ازياء, فساتين سهرة


العودة   ازياء - فساتين سهرة و مكياج و طبخ > أقسام عامة > قصص و روايات > روايات مكتملة
تسريحات 2013 ذيل الحصان موضة و ازياءازياء فكتوريا بيكهام 2013متاجر ازياء فلانتينو في باريسمكياج العين ماكياج دخاني makeup
روايات مكتملة ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~ يوجد هنا ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~ هنا تنقل الروايات المكتملة فقط

فساتين العيد


 
قديم   #26

جود ي الحلوه


رد: ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


صار لها كم يوم تفكر باشياء كثيرة وماعرفت وش اللي تقرره او اي قرار
تتخذه .. فضلت تستشير اهم اثنين بحياتها تحتاج لنصيحتهم في اي مشروع
قبل تبدا فيه .. راحت له المكتب وطقت الباب ووقفت عند الباب تناظره ..
كان منغمس باشغاله مابين جهاز اللاب واوراقه اللي يناظرها .. رفع راسه
وشافها واقفة تناظره : هلا حبيبتي ..
دخلت وقعدت على الكرسي اللي مقابل له : مشغول ؟
حط الاوراق على جنب وابتسم لها .. : حتى لو مشغول افضي نفسي عشانك
انتي آمريني بس ..
قعدت تشوف كومة الاوراق المتناثرة على مكتبه : لا اذا مشغول اتكلم معاك
بوقت ثاني .. خلص بالاول وبعدها اجلس معاك واقول لك كل شي ..
قام من مكانه وراح جلس قبالها .. : لازم الرسميات بكل مرة نتناقش فيها ؟
انا عارف انه عندك شي تبين تستشيريني فيه تكلمي ياقلبي وش اللي بخاطرك
حست بامتنان كبير لتفهمه هي كانت مندفعة بهاللحظة وتبي تقول له كل شي
بخاطرها : شفت القرية اللي رحنا لها يوم زواج طلال ؟
تكلم على طول : ايه وش فيها ؟
حست باندفاع انها تقول له كل شي فكرت فيه وبدت تتكلم بكل شي : من يوم
جيت وانا في بالي افكار كثيرة ولا ادري وش انفذ فيها .. تمنيت اقدر اسوي
مشاريع هناك بس للأسف عرفت ان الأراضي لهم ومايبيعونها لاحد وادري
انه مثل مافي هالقرية اكيد فيه غيرها .. ابي اشوف اذا يرضون اني ابني لهم
مبنى صغير يعتبرونه دار لتحفيظ القرآن .. يكون وقف لأمي الله يرحمها ..
اشرقت ابتسامته وهو يشوفها تسولف عن المشروع وحماسها له : ما اتوقع
ابد يرفضون .. وانتي مو مسوية شي لك هذا لهم هم وانتي تبين الأجر لامك
منه ..
ارتاحت كثير لكلامه تدري وش كثر هالانسان كان اكبر سند لها بحياتها بعد
ابوها : وفي شي ثاني بعد .. ودي اكمل اللي بدته لمياء معاهم بس ابي الكل
يشتغل .. يعني انا اوفر لهم الخامات والمكاين وهم عليهم الخياطة ونحاول
نبيعها لهم .. تعرف هذا اللبس الشعبي يستخدمونه باحتفالات المدارس واليوم
الوطني وهالامور ..
هز راسه لها باقتناع : عاد هالامور انتي ادرى فيها .. بس اذا انتي دارسة
نجاحه ليش لا .. خلي الامر بالاول كمية بسيطة واذا حسيتي انه في طلب عليها
زيدي الكمية ..
ابتسمت له وكملت : وهذا اللي انا مفكرة فيه .. وفي شي ثاني بس مادري الى
هالحين اذا احد بيقتنع فيه او لا .. بشوف لي اي وحدة فيهم ترضى تجي تشتغل
عندنا بفرع الشركة .. يعني تكون مراسلة مسئوليتها تنقل الملفات والاوراق بين
المكاتب وتجهيز القهوة ومن هالامور ..
قاطعها على طول : مستحيل .. صدقيني مستحيل احد يرضى يعني شلون وحدة
بتترك اهلها وتجي تعيش هنا .. و وين تعيش اصلا ؟
سكتت شوي تفكر بعدها تكلمت بهدوء : ليش مستحيل الحاجة بتخليهم يرضون
يجون .. وانا ماقلت ابيها شغالة تنظف هي لها شغلة تكسب منها اللي يفيدها ويفيد
اهلها .. وبالنسبة للسكن بالملحق فوق .. انت شايف مافيه احد ..
قاطعها : ميساء انتي من جدك ؟ من هاللي يرضون بنتهم تعيش عند ناس مالهم
اي صلة قرابة فيهم ولا يعرفونهم ..
كملت بابتسامة : ومن قال لك اني مافكرت بهالشي .. عشان كذا حطيت ببالي
احتمالين .. اخت زوجة طلال او بنت عمها وبكذا احنا نكون اهلهم وما اتوقع
يرفضون ابد .. وكل الثنتين تقول لي لمياء انهم فوق الـ 25 ومو متزوجات ولا
حتى انخطبو هذا معناه انه ماعندهم اي ارتباط ممكن يمنعهم من هالاقتراح ..
حك راسه يفكر بكلامها .. مبين انها دارسة كل اقتراحاتها وسادة كل الثغرات
فيها : توكلي على الله مادام عندك هالحماس كله .. الله يجزاك الف خير على
هاللي تسوينه لهم .. واي شي تحتاجينه تعرفين اني ماراح اقصر معاك ابد
انتي بس اطلبي وابشري بعيوني لو تبينهم ..
قربت منه ومسكت يدينه وناظرت بعيونه : الله لا يحرمني منك يارب ..
: آمين ويخليك لي يا ام بناتي ..
قام على طول وقامت هي معاه : يالله اجل اخليك تكمل اشغالك وانا بروح انام
الحين تصبح على خير حبيبي ..
مسك يدها قبل تطلع : اخذيني معاك قبل تروحين ..
طفت الانوار وطلعو من غرفة المكتب متوجهين لجناحهم كانت تحس بالرضى
بعد مالمست هالتشجيع من زوجها .. وكل اللي تبيه الحين انها تكلم لمياء على
كل هالقرارات عشان تمهد لها كل الطرق ..




