.::. اعترف .::.
.::. اعترف .::.
اعترف بأنك تركتني في بحر الظلام .. اعترف بأنك تركتني في غابة مملوءة بالأشباح .. اعترف بأنك تركتني في متاهة الزمن .. في مكان لم يدركه أحد سواك , لأنك الوحيدة التي كنتي ترافقينني في غرفة أحزاني ... واعترف بأنني أنا التي تركتكي ولست من تركني , وأنني أنا المذنبة في حقك .
تركتك لأنني سئمت جرحك بقلمي وسئمت ترطيبك بدمعي , لأنك من كان يحمل كلماتي وأنت من كان يحمل ألحاني وغنائي , لأنني سئمت أن اكتب لمن لا يقرأ كلماتي وسئمت الغناء لمن لا يعجبه لحني .
لم أجد سواك يسمعني , فقررت تركك وهجرك .. لأنني لا أريد أن يعرف أحد بما في قلبي وما ينبع به من أحلام وآلام وطموح ويأس ,أريد ان يبقى كل ذلك لي وحدي .
لمادا وافقت على سماع حكايتي من البداية , هانا اليوم وحيدة من جديد لا أجد من يسمع بقية تلك الحكاية , أشعر بسيف الوحدة يقطع أوصالي , بعدما كانت الوحدة تقبلني بحبها وتعانقني بأشد لهفتها .
ها هي اليوم قد انقلبت بمخالبها لتشوه راحتي , وتعيشني في قلق دائم ,في دوامة هوجاء لا تبغي شرقا ولا غربا , في انفراد أشبه بالاحتضار .أصبحت كالليل في صمته وعمقه , قد امتلأت كل تجاويفي ولم أجد لمن أفرغها .
وبلا جدوى فجميع المحاولات باءت بالفشل والإخفاق التام , فالآن بعدما تيقنت من عدم وجود ما يسمونه الأصدقاء , والسبب الرئيسي هو غدر الزمن , لان هدا الزمن قد فرق بين الحبيب وحبيبه وبين الخليل وخليله , وبيني وبينك .
فأرجوك سائلة إلا تخيبي ظني ولا ترفضي طلبي , بأن لا تزرعي أشواكك في وجداني , فأنا انسانة مازلت أريد تذوق طعم الحياة ولذتها لأنني يئست الشراب من كأس الألم ويئست أن أسكب من إبريق الحزن الممتلئ بالدموع .
أرجوك لا تتوقفي عن سماعي , فسماعك لحديثي يمحو آثار جروحي , ولو توقفت , لربما انفجر من شدة الصمت والكتمان .
ها أنا اليوم أجازف بالبوح عن ما اكتبه ولأول مرة .. فلعلك تعودين لتسمعيني قبل فوات الآوان .
منقول
|