|
#1 | |
:: كاتبة ذهبيّـة :: |
أختي الصائمة.. احذري وتذكري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبذة : للنساء في رمضان حديث.. وحديثي إليهن حديث مشفق خائف وجل.. يحب لهن الخير.. ويرجو لهن النجاة والفوز والفلاح.. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد: للنساء في رمضان حديث.. وحديثي إليهن حديث مشفق خائف وجل.. يحب لهن الخير.. ويرجو لهن النجاة والفوز والفلاح.. أليس من النساء الأمهات والأخوات؟! أليس منهن الزوجات والبنات؟! أليس منهن العمات والخالات؟ .أليست النساء نصف الأمة، ويلدن نصفها الآخر؟ فكيف لا أحب لهن الخير، وأرجو لهن النجاة؟! قد تقولين أيتها الأخت المباركة: دعنا من حديثك، فرمضان شهر المغفرة والرحمة والعتق من النيران.. دعنا من حديثك.. فإن أبواب الجنة تفتح في رمضان، وأبواب النار تغلق.. دعنا من حديثك.. فإن الشياطين تصفد في رمضان.. دعنا من حديثك.. فإن فيه ليلة هي خير من ألف شهر.. وأقول لك: مهلا, أيتها الأخت الفاضلة الكريمة.. لماذا تأخذين بجانب وتتركين الجانب الآخر؟ .. ألم يقل النبي : «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، الراوي: المحدث: ابن رجب - المصدر: سير الدلجة - الصفحة أو الرقم: 4/416 خلاصة حكم المحدث: صحيح ورب قائم حظه من قيامه السهر» [رواه أحمد والطبراني, وصححه الألباني]. ألم يقل النبي : «رغم أنف رجل دخل عليه رمضان، ثم انسلخ منه قبل أن يغفر له» [رواه الترمذي والحاكم, وصححه الألباني]. ألم يقل النبي : «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري]. فلا يتم التقرب إلى الله تعالى بالصيام وترك الشهوات الظاهرة؛ من طعام وشراب ونكاح إلا بعد التقرب إليه بترك الشهوات الباطنة؛ من كذب وغيبة ونميمة وسخرية واستهزاء وكبر وغرور وعلو في الأرض واختيال، وسائر الظلم والتعدي على الغير في نفسه أو ماله أو عرضه. خطر اللسان إن بعض المسلمات تصوم النهار, وتقوم الليل, ولكنها تؤذي المسلمين والمسلمات، وتتخذ من أعراضهم غرضاً للتندر، ومجالاً للضحك والسخرية. *فيا أختي المسلمة.. يقول الله عز وجل: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق: 18] أي: ما يتكلم الإنسان بكلمة إلا ولها من يرقبها, ويحصيها, ويكتبها له أو عليه كما قال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار:10-12]. فينبغي على المرأة الرشيدة أن تتعاهد لسانها بالتنقية والتطهير، ولا تتكلم إلا بالكلام النافع المفيد لها ولغيرها، وأن تجاهد نفسها على ذلك، حتى تتعود الخير, ويكون سجية لها، وتنفر من الشر, ويكون بغيضا إليها. *قال محمد بن واسع لمالك بن دينار: يا أبا يحيي, حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدينار. *وخاطب ابن عباس رضي الله عنه لسانه قائلاً: يا لسان, قل خيرا تغنم، أو اسكت عن شر تسلم. فحذار أيتها الأخت من إطلاق لسانك في الباطن وفي أذى المسلمين، فقد قال النبي : «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزلُّ بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب» [متفق عليه]. *وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله, ما النجاة؟ قال: «أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك»[رواه الترمذي, وحسنه]. *وسئل النبي عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: «الفم والفرج» [رواه الترمذي, وصححه الحاكم]. *ولما قال له معاذ بن جبل رضي الله عنه: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: «ثكلتك أمك يا معاذ, وهل يكب الناس في النار على وجوههم – أو قال: على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم» [رواه أحمد والترمذي, وقال: حسن صحيح]. *وأخبر النبي أن زنى اللسان النطق. [متفق عليه]. يعي الكلام الباطل بالفحش والرفث عن القول، ولذلك نهى النبي عن أن تصف المرأةُ المرأةَ لزوجها، كأنه ينظر إليها، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها، كأنه ينظر إليها» [رواه البخاري]. احذري الكذب لماذا تصرين – أختاه – على الكذب، وهو خصلة ذميمة، وآفة خطيرة، تضر من ابتلي بها في دينه ودنياه أعظم الضرر. أما سمعت أختاه قول النبي : «إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً»[متفق عليه]. أيسرك أن تكتبي عند الله (كاذبة), وينادي عليك يوم