كانت متطمنة ان ابوها مسافر وامها نايمة بغرفتها وطارق نايم اكيد بشقته ومعاذ
من اول الليل وهو نايم .. ومثل هالفرصة تستغلها عشان تكسب وقت تشوف فيه
حبيبها صلاح .. صار له ساعتين قاعد معاها وبكل مرة يحاول انه يتقرب منها
تتمنع عنه .. وماتسمح له بأكثر من تقبيلها .. : حبيبي قلت لك اكثر من مرة اذا
تبيني اخطبني ولا تزوجنا اصير انا كلي ملكك .. تسوي فيني اللي تبي ..
كانت تتكلم معاه بكل دلع وهو يشوف لبسها وحركاتها اللي تتعمد فيهم انها تفتنه
ومع هذا كله ترفض انه يتمادى معاها .. : وش اقول لاهلي ؟ و وش تقولين انتي
لاهلك ..
حست بفرحة كبيرة بداخلها لانه لاول مرة يتجاوب معاها في موضوع الزواج
وهذا معناه انه جد يحبها : عادي قول صديقة اختي .. وانت تفاهم مع اختك اكيد
بتساعدنا ..
مسك يدها : يسلم لي هالعقل الخطير ياعمري .. بس انتي اصبري علي
كم يوم ادبر كل اموري واضبط لك الموضوع واخطبك ..
قربت منه فرحانة : والله حبيبي ؟
ابتسم لها : ايه والله .. " ناظر ساعته " يالله حبيبتي بروح الحين قبل يأذن الفجر
ويقومون جيرانكم ..
مسكت يده وهو يقوم : حبيبي الوقت عدى بسرعة مابعد استانست ..
لبس جاكيته وسكره وهو يناظرها : الايام جاية ياقلبي ان شاء الله بعوضك ..
قرب منها وودعها مثل كل مرة وداع حميم الى ابعد درجة .. ابتعد عنها وطلع
مع الباب رايح لسيارته اللي موقفها ورا البيت ..
طارق اللي كان توه راجع للبيت لمح من بعيد شخص طالع من بيتهم بس ماشاف
وجهه قرب من البيت و نزل من السيارة وصوت له : معاذ ؟
واول ماشافه يركض رايح لورا البيت ركض وراه يبي يلحقه .. بس كان اسرع
منه ومالحقه .. رجع للبيت مثل المجنون يبي يعرف من هاللي طلع من بيتهم ..
منال يوم سمعت صوت طارق وهو يصوت على معاذ وصوت الركض بالخارج
رقت لجناحها قفلت عليها ودخلت الحمام ( تكرمون ) تبي تتسبح ..
اما هو راح لجناح معاذ فتحه وشافه نايم بغرفته ومستغرق بنومه .. طلع وهو
يحس الدم يغلي بداخله .. وشاف جناح ديما مولع .. فتح الباب بس ما انفتح معاه
طق عليها بجنون : ديموووووووووه افتحي بسرعة ..
ارتاعت من صوت صراخه وتزايدت نبضات قلبها وهي تسمعه يطق الباب اقوى
من قبل وهو ينادي عليها .. راحت تركض للباب : هلا
زاد طقه على الباب وهو يصارخ عليها : ديموووه افتحي الباب لا اذبحك اليوم ..
" يارب استر " رددتها بداخلها وهي تقرب من الباب وتفتحه بخوف .. ماحست
الا باعصار داخل عليها مسكها من شعرها وهو يتنفس بسرعة : من هاللي كان
عندك الحين ؟ " وبصراخ " تكلمي
حست انه يقتلع شعرها من قوة شدته : محد كان عندي والله انا جالسة لحالي من
اول ..
شدها بقوة من شعرها وطق راسها بالجدار اكثر من مرة وهي تصارخ .. قامت
امه ومروى على صوت صراخهم .. وقربت منه : طارق وش اللي صاير ؟
كان مايشوف اللي قدامه من الغضب : الواطية الحقيرة جايبة لي واحد مدري
من هو للبيت .. والله لاربيها .. انا اللي بعلمها السنع .. كان يتكلم وهو يضربها
بكل مكان بجسدها وهي تصارخ وتحلف انها ماسوت شي .. لحد مابدت تدوخ
من ضربه لراسها اكثر من مرة وماعاد صارت تستوعب الاصوات اللي حولها
كثير ..
ضحكت بأعلى صوتها وهي تقول بخبث : ماهي غريبة عليها سوتها امها قبلها
جاتهم منال وهي لافة الفوطة على شعرها : وش هالصراخ كله ؟ وش مسوية
بعد ؟ " قالت هالكلمة تبي تثبت التهمة عليها وكأنها ماسكة عليها اشياء "
قربت مروى منه تمسكه : طارق خلااااص طقيتها .. البنت وجهها وراسها كله
دم ..
دفها بعيد عنه وكمل ضرب وسب فيها الى ان اختفى صوت صياحها .. وقف
معاذ معاهم وهو يشوف جريمة اخوه البشعة .. وامه ومنال اللي يزيدون النار
حطب بكلامهم المسموم رماها على الارض وطلع من البيت وهو يحس بنار
تحرق قلبه .. مر عليه شريط حياته بهاللحظة كل شي سواه مع البنات شاف
واحد يسوي باخته نفس اللي يسويه .. رجع لشقته مقهور من اللي شافه وهو
مقرر يرجع لها من بكرة ويكمل اللي بداه اليوم .. حس انه لو قعد شوي كان
ممكن انه يذبحها مكانها ..
اما عند ديما اللي كان وجهها وراسها كلها دم ناظرتها مروى مفزوعة والتفتت
عليهم : ليش تناظرونها احد يشوف البنت ماتت ولا بعدها حية ؟
قعدو يناظرونها بخوف شكلها مايوحي ابد انها ممكن تعيش بعد اللي سواه فيها
طارق .. قرب منها معاذ ومسك يدها بيدين ترتجف : منال تعالي شوفيها ..
ضحكت امهم بسخرية وهي تناظرها : وش بيكون فيها بعد مثل كل مرة تنطق
وترجع لنفس طريقها ..
قربت منها منال ومسكت يدها حست فيها نبض خفيف : لا ما ماتت .. معاذ
ودها للمستشفى اخاف تموت البنت ولا يصير فيها شي ؟
رفع يدينه محتج : لا والله مالي شغل يروحون يلبسوني التهمة ويحطونها علي
وابوي مسافر من اللي يطلعني لا سجنوني ..
دفته عنها وهي تحركها : ديماااا .. قعدت تضربها على خدودها تبيها تصحى
بس كانت في هاللحظة جثة هامدة ماتتحرك .. التفتت على معاذ وهي تصارخ
عليه : معاذووه ودها المستشفى حرام عليك البنت بتموت ..
كل واحد فيهم كان خايف من خبر موتها بأي لحظة ومعاذ كان يناظرها بخوف
اكبر : كلمي عمي فيصل ..
شافتهم واقفين عندها وراحت لجناحها بدون لا تنطق بأي كلمة وركضت مروى
للتليفون تدق على عمها .. مارد اول مرة .. واعادت الاتصال مرة ثانية وردت
عليها ميساء من سمعت صوتها تكلمت وهي تصيح : خلي عمي يجي ياخذ ديما
للمستشفى ..
كانات توها صاحية على صوت رنة الجوال ومن شافت رقم بيت اخوه استغربت
الاتصال في هالوقت وردت : وش فيها ديما ؟
كانت يدها كلها دم وترتجف : مادري تكفين بسرعة .. اخاف تموت ..
سكرت منها على طول وصحت فيصل .. اللي قام بسرعة وراح لهم مجرد
ماشاف شكلها طايحة على الارض ووجهها كله دم حس بدوخة من هالمنظر اللي
يشوفه .. على طول شالها و نزل بسرعة ووداها على اقرب مستشفى ..




/
\
/
\




/
\
/
\



اول ماوصل للمستشفى فتحو باب الطواريء ودخلوها على طول .. ماكان يدري
شلون شالها وجابها للمستشفى الوقت بين طلعته من بيته الى وصوله للمستشفى
كان جدا سريع وهو للحين ما استوعب شي .. ولا يدري حتى وش سبب اللي هي
فيه الحين .. مر الوقت بطيء وهو ينتظر انه يسمع اي شي يطمنه عليها .. بس
للحين محد طلع وقال له اي شي .. كان يشوف المصابين اللي يجيبونهم للمستشفى
شاف من بعيد اثنين يصيحون ومبين عليهم ان اللي جايبينه للمستشفى توفى عوره
قلبه وهو يتخيل نفسه بهالمكان .. تعوذ من الشيطان وتجاهل كل التوقعات اللي
بداخله .. وهو يدعي ربي يطمنه عليها ماكان يسليه بهالوقت الا اتصالات ميساء
كل شوي تتطمن عليها .. شاف الدكتور جاي له حس في ملامحه شي مافهمه وهو
يردد بداخله " يارب احفظها "
اقترب منه وناظره بكل غضب : من اللي معتدي بالضرب على البنت ؟
قاطعه على طول : انت علمني الحين شلونها ؟
كمل بنفس عصبيته : الى الآن مغمى عليها وننتظر تفوق في اي لحظة ونقرر وش
هي حالتها بالضبط الحمدلله ماتعرضت لارتجاج في المخ لكن في رضوض بالراس
وهذا دليل انها تعرضت لضرب مباشر على الراس .. و احمد ربك انك جبتها في
هالوقت الحرج يمكن لو تعرضت لضرب اكثر يسبب لها نزيف داخلي في المخ ..
وغيبوبة قد تؤدي للوفاة ..
كان يسمع كل شي وبداخله غضب على اللي سوى فيها هالسواة .. : يعني شلون
الحين حالتها مستقرة ؟
ناظر الاوراق اللي في يده : الى الحين ما تطمنا عليها لازم نعاود الفحوصات بكرة
ونشوف وش اللي يطلع معانا .. بس الحين انا مضطر ابلغ الشرطة عن حالتها وهم
يتصرفون بمثل هالحالة ..
هالمرة ما اعترض ابد .. قد يكون بهالقرار ينقذها من هالوحوش اللي تعيش معاهم
رد على اتصال ميساء وقال لها كل شي قاله الدكتور بعدها رد على اتصال مروى
اللي كانت للحين تصيح : عمي تكفى وش صار عليها ؟
صر على اسنانه وتكلم بغضب : من الحقير اللي طقها ؟
سكتت شوي وتكلمت بعدها بخوف : طارق بس مدري ليش .. عمي تكفى شلونها
طنش سؤالها وقال بقهر : لا تسوين ان امرها يهمك وكل هاللي يصير فيها من ورا
راس امك .. وسكر منها بدون حتى مايقول لها وش اللي صار معاها ..
ماجا الصباح الا المكان كله انقلب لساحة تحقيق وسؤال وجواب .. هالمرة ماراح
يطاوعها مثل كل مرة ويسكت عن حقها .. تكلم وقال لهم عن طارق واستأذنو منه
يرجعون اذا رجع لها الوعي ..
راح للدكتور يتطمن عليها سأل عن مكتبه ودلوه عليه طق الباب واستأذن بالدخول
وسلم عليه : شلونها الحين يادكتور ؟
اشر له يجلس وبدا في الكلام : ما اقدر احكم على حالتها الا اذا فاقت واستجابت لنا
بس ان شاء الله يكون كل شي فيها سليم .. اللي عرفته من الممرضات انه جسمها
فيه آثار حروق هذا معناه انه مو اول مرة تتعرض للضرب صح ؟
نزل راسه بأسف وهو يسمع كلام الدكتور اللي كمل : يعني عارف من زمان عن
هالشي وساكت .. ؟ للأسف انت مشترك مع عائلة كاملة في هذي الجريمة البشعة
و اللي خلاك اليوم تتحرك وتتكلم يوم شفتها على مشارف الموت ؟ انا مضطر
اطلع الحين بتنتهي مناوبتي وراح يشرف على حالتها زميلي في العمل وانت بعد
روح لبيتك وجودك الحين ماراح يغير شي .. حط رقمك هنا وهم راح يتصلون
عليك اذا جد شي بحالتها ..
قام يبي يستأذنه لانه شافه مستعجل يبي يطلع : ان شاء الله يادكتور مشكور وما
قصرت .. انا بمشي الحين وان شاء الله راح ارجع قبل الظهر ..
استوقفه قبل يطلع مع الباب : هالمرة ان شاء الله تعدي على خير .. انتبه لايصير
لها مرة ثانية مثل اللي صار اليوم .. صدقني تجينا حالات كثيرة تعرضت للضرب
والاعتداء الجسدي تسببت لهم بعاهات مستديمة والبعض يتوفون اثر هالتعذيب ..
حس بتأنيب ضمير فظيع من كلامه .. آخر مرة هي استنجدت فيه لكنه خذلها و
رجعها لهم يسوون فيها اللي يبون .. مايدري اذا هذي اول مرة يطقونها فيها ولا
هالمرة لانها كانت الأقوى اضطرو يستعينون فيه .. اكثر شي اتعبه يوم عرف عن
آثار الحروق اللي بجسدها .. ماكان يدري انه تعذيبهم وصل لحد الحرق وهالشي
جدا صدمه واثر عليه .. مشى راجع للبيت وهو يعيش بصراعات مختلفة خوف
وتوعد واصرار انه يتخذ موقف هالمرة .. اول ماوصل شافته كان منهار وهالشي
واضح على ملامحه المتعبة .. : تعباااان .. وابي انام لي ساعة او ساعتين وبروح
لها المستشفى ..
ماحبت انها تزعجه باسألتها .. اكيد لو عنده شي غير اللي قاله لها بالاول بيتكلم
الحين .. طلعت معاه لغرفتهم واول ماحست انه بخير طفت الانوار وقبل تطلع من
الغرفة ناداها : تعالي جنبي ابيك ..
قربت منه ولمته في حضنها .. وقال لها على كل شي صار فيها .. كانت تسمعه
وهي تتذكر وعدها لها اللي انشغلت بالدنيا ونسته .. بس بعد اللي سمعته اليوم راح
تحاول بكل جهدها تعرف اي شي عنها .. يمكن لو عرفت كل شي عن امها ترتاح
حتى لو كانت هالأم مو موجودة بالدنيا ..




