ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > التربية والتعليم
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
فساتين العيد


 
قديم   #26

!!*ميوس*!!


رد: °×°اذا عندك بحث اكتبيه هنا و ان شاء الله نلبي طلبك°×°


°×°اذا عندك بحث اكتبيه هنا و ان شاء الله نلبي طلبك°×°

تاريخ التصوف في الجزائر :

ظهر التصوف في العالم الإسلامي كمنحى فكري نظري بداية من القرن الثالث الهجري وذلك في عاصمة الخلافة العباسية بغداد، على أيدي رجال شهد لهم الأعداء قبل الأصدقاء بالعلم والفضل والصلاح، وأرسوا قواعد هذا التيار الحديث النشأة، ورسموا له الأس المنهجية التي بني عليها ولا تزال إلى الآن المصادر الأساسية لهذا العلم.

وفي نهاية القرن الثالث الهجري، بدأ الصوفية ينظمون أنفسهم طوائف وطرقا يخضعون فيها لنظم خاصة بكل طريقة، وكان قوام هذه الطرق طائفة من المريدين يلتفون حول شيخ مرشد يسلكهم ويبصرهم على الوجه الذي يحقق لهم كمال العلم وكمال العمل، كما نجد ذلك في بغداد في العصر العباسي الأول عند فرقة " السقطية " نسبة إلى السري السقطي و" الطيفورية " نسبة إلى أبي زيد طيفور، والخرازية نسبة إلى أبي سعيد الخراز والمحاسبية نسبة إلى الحارث المحاسبي...

فانتقل بذلك التصوف وتطور من ظاهرة أو مسألة فردية بين الإنسان وربه إلى ظاهرة اجتماعية طرقية كثر رجالها وأتباعهم كثرة ظاهرة، ومع تطور التصوف العملي وانتشار الظاهرة الصوفية لدى الأوساط الشعبية، حيث كثر عدد الأتباع والمريدين، والتف المريدون حول الشيخ ونسجوا حوله هالة من التقديس والتبجيل، بدأت تظهر الطرق الصوفية بشكلها المتعارف عليه الآن.

وأول ما عرف العالم الإسلامي من الطرق: الطريقة القادرية، والمدينية والرفاعية والشاذلية والخلوتية...


أما بالنسبة للجزائر أو ما يعرف قديما بالمغرب الأوسط،

فقد بدأ التصوف فيه تصوفا نظريا، ثم تحول ابتداء من القرن العاشر الهجري، واتجه إلى الناحية العملية الصرف، وأصبح يطلق عليه "تصوف الزوايا والطرق الصوفية"، وقد ظل هذا التصوف العملي سائدا في جميع أنحاء المغرب الإسلامي حتى بعد سقوط الدويلات الثلاث ودخول الأتراك العثمانين.

وكان من أوائل وأحد أوتاد الطريقة الصوفية في الجزائر
: الشيخ أبو مدين شعيب بن الحسن الأندلسي، وقد عرفت طريقته "المدينية" شهرة واسعة وأتباعا كثيرين، في مختلف أنحاء المغرب الإسلامي، وازدادت شهرة على يد تلميذه عبد السلام بن مشيش (ت 665ه= 1228م)، ثم ازدادت نشاطا وأحياها من بعده شيخ الطائفة الشاذلية وتلميذ ابن مشيش:"أبو الحسن الشاذلي". وكان لتعاليم الشاذلي في الجزائر الأثر الأكبر بحيث يكاد يجزم أن معظم الطرق التي ظهرت بعد القرن الثامن تتصل بطريقة أو بأخرى بالطريقة الشاذلية.

ومن أبرز علماء الجزائر الذين شاع التصوف العملي وانتشر بفضلهم عبد الرحمن الثعالبي ومحمد بن يوسف السنوسي، اللذان يعتبران من كبار العلماء والزهاد في القرن التاسع الهجري، فقد جمع كل منهما بين الإنتاج العلمي والسلوك الصوفي، وانتفع بكل منهما خلق كثير وكان لهما تأثير في المعاصرين وفي اللاحقين، وقد كانا كلاهما من أتباع الطريقة الشاذلية، وألفوا كتبا في أصولها وفي تراجم رجالها. على حد تعبير الدكتور أبو القاسم سعد الله.


ونستطيع القول أن التصوف العملي أو الطرق الصوفية أول ما وجدت وجدت في بلاد القبايل بجاية والمناطق المحيطة، وكانت بجاية مركز إشعاع طرقي صوفي لعدة قرون من الزمن. بواسطة رجالات التصوف الكبار من أمثال أبي مدين، أبو زكريا الزواوي، أبو زكريا السطيفي، يحي العيدلي، أحمد زروق... ومن بجاية انتشر التصوف إلى بقية مناطق المغرب الأوسط.

ويمكن أن نرجع عوامل وأسباب انتشار التصوف بالجزائر، إلى أسباب فكرية، أسباب سياسية، أسباب اجتماعية
:...


1 أسباب فكرية: كوجود أعلام صوفية عملوا على نشر هذه الطريقة بكامل المغرب الإسلامي، أثروا بسلوكهم وبعلمهم وبمؤلفاتهم، من أمثال الشيخ أبي مدين، الملياني والثعالبي... ويضاف إلى ذلك تأثر كثير من علمائنا بالتصوف المشرقي بدأ يسيطر بدوره على الساحة الفكرية بعد محاولة الإمام الغزالي التوفيق بين الشريعة والحقيقة.

2 أسباب سياسية: كسقوط الدولة الموحدية: التي كانت تمثل دولة قوية واجهت الغزو الاسباني، ولأسباب داخلية وخارجية تدهورت أوضاعها، وكسقوط الأندلس: نتيجة التدهور السياسي الذي أصابها عقب سقوط الدولة الأموية ونتج عن سقوط الأندلس أمران: الغزو الإسباني لمعظم سواحل المغرب الإسلامي، الأمر الثاني: هجرة كثير من صوفية الأندلس إلى الأراضي الجزائرية.

3 أسباب اجتماعية: منها انتشار البذخ والترف عند طبقات معينة، نتيجة الثراء الفاحش، وتراجع القيم الدينية والأخلاقية حيث أهمل الخاصة والعامة الكثير من مبادئ الدين وسلوكه القويم، وقد حارب الصوفية هذا الانحراف، وقاوموا بكل السبل والطرق هذه الاختلالات، مما أدى إلى انتشار مذهبهم.


ولا التفات إلى المحاولات الرامية إلى إرجاع انتشار التصوف بهذه البلاد تفسيرات بعيدة عن الحقيقة والمنطق والصواب مثل: ثأر البربر أو ثأر المرأة أو عبادة الأولياء كتواصل لبعض الطقوس البربرية القديمة. كما يذهب إلى ذلك ادموند دوتيه( )، وغولدزيهر، ومن دار في فلكهم.

وقد مر التصوف في الجزائر بمرحلتين أساسيتين هما:

فترة التصوف النخبوي، وذلك خلال القرون السادس والسابع والثامن الهجرية: وهي الفترة التي بقي فيها التصوف يدرس في المدارس الخاصة، واقتصاره على طبقة معينة من المتعلمين، وعدم انتشاره بين الطبقات الشعبية، وبقائه في الحواضر الكبرى: تلمسان، بجاية، وهران...

