رد: مفاجئه كتاب تحفه العروسين
مفاجاه كتاب تحفه العروسين حصريا بدون تحميل
وما يزيد فى شهوة الرجل :
وقيل أن مما يزيد فى الشهوات ويحب بعضهم إلى بعض : المذاكرة والمحادثة ، والعمدة فى هذا كله فراغ القلب وإدخال السرور عليه .
وقيل أن الذى يحرك شهوة الرجال للنساء تحريكها عجيزتها وتغنجها فى كلامها وترجيعها بطرفيها وضربها كفيها على ذكر الرجل وعركه (2) وشخرها ونخرها (3) عند الجماع ، وكشف حرها وأخذ يد الرجل وضعها عليه ، وكشف محاسن بدنها وإسبال شعرها ، وتقبيلها له قائماً منتصباً (4) ، فإن حرها يختلج ويضرب عليها ، فإذا جسته ولعبت به استرخت مفاصلها وذابت وهدأت حركتها ، وإذا أخذته بيدها تفتقت شقائقها من داخل رحمها (5) .
واعلم أن كل ما يحرك الرجل من النظر والكلام واللمس يحرك من المرأة أضعاف ذلك .
هل لممارسة الجنس سن معين تنتهى عنده ؟
الجواب : يظن البعض أن الجنس عند الرجل يقل أو ينتهى عند فترة زمنية معينة ، وهذا خطأ ، فالجنس أو العملية الجنسية والمعاشرة الجنسية لا صلة لها البتة بوصول الرجل إلى سن معين ، بل يستطيع الرجل أن يمارس العملية الجنسية ما دامت عنده القدرة على هذا ، وان بلغ من العمر السبعين أو أكثر ، وكذا هو عند المرأة .
ومن أسباب الشهوة وما يقوي على الجماع :
اعلم أن أسباب شهوة الجماع ستة :
حرارة الصبا ، وكثرة المنى ، والتقرب فيمن يشتهى ، وحسن الوجه ، وأطعمة معروفة ، والملامسة .
وثمانية أشياء تقوى على الجماع وتعين عليه ، وهى : صحة البدن ، وفراغ القلب من الهموم ، وجلاء النفس ، وكثرة الفرح ، وحسن الغذاء ، واختلاف والألوان ، وكثرة المال ، ومشاهدة الحيوانات وهى تمارس العملية الجنسية .
ما هى الأعشاب والأطعمة المقوية للشهوة ؟
ومن الأطعمة المقوية للشهوة المعينة على طول الجماع : الحبة السوداء،البصل ، الزنجبيل ، الفجل ، الجرجير ، الحمص ، الكراث ، اللوبيا ، الجزر ، الجوز ، اللوز ، الموز ، الحمص ، الفلفل ، السمسم ، الصنوبر ، الزعفران ، الحلبة ، الفستق ، البندق ، التين ، الحبهان ، جوزة الطيب ، القرنفل ، التمر هندى ، العنب ، الحمام ، التفاح ، الكركديه .
ومنها أيضاً : الألبان ، خاصة لبن البقر والإبل ، الأسماك وخاصة الجمبرى ، لحوم الضأن والجدى الذكر السمين ، البيض خاصة الصفار ، العسل ، العصافير ، بيض السمك : الكفيار ، الكوارع ، الزبيب .
وقيل : الجوز المشوى بتمر يقوى جداً على الباه ، والحمص المطبوخ باللحم والبصل الكثير المقلى بالسمن ويضاف إليه بيض ويقلى الجميع ، وصفار البيض يقلى ثم يصب عليه العسل الكثير ويؤكل بالخبز .
وقيل : الزنجبيل اليابس إذا دق وشرب بلبن بقر غلى الريق حرك شهوة الجماع ، والموز يحرك شهوة الجماع ويزيد فى المنى ، والألبان كلها تدفع ضر الجماع .
وبعض الأطباء يصف خلطة تتكون من عدة نباتات مثل القرع والشمام والبطيخ الأصفر والخيار الذى يجب أن يُقشر ثم تسحق هذه المكونات سحقاً ناعماً ثم يمزج المسحوق مع كمية من سكر النبات الناعم لتحسين الطعم ويؤخذ منه ثلاث ملاعق متوسطة كل يوم بشكل دائم أو حتى تتحسن الحالة وبفضل لمدة مائة يوم .
