ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > قصص و روايات
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
قصص و روايات ورقة صفراء..!! يوجد هنا ورقة صفراء..!! روايات Novels و تحميل روايات و قصص روايات حب سعودية روايات احلام و عبير رومانسية عربية روايات عالمية كاملة للتحميل روايات رومانسيه احلام و عبير و قصص مضحكه قصص حزينه قصص رومانسيه حكايات عربية و قصص الانبياء افضل قصص مفيدة قصص سعودية خليجية

فساتين العيد


 
قديم   #1

لاإله إلا الله

:: كاتبة نشيطة ::

الملف الشخصي
رقم العضوية: 116793
تاريخ التسجيـل: May 2010
مجموع المشاركات: 120 
رصيد النقاط : 0

ورقة صفراء..!!


ورقة صفراء..!!

ورقة صفراء..!!


تأوهاتها ترتفع حيناً و تخبو أخرى في رتابة مزقة, غطاءها الملقى بلا عناية يلتصق بوجهها المتعرق و أنفاسها الاهثة تزداد شراهة كرياضي خرج للتو من مضمار طويل مزق أنفاسه, يزداد قلقي, و صوتي المرتبك يخاطبها و يواسيها: اصبري, بقي القليل و نصل إلى المستشفى.
كنت أحتاج جرعة مضاعفة من التصبير لنفسي قبلها, و تجربة المرة الأولى تشلني و تزيد من خوفي.. لا أعرف كم هي المدة بين الإنذارات الأولية لاقتراب موعد الولادة, و طلقات المخاض المتضاعفة كل بضع دقائق و بين بدء الولادة الحقيقية و خروج الطفل للحياة, و كل الذي أخشاه أن تضع زوجتي طفلها و نحن لم نصل للمستشفى بعد, وأن يتنفس طفلي حياته الأولى في وسط سيارتي, و تحل عليه لعنتها.. تلك القديمة التي لا تصلح سوى للتشليح.!

يبدو الطريق طويلاً.. طويلاً لا تنتهي مسافاته, أديرُ طرف عيني تجاهها و ألمحُ اختناقها من تتابع أنفاسها المتلاحقة, و هي تسرق بجهد كل ذرات الهواء الموجودة حتى لا تفقد وعيها, ترفعُ غطاء وجهها قليلاً و تصمتُ غيرتي عليها للمرة الأولى.. حتماً لم تكُن بحاجة إلى رجل غيور لا يعرف أن المحيط الخارجي حولها هو آخر ما يعنيها, و أرى شفتيها مغطاة بقطرات دم خفيفة وهي تُتابع العض عليها لتكتم ألمها الشديد.. ثم أُراقب بأسى إشارة المستشفى و أطرافها تلوح لي من مسافة بعيدة.. أزيدُ من سرعة السيارة قليلاً لئلا تُمسك بس إشارة حمراء متسلطة.. تختزلُ المسافة في أمتار معدودة, وأهمس ضاغطاً على يدها: (وصلنا.. هانت)..

أقف بسيارتي العتيقة أمام باب جانبي للطوارئ, ثم أحملها بكرسي متحرك يطير بها و بتأوهاتها بعيداً, ومن ورائها أنطلقُ راكضاً كطفل يلحق كرته خشية أن يفقدها. أتذكر أن مفاتيح سيارتي مازالت مُعلقة عليها.. دون أن أهتم كثيراً بالعودة إليها مجدداً, وأُسارع إلى موظفة شابة تتربع بكامل زينتها على مكتب ضخم.. و تبادرني بابتسامة ملونة في ترحيب روتيني.. و ضجيج عقلي يحجب عني صوتها: ( حتماً ترحيبها ليس لك و إنما للآلاف التي ترجوها من جيبك)! أهز رأسي في محاولة لإسكاته, وأنا أخاطبها بلا وعي: أرجوك سجلي بسرعة, ولادة.
تهز رأسها وهي تبدأ بتسجيل المعلومات التي أُمليها عليها بإصبع واحد تُطقطق به على لوحة سوداء أمامها, تستغرقُ دهراً و ذهني شاردٌ بين طقطقة إصبعها اليتيم, و ظلال زوجتي الغائب, بدت لي حركتها بطيئة مُتعمدة.. ربما لم يكُن يشغل بال من قام بعملية توظيفها أي مؤهلات سوى مظهرها و تغنُجها أمام زبون / مريض و كأنه لعبةٌ تجارية! نسيَ محرك هذه الدمية أن هذا لعبته التجارية و مصدر رزقه هو مزيجٌ من أوجاع جسدية تجعلُ كل ترف الدنيا مجرد فقاعات زائفة, حتى يشفى من وجعه فتبتسم له الدنيا من جديد..
نسيَ أن الدنيا في عين بعضهم خاليةٌ من الألوان.. في انتظار نتيجة حاسمة لأوجاع مزمنة, و مفاجآت لم يكن ليتوقعها يوماً.. نسيَ.. و نسيَ.. لا يهم!
كل الذي يعنيني أن تُعجل هذه الدمية بتحرير ورقة تسمح بإدخال زوجتي لأقرب غُرفة تُنهي آلامها..
- شكلك تأخرت كثيراً بإحضار زوجتك يا (أخوي)!
التفتُ إليها ثم لا أُجيب و استدارت هي لتسحب ورقة تُخرجها طابعة تُنافسها في البطء, و يقتلني هذا التلكؤ الذي يسكن هذا المستشفى بأفراده و أجهزته, ويضغط على أعصابي التي توشك على الإنفجار.. أنظرُ لساعتي.. عقاربها لم تُغادر بعد منتصف ليلي الطويل و كأن دقائقه و ساعاته قد تمدت لتشبه كابوساً أبدياً لرحلتي الطويلة بين المستشفيات, وأنا أجر زوجتي خلفي حيناً و اتركها في السيارة مرات أخرى..
ساعات طويلة وثلاثُ مستشفيات ترفض استقبالها تباعاً, تتنوع المستشفيات و تختلفُ الحُجة في كل مرة (لا توجد حضانات), (الأسرة مُزدحمة.. لا سرير شاغر!)و..و.. حتى صرح بها أحدهم مُشفقاً علي: ( يا أخي وفر على نفسك الوقت و الحق زوجتك بأقرب مستشفى خاص.. )
أصمُ أذني عن نصيحته للمرة الأولى, و أملي أن يُقنعه إصراري بالبقاء ليضمنَ لها سريراً, وأنا ألتفتُ لأرى من حولي وجوهاً و أعراقاً لا تُشبهني تتوزع في المرات.. يدخلُ بعضهم حاملاً حقيبة لزوجته, أو كيساً أو قالب حلوى..
أنتظر, و يملُني.. ويغادر نوبته و يلحقه آخر لم ينتظر طويلاً قبل أن يُلقي بطاقة المستشفى في وجهي ( شوف لك مستشفى ثاني, الأسرة مليانة نقول لك..!)
ينفجرُ شريان الغضب في, و أصيح متوعداً:
-سأشتكيكم عن بكرة أبيكم.. والله لأشتكيكم.
يُلقي نظرة باردة, وهو يرد متهكماً: الله يقويك!