/
\
/
\



من رجعت من مدرستها مانامت فرحانة لانه اليوم طلال ونورة راجعين للرياض
وهذا معناه انها خلاص بتستقر معاهم في البيت .. شافت الشغالات ينظفون لهم
الجناح .. وراحت للمطبخ شافت الحلى اللي مجهزينه والقهوة .. ورجعت تقعد
بالصالة تنتظرهم .. كانت لابسة فستان احمر قصير باكمام كت تزينه شريطة
ساتان من تحت الصدر .. والميك اب مجرد لمسات خفيفة لانها صغيرة وماتحب
تكبر عمرها .. شافت امها طالعة من المجلس وبيدها المبخرة : احلى يا ام طلول
وش هالكشخة كلها ..
ضحكت عليها وهي تقرب منها : انا دايم كاشخة شوفي نفسك اليوم تقول رايحة
لمناسبة ..
دارت على نفسها وهي مبتسمة : بالعكس ستايل ناعم جدا .. اصبري على ريسو
لا نزلت الحين وربي تسوي بنفسها حفلة .. ماتنسى شي ابد لا اكسسوارات حتى
تسريحة شعرها لازم تغيرها بكل طلة .. الله يعين اللي بياخذها 24 ساعة مقابلة
مرايتها ..
مدت لها المبخرة : خليها تسوي اللي نفسها فيه ومحد يتكلم عليها .. اجل تكشخ له
ومايعجبه بعد .. روحي لجناح اخوك فوق بخريه وبشويش عن الطفاقة لا يطيح
الجمر يحرق لهم الجناح ..
خذت المبخرة وطلعت للجناح بهدوء .. كلمت الشغالة تنزل خلاص بعد ماتأكدت
انهم منظفين كل شي وسكرت الجناح ونزلت تقعد مع امها .. بعد نص ساعة دخلو
عليهم نورة وطلال سلمو عليهم وقعدو .. شوي وجابت لهم الشغالة القهوة والحلى
وهي تناظر بنورة متشققة من الوناسة .. حتى الشغالة كاشخة معاهم اليوم ..
شاف امه بتقوم تصب القهوة : ارتاحي يمه خلي سما تصبها ..
لاول مرة تقوم وما تعارض كلامه .. صبت لهم القهوة وقعدت جنب نورة : ايه
ماقلتي لي كيف الشرقية ؟ عساك استانستي
ابتسمت على طول لها .. هي من الاول مرتاحة لها كثير : الحمدلله " واستغربت
انها ماشافت رسيل معاهم " وين اختس ؟
رفعت لها صحن الحلى تقربه لها : الحين بتنزل ليش ماتاكلين ؟ والله حلو انا اللي
مسويته " قالتها وهي تضحك "
التفت عليها طلال وهو مبتسم : ايه هين .. انتي لو اقول لك شلون شكل السكر
ما عرفتي له .. " بعدها طالع في نورة وهو يكلم امه " من عرفتها وهي كل اكلها
لقمتين وقامت .. توصي فيها خليها تاكل ..
ناظرتها وابتسمت لها : ان شاء الله بتاكل .. هي بالاول تكون مستحية حتى الاكل
ماتتهنا فيه .. بس احنا اهلها وان شاء الله بتاخذ علينا .. كلي يانورة لا تستحين ..
هالمرة حست انه ابتسامتها من القلب دعت ربها انها تكون بالفعل معاها بهالطيبة
وما تصطنعها قدام طلال .. بدت تفك شوي من حياها وتسولف معاهم .. جاتهم
بعدها رسيل وهي لابسة تنورة فوشيه لنص الساق مع توب ابيض بسيور وعلى
الجانب مرسوم قلب صغير بكريستالات فوشي .. مع الحلق الفوشي والصندل
الابيض .. وشعرها اللي مخليته كيرلي ورافعته على فوق وتاركة خصلات منه
نازلة على وجهها و كتوفها .. : السلام عليكم ..
انبهرت من شكلها كثير رغم ان رسيل مو خارقة الجمال الا ان اناقتها تكسبها
شكل ملفت وجذاب ردو عليها السلام وجات تسلم على طلال وزوجته .. وقعدت
جنب امها .. نورة للحين ماحفظت اسمها كل مرة تسمعه وتنساه مو مثل اسم سما
اللي حسته سهل وبسرعة ينحفظ ..
كشرت وهي تشوفها لابسة تنورة جينز كحلي طويلة مع توب وردي باكمام طويلة
بدون اي اكسسوارات .. حتى شعرها مخليته على طبيعته ومو قاصته او مسوية
فيه شي ..
ناظر فيها طلال واشر لها تنزل عيونها عنها .. وقال بصوت هامس مايبي نورة
تسمعه : خفي على البنت لا تاكلينها بعيونك ..
كان جالس معاهم وعينه كل شوي تروح لها بدت تاخذ راحتها وتسولف ولو انها
حتى مع اهله خجولة .. لكنه شكر من قلب سما اللي مخليتها تضحك وهي تسولف
عليها .. قام يتوضا بيروح لصلاة العشا .. وهو طالع مع الباب صادف سامي اللي
توه بيدخل وقفه مكانه : ماتحس انه صار لك اسبوع مو شايفني ؟
ابتسم باحراج وسلم عليه : هلا والله توني انتبه لك ..
حط يده على كتفه : يالله امش معاي للصلاة ..
وقبل مايكمل تكلم هو : بروح اتوضا والحقك .. اسبقني انت ..
سحبه من يده يوقفه : وين مدرعم انت ..؟ يعني ماعرفت للحين اني صرت متزوج
وزوجتي داخل ومو على كيفك تجي وتروح بدون ماتشوف الطريق اذا احد قدامك
او لا ..
" ول عليه هذا وهو اول يوم سمعني هالموشح " : ان شاء الله .. وتنحنح عند الباب
وهو ينادي امه ..
مات ضحك على شكله الى هالحين وهالانسان مازال فيه طفولة رغم انه مو آخر
العنقود .. لكنه مدلل بشكل كبير وهالدلال مأثر عليه حتى شكله مافيه اي رجولة ..
قامت نورة تصلي وراحت معاها سما توريها جناحها : معليش الجناح صغير بس
على مايجيكم عيال ويكبرون نكون انا وريسو تزوجنا ويصير لكم هالدور كله وسام
يدبر عمره ولا ينام بجناح الضيوف تحت ..
ضحكت على كلامها وهي تشوف جناحهم المكون من غرفتين ( غرفة نوم وغرفة
مكتب لطلال ) وصالة ومطبخ تحضيري " كاونتر " وحمام واسع ( تكرمون )
كان هالجناح كله اكبر من بيتهم اللي يعيشون فيه هي واهلها كلهم .. حمدت ربها
على نعمه والتفتت على سما : وين القبلة ؟
تلفتت حولها وهي تحاول تتذكر وين القبلة فيه بهالغرفة وابتسمت ببراءة : تصدقين
مادري .. بس تعالي صلي بغرفتي الين يجي طلال وهو يعلمك بعدين ..
راحت مع سما لغرفتها توضت وصلت العشا وقعدو يسولفون .. رغم ان سما اصغر
منها بكثير ويمكن تعتبر بنص عمرها الا انها ارتاحت لوجود احد ياخذ ويعطي معاها
خصوصا انها تحب تسولف وتتكلم كثير .. عكس اخوها اللي ماتطلع منه السالفة الا
بصعوبة ..
بعد مارجع من الصلاة كان قاعد بالصالة مع امه ورسيل .. وكل شوي عينه تروح
للدرج متوقع انها بتنزل هي وسما .. دخل عليهم ابوه قام على طول سلم عليه وحب
راسه .. وبعد ماسولف مع ابوه التفت على رسيل : رسيل روحي نادي نورة تجي
تسلم على ابوي ..
قامت تروح تناديها ومن وصلت للدور الثاني وهي تسمع صوت ضحكها مع سما ..
تحمدت ربها وراحت لهم : نورة ابوي تحت تعال سلمي عليه ..
وطلعت بدون ماتتكلم غير اللي قالته .. اما نورة حست بارتباك فظيع هذي اول مرة
من تزوجت تشوفه : سما عطيني شيلة من عندتس ..
ناظرتها مستغربة : نعم ؟ تراه ابو زوجك ..
هزت راسها بالنفي : شلون اسلم عليه تسذا وانا ماعمري شفته ..
ابتسمت لها بخبث : هذاك تجلسين مع طلال وتلبسين له و انتي اول مرة تشوفينه ..
طقتها على يدها : ومن قال لتس ما استحي منه .. ماتشوفيني ما اعرف احتسي لا
قعدت معه ..
سحبتها من يدها نازلين : امشي بس بكرة تتعودين على وضعنا ترى ابوي حبوب
وينحب على طول ..
اول ماشافها ماشية ورا سما اللي ساحبتها من يدها عرف انها مستحية .. ابتسم
على اشكالهم .. وهو يشوف حمرة وجهها اللي تميزها لا استحت .. قربت تسلم
عليه .. وقام لها ابو طلال وهو يهلي ويرحب فيها .. مسك يدها وجلسها جنبه ..
وقعد يسولف معاها ويسألها عن اخبارها كانت تحس باحراج فظيع من هالموقف
وعينها راحت له تبيه ينقذها من هالموقف اللي انحطت فيه : يبه خف على البنت
شوي وتقطع عمرها من الحيا ..
التفتت له بقهر حست انها متعمد يزيد احراجها .. ناظرها بابتسامة خفيفة حست
وقتها ودها تروح له وتذبحه .. اما ابو طلال حط يده على كتفها وهو يكلمها : من
اليوم ورايح انتي بنتي الثالثة .. لك كل الحب والدلال اللي لهم .. واي احد يزعلك
علميني وانا اتفاهم معاه ..
ضحكت برقة يوم فهمت قصده .. : ان شاء الله ..
من اول ماجلست معاه حست بارتياح كبير له .. شخص مريح الى ابعد الحدود
حست انه يحمل بقلبه حنان كبير واضح في نظراته لبناته .. وكل اللي فكرت فيه
وقتها طلال اللي ما اخذ هالصفة من ابوه .. بالعكس تحس انه انسان جامد رغم
انه اوقات يسولف معاها اوقات لكن ماحست منه اي مشاعر او بالاصح غموضه
مو مخليها تعرف وش المشاعر اللي لها او لغيرها في قلبه ..