وبعض الأطباء أيضاً يؤكد على وضفة أخرى تعتمد على كوب عسل ونصف كوب بصل ، ويقلى المزيج سوياً حتى يتبخر العسل وتنعدم رائحته تماماً من العسل ، وتؤخذ منه ملعقة بعد كل أكلة ، وهذا المزيج مفيد جداً .
وكذلك يفيد البصل المشوى والفستق وطلع النخل ، وهذا المزيج مفيد جداً ولا أثر له جانبي على الصحة .
ويؤكد بعضهم على أهمية "القرفة" حيث أنها تعمل على تنبيه الجنس ، وتستعمل القرفة بعد سحقها فيؤخذ منها مقدار نصف جرام فقط مع قليل من الماء مرتين إلى أربعة مرات يومياً ، ويمكن إضافة مسحوق القرفة إلى القهوة أو الشاى دون تغيير فى طريقة الاستعمال .
هذا بالإضافة إلى تناول الحبة السوداء مطحونة قدر ملعقة ، وتضرب فى سبع بيضات بلدى وتؤخذ يوماً بعد يوم ، لمدة شهر تقريباً ، ويمكن تناول ثلاثة فصوص ثوم بعد كل مرة منعاً للكوليستر .
ومن الأغذية القاطعة للباه : الكافور : استعماله يقطع الباه ، وان شرب كان أقوى ، والكزبرة اليابسة : إذا نقعت فى ماء وشرب نقيعها بسكر أو عسل قطع الانعاظ (الانتشار) ويبس المنى ، العدس : إذا طبخ بالعسل قل شهوة الجماع ، الرجلة : تضعف شهوة الجماع .
هل للإيحاء عمل فى العملية الجنسية ؟
الجواب : نعم ، للعامل النفسى والإيحاء أثر كبير فى نجاح العملية الجنسية أو فشلها ، فالرجل يستطيع أن يتغلب على ضعف العملية الجنسية أو عدم الانتصاب بالإيحاء الذاتى بقوته الجنسية وقدرته على إنجاحها أو فشلها ، وكما يُقال : "من يخاف من العفريت يطلع له" ! فمن يخشى فشله عند الجماع سيفشل ، ومن أقنع نفسه واقتنع بنجاحه سينجح .
فهل للثدين مهمة جنسية عند المرأة ؟
الجواب : نعم ، بل هما من أهم الأماكن إثارة عند المرأة ، ومداعبة الرجل لهما يعجل بالإنزال عندها ، قال تعالى عن ماء الرجل والمرأة أنه : (يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) (الطارق : 7) والترائب : أى صدر المرأة .
هل من سبب للبرود الجنسى عند المرأة ؟
الجواب : قد يكون البرود الجنسى عند المرأة ناتجاً من عوامل نفسية كجهل الزوج بفن المداعبة والملاعبة واستثارة المرأة ، أو خوفها هى من فشل العملية الجنسية أو سرعة القذف عند الرجل أو إهماله لها ، أو سوء المعاملة او إنشغال الذهن أو الخوف من الحمل ونحو هذا .
وعلى المرأة التى تعانى البرود الجنسى أن تحاول جاهدة فى مساعدة زوجها كى يصل بها إلى حالة النشوة والشعور باللذة الجنسية ، فلا تتركه وحده يغرس ولا يجد الأرض الصالحة التى تشتاق إلى غرسه وزرعه ، كما أن على الزوج أن لا يملَّ ولا الزوجة البحث عن مناطق الإثارة عند زوجته واللعب على أوتارها ، وليعلم أن هذا حق زوجته عليه بل هو من أهم حقوقها وليحفظ على نفسه أهله وبيته .
فما العلاج ؟
الجواب : العلاج يكون بإبطال الأسباب ! .
ما هو الشبق ؟
الجواب : الشبق هو الإحساس وطلب النفس للجنس ، والإشباع الجنسى .
ما هى أسباب الشبق عند النساء ؟
الجواب : إن شعور المرأة بالشبق الجنسى وطلب النفس لها بصورة مُلِحة عند المرأة يرجع إلى أسباب عديدة ، منها :
زيادة الهرمونات الأنثوية لدى المرأة مما يؤدى بدوره إلى تضخم البظر عندها وشعورها بالحاجة إلى الجنس ، الفراغ العقلى والنفسى والابتعاد عن أسباب الحصانة الدينية ، أو إهمال المرأة فى النظافة الجسدية لأعضائها التناسلية بصورة جيدة .