فترة التصوف الشعبي، أو ما تعرف بفترة الانتقال من التصوف الفكري إلى التصوف الشعبي، وقد وقع ذلك في القرن التاسع الهجري، وفيها انتقل التصوف من الجانب النظري إلى الجانب العملي، وهو الانتشار الكبير للزواي والرباطات في الريف والمدن، وانضواء الآلاف من الناس تحت لوائه، والتركيز على الذكر والخلوة، وآداب الصحبة وما إليها من مظاهر التصوف الشعبي. وبفتح باب التصوف للعامة وأهل الريف، انتقل من النخبة إلى العامة، من المدينة إلى الريف، وظهرت الطرق الصوفية الكبرى وانتشرت في مختلف أرجاء القطر: كالقادرية، المدينية، الشاذلية...

العلاقة بين الصوفية والمجتمع :

اتخذ التصوف في الجزائر كما في بقية دول العالم الإسلامي منذ بداية ظهوره بها أبعادا اجتماعية، وذلك بسبب الظروف التي كانت تعيشها البلاد في تلك الفترة (ق7، 8، 9ه) وانساق الناس ورائه لما وجدوا فيه من مساواة وعدل وإحساس بالوجود والأهمية، فقد كان شكلا من أشكال التعبير عن الغضب الشعبي والتميز الطبقي بين طبقة الأغنياء والمترفين وطبقة الفقراء والمعدمين.

والمتصوفة الأوائل كانوا بمثابة النخبة التي تمسكت باستقلاليتها الفكرية والدينية تجاه السلطة الحاكمة، لذلك وقع اضطهادهم من طرف الحكام، وقاومهم العلماء الرسميون، والمشهد نفسه يتكرر تقريبا في كل العصور والعهود، كما وقع مع أبي مدين الغوث أو ابن النحوي، الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأزهري، أحمد التيجاني، محي الدين بن مصطفى الحسني... والقائمة طويلة.

وقع الالتقاء بين المتصوفة والشعب، في مواجهة السلطة، تموقعوا في نفس الخندق، فرض عليهم الأمر فرضا، وجدوا أنفسهم في نفس الجبهة، يقاومون الظلم والتعسف، والتميز. وهو ربما ما يفسر لنا سر هذه العلاقة بين العامة أو الشعب والمتصوفة، قبل الوصول إلى مبدأ الكرامة وسلطة الأولياء على أفكار العامة وخيالهم.

وسعى الصوفية إلى حل مشاكل المجتمع واتحدا الاثنان في مواجهة السلطة، واتخذا نفس الموقع ونفس الجبهة، فقاموا بمواجهة الظلم والطغيان والفساد، وهو ربما ما يفسر لنا العلاقة بين العامة والصوفية، فاتحاد الهدف نابع من فكر الصوفية وعقيدتهم: العيال عيال الله.


وقد كان الصوفية على مر العصور رمز الوحدة مع المجتمع، والمطالبة علنا بحقوق الشعب ومصالحه، فقد كان الولي الصالح أبو إسحاق الخياط كثير الدخول على يغمراسن لقضاء حاجيات الخلق.

إن هذا التلاقي قد بدأ بشكل عفوي، دون سابق تحضير أو تنظيم أو استعداد، ونتج عنه الكثير من النتائج الهامة لعل من أبرزها، الانتشار السريع للتصوف بين مختلف الطبقات الشعبية، قيادة الشعب بعد انهيار الدولة، واستطاع المتصوفة توظيف هذه العلاقة في الدفاع عن مصالح الشعب، ولم تنقطع هذه الصلة بين المتصوفة والعامة إلى يومنا هذا، بحيث لا نزال نجد تأثيرهم قويا في المجتمعات العربية الإسلامية، بالرغم من هذا التطور الفكري والثقافي، والعولمة ودخول الأفكار الحديثة. وان بنسب متفاوتة بين منطقة وأخرى.

ومن هنا نستطيع أن نفهم: لماذا اختارت الفئات الواسعة من المجتمع الانضمام والانتماء إلى هذا الاتجاه الفكري، في حين كان حكامها يتخذون مذهبا آخرا ويعتنقونه. فكان الصوفي فردا من مجتمع الناس، يأكل ويتاجر ويتزوج كما يفعل الناس، لكنه في نفس الآن كان يمثل قدوة لهم ونموذجا يتطلعون إليه ويعلمون بمتابعة مسيرته بينهم.

حقيقة فيه بعض العناصر الصوفية من لجأ إلى الفلوات والمقابر زاهدا متعبدا متجردا، لكن هذا الكلام لا ينطبق على كل الصوفية بل هي حالات استثنائية خاصة، ثم إنهم يرون أنه عندما تدعو إليهم سيتخلون عن مجاهداتهم الخاصة وينتقلون إلى خدمة الصالح العام، ولعل أبرز مثال على ذلك هو الأمير عبد القادر، الذي لبى داعي الجهاد وتخلى عن عزلته وتدريسه بزاوية والده الشيخ سيدي نحي الدين بوادي الحمام بالقرب من معسكر


دور التصوف بشكل عام:

احتل التصوف والصوفية مكانة هامة في حياة المجتمع الجزائري، منذ البداية إلى يوم الناس هذا، وذلك راجع في تصوري إلى الدور الكبير الذي قام به التصوف في حياة المجتمع الجزائري،

وإذا أردنا معرفة وحصر الأدوار التي قام بها الصوفية في الجزائر فسنجدها كثيرة متعددة:

الدفاع عن الدين والوطن:

وهو من أهم الأدوار التي قام بها، وذلك في ظل ظروف سياسية هامة أدى فيها التصوف دور البديل والمنقذ والملجأ لمختلف طبقات الشعب التي لم تجد بغيتها وضالتها إلا في الطرق الصوفية وزواياها المنتشرة في كل مكان، ومن أهم الأحداث السياسية التي يمكن لنا رصدها:
استمرار تدهور السلطة المركزية: مخلفات انهيار الدولة الموحدية، وهي تلك الدولة التي استطاعت أن تقف عالية الرأس وذلك بفضل قوة أسطولها أمام مطامع الأوربين، ولكن بعد سقوطها وتفك السلطة بعد ظهور الدويلات، فتغيرت جذريا الوضعية.
اشتداد الأخطار الخارجية، الحملات الصليبية الإسبانية والبرتغالية التي عرفتها سواحل الجزائر طيلة القرون 15 و16. وهي المعادلة الصعبة التي وجد الصوفية أنفسهم ضمنها فحاولوا أن يقفوا موقف الوسط للدفاع، والحفاظ على مصالح الأمة.

في حالة ضعف السلطة الحاكمة أو انهيارها وغيابها، قاد الصوفية جموع الشعب إلى الدفاع عن الدين والوطن من الخطر الخارجي، وكما نعلم فإن من أسباب انتشار الربط والزوايا على طول السواحل الجزائرية، هو مقاومة الغزو الصليبي المستمر، ومن الأدلة على هذا الدور رسالة الشيخ عبد الرحمن الثعالبي في الدعوة إلى الجهاد، كما أن زاويته كانت مقرا للاجتماعات والاستعداد لمواجهة العدو، وظل ذلك دأب الجزائرين إلى غاية القرن 19.

وكذا زاوية الشيخ التازي بوهران التي كانت تمثل قاعدة خلفية مليئة بمختلف أنواع الأسلحة، استعملها المجاهدون في صد عدوان الصليبين. ومحاولة الولي الصالح الحسن أبركان رد حملة السلطان الحفصي أبي فارس عبد العزيز على تلمسان سنة 827ه.