/
\
/
\



قاعدة بالصالة تناظر منال اللي جالسة بآخر الصالة وجوالها بإذنها تسولف
وهي كل شوي تناظر ساعتها تنتظر العشى اللي طالبينه من ساعة وللحين
ماوصل .. : منووووو وجع سكري وتعالي اقعدي معاي .. اذا رجعتي البيت
كلمي براحتك ..
بدلع قالت له : حبيبي بروح اقعد مع خالتي وبعد العشى برجع البيت واكلمك
.. خلاص حبيبي لا تزعل .. يالله باي ..
وجاتها تصارخ : وانتي ماتخليني آخذ راحتي كل ماشفتيني اكلمه ازعجتيني
سكري سكري ..
قعدتها جنبها : اقول اقعدي بس لاحقة تكلمنيه الين تشبعين .. تعالي علميني
ماقالت لكم ميساء شي عنها ؟
ناظرتها مستغربة : من هي ؟
زمت شفايفها بقهر من غبائها : من هي يعني .. زوجة سعيد الحظ طلال ..
كشت على وجهها : مالت بس وانتي للحين تفكرين فيه .. مو قلتي خلاص
بتاخذين ولد عمك وتفكيني من هالسيرة اللي امرضتيني فيها من زمان ..
زفرت بقهر من كلامها : اووووف منو وبعدين معاك .. تكلمي لا تلعبين
باعصابي ..
قاطعتها بعصبية : لا ما قالت شي ولا سألتها اصلا .. يعني وحدة قروية
تبينها تجي متعجبة .. اكيد مو قد المقام بس عاد هذا نصيبه ..
ابتسمت بفرح على كلام منال : يعني صام وافطر على بصلة .. احسسسن
والله ليندم على اليوم اللي راح لغيري فيه ..
ناظرت ساعتها بملل : ياختي وين عشاكم ؟ بعدين هذا طلال خلاص شيليه
من راسك .. انسيه الرجال راح لنصيبه وانتي ان شاء الله تتزوجين عزام
وافتك من سالفتك اللي تغث ..
كشرت من تذكرت عزام على طول : ووع ياكرهي له هالعزام الله يصبرني
على ما بلاني ..
ضحكت بأعلى صوتها : وش اللي بلاك انتي الثانية .. تراك انتي لزقتي فيه
وتبين تتزوجينه بالطيب بالغصب ..
انسدحت على الصوفا وغمضت عيونها : ابي اقهر طلالوه .. ابيه يندم علي
ولا هالخايس اكرهه وما اطيق حتى شوفته .. وووع مغرور وشايف نفسه
قامت وهي تشوف الشغالة تجيب لهم العشى اللي طلبوه : وليش زعلانة ياقلبي
كلكم نفس النمونة .. يعني وافق شن طبقة ..
رمت عليها الكوشية وهي تضحك : بس عاد انتي اللي الطيبة والتواضع
مقطعينك .. الا تعالي وش صار على اختك ؟
تكلمت بلا مبالاة : مافيها الا العافية بس منومينها الظاهر انها صارت مجنونة
يعني ماتدري عن شي .. والله مدري وش سالفتها راحت لها مروى امس تقول
ماتتكلم مع احد ولا هي دارية عن احد حتى عمي فيصل ماتتكلم معاه وطارق
ماعاد شفناه من يوم جونا من مركز الشرطة يبون ياخذونه وابوي بيجي بكرة
عاد نشوف وش اللي راح يصير معاها .. يابنت الناس هالبنت تغثني وسيرتها
تجيب لي الغلقة وضيقة الصدر خلينا نتعشى تراني ميتة جوع ..
بدو يتعشون ثنتينهم وهم يسولفون وكل وحدة فيهم همها اسعاد نفسها وبس ..
بدون ماتفكر باللي حولها وش اللي يصير عليهم .. منال اللي اتفقت مع صلاح
يجي يتقدم لها بعد شهر بعد ما تأكدت ان طارق ماشاف وجهه وتعيش هالايام
اسعد ايام حياتها اللي بتجمعها مع الانسان اللي تحبه من 3 سنوات .. اما حنين
كل همها تعرف كيف زوجة طلال وكل تفكيرها عن مشاعره واذا حب زوجته
ولا للحين يحبها هي .. وهل هي احلى منها .. وكل هالامور اللي تثير غيرتها ..
وبولد عمها اللي عرفت انهم ماخطبو له للحين ولو انهم مرشحين له كذا وحدة
بس ماتقدمو رسمي .. واذا جوهم من بكرة راح تقول لهم امها على موافقتها ..
وانها استخارت وفكرت وحست نفسها مرتاحة له .. كانو يشتركون في نفس
الاحلام التافهة .. ويفكرون يبنون حياتهم على اساس من هوا .. فارغ ماراح
يكون له اي قيمة ..