والعلاج ؟
الجواب : العلاج بمضادات أسباب الشبق الجنسى .
هل تحتلم المرأة كما يحتلم الرجل ؟
الجواب : نعم ، روى مسلم فى صحيحه عن أم سليم : " أنها سألت رسول اللهr عن المرأة ترى فى منامها ما يرى الرجل فى منامه ، فقال رسول اللهr إذا رأت ذلك المرأة فلتغتسل ، فقالت أم سلمة : واستحيت من ذلك ، قالت : وهل يكون هذا ؟ فقال رسول الله r: فمن أين يكون الشبه ، إن ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر فمن أيهما علا أو سبق يكون منه الشبه" ، وفى رواية عند الإمام مسلم أيضاً : "إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه الولد أعمامه" .
أحياناً يذكر الرجل أو المرأة أنه احتلم ، ثم إذا استيقظ لا يجد ماء ، فهل عليه الغسل ، أو لا يذكر احتلاماً ثم يُصبح فيجد الماء ، فهل عليه غسل ؟
الجواب : روى الإمام أبو داود ومن طريقه البيهقى عن عائشة قالت : "سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ r عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ وَلَا يَذْكُرُ احْتِلَامًا ؟ قَالَ : يَغْتَسِلُ ، وَعَنِ الرَّجُلِ يَرَى أَنَّهُ قَدِ احْتَلَمَ وَلَمْ يَجِدْ بَلَلًا ؟ قَالَ : لَا غُسْلَ عَلَيْهِ ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ تَرَى ذَلِكَ غُسْلٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ " (1) .
فما أهمية ومكانة الجنس عند المرأة ؟
الجواب : إن الحياة الزوجية ليس حياة جنسية فحسب ، بل هى إتباع لكتاب الله تعالى وسنة رسوله r، وما فى الزواج من الفوائد العظيمة من حفظ الأنساب وإفراغ الشهوة عند الرجل والمرأة فى موضعها الصحيح الحلال ، والتكاثر الذى حثنا عليه النبى r ، وإخراج النشأ الذى يحمل راية التوحيد عالية خفاقة ، إلى غير ذلك الكثير من فوائد الزواج التى تقدم بعضها فى أول الكتاب ، فالجنس عند الرجل يأخذ مرتبة متأخرة بخلاف المرأة ، كما أن للعملية الجنسية عند الزوجة مكانتها ، ولكن يعلو هذه المكانة والمرتبة أن يمرر الرجل أصابعه خلال شعرها .
-أن تضع المرأة خدها على كف أو صدر زوجها .
-لمسة حانية من زوجها تغنيها عن الجماع .
-إن لمسة الحنان تراها المرأة من زوجها تأج الحب فى قلبها .
-أن يهمس فى أذنها : أحبُك ، فالأهم من جماع الزوجة أن تشعر بحب زوجها لها فى كل حركة وسكنة وكلمة ولمسة منه لها ، فلا تظن أخى أن سعادة المرأة وحظها مقصور فقط على العملية الجنسية أو الفراش ! فالحب ليس إلا فصلاً من حياة الرجل ، ولكنه كل الفصول وحياة المرأة ، بل له تعيش وعنه تبحث .
فماذا تقول فيما يسمونه ب"الحب العذرى" ، وهو الحب الروحى كما يطلقون عليه ، فلا جماع فيه ولا نكاح ، فهل هناك حب بلا جماع ولا نكاح بين الزوجين ؟
الجواب : "قال أبو الهذيل العلاف : لا يجوز فى دور الفلك ولا فى تركيب الطبائع ولا فى الواجب ولا فى الممكن أن يكون محب ليس لمحبوبه إليه ميل ، وإلى هذا المذهب ذهب أبو العباس الناشىء حيث يقول :
عيناكِ شاهدتان أنك من حر الهوى تجدين ما أجد
بك ما بنا لكن على مضٍ تتجلدين وما بنا جلد
وقال أبو عينه :
تبيت بنا تهذى وأهذى بذكرها كلانا يقاسى الليل وهو مسهد
وما رقدت إلا رأتنى ضجيعها كذاك أراها فى الكرى حين أرقد
تقر بذنبى حين أغفو ونلتقى وأسألها يقظان عنه فتجحد
كلانا سواء فى الهوى غير أنها تجلد أحياناً وما لى تجلد
وقال عروة بن أذينة :
إن التى زعمت فؤادك ملها خلقت هواك كما خلقت هوى لها
فبك الذى زعمت بها فكلاكما أبدى لصاحبه الصبابة كلها
فإذا تشاكلت النفوس وتمازجت الأرواح وتفاعلت تفاعلت عنها الأبدان وطلبت نظير الامتزاج والجوار الذي بين الأرواح ، فإن البدن آلة الروح ومركبه ، وبهذا ركب الله سبحانه شهوة الجماع بين الذكر والأنثى طلباً للامتزاج والاختلاط بين البدنين كما هو بين الروحين ، ولهذا يسمى جماعاً وخلاطاً ونكاحاً وإفضاء ؛ لأن كل واحد منهما يفضي إلى صاحبه فيزول الفضاء بينهما .