يقطع تأملاتي صوتها و هي تنقرُ بإصبعها على مكتبها الضخم مُشيرةً إلى مكان التوقيع في ورقة صفراء: خمسة آلاف لو سمحت..
أتلمس جيبي المُنتفخ قليلاً لأول مرة و أهز رأسي بخنوع لأمد يدي بخمسة آلاف تامة تحمل فئة الخمسين و بعض عشرات, أودعها بحسرة من جمعها في أشهر طويلة, من شركة تُكافئه بألفين في نهاية الشهر أحياناً, و تُرجئه مرات أخرى على وعد مهترئ حتى تتم سدا ديونها وخسارتها, لأُكافأ بعمل أشترك فيه مع عامل مُستقدم ربما يكسب أكثر مني بمرات عديدة..
أخطُ على ورقتها الصفراء خطوط مائلة لا معنى لها سحبتها بابتسامة وهي تُشير إلى مقعد على زاوية حملتُ نفسي إليه وجلستُ انتظر أي خبر, لم يكُن يعنيني كثيراً جنس طفلي, صبياً كان أو بنتاً, وحده وجه زوجتي المُتعب قبل ساعات يزورني طيفاً حاملاً فيه شيئاً كبيراً من فرح حقيقي, لمعاناة أشهر ستنتهي بنتيجة إيجابية جميلة, تماماً كفرحها بخبر حملها.. فرحةُ فتاة ستُصبحُ أماً لأول مرة..

ساعتان مرت بطء و أنا أقطع الغرفة في قلق أجلس مرة على الكرسي لأقفز كمن لسعته عقرب سامة.. ساعتان رسمت في وجهي كل معالم القلق خشية أن مكروهاً قد حدث و الولادة تبدو كلُغة أعجمية لا تفهمها رجولتي, ما فهمي كرجل بكر في عالم الأبوة بمسألة كهذه.. سوى أنها موت أصغر تشترك فيه كل النساء..؟
يُفتح الباب فجأة ليخرج منه طبيب بثوب مُعقم, قفزت إليه كالمجنون:
-ها, بشر يا دكتور؟
-زوجتك بخير ولكن الجنين بحاجة إلى عملية أو ستكون نسبة نجاته ضئيلة جداً..!
-عملية؟؟ أجرِها يا دكتور بسرعة!
-راجع الإستقبال لتدفع الزيادة اولاً..

أسرعتُ راكضاً إليها قلبي, بل كل ساكن في جسدي يردد اسم زوجتي..
-كم.. كم تبون مني؟؟
-عشرة آلاف لنُجري العملية فوراً.!
-عشرة آلاف أخرى؟ هاه؟ ومن أين لي بها والآن؟
كانت فكرة إجراء عملية قبل الدفع مستحيلة تماماً, حتى لو تكلفت حياة بشرية و جيبي خاوٍ بلا هلة واحدة, أستعرضُ شهادتي, وطنيتي/ حقي المُنتهك شرعاً تحت عينها و بصرها, وكل الأرصدة الخائبة والديون الكثيرة.. كلها أفواهٌ شرهة تمتد لإلتهامي بلا رحمة..
عدتُ بانكسار إلى الطبيب تُعاقرني أفكار يائسة و عيناه المتلهفتان تبحثان عن ورقة صفراء أخرى بشغف من يستلم عمولته في كل قطع مشرط..
أقفُ أمامه مُطأطأ الرأس وأنا أُحدثه بخفوت:
-ليكُن بين رحمة خالقه..
-قد يموت!!
لم أُجب عليه فاستدار ليعود إلى الغرفة قبل أن أوقفه مرة أخرى..
-لو مات, فلا تُخبرها أرجوك..!
.............................. ..............................

 
قديم   #2

**غلا**


رد: ورقة صفراء..!!


ورقة صفراء..!!

مشكوره

 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 04:39 AM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0