وبعد سقوط الدولة بعد الاحتلال، كانت الطرق الصوفية هي التي تولت المبادرة، على الرغم ما يقال هنا وهناك، من أن مقاومة الأمير لم تكن صادرة عن طريقة، فانا لم نجد تفسيرا لالتفاف الجموع والقبائل حول شخص الشيخ محي الدين، الذي كان يمثل طريقة عرفت بتغلغلها في الأوساط الشعبية، ونحن نعلم أن تأثير الشيخ محي الدين لم يكن مصدره جاه أو سلطة أو مال، فلم يكن يمثل أي منها، ولم يكن رمزا إلا للطريقة القادرية التي تشرف بخدمتها، وبخدمة زاوية جده الشيخ مصطفى لمدة سنوات، وعرف بتصوفه وزهده، وعلمه وحلمه.

وتستوقفنا أيضا مقاومة الزعاطشة بالزيبان التي استغرقت من سبتمبر إلى نوفمبر من سنة 1849، حيث صمد رجال هذه القبيلة بكل شجاعة وعز، وزعيمهم الشيخ عبد الحفيظ الخنقي، وهو أحد الشخصيات التابعة للطريقة الرحمانية، كما نلاحظ الوجود الديناميكي والمستمر لرجال الطرقية في مختلف الثورات، أولاد سيدي الشيخ، ثورة 1871 الرحمانية بلاد القبائل، ثورة الشيخ بوعمامه 1881.. حتى أن السيد أوكتاف ديبون المفتش العام للبلديات الممتزجة بالجزائر ومن مؤلفي كتاب الطرق الدينية في الجزائر 1897 يؤكد في تقرير بعث به إلى لجنة مجلس الشيوخ المكلفة بالجيش والتي كان يرأسها "كليمانصو": " إننا سلفا نجد يدا مرابطية وراء كل هذه الثورات التي يقوم بها الأهالي ضدنا". ويقول المؤرخ الفرنسي مارسيل إيميري: " إن معظم الثورات التي وقعت خلال القرن التاسع عشر في الجزائر كانت قد أعدت ونظمت ونفذت بوحي من الطرق الصوفية، فالأمير عبد القادر كان رئيسا لواحدة منها وهي الجمعية القادرية، ومن بين الجمعيات المشهورة التي أدت دورا أساسيا في هذه الثورات: الرحمانية السنوسية الدرقاوية الطيبية".

ويذكر حمدان خوجة في كتابه المرآة أن شيوخ الطرق الصوفية هم الذين أمروا جميع المواطنين الجزائرين بالتعبئة العامة والدفاع عن مدينة الجزائر العاصمة بعد تخلي الأتراك عن هذه المهمة.

كشف الضابط دي نوفو في كتابه الإخوان الصادر سنة 1845 عن الدور الرئيس الذي أدته الطرق الصوفية في مقاومة الاحتلال، وتحدث النقيب ريتشارد عن ثورة الظهرة التي قامت سنة 1845 مبرزا الدور المهم الذي قامت به الطرق الصوفية في هذه الثورة.

ومن تقرير للمفتشية العامة حرر بالجزائر سنة 1864 يعترف بالدور الخطير الذي تقوم به الطريقة الدرقاوية: " الدرقاوية كانوا معادين لنا كل العداء لأن غايتهم كانت سياسية بوجه خاص، أرادوا ان يشيدوا من جديد صرح امبراطورية إسلامية ويطردوننا، إن هذه الطريقة منتشرة جدا في الجنوب ومن الصعب جدا مراقبتهم، لقد كانت ندوات الإخوان سرية وكانت أغلبية رؤسائهم معروفة".

تعليم وإرشاد، وتوجيه:

وأصبحت الزوايا مع مرور الزمن والتحاق العديد من أبناء الشعب بها، مراكز إشعاع ونشاط فكري عظيمين، بل أحيانا الملجأ الوحيد للتعليم، وتبادل الأفكار والنقاش، وكذلك الإنتاج.

دور اقتصادي:

أصبحت الزوايا تشرف بصفة مباشرة على الاقتصاد المحلي والإقليمي، بل على بعض الحركات التجارية الحساسة، وقد تجسد ذلك كله بواسطة امتلاك الأراضي، وجمع التبرعات التي تصل من المريدين، وكذا الزكاة التي كانت تمثل مصدرا هاما للمال بالنسبة لهذه المؤسسات الدينية.

الدور الاجتماعي للتصوف في الجزائر:

يقول أحد الباحثين المعاصرين متحدثا عن الدور الهام الذي أدته الصوفية في المجتمعات التي وجدت بها: "ونولي وجهتنا نحو بؤرة المجتمع وتفاعلاته اليومية نلتقي بالفعل بالدور الكبير الذي لعبته التنظيمات الصوفية كوثبة من ((الوثبات الحيوية)) التي تعبر عن حركات المجتمع وتطوره ((الذاتي))".

ونظرا للخدمات الجليلة التي قدمها أهل التصوف للمجتع الجزائري، أصبحت العامة تعتمد اعتمادا كليا عليهم لمواجهة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تحل بها من حين لآخر، وهذا نظرا لعجز الدولة أو السلطة على التكفل بحل مشاكل الناس، ومع مرور الزمن ترسخت قناعة لدى العامة أن الصوفية هم أقدر الناس على حل المشاكل وتقديم المساعدات للطبقات المحرومة، يقول الدكتور الجيلالي صاري:"...تدريجيا وبانتظام احتلت الطرقية مكانة بارزة في الحياة اليومية، بل أصبحت في أماكن عدة وفي مناطق كثيرة المرجع الأول والأخير للجماهير"( ).

لقد كانت غاية الطريق الصوفي هي" غاية خلقية تتمثل في إنكار الذات والصدق في القول والعمل والصبر والخشوع ومحبة الغير والتوكل وغير ذلك من الفضائل التي دعا إليها الإسلام"...

لقد كانت الزوايا منذ تأسيسها مركزا لوحدة القبيلة، ملجأ للفقراء والمساكين ومحطة لعابري السبيل ومأوى لليتامى، كما أنها كانت قبلة للمتخاين من أجل فض نزاعاتهم، ومركز إشعاع يحافظ على تقاليد المجتمع وعاداته وأصالته في مواجهة السياسة الاستعمارية الرامية إلى طمس معالم المجتمع الجزائري العربي المسلم.

وسنتناول هذه الوظائف بالشرح والتحليل:

أولا: مركزا لوحدة القبيلة:

يرى كثير من الباحثين أن الزاوية في الريف قد قامت بدور عظيم من الناحية الاجتماعية فقد ساهمت "في فض النزاعات والخصومات على الأرض والتحكيم بين المتنازعين في القبيلة والتدخل لدى السلطة الحاكمة لرفع مظلمة ودفع مغرم على فرد أو جماعة ". الزاوية كانت مركز الوحدة القبيلة، والتوحيد بين القبائل الأخرى وفك الخصومات والنزاعات بينها، وخبط النظام العام.

وأصبحت الزاوية مع مرور الزمن معلما يلتف حوله رجال القرية وتدور عليه حياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ورمزا اكتسب قوته من قوة شخصية الشيخ والتفاف أفراد قبيلته حوله. وجدوا فيه واجهة ومظهرا يعبر عن تشوفهم لمركز الريادة والقيادة في المنطقة..

ثانيا: فك الخصومات:

من الأدوار الأساسية التي أدتها الزوايا منذ نشأتها: فك الخصومات والنزاعات بين القبائل، وإصلاح ذات البين والتوحيد بينها. فكثيرا ما تحدث الخصومات بسبب الاختلاف على الماء أو الأرض أو ثأر بين القبائل المتنازعة، فلا تجد لها حلا إلا اللجوء إلا شيوخ الطرق والصوفية لفض النزاع، وهو موقف نابع من حاجة الريفي أو البدوي لتقديره لرجال الدين أو الأشراف، خصوصا إذا اشتهروا بالصلاح والتقى وهي ظاهرة لمسناها مع انهيار الدول الثلاث في المغرب العربي، وسيادة الفوضى والاضطراب في الحكم، وحتى بعد دخول العثمانين وجدنا هذه الظاهرة بل ازدادت انتشارا وتوسعا.