فإن قيل : فهذا يوجب تأكد الحب بالجماع وقوته به ، والواقع خلافه ، فإن الجماع يطفئ نار المحبة ويبرد حرارتها ويسكن نفس المحب .
قيل : الناس مختلفون فى هذا فمنهم من يكون بعد الجماع أقوى محبة وأمكن وأثبت مما قبله ، ويكون بمنزلة من وصف له شئ ملائم فأحبه فلما ذاقه كان له أشد محبة وإليه أشد اشتياقاً ، وقد ثبت في الصحيح عن النبىr في حديث عروج الملائكة إلى ربهم أنه سبحانه يسألهم عن عباده وهو أعلم بهم فيقولون : "إنهم يسبحونك ويحمدونك ويقدسونك ؟ ، فيقول : وهل رأونى ؟ فيقولون : لا ؟ فيقول : فكيف لو رأونى ؟! تقول الملائكة : لو رأوك لكانوا أشد تسبيحاً وتقديساً وتمجيداً ، ثم يقولون : ويسألونك الجنة ، فيقول ؟ وهل رأوها ؟ فيقولون : لا فيقول : فكيف لو رأوها ؟ فتقول الملائكة : لو رأوها لكانوا أشد لها طالباً "وذكر الحديث ، ومعلوم أن محبة من ذاق الشيء الملائم وعدم صبره عنه أقوى من محبة من لم يذقه ، بل نفسه مفطومة عنه ، والمودة التي بين الزوجين والمحبة بعد الجماع أعظم من التي كانت قبله ، والسبب الطبيعى أن شهوة القلب ممتزجة بلذة العين ، فإذا رأت العين اشتهى القلب ، فإذا باشر الجسمُ الجسمَ اجتمع شهوة القلب ولذة العين ولذة المباشرة ، فإذا فارق هذه الحال كان نزاع نفسه إليها أشد وشوقه إليها أعظم ، كما قيل :
وأكثر ما يكون الشوق يوماً إذا دنت الديارُ من الديارَ
ولذلك يتضاعف الألم والحسرة على من رأى محبوبه أو باشره ثم حيل بينه وبينه ، فتضاعف ألمه وحسرته فى مقابلة مضاعفة لذة من عاوده ، وهذا فى جانب المرأة أقوى ، فإنها إذا ذاقت عسيلة الرجل ولا سيما أول عسيلة لم تكد تصبر عنه بعد ذلك ، قال أيمن بن خريم :
يميت العتابُ خلاطَ النساء ويحى اجتناب الخلاط العتابا
وتزوج زهير بن مسكين الفهرى جارية ولم يكن عنده ما يرضيها به ، فلما أمكنته من نفسها لم تر عنده ما ترضى به فذهبت ولم تعد ، فقال فى ذلك أشعاراً كثيرة منها :
تقول وقد قبَّلتها ألفَ قبلة كفاك أما شئ لديك سوى القبل
فقلت لها حب على القلب حفظه وطول بكاء تستفيض له المقل
فقالت لعمر الله ما لذة الفتى من الحب فى قول يخالفه الفعل
وقال آخر :
رأت حبى سعاد بلا جماع فقالت حبلنا حبل انقطاع
ولست أريد حباً ليس فيه متاع منك يدخل فى متاعى
فلو قبلتنى ألفاً وألفاً لما أرضت إلا بالجماع
إذا ما الصب لم يك ذا جماع يرى المحبوب كالشئ المضاع
جماع الصب غاية كل أنثى وداعية لأهل العشق داعى
فقلت لها وقد ولت تعالى فإنك بعد هذا لن تراعى
وإنك لو سألت بقاء يوم خلى عن جماعك لن تطاعى
فقالت مرحباً بفتى كريم ولا أهلاً بذى الخنع اليراع
إذا ما البعل لم يك ذا جماع يُرى فى البيت من سقط المتاع
وقال آخر :
ولما شكوت الحب قالت كذبتنى فكم زورة منى قصدتك خالياً
فما حل فيها من إزار للذة قعدت وحاجات الفؤاد كما هيا
وهل راحة للمرء فى ورد منهل ويرجع بعد الورد ظمآن صادياً
وقال العباس بن الأحنف :
لم يصفْ وصل لمعشوقين لم يذقا وصلاً يجل على كل اللذاذات