/
\
/
\



كانت نايمة في فراشها تصيح .. صار لها كم يوم من عرفت من سلمان
انه ماعاد يجي للمدرسة وهالشي أكد لها مخاوفها من انه ماراح يرجع لها
وهي اللي من حست انه طول ماجا لهم عورها قلبها كثير وتوقعت ان
زواجها منه ماراح يتم ابد .. شكت انه اهله رفضو رغم انها ماتدري وش
هي اسباب رفضهم لكن هروبه واختفائه معناها انهم رفضو والدليل انه
ما رجع لهم مع اهله مثل ماوعدهم انه بآخر الاسبوع راح يجيبهم والحين

صار لهم حول الشهرين ومابعد جو .. على طول تطري في بالها شيخة
اللي راح عنها سعد وتزوج غيرها .. والحين هي تواجه نفس مصير اختها
اللي الى هاليوم ماجفت دمعتها .. رغم رجعته لها وطلبه الزواج منها الا ان
هالطلب كان كفيل بأنه يفتح كل جروح الماضي ويستنفر كل مشاعرها اللي
كبتتها من زمان ..
حست بيد تمسح على شعرها ورفعت عينها شافت سارة تناظرها : وشوله
هالصياح كله .. اللي بيروح بكيفه عسى الله لا يرده .. واذا هو شاريتس
ويبيتس صدقيني بيرجع لتس .. بس لايضيق صدرتس وتنكدين على عمرتس
هذا هي شيخة زعلت عمرها كله ويوم جاها ردته .. تكفين ياموضي والله
ما استانس الا لا شفتس مستانسة ..
غمضت عيونها وهي تسمع كلام سارة .. حست انها تواسيها وكأنه فعلا
راح وماعاد راح يرجع لها .. ماكان احد يدري وش اللي بقلبها له .. يمكن
كانت متعلقة فيه بالأول .. لكن بعد ماتقدم لها وصار الكل يردد اسمه عندها
حبته وتعلقت فيه اكثر من قبل .. : خليني بلحالي ياسارة .. شوي واجيكم
سحبتها تقومها : لا مانيب مخليتس .. وبتقومين معي الحين رجلتس على
رجلي .. ترى الصياح مايرد احد لو صحتي من اليوم الين باتسر لو بيرجع
احد تسان رجع ابوي اللي الى هالحين واحنا نصيح عليه موضي عن الهبال
واقعدي معنا واذا الله كاتبه من نصيبتس بيرجع لتس ولو عقب سنين ..
مسحت دموعها وهي تناظر سارة : بس هو اختفى وماندري وينه .. وش
اللي يدريني الحين اذا هو يبيني ولا هون ؟
قعدت ترتب لها شعرها : انتظري عليه شوي .. لو انها شهرين واذا ماجا
عنه خبر بقلعته الله اللي جابه بيجيب غيره وبيجيتس نصيبتس انتي توتس
صغيرة وشباب الديرة واجد اللي بياخذون من عمرتس مو مثلي انا وشيخة
اللي كل اللي كبرنا واكبر منا اعرسو من زمان ..
كلامها كان فعلا صحيح كل شي تقوله عين العقل وهذا الواقع ماتنكره ابد
بس اللي ماتعرفه سارة انها تحبه وتموت عليه .. وان هالحب هو اللي مزود
عذابها الحين ومخليها ترهق نفسها بهالتفكير .. وكل اللي يدور في بالها ليش
راح بدون سبب على الاقل لو جا وتكلم وقال ان اهله رافضين كانت بتنصدم
لكن بيظل حبه في قلبها .. مهما انجرحت الا انه راح يبقى له صورة حلوة
بداخلها ..
لكن هروبه من الواقع واختفائه معناها انه ماقدر يواجههم بشي ولا برر لهم
سبب تأخره .. قامت مع سارة وهي تخفي مشاعرها بقلبها ابتسمت ابتسامة
بسيطة : عسى الله يرزقتس بالرجل الصالح اللي يسعدتس خلينا نطلع نقعد
معهم .. ولا لو قعدت بلحالي انهبلت ..
طلعت وقعدت مع اهلها بمكانهم المعتاد كل يوم .. ومن شافت امها عيونها
من ورا البرقع .. عرفت على طول انها كانت تصيح .. حست بجرح كبير
بداخلها حياتها كلها هموم وماعرفت للسعادة طعم .. كل ما اهدت لها الدنيا
افراح جاتها هموم اكبر واثقل .. بناتها اللي كل ماتمنت تفرح فيهم كانت
الظروف اقسى منهم .. حتى فرحتهم بنورة ما اكتملت وهم ينتظرون نايف
اللي خطب موضي قبل يجيهم طلال يخطب نورة .. والى هالحين ماعاد
جاهم منه خبر .. وهالشي كان موجع لهم الى حد كبير .. توجهت بقلبها
لله تدعيه يوفق بناتها وعيالها وييسر امورهم " يا الله انك تفرحني فيهم قبل
لا تاخذ عمري يارب العالمين "




/
\
/
\



جلس في مكتبه يقلب ملفها الطبي بغضب .. : يعني هي متعرضة للتعذيب
الجسدي من زمان .. وانت تقول آثار الحروق من فترة طويلة يعني ممكن
تكون من كذا سنة صح ؟
تكلم الدكتور وهو يشوف نتائج الفحوصات اللي اجروها عليها : هذا اللي
انا اتوقعه .. بس للأسف مالقينا منها اي تجاوب ابد .. وما هي راضية
تتكلم معانا او تجاوب على اي اسألة حتى عمها اللي جلس معاها لحاله
وحاول ياخذ منها اي كلمة عشان التحقيق .. بس للاسف للحين ماتكلمت ..
ناظر ساعته وهو يشيل ملفها ويقوم : اكيد انها تتعرض لمشاكل عائلية في
البيت .. ممكن يكون الضرب لهالدرجة اسبابه اخلاقيه .. بس بما ان آثار
التعذيب بجدسها من زمان معناها انها تعاني من تعذيب جسدي من فترة
طويلة وهذي مشكلة لازم تنحل قبل لا ترجع للبيت . طيب ما سألت عمها
وش اسباب الضرب .. او كيف هي تعيش حياتها ؟
هز راسه بالنفي : لا .. وانا انصحك تجلس مع عمها وتعرف عنها كل شي
قبل تروح لها .. لا نها مو متقبلة احد اصلا ..
حس انه كلام الدكتور منطقي : وينه عمها موجود ؟
قام وهو شايل الاشعة والتقارير بيده : ايه توني شفته من شوي .. انا بروح
وبرسله لك وانت شوف شغلك ..
دقائق وجا عنده فيصل اول ماطق الباب رحب فيه : هلا والله اخوي تفضل
مد له يده وصافحه .. جلس على الكرسي المقابل لمكتبه : آمرني ..
تكلم بكل شي يخصها سأله عن حياتها ومعيشتها .. كل تفاصيل حياتها اللي
عاشتها عند ابوها من يوم جات من عند امها كان متأكد ان هالانسانة واقعة
تحت رحمة مجموعة وحوش .. واكد له هالكلام فيصل اللي اثبت له انه هذي
مو اول مرة تدخل المستشفى بسبب ضربهم لها . بس كل مرة كانت تروح
مستشفيات خاصة وترفض انهم يبلغون عن اخوانها وابوها اللي طقوها ..
كان يسجل كل شي في الاوراق اللي قدامه .. يبي يدرس حالتها الاجتماعية
من كل النواحي .. : اوكي اخوي ....؟
بادره على طول : فيصل ..
ابتسم له : حياك الله اخوي فيصل .. واتمنى هالمرة انك ماتتخلى عن بنت
اخوك وانت السند الوحيد لها بما اني عرفت ان ابوها واخوانها كلهم مشتركين
في الاعتداء الجسدي عليها هذي مسئوليتك انك تمنعهم يوصلون لها .. هالمرة
كانت حالتها جدا خطيرة والحمدلله عدت على خير . بس انت تعرف مو كل
مرة تسلم الجرة ..
ناظر باسمه البارز على سطح مكتبه .. الدكتور متعب الـ ..... ,, اخصائي
اجتماعي .. : ان شاء الله .. مشكور اخوي متعب ماقصرت ..
قام وهو رايح لغرفة ديما مع عمها .. كان يفكر بهالانسانة اللي صار لها كم
يوم بالمستشفى ومازارها الا عمها وثنتين بس .. ماشاف ابوها او اخوانها
او اي احد من اقاربها تسائل بداخله اي قلوب يمتلكون هالبشر .. كيف بكل
سهولة يتلذذون في تعذيب انسانة بريئة بدون ادنى محاسبة للنفس او الضمير
لانه لو حاسبو انفسهم كان ممكن يراودهم شعور الندم بعد اول مرة .. لكن
تكراراهم لهالطريقة الهمجية في التعامل معناها انهم بلا قلوب .. والمجتمع
للأسف فيه كثير من القلوب اللي تجرد اصحابها من كل معاني الانسانية و
تفننو في تعذيب الابرياء .. انتظر عمها اللي دخل قبله عندها .. بعدها سمح
له يدخل معاه لغرفة ديما ..