ولقد سعت السلطات الفرنسية إلى استبدال القوانين الإسلامية في المجال القضائي، بالقوانين الفرنسية، في 18 فيفري 1841، صدر أمر من السلطات يتضمن التنظيم القضائي في الجزائر، انتزعوا بموجبه من القضاة المسلمين البت في الأمور الجزائية، وأصبح القضاء الإسلامي مقتصر على الأحوال الشخصية، وحتى هذه الأخيرة حاولت السلطات الفرنسية إخضاعها للقواني الفرنسية وإلغاء الاحتكام للشريعة الإسلامية من خلال قانون " سناتور كونسيلت".

أمام هذا الوضع وفي ظل هذه الظروف أصبحت الزوايا ملجأ للسكان من أجل فك نزاعاتهم وحل خصوماتهم، سواء كانت بين الأفراد أو بين القبائل والأعراش، حيث يذكر أن قضايا الأحوال الشخصية أو قضايا الجنايات والخلافات على الأراضي، كان يفصل فيها بالزاوية، ويحتكم فيها إلى شيخ الزاوية، وأصبحت الزاوية المرجع الأعلى في القضايا والمحكمة العليا بالنسبة للأفراد والقبائل في تلك الفترة، وهو الأمر الذي لفت انتباه الكاتب الفرنسي Lehraux Leon، خلال زيارته إلى الجزائر حيث يقول: " تعتبر الزاوية مقرّا للقضاء، فهي تختصّ بالفصل في القضايا المدنيّة والجنائيّة، حيث كانت تحلّ من قبل الشيخ بحكم مكانته العلميّة والاجتماعيّة وما هو مشهود عنه من عدل وحكمة وعلم، ويكون فصله إمّا بالصلح والتراضي، أو بالتعويض، أو الفدية، فالقضايا المدنيّة متمحورة في النزاعات حول الأراضي، والمباني أو الميراث، والقضايا الجنائيّة تتمثّل في جرائم القتل وتدخّل الأعراش للثأر. كما تعتبر الزاوية مقرا لعقد القران، والتعاقد بين الأفراد".

ثالثا: الشفاعات:

فقد كان شيخ الزاوية يسعى لقضاء حوائج الناس لدى السلطة ويستغل مكانته في هذا الباب، وكثيرا ما تجاب رغباته وطلباته من طرف السلطات حفاظا على شعرة معاوية، ولحاجتها للنظام والهدوء لكي لا تثير الشعب عليها، فوجب أن يكون هناك واسطة بينها وبين الأهالي.

فقد كان يقوم بدور حيوي في المجتمع الذي فتكت به الأزمات، ونستطيع أن نطبق عليه دور الصوفي:" الذي يحاول حل الأزمة وتعويض المأزومين بمعوضات مادية وروحية تحقيقا لتوازن مجتمعه".

استطاع الصوفية التوفيق بين المحافظة على النقاء الروحي والخلقي والسيطرة على المجتمع كل، ونحن نعلم مدى صعوبة هذا الأمر واستحالة تحقيقه في الغالب. إذ غالبا ما نضحي إما بالنقاء الروحي والخلقي إما بالسيطرة على المجتمع، ويندر أن الأمران لنفس الشخص وفي نفس الفترة والمكان طبعا.

نجحوا في التأثير على مجتمعاتهم، والحفاظ على سلوكهم الإنساني المحدد ضمن المبادئ الشرعية الإسلامية.

رابعا: كفالة اليتامى والأرامل:

من الآثار السلبية للاحتلال الفرنسي كثرة الأرامل والأيتام، وذلك بسبب انتشار المجاعات من حين لآخر، وكثرة الأمراض التي كانت تصيب أفراد المجتمع الجزائري، وعدم توقف الثورات الشعبية طيلة القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وكثرة الأمراض الفتاكة، نظرا لانعدام الرعاية الصحية، وتدهور الظروف المعيشية للمواطني.

وقد أولت الزوايا اهتماما كبيرا بالأيتام من خلال إيوائهم والتكفل بهم وبحاجياتهم، ولم تكن الزاوية تكتفي بتوفير المأوى والمأكل لليتامى فقط، بل كانت تهتم بتربيتهم وتعليمهم وتسمح لهم بتولي المناصب العليا الخاصة بتسير الزاوية حيث يذكر أم أفرادا من أسرة المقراني قد عينوا كمقاديم في الزاوية.



وقد عبر أحدهم عن كل هذا بقوله: "ترى بالقرب من الزاوية جمعا من كل الأعمار، أطفال بؤساء عراة، أمهات تظهر عليهم مظاهر الفقر، وشيوخ جالسين على تل صغير، هذا هو الجو العائلي بالنسبة للأسر التي تطلب الصدقة في هذا المكان الكريم".

خامسا: المساعدة في أوقات الشدة:

في خلال أعوام 1865 1868م، تواصل القحط والجفاف، مما أدى إلى انعدام المواد الغذائية، والحبوب للناس، وانعدام العلف للحيوانت، وهنا تدخلت الزوايا فآوت الكثير من العائلات المتضرة من هذا الجفاف.

وقد بلغ الذروة سنة 1869 حيث حصلت المجاعة الكبرى التي لم تعرف لها البلاد مثيلا على مدى التاريخ، فمات من جرائها الآلاف، ولم تفعل السلطات الفرنسية شيئا، مما اضطر السكان إلى للجوء إلى الزوايا والمساجد، وكثير من سكان الهضاب العليا هاجر نحو مدن الشمال، ومنعهم الأوربيون من كسب قوتهم، وضعوهم في محتشدات عامة: مليانة، الأصنام، غليزان. وهنا تدخلت الصوفية وأنقذت الكثير ممن كانوا على وشك الهلاك، وقد شاركت معظم الزوايا في هذه العملية.

سادسا: الحفاظ على عادات المجتمع:

ساهمت الزوايا من خلال مختلف الأنشطة في الحفاظ على عادات وتقاليد المجتمع الجزائري فقد امتاز المجتمع الجزائري بشدة تماسكه وتآزره، خاصة في مواجهة الأزمات...

التويزة: تعاون كافة أفراد المجتمع في القيام بأعمال ذات منفعة وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونواعامة، دون مقابل، تطبيقا لقوله تعالى: منها: ترميم وإعادة بناء السدود، وكان يتم الإعلان عن موعدعلى الإثم والعدوان إقامة التويزة بمسجد الزاوية عقب الصلوات الخمس، ويجدر الإشارة هنا إلى أن الزاوية نفسها بنيت واستكملت أغلب مرافقها بواسطة أعمال التويزة. رسالة الشيخ المؤسس في جواز الإفطار في رمضان للأعمال التويزة.

الاحتفالات الدينية: لإحياء المناسبات والأعياد الدينية، المولد النبوي الشريف، ليلة القدر، ختم البخاري، ختم المختصر الخليلي.

الاحتفالات الخاصة بموسم الحج: وقد كانت الزاوية تسهر على توفير المال لبعض الحجاج، وقد كلفت الشيخ عبد العزيز الفاطمي، بمرافقة الحجاج من الهامل إلى البقاع المقدسة، وقد كان الحج يتطلب أموالا باهظة، وتكاليف مرتفعة، وينطلق ركب الحجاج من الزاوية بعد توديعهم للشيخ الذين يطلبون منه الدعاء لهم وتيسير حجهم، وعند عودتهم أول مكان ينزلون به هو مقر الزاوية، حيث يسلمون على الشيخ ويتبركون به، ثم ينطلقون إلى أهاليهم. وهي عادة لا تزال موجودة إلى يومنا هذا بحمد الله.