القيامة: فلانة بنت فلان (الكاذبة). أما تعلمين – أختاه- أن الكذب من صفات المنافقين.. نعم والله, هو من صفات المنافقين، قال النبي : «أربع من كن فيه كان منافقا خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا خام فجر، وإذا عاهد غدر» [متفق عليه]. واحذري أختاه من شهادة الزور، فإنها من أكبر الكبائر، كما قال : «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين – وكان متكئا فجلس – ثم قال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور» قالوا: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. [رواه البخاري]. احذري الغيبة واحذري – أختاه – من الغيبة، فهي آفة خطيرة من آفات اللسان، نهى عنها ربنا في كتابه، وشبه فاعلها بآكل لحم أخيه الميت. قال تعالى: وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ[الحجرات:12]. ومع أن حكم الغيبة هو التحريم، وهي أيضا من الكبائر، إلا أن أكثر الناس قد ابتلي بها، وأصبحت تعقد المجالس والمنتديات بقصد الغيبة وتناول الأعراض. والغيبة عرفها رسول الله فقال لأصحابه: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذكرك أخاك بما يكره» فقيل له: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته» [رواه مسلم]. وقال رسول الله : «لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس, ويقعون في أعراضهم» [رواه أحمد وأبو داود, وصححه الألباني]. احذري النميمة والنميمة هي نقل كلام الناس بعضهم في بعض على وجهة الإفساد بينهم، وقد توعد الله صاحبها بالويل والعذاب فقال سبحانه: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ[الهمزة:1] قيل: الهمزة: النمام. وقال النبي : «لا يدخل الجنة نمام» [متفق عليه, واللفظ لمسلم]. قال يحيى بن أكثم: النمام شر من الساحر، ويعمل النمام في ساعة ما لا يعمل الساحر في شهر. وقال الحسن: من نم لك نم عليك.. فاحذري أختاه من هذه الخصلة الذميمة، ولا تصدقي النمام فيما يقول، بل انصحيه وبيني له خطأه، وأرشديه إلى الصواب. احذري ذا الوجهين احذري أختاه ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه، ولا يثبت على حال، وهذا شأن المنافقين، قال تعالى: مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ[النساء:143]. وقال النبي : «تجدون شر الناس عند الله يوم القيامة ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، ويأتي هؤلاء بوجه» [متفق عليه]. بمعنى أنه يمدح الإنسان في وجهه, ويبالغ في ذلك لقصد دنيوي، ثم في غيبته يذمه عند الناس, ويعيبه. احذري اللعن والسب المرأة المسلمة طاهرة اللسان، عفيفة المنطق والكلام، لا تعرف السباب واللعن والشتائم، فقد رباها الإسلام على ا لحياء والصيانة وحسن الخلق ومحامد الخصال. وقد ورد في ذم اللعن والسب أحاديث كثيرة منها قوله : «لعن المؤمن كقتله» [متفق عليه]. وقوله : «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء»[الترمذي حسنه]. وقال : «لا يكون اللعانون شفعاء, ولا شهداء يوم القيامة» [رواه مسلم]. *ونهى النبي عن لعن الدواب والريح حتى يظل لسان المسلم طاهرا نظيفا لا يكدره شيء. أما السباب, فإنه دليل على سرعة الغضب، والعجلة، والسفه، وفيه قال النبي : «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر» [متفق عليه]. *ونهى عن سب الحيوان, فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة» [رواه أبو داود, وصححه الألباني]. *ونهى عن سب المرض, فقال: «لا تسبوا الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم, كما يذهب الكير خبث الحديد» [رواه مسلم]. فإذا كان سب الحيوان الذي لا عقل له منهيا عنه في شريعة الإسلام، فكيف بسب الأبناء والآباء والأزواج والأصدقاء والخدم. بل كيف بمن يسب الله ورسوله ؟ فاتقي الله يا أختاه .. واتركي اللعن والسباب. احذري السخرية والاستهزاء الناس جميعا لآدم ، وآدم من تراب.. فهل يليق لمن أصله التراب أن يسخر من أحد أو يستهزئ بالآخرين؟! ألا يا أيها الإبريــ ـقُ ما لك والصلف فما أنت بلور وما أنت من صدف وما أنت إلا كالـ أباريق كلها تراب مهين قد ترقى إلى خذف قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ[الحجرات:11]. ومعنى السخرية: الاستهانة والتحقير، والتنبيه على العيوب والنقائص، على وجه يضحك منه، مواضيع ذات صلة |