/
\
/
\







 
قديم   #27

جود ي الحلوه


رد: ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~



الجزء السابع
[ الفصل الثاني ]‎‎‎‎



/
\
/
\



{ ... يوماً ما ..
كنا على اعتاب الطفولة ..
نراقص الأحلام حيناً ..
ونشدو بأعذب الأمنيات حيناً آخر ..

يوماً ما ..
التقينا انا وانت .. على رصيف الذكريات ..
تبادلنا اطراف البراءة .. واسكنتك في داخلي ..
" هنا " ناحية الصدر شمالاً ..

واليوم ..
جمعتنا الأقدار سوية ..
فغيبت الآلام ملامحك قسرياً ..
وماعدت حتى اعرف من انت ..!



رغم كل محاولاته المضنية انها تتكلم او تقول له شي من اللي صار الا ان
الصمت كان الجواب الوحيد في كل الحالات استسلم بالأخير لرغبتها وطلع
من الغرفة مع عمها : تبي نصيحتي ؟ خل حالتها تتحسن بالأول واعرضوها
على طبيب نفسي .. بما انك تقول انها تعرضت للتعذيب هذا معناه ان حالتها
جدا صعبة واكيد ماتعتبر نفسها مثل الناس .. واذا تبيني اساعدك انا مستعد
اكلم صديقي يشرف على حالتها ..
مد له يده يصافحه : مشكور اخوي ماتقصر والله انا من فترة مفكر بهالشي
لكن ماقدرت اسوي شي مع وضع اهلها وابوها ..
ابتسم وهو يناظره .. : والله لو منت اخوه كان بردت قلبي .. وقلت كل اللي
بخاطري .. للأسف حالة بنت اخوك مو اول حالة تصادفنا الحالات كثيرة
واغلب المتضررين اطفال .. رغم ان اغلب حالات الاعتداء الجسدي تكون
من اشخاص يعانون من امراض نفسية .. او مدمنين " وبعد تفكير " تعال
معاي للمكتب نتفاهم على كل شي .. توجهو اثنينهم لمكتبه .. واول مادخلو
جلس على مكتبه وجلس فيصل في الكرسي المقابل له : ابي اسألك مجموعة
اسألة واتمنى انك تجاوبني بكل صراحة ..
اشر له بيده يتكلم : تفضل ..
فتح احد الادراج وطلع له مجموعة اوراق وبدا يسأله : اخوها اللي يطقها هل
يعاني من امراض نفسية ؟
فيصل : لا .. حسب معرفتي فيه ابد ..
ركز نظره بالاوراق اللي معاه وكمل اسألته : اوكي يعاني من اكتئاب وتقلب
مزاجه ؟ شهيته للأكل ضعيفة ؟ احمرار بعيونه
ابتسم على كلامه : والله انا ما اشوفه كثير اصلا عشان احكم على تصرفاته
بالنسبة للمزاجية تقريبا هو شخص مزاجي ودايم متضايق وطفشان ..
قاطعه : ونومه ؟ طبيعي
بعد تفكير طويل : اغلب الاوقات ما ينام بالبيت .. لكن من النوع اللي ممكن
يواصل لساعات طويلة ..
كان يستمع له وهو يدون كل اللي يقوله : ما اقدر احكم عليه الا من اشخاص
معايشينه تماما .. لان الضرب بهذي الوحشية مايكون الا من اشخاص مغيبين
الذهن اما مؤقتا بالحبوب والمخدرات .. او بشكل دائم بسبب امراض عقلية او
نفسية .. عموما هذا رقم صديقي طبيب في مستشفى الصحة النفسية .. ابي
منك وعد تاخذها له بمجرد خروجها من المستشفى حتى لو رفضت انها تروح
وانا راح اكلمه واشرح له اوضاعها كلها ..
ابتسم له وقام يشكره .. طلع من عنده وهو يضحك بداخله على اسألته اذا كان
الضرب في نظرهم لهالاسباب معناها كل العائلة مريضة نفسيا او عقليا لان
الكل يضربها بدون استثناء ..
رجع لها غرفتها وشاف ابوها عندها وهي نايمة سلم عليه وقعد جنبها : متى
وصلت ؟
كان يناظر وجهها المبقع بألوان مختلفة وراسها الملفوف بشاش مغطي اغلبه
وابرة المغذي المغروزة بيدها : توني من شوي .. وش مسوية هالمرة ؟
ناظره باستهزاء : وبتحطها على راسها المسكينة مثل كل مرة ؟ اسألك بالله
انت عمرك شفتها تسوي شي اصلا عشان تغلط ... راضية بحالها وساكتة
ولا عمرها اشتكت واذا صار الغلط وانطقت بعد حطيتو اللوم عليها .. ياخي
خاف ربك فيها تراها بنتك من لحمك ودمك ماجبتها من الشارع ..
انقهر من اسلوبه معاه وهو يجادله صر على اسنانه وقال له بغيض : ومن
انت عشان تعلمني شلون اتصرف معها .. وانا وش يدريني اصلا انها بنتي
يمكن تكون بنته هو ..
وقف يقاطعه : ومادامك ماتأكدت اذا هي بنتك او لا .. ليش ماخليتها تروح
عند امها اللي ولدتها على الاقل هي متأكدة انها بنتها .. ورحمتها منك ومن
مرتك وعيالك اللي ماريحوها ..
قرب منه ومسكه من رقبته : مالك شغل بحياتي .. اسوي اللي ابي وهالبنت
بربيها على كيفي واذا تظن انها بتتمرد علي وتمشي طريق امها بذبحها قبل
تفضحني بين الناس ..
كتمت انفاسها وهي تسمع نقاشهم الهامس " يمكن تكون بنته هو ! " ترددت
هالكلمة بداخلها .. طعنة جديدة اوجعتها .. انتظرت عمرها كله تبي تعرف
شي عن امها .. ويوم عرفت اليوم شي عنها لقت نفسها في دوامة جديدة ..
من هو ابوها .. وهاللي عاشت عمرها معاه ورباها من يكون بالنسبة لها ..
هنا جاوز الألم حدود احتمالها .. كان ودها تصرخ فيهم تبي تبعدهم عنها
تبي ترتاح من هالحياة اللي تعيشها حتى عمها اللي تحبه يمكن يكون شخص
غريب بالنسبة لها .. ومجرد ما اختفت اصواتهم وعرفت انهم طلعو من
الغرفة .. بدت تسترجع كل الكلام اللي سمعته .. ابوها ماكان الرجل الوحيد
بحياة امها .. او بالاصح هالرجل الغريب اللي ماتدري وش صلة القرابة
بينهم ..
دخلت عليها الممرضة مبتسمة وبيدها الابرة المسكنة شافتها تحرك يدينها
وكأنها بتقوم .. : ايه ..؟ عاوزة اية ؟
مسحت دموعها بيدها : ابي اموت .. تكفون خلوني اموت .. مابي اعيش
مسكت يدها ووقفت جنبها تتأملها كل من يشوفها يعرف في ملامحها حالة
الضياع اللي تعيشها .. واستها بكلمات كانت في نظرها مالها اي قيمة تذكر
الا انها تحصيل حاصل شي يقال ويتكرر وبالاخير راح ترجع لنفس العذاب
اللي تعيشه .. نفس الألم يتكرر باختلاف نوع العذاب بكل مرة .. ام مجهولة
وقذف في العرض والشرف .. تعذيب جسدي ونفسي واخيرا اب مجهول
الهوية هو الآخر .. غمضت عيونها وهي تحس بوخز الابرة الخفيف وفي
داخلها صراعات مؤلمة جدا ..