من تقرير سلطات الاحتلال: " في مختلف المناسبات والأعياد الدينية، تأتي أيضا أعداد كبيرة من الزوار والمريدين، من بعيد، لحضور الاحتفالات بعيد الفطر، عيد الأضحى، عاشوراء، والمولد النبوي والذي تميز عن غيره من المناسبات، توزع فيه الصدقات والأموال على الفقراء."

وتكون هذه الزيارات السنوية في فصلي الخريف والربيع. تماشيا مع عادات الطريقة الصوفية.

ويتضح لنا من خلال هذا العرض أن التصوف ورجاله قد أدوا ما عليهم من واجب تجاه دينهم وطنهم ومجتمعهم الذي عاشوا فيه وتفاعلوا معه، مع قضاياه، مشاكله، اهتماماته، بل كانوا يمثلون صوت الشعب وضميره الحي في جل الفترات والعهود المتعاقبة، فقد نادى المتصوفة بالحرية عاليا، نادوا بالثورة على الأوضاع، نادوا بالتغيير، مارسوا حق تغيير المنكر الذي منحتهم إياه الشريعة الإسلامية.

لو لم يقوموا بواجبهم تجاه المجتمع على أكمل وجه، لما وجدنا الناس تقبل عليهم زرافات وحدانا، في حياتهم وحتى بعد انتقالهم إلى الدار الآخرة، ممثلا ذلك في زيارة الأضرحة، وهي العادة التي درج عليها المجتمع الجزائري منذ مئات السنين.

خدموا الدين والأمة بالرغم من الحصار والمضايقة والتهديد والتشريد والسجن والمتابعة، حياتهم كلها جهاد ونضال واستبسال في سبيل الدفاع عن القيم والمبادئ والدين والوطن.

النتائج:

التخفيف من معاناة الشعب الجزائري، وذلك من خلال التكفل بالفقراء والمساكين واليتامى والأرامل.

الحفاظ على تماسك المجتمع الجزائري وحدته، حيث كانت تجتمع بالزاويا مختلف الأعراش والقبائل، من مناطق مختلفة، فتنمحي بذلك الفوارق الجهوية.

تمكنت من قطع الطريق على كافة الجمعيات التبشيرية والتي كانت تتخذ من النشاط الاجتماعي وسيلة لتحقيق مآربها التنصيرية، خاصة اتجاه اليتامى من أبناء هذا الشعب.

لقد عملت الزوايا من خلال نشاطها على تنظيم العلاقات بين مختلف شرائح المجتمع وتدعيم عملية التكافل بينها، وقد كانت تستقبل الأموال من الأغنياء وتصرفها على الفقراء.

تمكنت من انتشال العديد من اليتامى والمشردين وتكفلت بهم وكونت منهم علماء صالحين، ساهموا بفعالية في خدمة مجتمعهم.

مثلت الزوايا قلاعا حصينة في وجه المشاريع الاندماجية التي سعى الاستعمار الفرنسي إلى تطبيقها بأرض الجزائر المجاهدة.

 
قديم   #27

!!*ميوس*!!


رد: °×°اذا عندك بحث اكتبيه هنا و ان شاء الله نلبي طلبك°×°


°×°اذا عندك بحث اكتبيه هنا و ان شاء الله نلبي طلبك°×°

عن الاهتمام بالتصوف في الجزائر

في الأمر إن

قلنا في مناسبات عديدة سابقة أن التصوف قيمة إنسانية وحضارية عظمى يحرم المتاجرة بها وتوظيفها لأغراض ومصالح خاصة، يحرم استغلال الثابت في مصلحة المتحول. لكن يبدو أن الكثيرين لم يعيروا اهتماما لما قلناه، وستبدي الأيام صدق ما ذهبنا إليه وبطلان ما ذهب إليه غيرنا.


وطالبنا مرارا ألا يتكلم في هذا الشأن إلا ذوه، وأصحاب الاختصاص من الأساتذة والباحثين الشرفاء النزهاء، الذين لا يسعون من وراء ذلك إلى جني الفوائد الخاصة والمنافع الدنيوية الزائلة من جاه وسلطة ونفوذ.

وصار الناس كلهم صوفية يلهجون بذكرها، ويقضون أيامهم ولياليهم في التعريف بالتصوف والطرق الصوفية، يسعون إلى إرضاء هذا الطرف أو ذاك أحيانا حتى دون أن يطلب منهم. فما هذه القدرة على التلاعب بالقيم والمتاجرة بالتراث، والتحول من خندق إلى خندق دون سابق إنذار.. وقد حدثني بعضهم عن أحد الأساتذة مع كل احتراماتي للأساتذة أنه غير مبادئه إن صح تسميتها مبادئ من النقيض إلى النقيض واستغل الفرصة وركب الموجة، وصار من الصوفية، واتبع طريقة معينة من الطرق، ولما رأى الكفة مالت إلى غيرها وأن السلطة أولتها عناية أكثر من سابقتها حول وجهنه إلى الثانية، وأنه لعمري من أرذل الصفات وأقذر السلوكات التي يقوم بها من يحمل الشهادات العليا ويدرس في الجامعة ويعنى بتكوين الأجيال. نسأل الله العفو والعافية.

يعجبني الغربيون في ثباتهم على المبادئ، روجيه غارودي استغرق تحوله من الماركسية إلى الإسلام حوالي نصف قرن، سارتر رفض جائزة نوبل حفاظا على مبادئه ودفاعا عن موقف. وقد خلد التاريخ سارتر لموقفه هذا. إن الحفاظ على المبادئ والدفاع عنها يمنح المرء ذكرا وخلودا، وعلى حد تعبير أمير الشعراء أحمد شوقي:

قف دون رأيك في الحياة مجاهدا إن الحياة عقيدة وجهاد.

إن التعامل مع التاريخ والتراث بهذا الشكل البغيض وهذه الانتهازية المشينة، والأخلاق المنحطة سيؤثر لا محالة على أهل التصوف الحقيقين ويعمل على تشويه صورة هذا الفكر، إذ أن هؤلاء سيحسبون على التصوف شئنا أم أبينا، وأن ما يصدر عنهم من هنات وزلات سيتحمل عبئها وزرها التصوف وحده.

إن القصد من هذا الكلام هو تبرئة الساحة ورفع اللبس الذي يمكن أن يقع وقد وقع فعلا وقد كتب الشيخ ابن تيمية رسالة في تميز بين الصوفية الحقيقين وأدعياء التصوف، والشيخ عبد الرحمن الأخضري منظومته الشهيرة القدسية في الموضوع نفسه وها هو التاريخ يعيد نفسه.

كم يحز في النفس التصريح بمثل هذا الكلام. ودت لو أن القائمين على الشأن بذلوا وسعهم في التنبيه على مثل هذه الأعمال والتحذير منها والتبرؤ من فاعليها، كي تتضح الأمور وتنجلي الحقائق وتؤخذ المسائل عن أهلها.

