من طرائف التراث
من طرائف التراث
مباراة ذكاء
بطلا هذه القصة الواقعية هما عبد الملك بن مروان المشهور بابن الحكم الأموي وهو من أكثر الخلفاء مكراً وذكاء، وهو فقيه واسع العلم توفي عام 86 ه والبطل الثاني: الشعبي وهو راوية مشهور للحديث النبوي الشريف يضرب المثل بحفظه واسمه عامر بن عبدالله.
أراد عبد الملك بن مروان أن يرسل رسالة إلى ملك الروم فاختار الشعبي لذكائه وحسن تصرفه وتدينه.
وحمل الشعبي الرسالة وتوجه بها إلى ملك الروم وأراد ملك الروم أن يعرف مدى وعي علماء المسلمين فسأله أسئلة كثيرة في العلم والأدبوالفقه والحكمة... ولما انتهت المناقشة.. سأله: هل أنت من أهل المملكة؟... فقال له الشعبي: لا.
أحضر ملك الروم ورقة وكتب فيها شيئاً ثم أعطاها للشعبي ليسلمها للخليفة وحَمَّلَ الشعبي عند رجوع بالكثير ما الهدايا الثمينة.
وسلم الشعبي الرسالة للخليفة فض غلافها وقرأها.. ولما فرغ من قراءتها التفت إلى الشعبي وقال: أقرأت هذه
الرسالة يا شعبي؟ فقال: لا.. فقال الخليفة: إن ملك الروم يقول فيها.
(عجبت لقوم فيهم مثل هذا الرجل، ويتركون رجلاً غيره
أميراً عليهم).
ثم قال الخليفة للشعبي: أتدري ماذا يريد ملك الروم من وراء هذه الكلمات؟
قال: لا...
قال الخليفة: لقد حسدني عليك فأراد أن يدفعني إلى قتلك.
فقال الشعبي: أصلحك الله يا أمير المؤمني: إنه قال ما قال لأنه لم يرك، ولو رآك ما قال ذلك.
ثم قال الخليفة: لن نحق هدفه وأمر بمكافأة سخية. وحين
بلغ الأمر ملك الروم قال:
(والله لقد كنت أهدف إلى قتل الشعبي.. لكنهما على قدر واحد من الذكاء).
أتمنى عجبتكم الطرفة
مع أطيب تمنياتي
|