عسعس الفأل
[center]مدخل:
ليس ثمة سعادةٌ مطلقة ولا شقاءٌ مطلق ، ولكن الدنيا كَبَد
كما قال الله تعالى :"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ"(البلد : 4)
ولكن أحياناً تتكالب الأحزان والهموم ، حتى تضيق بالإنسان ذرعاً
وقبل فترةً كان هذا ما حدث معي ،
فليت الدمعات تواسينا أو تهدئ روع آلامنا.
والحمد لله من قبل ومن بعد
عَسْعَسَ الفألُ
أوحشَ السُهدُ منامي واستبدتْ**لغةَ الأشجانِ تبليني اعتصارا
عَسْعَسَ الفألُ فخلتُ الدمعَ نجماً**كم يواريه مع البؤسِ انكدارا
باتَ حُزني موجعاً حتى بأني**لم أعدْ أقوى على جأشي اصطبارا
لو تبدتْ بسمتي للناسِ قسراً؟**تُحدث الآهات في كبدي انفطارا
ولهيب الجرحَ أضحى مستشيطاً**كهشيمٍ زاده الإعصارُ نارا
كلما كفكفتُ أحزاني تداعتْ**وطأةَ الأيامِ توليني اختبارا
ليتَ شعري هلْ أرى للصبرِ سداً**يدفع الأشجانَ ،لا يخشى انفجارا
أيّها المكروبُ هل تنشد خلقاً؟!**يعتريهُ النقصَ لا يخلو افتقارا
هل تُرى أيوب لمّا مُسَ ّ ضرا؟**أجهدَ الناسَ صغاراً وكبارا.؟
حينما ضاقتْ به الأنفاسُ ذرعاً**رددَ الدعواتَ سراً وجهارا
قصدَ الرحمنَ والآلامُ تسري**بين جنبيه فآتاهُ انتصارا
لتكنْ كالطفلِ إنْ رامَ احتياجاً**كررَ الحاجات في الدنيا مرارا
إيه يا أماهُ ليلُ الهمّ سرمدْ **ليس للسعدِ بدنيانا نهارا
فدعيني أوصدُ البابَ لأبكي**عند منْ يُولي لدمعاتي اعتبارا
فيذوبَ الهمَّ بعد الآي أجراً**واصطباراً يملأُ القلبَ ازدهارا
وغداً إذ متُ يا أماهُ صبراً**ليس يُخطي الموتَ منْ لاذَ فِرارا
فَسَلي الرحمنُ لي يا أمّ قصراًَ**في جنانِ الخلدِ والعدنان جارا
إنّما السعدُ إذا ما المرءُ أدلجْ**جنّةَ الخلدِ فأحياها قرارا
مخرج:
ليس ثمة شيء أعظم من مناجاة الله ، وتحويل الدمعة من ألم إلى عبادة ، هذا ما اعتدته ، فلعل اشتداد الأحزان في أحيان كثيرة ، تصبح أجوراً معقودة.
ما أجمل كرم الرحمن ورحمته ، حتى الدمعة تكفر السيئات
تمت
أتمنى أن تنال استحسانكم ،[/center]
|