فقد سمعنا في مناسبات عديدة من يدعي أن الفضل في دخول الإسلام إلى الجزائر يرجع إلى التصوف، وأن مؤسسي الطرق والزوايا هم الذين أرسوا دعائم الإسلام بهذه البلاد؟؟؟؟ وذهب غيره إلى أن التصوف هو الحاوي لكل العلوم والمعارف، وإذا حذقناه لن نحتاج إلى غيره من العلوم، وآخر يدعي أن التصوف هو الحل، وأنه الوحيد القادر على إخراج الأمة من أزمتها؟؟؟

إن مثل هذه الخطابات بدل أن تقدم شيئا للمعرفة الإنسانية، وتضيف إلى مكانة التصوف درجة، ستعمل على الحط من قيمته، وتشوه صورته، وتبعث الشكوك والظنون حوله، مما يعطي فرصة للحاقدين على الإسلام للنيل منه، فهم لا يحبون لهذه الأمة أن تتقدم أو يروا لها فضلا على بقية الأمم أو فكرا راقيا زهت به على غيرها من الأمم المسيحية واليهودية.

علينا أن نسلك مسلكا وسطا في هذه الأمور المختلف فيها، أن نلتزم الموضوعية والجدية. أن نلتزم الوسطية بين المغالاة في التشيع والمغالاة في الرفض، أن نزن الأمور بميزان الشرع وحده. أن ندعو الناس إلى ما يفيدهم في حياتهم وما ينفعهم في مواجهة مشاكلهم اليومية وما يلاقونه في حياتهم الدينية والروحية والاجتماعية والسياسية، ومن أهم قضايانا الراهنة التي علينا التركيز عليها والاهتمام بها: المواجهة مع الغرب المعتدي، الحفاظ على الشخصية العربية الإسلامية، وسط هذه التيارات المتصارعة والمتناحرة. البقاء بعيدا عن الاهتزازات النفسية والعقائدية والأخلاقية، وذلك بتحصين النفس والفكر بالعقيدة الإسلامية الصحيحة، والمبادئ الأخلاقية والقيم الحضارية التي نادى بها الإسلام عاليا.

 
قديم   #28

!!*ميوس*!!


رد: °×°اذا عندك بحث اكتبيه هنا و ان شاء الله نلبي طلبك°×°


°×°اذا عندك بحث اكتبيه هنا و ان شاء الله نلبي طلبك°×°

نشآة الطرق الصوفية في الجزآئر

نستطيع أن نخلص إلى أن الطرق الصوفية نشأت بداعي المحافظة على العلائق الروحية والاجتماعية في ظروف اتسمت بالصراعات والخلافات السياسية والمذهبية، وبدء تراجع القوة العلمية للحضارة العربية الإسلامية، وفقدان علم الكلام المبني على الاستدلالات العقلية لفعاليته وجدواه، كما نخلص إلى أن الطرق الصوفية اجتمعت في نشأتها وتطورها من حيث الأهداف والغايات، ومن حيث إنها اعتنت بأعمال القلوب وأحوالها وجعلتها أساسا للأعمال الظاهرة، وافترقت هذه الطرق من حيث الوسائل فلكل طريقة وظائفها وأورادها الخاصة، ولكل طريقة قواعدها التنظيمية ونوع العلاقات الرابطة بين الشيوخ والمريدين.

رابعًا- نشأتها بالجزائر:

يجمع العديد من العارفين بخبايا التصوف أن الحركة الصوفية قد شاعت بالمغرب العربي منذ القرن الخامس الهجري أثناء حكم المرابطين حيث انتشرت آراء أبي حامد الغزالي من خلال كتابه (إحياء علوم الدين) الذي تعرض للحرق والإتلاف بأمر من علي بن يوسف بن تاشفين (477 ه/537 ه)، وبرغم هذا يبدو أن ظاهرة التصوف قد رسخت في صفوف المجتمع المغاربي، بل ازداد تمتن قوتها أيام الموحدين، إذ نلاحظ أن كبار صوفي المغرب العربي عاشوا تقريبًا في عهد الموحدين([1]).
وترجع أسباب تطور التصوف في المغرب العربي وخاصة الجزائر إلى عدة مؤثرات أهمها:
1 –الاتصال بالمشرق وأعلامه في التصوف عن طريق الحج، والتلمذ على هؤلاء الأعلام والاطلاع على مذاهبهم واتجاهاتهم وفلسفاتهم في هذا الميدان والتزود بالكتب والمؤلفات المهمة فيه كرسالة القشيري وقوت القلوب للمكي وإحياء علوم الدين للغزالي وغيرها.2-

التأثر بالمذهب الشيعي الذي تسرب إلى المغرب الأوسط وبفكرة المهدي التي بنيت عليها الدعوة الفاطمية وكذلك الدعوة الموحدية.3-

الأوضاع المتدهورة، فمنذ الربع الأخير من القرن الثالث عشر الميلادي بدأت تسود في المغرب الأوسط الاضطرابات والثورات مما أدى إلى انعدام الأمن والاستقرار وتدهور الحالة الاقتصادية، وتلاها تناحر دويلات المغرب العربي فيما بينها إلى مطلع القرن السادس عشر الميلادي ([2]).
وازدهرت الحركة الصوفية بالجزائر بتأثير الزاهد الأندلسي أبي مدين شعيب ابن الحسين (520ه/594 ه) الذي يعد شيخ الصوفية دون منازع بكل الأقطار المغاربية والأندلس في القرن6 ه/12م وعمدة التصوف السني، وبعد أبي مدين نجد ممن وفد على الجزائر محي الدين ابن عربي (560ه/638 ه) والذي يعد قطبًا من أقطاب التصوف الفلسفي في عهد الموحدين بل في العالم الإسلامي أجمع، ومن مدينة بجاية واصل ابن عربي طريقه صوب المشرق حيث دخل مصر في أواخر القرن السادس الهجري، وهناك أقطاب آخرون نذكر منهم علي بن عبد الله الشتري (668ه) والصفي عبد الحق بن شعيب (669ه)( [3]).
وبتطور التصوف في الجزائر والمغرب العربي نستطيع أن نميز فيه اتجاهين هما([4]):
1 - الاتجاه الأول في التصوف السني، ونعني به التصوف المستمد من النهج القرآني النبوي، والذي يُعنى بتزكية الأنفس قبل الأعمال الظاهرة، وبعلاج أمراض القلوب وأهواء النفس وسدّ مداخل الشيطان، وكان من رواده ابن النحوي يوسف بن محمد التلمساني (ت 513ه) في العهد الحمادي، وأبومدين شعيب بن الحسين الأندلسي (ت 594ه) وأبوزكريا يحي الزواوي (ت 611ه) في العهد الموحدي
.
2 - أما الاتجاه الثاني في التصوف الفلسفي، ونعني به التصوف الذي اختلط بمبادئ الفلسفة ومفاهيمها، وكان من رواده ابن عربي أبو بكر محي الدين (ت 638ه) وابن سبعين محمد بن عبد الحق الإشبيلي (ت 669ه) وأبو الحسن الشتري علي بن عبد الله الأندلسي (ت 668ه)([5]).
ومع القرن 8 ه/14 م كانت الحركة الصوفية قد قامت بدور أساس في رسم معالم الحياة الدينية والاجتماعية في الجزائر والأقطار المغاربية، ولم تعد هذه الحركة منذ ذلك القرن تقتصر على جماعة من الزهاد والمتصوفين بل تغلغلت في التقاليد الشعبية، وأصبح المتصوفة يبحثون عن أماكن للخلوة والعبادة في المدن والبوادي والقرى، وانتشرت ألقاب مثل الولي والغوث والقطب وعِلم الحقيقة، وبدأ الناس ينخرطون في الزوايا ويؤمنون بالأولياء وكراماتهم ويندفعون إلى زيارة المقابر، وأصبح المتصوفة يمثلون قوة روحية([6]).
ومن أكثر المصادر التي نهل منها التصوف بالجزائر والمغرب العربي كتاب الرعاية لحقوق الله للحارث بن أسد المحاسبي (ت 243ه) وقوت القلوب لأبي طالب المكي (ت 386ه)، والرسالة القشيرية لأبي القاسم القشيري (ت 456ه) وإحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي (ت 505ه)، وهي مصنفات في التصوف السني تطرح الخطوات التي يقطعها السالك بواسطة المجاهدات للوصل إلى النجاة كما حددها المحاسبي، وإلى تقويم النفس وتهذيبها عن طريق الإرادة والرياضة لبلوغ مرتبة الأنبياء والصديقين والصلحاء، ثم النزوع إلى الكشف عن عالم الغيب وهي مرحلة فراغ القلب عما سوى الله كما تبينها الرسالة القشيرية وإحياء علوم الدين، وقد أصبحت هذه المصنفات منذ النصف الثاني من القرن 5ه/11م متداولة بين القراء في حلقات الدرس بتلمسان وبجاية وقلعة بني حماد([7]).
وبكثرة المتصوفة وقوتهم بدأت تتشكل الطرق الصوفية، ويرجع المؤرخون بداية ظهورها بالجزائر إلى القرن السادس عشر الميلادي، ثم أخذت تنمو وتسع حتى انتشرت على نطاق واسع في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي والربع الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، وأهم هذه الطرق: القادرية، الرحمانية، التجانية، درقاوة الشاذلية([8]).
ويعود انتشار الطرق الصوفية بالجزائر إلى عوامل أهمها([9]):
1- أن الشعب بدأ ينبذ سلطة المرابطين الذين لم يعودوا يعبرون عن شعور القبيلة ومصلحتها، بالإضافة لانغماسهم في الترف.
2 – اضطهاد الحكم العثماني للشعب وإرهاقه بالضرائب، مما جعله يبحث عن قوة جديدة تحميه ويلتف حولها، فوجد ذلك في الطرق الصوفية التي لم يقتصر نشاطها على نطاق القبيلة الواحدة بل اتسع ليشمل عشرات القبائل والعشائر، فالطرق الصوفية التي نشأت في العهد العثماني كانت بمثابة حركات مناهضة للسلطة حين لمست منها الظلم والاضطهاد والجشع، وكذلك الحال في العهد الاستعماري إذ قويت هذه الطرق وأسفرت عن وجهها كواجهة للدفاع عن الدين والوطن.
3 – غالبًا ماكان مؤسسوا الطرق من الأشراف أو ادعوا الشرف مما جعل الناس يتسابقون على الانتماء إليهم واتباع تعاليمهم باعتبارهم من الدوحة النبوية، وبذلك ازداد أتباعهم بكثرة.
4 – حدوث تطور اجتماعي في عقلية أبناء القبيلة، فعضو القبيلة لم يعد ينحصر أفقه في نطاق القبيلة فحسب، وإنما أصبح يشعر ويتحسس- ولو بطريقة بسيطة- الانتماء للوطن لا للموطن، ومما يوضح ذلك مشاركته في الثورات ضد الحكم العثماني كثورة درقاوة سنة 1805م في الغرب، وثورة ابن الأحرش سنة 1803م في الشرق، وثورة التجانية سنة 1825م في الجنوب الغربي، ومن ثم فإن الطرق الصوفية مهدت للوحدة الوطنية التي أخذت شكلها النهائي على يد الأمير عبد القادر.


