحيلهم.
ورحلت في لحظة اجتماعاتهم ولقاءتهم..
وأعتذرت لهم في وقت حاجتهم ..
و بدون سبب تركتهم..
أعتذر لقلبي
لأني أتعبته كثيرا في لحظات حبي..
وجرعته ألماً في لحظة حزني..
ونزعته من قلبي وبدون تردد لأهبه لغيري..
اعتذر لقلبى وبشدة
أعتذر للواقع
لأني بكل قسوة رفضته..
وأغمضت عيناي عنه في كل لحظاتي المره..
وشكلته بشبح أسود يتحداني بدون رحمة..
ونسيت بأنه هو مدرستي التي جعلتني أكون حكيما في المواقف الصعبة..
أعتذر للأمل
حينما رحلت عنه وبدون إستئذان..
ولازمت اليأس في محنتي..ومكابرتي
رغم مرارتي والآمي أقول بأني أسعد انسان..
فلقد كانت سعاتي الوهمية تكويني في صمتي..
وتعذبني في دنيتي..
دون احساس الاخرين بي..
فعذرا أيها الأمل ،
أعتذر للسعادة
لاني عشقت الحزن ،
وحملته شطرا من حياتي..
وعشقت البكاء لأني انفس به عن الآمي..
وعشقت الجراح لانها أصبحت قطعة أرقع بها ثغور ثيابي..
وعشقت الصمت في لحظة الألم لانها تحفظ لي كبريائي..
فعذرا أيتها السعادة لاني أبعدتك عن حياتي..
أعتذر للزهور...وخاصة الحمراء
لأني قطفتها وهي في بداية بلوغها وتفتحها..
وحرمتها من العيش في بستانها..
ثم شممتها ولغيري أهديتها..
وبعدما لفظت أخر انفاسها رميتها ودستها..
..
أعتذر للبحر
لأني عشقته بجنون..
وأضفت إليه الغدر على هدوئه..
ووصفته بأنه جميل وهو في قمة جنونه..
فلم تكن تلك الطقوس سوى أحاسيس مختلقة
وكان ضحيتها البحر لأني عشقته..
أعتذر لأمي
لأنها تألمت عند ولادتي ..
وسهرت على نشأتي ورعايتي..
فتبكي على بكائي..
وتسعد عندما تسمع ضحكاتي..
وتسقم لسقمي.
.وتتعافى بمعافاتي..
وصبرت وتحملت طيشي وأزعاجي
وتجاوزت عن هفواتى..
وتذكرت حسناتي ..
أعـــــــــتذرللحياة
حينما اتهمتها بالقسوة..