وقال هدبة بن الخشرم :
والله ما يشفى الفؤاد الهائما نفث الرقى وعقدك التمائما
ولا الحديث دون أن تلازما ولا اللزام دون أن تفاعما
ولا الفعام دون أن تفاقما وتعلو القوائمُ القوائما
وقال آخر :
قولا لعاتكة التى فى نظرة قضت الوطر
إنى أريدك للنكاح ولا أريدك للنظر
لو كان هذا مقنعى لقنعت عنها بالقمر
وقال آخر :
دواء الحب تقبيل وشم وضع للبطون على البطون
ورهز تذرف العينان منه وأخذ بالمناكب والقرون
وقالت امرأة وقد طُلِبت منها المحادثة :
ليس بهذا أمرتنى أمى ولا بتقبيلٍ ولا بشمٍ
لكنْ جماعاً قد يسلى همى يسقط منه خاتمى فى كمى
وقد كشف الشاعر سبب ذلك حيث يقول :
لو ضم صبٌ إلفه ! ألفاً لما أجدى وزادت لوعة وغرام
أرواحهم من قبل ذاك تألفت فتألفت من بعدها الأجسام
وقال المؤلف :
سألت فقيه الحب عن علة الهوى وقلت له أشكو إلى الشيخ حاليا
فقال دواء الحب أن تلصق الحشا بأحشاء من تهوى إذا كنت خاليا
وتتحدا من بعد ذاك تعانقا وتلثمه حتى يرى لك ناهيا
فتقضى حاجات الفؤاد بأسرها على الأمن ما دام الحبيب مؤاتيا
إذا كان هذا في حلالٍ فحبذا وصال به الرحمن تلقاه راضياً
وإن كان هذا فى حرام فإنه عذاب به تلقى العنا والمكاويا
قال هؤلاء : ولا يستحكم الحب إلا بعد أن يشق الرجل رداءه وتشق المرأة المعشوقة برقعها كما قال الشاعر :
إذا شق برد شق بالبرد برقع دواليك حتى كلنا غير لانس
فكم قد شققنا من رداء محبر ومن برقع عن طفلة غير عانس
ولما بلغ بعض الظرفاء قول المأمون : ما الحب إلا قبلة ، الأبيات ، قال : كذب المأمون ، ثم قال :
وباض الحب فى قلبى فوا ويلاً إذا فرخ
وما ينفعنى حبى إذا لم أكنس البربخ
وإن لم يضع الأصلع خرجيه على المطبخ
وقال ابن الرومى :
أعانقها والنفس بعد مشوقة إليها وهل بعد العناق تدانى
وألثم فاها كى تزول صبابتى ! فيشتد ما ألقى من الهيمان
ولم يك مقدار الذي بى من الجوى ليشفيه ما ترشف الشفتان
كأن فؤادى ليس يشفى غليله سوى أن أرى الروحين تمتزجان
ورأت طائفة أن الجماع يفسد العشق ويبطله أو يضعفه واحتجت بأمور منها : أن الجماع هو الغاية التي تطلب بالعشق فما دام العاشق طالباً فعشقه ثابت ، فإذا وصل إلى الغاية قضى وطره وبردت حرارة طلبه وطفئت نار عشقه ، قالوا : وهذا شأن كل طالب لشيء إذا ظفر به ، كالظمآن إذا روى والجائع إذا شبع ، فلا معنى للطلب بعد الظفر ، ومنها : أن سبب العشق فكرى وكلما قوى الفكر زاد العشق ، وبعد الوصول لا يبقى الفكر ، ومنها : أنه قبل الظفر ممنوع والنفس مولعة بحب ما منعت منه كما قال :
وزادنى كلفاً فى الحب أن منعت أحب شئ إلى الإنسان ما منعا
وقال الآخر :
لولا طراد الصيد لم تك لذة فتطاردى لى بالوصال قليلاً
قالوا : وكانت الجاهلية الجهلاء في كفرهم لا يرجون ثواباً ولا يخافون عقاباً ، وكانوا يصونون العشق عن الجماع ، كما ذكر أن أعرابياً علق امرأة فكان يأتيها سنين وما جرى بينهما ريبة ، قال : فرأيت ليلة بياض كفها في ليلة ظلماء فوضعت يدي على يدها ، فقالت : مه ، لا تفسد ما صلح ، فإنه ما نكح حب إلا فسد ، فأخذ ذلك المأمون فقال :