5 – اتخاذ كافة الطرق الوسط الريفي ميدانًا لنشاطها- لصلاحيته لنشر الدعوة واكتساب الأتباع بحكم ضعف المستوى العقلي لسكان الريف – ساعد على انتشارها وتوسعها، وفي الوقت نفسه ضمنت الابتعاد عن أنظار ومراقبة السلطة العثمانية.


6 – اعتماد مؤسسي الطرق وسيلة الإغراء من الكرامات والغفران لكل من تبعهم، والتي أثّرت على العقول وجعلتها تتقبل هذه الطرق وتدافع عنها بكل ثقة وإيمان، وبذلك حققت هذه الطرق التوسع والانتشار وكسب الأنصار، وضمنت لنفسها الاستمرار والنفوذ.

7- ومن العوامل الهامة في انتشار الطرق الصوفية بالجزائر أنها (أي: الطرق الصوفية) سُميت بأسماء أقطابها ومشائخها البارزين المشهورين، الذين كانت لهم آثار واضحة في جهادهم واجتهادهم من ترتيب أذكار وتوظيف أوراد وإضافة بعض الآداب، يقول عبد القادر الشطي: "ولعل هذه التسميات أيضا (الشاذلية أو الخلوتية أو القادرية أو العزوزية أو الطيبية أو الرحمانية أو الهبرية أو التجانية أو الدرقاوية) ترجع إلى أقطابها باعتبار اجتهادهم فيها وخدمتهم لها، فأطلق هذه الأسماء مريدوهم وتلاميذهم وأتباعهم ومحبوهم" ([10]).

وبعد إيراد هذه العوامل نخلص إلى أن تأثر الجزائر بالتصوف والطرق الصوفية المتواجدة بالمشرق العربي كان عن طريق رحلات الحج والرحلات العلمية، وعن طريق المؤلفات الصوفية التي ذاع صيتها كالإحياء لأبي حامد الغزالي، وقد ازدادت الطرق الصوفية بالجزائر قوةً نهاية العهد العثماني، أي: نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، وصار لها بعد ذلك شأن عظيم من حيث التعليم القرآني والوقوف في وجه الغزو العسكري والثقافي والتنصير الأوربي، ومن حيث التكافل الاجتماعي ومؤازرة الفقراء والمحتاجين، ومن حيث نشر الإسلام في إفريقيا في عصر ساءت فيه الأحوال المعيشية والثقافية والسياسية.

وإن كان جميعها (أي الطرق) قد بُني على حب الله وحب رسوله والزهد والتقشف وإيثار الآخرة على الدنيا والانقطاع للعبادة إلا أن بعضها قد فشا فيه ترك العمل بالأسباب وإهمال جانب العلم.
ويمكن استعراض نشوء أربعة من الطرق الرئيسية بالجزائر كما يلي:


1- القادرية:
وتسمى بالطريقة الجيلانية وتنتسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني([11]) (ت 561ه) الذي أسها في القرن الخامس الهجري بغداد، ومن أهم مبادئها توازي التصوف والشريعة، فكل حقيقة لا تشهد بصحتها الشريعة فهي زندقة، وتؤكد على الطهارة بنوعيها الظاهرة والباطنة([12]).
وكانت القادرية أول طريقة منظمة دخلت المغرب العربي بواسطة أبي مدين الغوث الذي التقى بعبد القادر الجيلاني بغداد بعد أداء كل منهما فريضة الحج وأخذ عنه أس هذه الطريقة([13])، أو يرجع انتشارها بالمغرب العربي إلى طريقي مصر والأندلس حيث استقر في مصر أحد أبناء الشيخ عبد القادر وهو الشيخ عيسى مؤلف كتاب (لطائف الأنوار) في التصوف، أما عن طريق الأندلس فقد قامت ذرية ولديه إبراهيم وعبد العزيز بدور كبير في نشر تعاليم القادرية في المغرب العربي بعد هجرتهم من الأندلس إلى فاس، ويذكر أن إبراهيم بن عبد القادر الجيلاني قد جاء من المشرق مباشرة إلى فاس ومنها انتقل إلى منطقة الأوراس بالجزائر لنشر تعاليم الطريقة وهو الذي أس زاوية المنعة بها([14]).
وتعتبر القادرية من أقدم الطرق الصوفية في الجزائر، وفي العهد الاستعماري لم يكثر أتباعها بمقاطعة الشرق عكس مقاطعة الغرب التي تواجد بها عدد كبير منهم ([15]).
بقلم الدكتور عبدالرحمن تركي-نقلاً عن مجلة الإسلام وطن

يتبع....