/
\
/
\



بعد غيابه اللي امتد لفترة مو قصيرة رجع هاليوم .. كان مرهق نفسيا ومحتاج
للراحة .. تغيب اسبوع واجبرته عملية الزايدة ان يتغيب اسبوع آخر .. ماكان
ابد يفضل الهروب .. لكن في حالته الهروب ارحم له بكثير من الصراحة القاتلة
صعب جدا انك تخذل شخص كيف اذا خذلت عائلة بأكملها هنا بالنسبة له تكمن
قمة الصعوبة .. يحس انه خذلها هي واهلها وابوها المقعد .. ماكان يملك خيار
ثاني ابد .. كان صادق في مشاعره ولكنه اخطأ بتسرعه .. وحبه الوليد دفن في
مهده بسبب عادات بالية اكل عليها الزمان وشرب ومادام خطى كل الخطوات
بنفسه بكل شجاعة .. هالخطوة لازم يستجمع كل شجاعته وينهيها .. كان شعور
مخجل بالنسبة له لكن افضل بكثير من الهروب .. : السلام عليكم ..
ابتسامة فرح اعتلت وجهه وهو يشوفه جاي بعد طول انتظار : وعليكم السلام
مد له يد يصافحه .. لكنه دنق عليه يحب راسه : شلونك ياعم عساك بخير ؟
مازالت ابتسامته النقية تزين وجهه البادية عليه علامات الكبر ومتاعب الدنيا
وهمومها : بخير وانا عمك .. يالله لك الحمد ..
كان يحس انه مجرم بهاللحظة ملامح الفرحة اللي بادية على وجهه متأكد انها
راح تختفي بعد دقائق بس .. ماكان يبي هالحلم ينتهي بهالمكان لكن لازم يكون
صارم بقراره ومع الأيام قد تغتفر غلطته : والله مادري وش اقول لك ياعم
بس ان شاء الله انك تقدر وضعي وتفهمني ..
شاف تغير ملامح وجهه وحس بتأنيب ضمير كبير .. تردد كثير قبل مايكمل
كلامه : انا كلمت الأهل على موضوع الخطبة .. لكن الوالد رافض اخذ من
برا العايلة .. ويبيني اخذ من بنات عمي وانا ما اقدر اكسر كلمته .. " ماكان
يبي يقول له سبب ابوه للرفض .. ماكان يبي يكبر المشاكل يكفي ان الرفض
بحد ذاته موجع " ادري انه مالي حق اجي اقول هالكلام الحين ويشهد علي
ربي اني ماجيت لكم ولا خطبت وتكلمت الا وانا شاري بنتكم بس الله ماكتب ..
وماجيت اليوم الا ابيك تعرف بكل اللي صار وابيك تعذرني .. ادري انه مالي
عذر ولا فيه شي يشفع لي ..
اشر له يسكت كان الكلام كافي انه يوضح له كل الموضوع شافه مرتبك ومو
عارف يرتب كلامه .. كان واضح عليه الاحراج مو عارف يجمع كلامه زين
او حتى ينسقه : الحمدلله على كل حال .. مسموح ياولدي روح الله يسهل لك
دربك .. وبنتي بيجيها نصيبها الله اللي خلقها قسم لها رزقها ومحد موقفه ابد..
نبرة الخذلان اللي لمسها بصوته كانت مؤلمة بالنسبة له كره نفسه كره كل شي
وقف بينه وبينها .. كان فعلا يبيها بس اللي يصير غصب عنه ومهما صار ما
يقدر يغضب ابوه لأي سبب من الاسباب .. ممكن مع الأيام ينساها ويروح كلن
لنصيبه .. فرك يدينه بتوتر ماكان يدري اذا يحق له بهالطلب او لا .. : والله
اني جاي اقول لك اليوم عشان لا تقول ماهو قد كلمته .. وماتتصور وش كثر
هالموقف صعب علي .. بس ابيك تعرف اني بحاول اقنع ابوي برغبتي واذا
الله كاتب لي نصيب معاها باخذها .. بس مابي اوقف في طريقها متى ماجاها
نصيبها الله يوفقها ..
كان هالكلام يطعن بقلبه قبل يتكلم فيه .. كان اصعب شعور له هو انه خذلها
مايدري الحين لو عرفت باللي صار وش يكون موقفها .. غمض عيونه مايبي
يفكر اكثر .. الجلسة اليوم مختلفة كثير عن اللي قبل .. فرق شاسع مابين بداية
حلم .. وبين قتله على الطريقة التقليدية .. اعجب بشجاعة الشخص اللي جالس
قدامه كيف انه تقبل الموضوع ومارفع صوته او كبر المشكلة .. ماكان يدري
انه تعرض في حياته لمتاعب اكبر علمته الصبر حتى في اصعب الظروف ..
تسائل بداخله اي قلب مثقل بالجراح يحمل هالانسان ومع ذلك يبتسم في وجه
اقسى الظروف حس انه اليوم مجرم قتل الفرحة في قلب يستحقها وبجدارة
مايدري وش الكلام اللي دار بعدها كان شعور القهر بداخله مسيطر عليه ومو
مخليه يركز باللي حوله ابد استأذنه راجع بخطوات مكسورة .. مايبي يلتفت
وراه ويشوف وش اللي خلفه قراره المتسرع ركب سيارته راجع لشقته اللي
تجمعه مع مجموعة المدرسين .. ورغم احساس الألم الكبير اللي بداخله الا انه
ارتاح من التفكير في هالموضوع اللي اتعبه من فترة .. ممكن تكون صراحته
موجعة .. لكنها اهون من الانتظار اللي ماينعرف وش تاليه ..


