|
#1 | |
:: كاتبة نشيطة :: |
البستاني والثعلب
يُحكى أنّ بُستانيًّا كان له بستانٌ يعتني بأشجارهِ كلّ يومٍ
يسقيها ، أو يكنش التّربة حولها ، يقلّم أغصانها أو يقلع الأعشاب الضّارة المحيطة بها نَمَتْ أشجار البستان و أثمرتْ ، فتدلّتْ أغصانها و ذات مساءٍ مرّ بالبستان ثعلبٌ جائع رأى ثماره الناضجة فسال لعابه و اشتهى أن يأكل منها لكن كيف يدخل البستان كيف يتسلّق هذا السّور العالي بقي الثعلب يدور حول السّور ، حتّى وجد فتحة في أسفله فنفذ منها بصعوبة ، و بدأ يأكل الفواكه حتّى انتفخ بطنه و لمّا أراد الخروج لم يستطع قال في نفسه : أتمدّدُ هنا كالميّت و عندما يجدني البستانيّ هكذا يرميني خارج السّور ، فأهرب و أنجو جاء البستانيّ ليعمل كعادته ، فرأى بعض الأغصان مكسّرة و القشور مبعثرة ، عرف أنّ أحدًا تسلّل إلى البستان فأخذ يبحث حتّى وجد ثعلبًا ممدّدًا على الأرض بطنه منفوخ ، و فمه مفتوح ، و عيناه مغمضتان قال البستانيّ : نلتَ جزاءك أيّها الماكر سأحضر فأسًا ، و أحفر لك قبرًا كي لا تنتشر رائحتك النّتنة خاف الثعلب فهرب و تخبّأ ، و بات خائفًا و عند الفجر خرج من الفتحة الّتي دخل منها ثمّ التفت إلى البستان و قال : ثمارك لذيذة و مياهك عذبة لكنّي لم أستفد منك شيئًا دخلت إليك جائعًا ، و خرجت منك جائعًا ، و كدت أن أدفن حيًّا تحياتي عزيزي الطفل مواضيع ذات صلة |