|
#1 | |
:: كاتبة ألماسيّـة :: |
ظواهر لغوية طريفة ( 2 ) : الكون العام و الكون الخاص
بعيدا عن تعريفات النقاد، لكي نسهل على رواد الدفتر اللغوي، نقول : الكون العام هو ما دل على مجرد الكون ( أي الوجود ) و يمكن تقديرة بكائن و موجود. ففي قولنا : الكتاب فوق الكتب / أو : التلميذ في القسم.. تم حذف الخبر ، و تقديره : موجود / كائن .. أي : الكتاب موجود فوق المكتب / الكتاب كائن فوق المكتب. و التلميذ موجود في القسم / التلميذ كائن في القسم. ==== و قد أجازت كثرة الاستعمال حذف الخبر الدال على كون ( وجود ) عام بشرط أن يبقى متعلقه : الجار و المجرو أو الظرف. لكن حين يصبح الكون خاصا يمتنع حذف الخبر حتى و إن كان في الجملة متعلق له لأنه لا يمكن الاهتداء إليه... فلو قلنا : التلميذ نائم في القسم. فالتلميذ موجود في القسم، لكنه موجود على هيئة خاصة.. إنه موجود في حالة نوم. فالكون هنا ليس عاما يدل على محض الوجود، و لكنه كون خاص و وجود خاص. و يستطيع القارئ أن يفهم أن معنى الكون العام يستطيع الذهن الاهتداء إليه بخلاف الكون الخاص لذلك أجازوا حذف الخبر الدال على الكون العام، و منعوا حذف الخبر الدال على الكون الخاص. ==== يحذف الخبر في أربع حالات ذكرتها كتب النحو حذفا واجبا، و من بين حالات الحذف الواجب : أن يكون خبرا لـ (( لولا )). نقول : لولا الربان لغرقت السفينة. الربان مبتدأ، و الخبر محذوف تقديره : موجود، فهو دال على كون عام. أي : لولا الربان موجود لغرقت السفينة. لكن لو أردنا أن نعبر فنقول إن وجود الربان بحد ذاته لم يكن كافيا لمنع السفينة من الغرق، و إنما مهارة الربان أو سرعته أو خبرته، فتكون هذه الأكوان أكوانا خاصة : ماهر، سريع، خبير. و لا يمكن الاهتداء إليها لو أنها حذفت، و من ثم اشترط النحاة لكي يحذف خبر لولا أن يدل على كون عام. و لذلك يجدر ذكر الخبر لو أردنا أن نعبر عن كون خاص في المثال السابق، فنقول : لولا الربان ماهر لغرقت السفينة. أرجو أن أكون قد يسرت و أفدت ... مواضيع ذات صلة |