ما الحب إلا نظرة وغمز كفٍ وعضد
أو كتب فيها رقى أجل من نفث العقد
ما الحب إلا هكذا إن نكح الحب فسد
من كان هذا حبه فإنما يبغى الولد
وهوة آخرٌ امرأة فدام الحال بينهما فى اجتماع وحديث ونظر ، ثم إنه جامعها ، فقطعت الوصل بينهما فقال :
لو لم أواقع دام لى وصلها فليتنى لا كنت واقعتها
وقيل لآخر شكا فراق محبوبة له :
أكثرت من وطئها والوطء مسأمة فارفق بنفسك إن الرفق محمود
قال الأصمعى : قلت لأعرابية ما تعدون العشق فيكم ؟ قالت : العناق والضمة والغمزة والمحادثة ، ثم قالت : يا حضرى : فكيف هو عندكم ؟ قلت : يقعد بين شعبها الأربع ثم يجهدها ، قالت : يا ابن أخى ما هذا عاشق هذا طالب ولد .
وسئل أعرابى عن ذلك فقال : مص الريق ولثم الشفة والأخذ من أطايب الحديث ، فكيف هو فيكم أيها الحضرى ؟ فقال : العفس الشديد والجمع بين الركبة والوريد ، ورهز يوقظ النائم ويشفى القلب الهائم ، فقال : بالله ما يفعل هذا العدو الشديد ، فكيف الحبيب الودود .
والمقصود : أن هذه الفرقة رأت أن الجماع يفسد العشق ، فغارت عليه مما يفسده وإن لم تتركه ديانة ، ويحكى أن رجلاً عشق امرأة فقالت له يوماً : أنت صحيح الحب غير سقيمه ، وكانوا يسمون الحب على الخنا الحب السقيم ، فقال : نعم ، فقالت : اذهب بنا إلى المنزل ، فما هو إلا أن حصلت فى منزله فلم يكن له همة غير جماعها ، فقالت له وهو كذلك :
أسرفت فى وطئنا والوطء مقطعة فارفق بنفسك إن الرفق محمود
فقال لها وهو على حاله :
لو لم أطأك لما دامت محبتنا لكن فعلى هذا فعل مجهود
فنفرت من تحته وقالت : يا خبيث أراك خلاف ما قلت من صحة الحب ، ولم تجعل جماعى إلا سبباً لذهاب حبك ، والله لا ضمنى وإياك سقفٌ أبداً
وفصل الخطاب بين الفريقين أن الجماع الحرام يفسد الحب ولا بد أن تنتهي المحبة بينهما إلى المعاداة والتباغض والقلى كما هو مشاهد بالعيان ، فكل محبة لغير الله آخرها قلى وبغض فكيف إذا قارنها ما هو من أكبر الكبائر"(1) .
(2) سئل الإمام أبا حنيفة : هل يجوز للرجل أن يمس فرج امرأته ، أو المرأة تمس فرج زوجها ؟ قال : نعم ولعله أعظم للأجر .
(3) شخر المرأة ونخرها وإن تعاطى الرجل التؤهات والحركات النعامة الحالمة والرعشة بين بين يديه عند اقترابه منها ، والتقلب يمنة ويسرة ، كل هذا مما يزيد فى شهوة الرجل وتعلقه أكثر بها ، واستمتاع الطرفين بالجماع .
(4) لا حرج فى استمتاع المرأة بفمها فرج زوجها أو العكس .
(5) ومس المرأة فرجها بيمينها وشمالها جائز وكذلك مسها ذكر زوجها أو سيدها بيمينها أو بشمالها جائز برهان ذلك أن كل ما ذكرنا فلا نص فى النهى عنه وكل ما لا نص فى تحريمه فهو مباح بقول الله تعالى : (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ) ، المحلى (2\77) .
(1) تقدم .
(1) روضة المحبين المنسوب للإما ابن القيم ، بتصرف .
|