|
#1 | |
عضوة شرفية |
عندما تغنى الزهور
عندما تـغني الزهـور إن للورد حكآية ورواية قد لايقرئها أي مخلوق … ولها جمالا يتغنى به الشعراء … وتقر به أعين الباصرين كما أن للنحل أعين ترى بهما رحيق الورود لا يملكها أي مخلوق … ومع إشراقة شمس الأيام … تصحوا وردتنا … وتتفتح وتنشر رحيق عطرها الفواح … وتطرب لأهازيج الطيور … وسرور العابرين …ومع غياب النور … تضم أوراقها إلى حضنها لترقد بسلآم … ومع صبيحة يوم جديد … أشرقت وردتنا … أشرقت والأسى يسكن في قلبها الحاني … لموت وردة قد سكنت في بلادها المزهر … ماتت بلا ذنب وبلا سابق انذار … قتلت !!! من قتلها .. وقتل جمالها …!! { شـوكــــة } ! قتلتها شوكة دامية ! شوكة شاذة الفكر قبيحة المظهر شوكة جرت معها سلسلة الأشواكـ الجارحة لتنموا على فكر آبائها الأولين ! شوكة العصبية و التعصب …! شوكة همجية ابت الموت في زمن الزهور ! شوكة لم تزهر في فصل الربيع ! شوكة أدمت ماسكيها ! تبا لها وتبت حتى آخر المتب و المسب ! لاجملا و طهرا ولا نفعا … سوى أنها وقادة للحطب ! تقتل الزهور … وتبكي الطيور … وتنزع من الوجه السرور … وبعدها … نرى سحابة تأبى للمطر السقوط .. تكبرا ! أم خجلا ! أم حرمانا ! لا أعلم لما ..! ويحرم الورد من معانقة الماء ليعيش ويرتوي زهرا … ويتهيه في حرارة الجفاف … ومن الدنيء الإنجراف … وربما تحولت وردتنا إلى نبتة ذات إنحرآف ! وتتقبل كل مايسكب من ماء دنيء لأجل أن تروي به عطشها … وتعيش على سرآب ماء العابرين ! لأن السحابة قد منعتها من المطر !!!… فنرى الورود تتساقط .. والعروق تجف و تتهالكـ .. وورد حدائقنا في تطاير ونقص … ورصاصات القسوة مفخخة بقنابل الموت تتناثر .. يمنة ويسره لتقتل وردة قد مالت قليلا لضعف عودها وعدم قوة ترتبها … ولكونها تميل في هذا الفصل … فتقتل هذه ! وتجرح هذه ! وآخرى عن الشمس اخفيت ! و بعد مغيب دفئ الشمس الحاني … تبدأ الأوراق في ذبلان … والعروق في ضعف وخذلان … ونورها في انطفاء و نقصان … ظلمة تتبعها ظلمة إلى اختفاء الألوان … سواد يتبعه سواد … عائشة .. لكنها ليست عائشة ! هي للأموات حينئذ أقرب .. فبقيت وردة بلآ روح … ورقعة مليئت بالجروح … وما ذنب طفل روحه طاهرة كملكـ أبيض جميل … يرى هذا القبح من المنظر … وما ذنب أجيال و بذرآت قد دفنت تحت ترآب دافئ … لتخرج جميلة مزهرة … ريحقها شفاء للهموم … ومنظرها يسر الناظرين … وصوتها للنحل مناديا : هلموا إلي هلموا إلي … هلموا وأعطيكم من خيري …. هلموا فأعطيكم من رحيقي … وتعطوني عسلآ مصفى … فأنا في صفوف الأزهار واقفة هنا … متى ستشرق عقول أفكار فاهمة … وسحائب الأشواق بالحب ممطرة … وللأوردة والنباتات مداعبة حانية … ونرسم من الورد أطهر وأسمى مراتب الحب … ونرى خيوط الشمس ممزوجة بالدفئ … وتهمس بكلمات بها حياء للأرواح … متى سنقتل تلكـ الأشواكـ والمفاهيم و تكون سمادا تخرج منه زهرآت جديدة .. جميلة متى نأخذ بأوراق قد سقطت … ونكون أيدي حانيه محتضنه لمن سقط … ونجعل من أنفسنا حضانة للورد … حضانة تحافظ عليها على مر الفصول … نحميها من برد الشتاء القاتل … ننعشها بنسمات الربيع المنعشة … ومن الحرارة والعطش نرويها … ولأوراقها نكون مجددين كفصل الخريف وأحسن ويكون كبيرنا ظلا لنا لا علينا … ومن المكاره يحمينا وعن الشمس الحارة بظله يخفينا … متى نرى من يضحي بنفسه لأجل وردة ! وردة يراها هي أجمل منه ويضع أماله عليها … وتنشأ وردتنا حاملة القوة بصمودها … والجمال بفكرها … والعلو بأخلاقها … متى نرى أشواكا جديدة ! أشواكا نفاعة لا ضاره ! أشواكا تحمي الورود من أيدي العابثين ...... وعندما نرى ( وسنرى ) الكل مكمل لغيره … ونرى الجمال يشع إشعاعا يضاهي نور الشمس … ونرى الأوراق قد صححت … والمفاهيم استنارت … والسماء قد امطرت … والطيور غردت … والنفوس ابتهجت … والحكاية قد طبقت … عندها …. عندها …. عندها …….. ~ { ستـغنـي الزهــور } ~ لاتنسوا التقيم دمتم بود تحياتى منقول . مواضيع ذات صلة |