 
قديم   #29

!!*ميوس*!!


رد: °×°اذا عندك بحث اكتبيه هنا و ان شاء الله نلبي طلبك°×°


°×°اذا عندك بحث اكتبيه هنا و ان شاء الله نلبي طلبك°×°

([1]) محمد الشريف سيدي موسى: جذور التصوف بلاد المغرب والجزائر، الندوة الفكرية الخامسة للشيخ محمد العدواني / الزقم / الوادي 01/02/03 نوفمبر 2000م، ص 3، 4.
([2]) فيلالي مختار الطاهر: المرجع السابق، ص 17.
([3]) فيلالي مختار الطاهر: المرجع نفسه، ص 17، 18.
([4]) محمد الشريف سيدي موسى: المرجع السابق، ص 4.
([5]) محمد الشريف سيدي موسى: المرجع السابق، ص 4.
([6]) محمد الشريف سيدي موسى: المرجع نفسه، ص 4، 5.
([7]) الطاهر بونابي: نشأة وتطور الأدب الصوفي في المغرب الأوسط، حوليات التراث، مجلة دورية تصدرها كلية الآداب والفنون، جامعة مستغانم، العدد 02، سبتمبر 2004، ص 6.
([8]) فيلالي مختار الطاهر: المرجع السابق، ص 34.
([9]) فيلالي مختار الطاهر: المرجع نفسه، ص 59، 60، 61، وسعد الله أبو القاسم: الحركة الوطنية الجزائرية، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط1، 1992م، ج1، ص298.
([10]) عبد القادر الشطي: المصدر السابق، ص 334.
([11]) في شأنه ألّف أبو عبد الله محمد المكي بن مصطفى بن عزوز الحسني الإدريسي كتابه (السيف الرباني في عنق المعترض على الغوث الجيلاني)، وفيه ردّ على من نفى اتصال عبد القادر الجيلاني الحسني بالأصل النبوي والشرف المصطفوي، وعلى من نفى كراماته، وكتب هذا الكتاب بعد استشارة محمد بن أبي القاسم الشريف، ومما قال: " أجمع أهل الصدق من أصحاب الخرقة ورجال الطريقة على أن الشيخ عبد القادر رحمه الله من كُمّل صوفية عصره ومن أهل المجاهدات، إلا أنه ابتلي بجماعة من أحفاده وأتباعه فكدروا مشرب طريقته ودسوا عليه العظائم ونقلوا عنه ما لاينقل من الكلمات المكفرة، وكل الظن أنه بريء الساحة منها لما شاع عنه من صلاح الحال وصحة المقال." (أبو عبد الله محمد المكي بن مصطفى بن عزوز الحسني الإدريسي: السيف الرباني في عنق المعترض على الغوث الجيلاني، المطبعة الرسمية التونسية، سنة 1310ه، ص 45).
([12]) ممدوح الزوبي: الطرق الصوفية، ظروف النشأة وطبيعة الدور، الأهالي للتوزيع، دمشق، ط1، 2004م، ص 111.
([13]) ممدوح الزوبي: المرجع نفسه، ص 113.
([14]) فيلالي مختار الطاهر: المرجع السابق، ص 37.
([15]) إدوارد دو نوفو: دراسة اثنولوجية حول الجماعات الدينية عند مسلمي الجزائر،

 
قديم   #30

!!*ميوس*!!


رد: °×°اذا عندك بحث اكتبيه هنا و ان شاء الله نلبي طلبك°×°


°×°اذا عندك بحث اكتبيه هنا و ان شاء الله نلبي طلبك°×°

التصوف في الجزآئر(المغرب الاوسط)°:

امآكن الانتشآر:


في الجزائر أو ما يعرف قديماً بالمغرب الأوسط، فقد بدأ التصوف فيه تصوفاً نظرياً، ثم تحول ابتداء من القرن العاشر الهجري، واتجه إلى الناحية العملية الصرف، وأصبح يطلق عليه "تصوف الزوايا والطرق الصوفية". كان من أوائل وأحد أوتاد الطريقة الصوفية في الجزائر: الشيخ أبو مدين شعيب بن الحسن الأندلسي، وقد عرفت طريقته المدينية شهرة واسعة وأتباعاً كثر في مختلف أنحاء المغرب الإسلامي، وازدادت شهرة على يد تلميذه عبد السلام بن مشيش (ت 665ه= 1228م)، ثم ازدادت نشاطاً وأحياها من بعده شيخ الطريقة الشاذلية وتلميذ ابن مشيش أبو الحسن الشاذلي. وكان لتعاليم الشاذلي في الجزائر الأثر الأكبر بحيث يكاد يجزم أن معظم الطرق التي ظهرت بعد القرن الثامن تتصل بطريقة أو بأخرى بالطريقة الشاذلية.


ومن أبرز علماء الجزائر الذين شاع التصوف العملي وانتشر بفضلهم عبد الرحمن الثعالبي ومحمد بن يوسف السنوسي، اللذان يعتبران من كبار العلماء والزهاد في القرن التاسع الهجري، فقد جمع كل منهما بين الإنتاج العلمي والسلوك الصوفي، وانتفع بكل منهما خلق كثير وكان لهما تأثير في المعاصرين وفي اللاحقين، وقد كانا كلاهما من أتباع الطريقة الشاذلية، وألفوا كتبا في أصولها وفي تراجم رجالها.

اتخذ التصوف في الجزائر منذ بداية ظهوره بها أبعادا اجتماعية، وذلك بسبب الظروف التي كانت تعيشها البلاد في تلك الفترة (ق7، 8، 9ه) وانساق الناس ورائه لما وجدوا فيه من مساواة وعدل وإحساس بالوجود والأهمية، فقد كان شكلا من أشكال التعبير عن الغضب الشعبي والتميز الطبقي بين طبقة الأغنياء والمترفين وطبقة الفقراء والمعدمين.[32]


مر التصوف في الجزائر بمرحلتين أساسيتين هما:

فترة التصوف النخبوي، وذلك خلال القرون السادس والسابع والثامن الهجرية: وهي الفترة التي بقي فيها التصوف يدرس في المدارس الخاصة، واقتصاره على طبقة معينة من المتعلمين، وعدم انتشاره بين الطبقات الشعبية، وبقائه في الحواضر الكبرى: تلمسان، بجاية، وهران.
فترة التصوف الشعبي، أو ما تعرف بفترة الانتقال من التصوف الفكري إلى التصوف الشعبي، وقد وقع ذلك في القرن التاسع الهجري، وفيها انتقل التصوف من الجانب النظري إلى الجانب العملي، وهو الانتشار الكبير للزواي والرباطات في الريف والمدن، وانضواء الآلاف من الناس تحت لوائه، والتركيز على الذكر والخلوة، وآداب الصحبة وما إليها من مظاهر التصوف الشعبي. وبفتح باب التصوف للعامة وأهل الريف، انتقل من النخبة إلى العامة، من المدينة إلى الريف، وظهرت الطرق الصوفية الكبرى وانتشرت في مختلف أرجاء القطر: كالقادرية، المدينية، الشاذلية.[32]
حالياً تحظى برعاية خاصة من قبل السلطات، تجلت بالأساس في تنظيم الملتقيات الوطنية والإقليمية، وحتى الدولية التي تعرف بالدور التاريخي والحضاري لهذه الفرق فضلا عن فتح وسائل الإعلام الثقيلة أمامها بغية الترويج لأفكارها وأدبياتها.[

 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 07:12 AM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0