/
\
/
\



رغم انها طلعت مع خواتها وبنات عمها من بعد صلاة العصر لوحدة من بنات
الديرة يقضون وقت العصر عندها ويتقهوون الا انه فكرها كان مشغول باللي
جاي لابوها .. تعليقات البنات عليها كانت تزيد الفرحة بقلبها .. بداخلها كبر
شعور الفرح انه رجع لها وماخذل انتظارها ابد .. انتبهت من سرحانها على
صوت سارة اللي تقول بأسى : راحت نورة والحين انتي وانا متى يجيني حظي
واعرس واروح للرياض ..
كانت حاطة يدها على خدها وتناظرها : وراتس ماطريتي العرس الا عقب ما
جانا نصيبنا انا ونورة ... ولا قبل راضية بحالتس وماتكلمتي ..
تكملت بحماس : قبل ماكنت اظن احد بيخطبنا الا من الديرة .. بس دامه جاتس
نصيبتس وجا لنورة بعد وش اللي قاصرني مايجيني واحد من الرياض يخطبني ..
كانت اوقات تكره فيها مقارناتها الكثيرة واللي تحسسها انها تحسدهم على نصيبهم
اللي جاهم : النصيب الله اللي كاتبه .. لو سعيتي بيديتس ورجلينتس غير اللي الله
كاتبه مابيجيتس مير اركدي وعن الطفاقة والحسد ..
شهقت وضربت على صدرها : افااا يابنت عمي الحين انا احسدكن ؟ والله اني
مابي الا مثل حظن ..
قاطعتها وهي تضحك : هذاتس قلتيها الحين حاسدتنا على حظنا وكل ماقمتي و
قعدتي قلتي ليش يجيكن وانا مايجيني ..
قربت منها شيخة ومسكتها مع يدها .. وتكلمت بهمس : فضحتونا اسكتن يامال
الصلاح .. هرجكن الفاضي قولوه لا رجعنا هالحين كلن بيحتسي عنكن ..
بعدت يدها عنها وقالت بجدية : وشوله اسكت انا .. سكتيها هي اللي من جلسنا
وهي حظتس وحظتس .. وش حظه ياحسرة هاللي تحتسي عنه ..
عم الصمت المكان والكل انتبهو لهالنقاش الحاد .. كانت الجلسة فيها مجموعة
من بنات الديرة القريبات منهم واللي حتى علاقتهم فيهم مو ذاك الزود .. لكن
هالنقاش خلا الكل ينتبه لهم ويركز على كلامهم .. قامت موضي على طول
طالعة لانها تعرف سارة لسانها طويل ومستحيل تطلع من هالحرب خسرانة
بتقعد تراددها بالكلام وبتكبر السالفة .. لبست عباتها وتغطت وطلعت .. مشت
وراها هيا ومسكتها مع يدها .. صرخت فيها : هيونة وخري عني مالي خلق
احد لا تخليني احط حرتي فيتس ..
شدتها بقوة ووقفتها : ويهون عليتس تغلطين علي وانا مالي ذنب .. بعدين وين
تروحين له والرجال قاعد مع عمي عند بيتكم .. ياموضي سارة وتعرفينها من
زمان ماهوب اول مرة وهذا حتسيها .. تعوذي من ابليس وارجعي معي نقعد
معهن ونسولف الين يذن المغرب ..
ابتسمت بخاطرها على كلامها : برجع عشانتس انتي .. ولا اختس ذي يبي لها
من يقص لسانها ..
رجعو ثنتينهم وقعدو مع البنات .. كانت جالسة بين شيخة وهيا وماتناظر سارة
ابد .. ماكانت تبي تحتك فيها لانها ماتبي تزعل منها وتكبر بينهم المشاكل مع
الوقت بيروح كل اللي بخاطرها وبتسولف معاها وتضحك مثل كل مرة بعد
مشاحناتهم .. بعد ماغربت الشمس رجعو كل البنات لبيوتهم كانت تحس بلهفة
كبيرة تبي تعرف وش صار عليه اتفاق ابوها معاه .. وكل ماقربت من البيت
تزيد نبضات قلبها تسارع وقوة ماشافت ابوها بالخارج وسارعت خطواتها
تبي تسمع الاخبار منه .. دخلو البيت ودخلت تتوضا وهي تسمع اذان المغرب
كانت تشوف نظرات ابوها لها وهي تدري انه ماراح يتكلم الا بعد مايصلي ..
ورغم هذا كانت لهفتها اكبر من احتمالها كانت تتمنى لو بيدها تروح وتسأله
عن كل التفاصيل .. ومتى موعد العرس ومتى اهله بيجون .. لكن كبتت كل
هاللهفة تنتظره يكلمها بنفسه .. صلت المغرب بغرفتهم وقعدت تسبح مكانها
سمعت صوته بالصالة يناديها .. حست قلبها طاير فرح كان ودها انها تسابق
الوقت وتروح له بس هدت نفسها وطلعت له : سم يبه ..
اشر لها على مكان جنبه : تعالي وانا ابوتس ..
تذكرت نورة وموقفها يوم قال لها على خطبتها .. وتمنت وقتها تعرف اذا
هي مبسوطة او تعيش بحزن قعدت جنبه وهي منزلة راسها منتظرته يتكلم
ويقول لها كل التفاصيل .. ماطال انتظارها قبل ماتبدأ تسمع الطلقات اللي
قتلت حبها البريء : يابنيتي الظاهر مالتس نصيب مع الرجال .. ابوه يبيه
ياخذ وحدتن من بنات عمه .. والولد مايبي يكسر كلمه ابوه ..
رفعت راسها مصدومة تبي تستوعب اللي سمعته .. ماكانت تبي تصدق اللي
انقال يمكن لو ما جا من الاساس كان ارحم من انه يجي وتبني كل احلامها
عليه وبالآخر تضيع هالاحلام كلها .. ورغم كلام المواساة اللي تسمعه الا
انها تحس بجرح اكبر بداخلها من كل كلام ممكن ينقال الحين .. ابتسمت
وهي تخفي اوجاعها قامت وحبت راسه وقالت بكل هدوء : الحمدلله على
كل حال .. لا يضيق صدرك يبه ولا يتكدر خاطرك ولا انا ماعلي اصلا
انا مابي اروح عنكم بعدين شلون اعرس وشيخة مابعد اعرست وهي اكبر
مني ..
قاومت دمعتها لا تنزل وابتسمت لكل العيون اللي تناظرها وراحت للغرفة
على طول .. قعدت تلم الغسيل اللي تبي تغسله شافت شيخة تدخل الغرفة
وابتسمت لها .. : وين هدومتس اغسلهن معي ؟
مسكتها من يدها وجلستها : موضي لا تكتمين ضيقتس بقلبتس .. صيحي
وربي بترتاحين ..
بعدتها عنها وهي تقوم : ومن قال لتس اني بصيح وانا اعرفه ولا اعرف
من هو ولده عشان اصيح عليه ..
لاحظت رجفة صوتها .. كانت تدري باحساس الخذلان اللي تعيشه سبقتها
بهالتجربة قبل وتعرف بالضبط وش هو احساسها : تراه يبيتس قال لابوي
انه مايبي غيرتس ..
التفتت عليها بعصبية وقربت منها ماتبي احد يسمعها : لا تلعبين علي يا
شيخة .. باتسر يعرس على بنت عمه وينساني .. ومن اللي قال لتس انه
يبيني ابوي ماقال شي انا سمعت كل شي بأذوني يقول انه يبي بنت عمه
مسكتها من كتوفها وجلستها بالقوة شافتها ترتجف من عصبيتها : موضي
اسمعيني ولا تقهرين نفستس .. تراه راح وهو يبيتس ولو قدر يقنع ابوه
بيرجع لتس .. والله ان امي تقوله ..
هزت راسها بالنفي وهي تبلع ريقها : مابيه .. والله ماعاد ابيه ..
كانت عيونها مليانة دموع .. وهي مركزة نظرها على شيخة .. واول
ماغمضتها تساقطت بغزارة على خدودها .. كانت تبكي حبها اللي انتهى
بهاللحظة .. هي كانت حاسة انه غيابه لسبب كانت متأكدة ان اهله رفضو
دايم احساسها صادق وعمره ماكذب عليها .. وهالمرة رغم انها كرهت
هالاحساس الا انه كان صادق .. انتبهت لسارة اللي جالسة جنبها وهي
لابسة جلالها ودموعها بعيونها : موضي ورب البيت مانيب احسدتس
على حظتس والله اني ابي لتس السعادة .. وحتسيي اللي قلته بس تمنيت
حظي يزين انا بعد .. تكفين لا يجي بخاطرتس شي علي وربي من قالت
لي امي دموعي ماوقفن ..
مسحت دموعها وهي مبتسمة : علامكن يابنات الا تبون تصيحوني ..
" قامت وسحبت سارة من يدها " .. تعالي نغسل غسيلنا الليل توه بأوله ..
راحت معاها سارة تبي تضيع معاها الوقت .. تبي تشغلها بأي شي ولا
انها تفكر بحياتها واللي صار لها اما شيخة كانت تناظرها بألم ولو انها
حسدتها على قوتها .. رغم الموقف اللي انحطت فيه الا ان ابتسامتها ما
فارقتها وقدرت تطلع من الموضوع بدون ادنى نقاش .. تدري انها راح
تتألم فترة مو بسيطة .. لكن اللي واضح عليها انها تبي هالمشاعر بينها
وبين نفسها ..
اما موضي اللي كانت قاعدة عند طشت الغسيل وتغسل ملابسهم وطول
الوقت تسولف مع سارة وكأنه مافي شي صار ابد رغم انه داخلها كان
يصرخ ويتعذب الا انها قاومت كل احاسيسها .. ماتبي تزيد فوق هموم
امها وابوها هموم اكبر من احتمالهم .. بعد مانام الكل راحت لفراشها ..
انسدحت جنب منيرة اللي تنام جنبها بكل ليلة وعطتها ظهرها وبدت اولى
فصول بكائها المرير على حبها اللي انتهى .. حطت يدها على فمها تكتم
صوت شهقاتها .. واحساس الضيق بداخلها يكبر مع هالهدوء القاتل كانت
متأكدة ان اي صوت ممكن تصدره بيسمعه كل من في الغرفة ماقدرت
ابد تنام .. قامت بكل هدوء وتوضت كانت تحس الضيق اللي بصدرها
اكبر من حدود احتمالها .. فرشت سجادتها وبدت تصلي الليل ترتجي
رحمة ربها وغفرانه .. رفعت يدينها للسما ودعت ربي يخفف عليها اللي
تحسه بهاللحظة .. " اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها " ..



/
\
/
\




جالسة بجناحها طفشانة ماتبي تطلع وتضايقهم بطلعتها .. الحين صار لها
اسبوعين من تزوجت .. والحفلة راح تكون بعد نهاية الاختبارات .. مافي
جديد تغير بحياتها الا انها تعودت عليه اكثر وصارت تسولف معاه اكثر
من اول .. ولو انه مازال على صمته اغلب الاوقات .. سمعت صوت طق
خفيف على الباب .. حست بفرحة كبيرة وقامت تفتحه على طول ابتسمت
اول ماشافت لمياء واقفة تناظرها .. : السلام عليكم ..
سلمت عليها وهي فرحانة فيها : يالله ان تحيها والله اني زهقت بلحالي و
جابتس الله لي ..
ميلت راسها وهي تشوف فرحتها : ادخل ولا بتخليني واقفة عند الباب ؟
ابتسمت بخجل وهي تدخلها لداخل الجناح : اعذريني والله من الربكة مدري
وش اقول .. حياتس البيت بيتس ..
جلسو ثنتينهم بصالة الجناح وبادرتها لمياء بالكلام : جايبة لك سلام كثير
من اهلك وامك وخواتك ..
لمعت الفرحة بعيونها وهي تقول بلهفة : شلونهن وشلون الديرة ؟ وابوي
وش مسوي؟ واهل الديرة كلهم تكفين وش هي اخبارهم ؟
ماحبت تقول لها على سالفة موضي اللي عرفتها يوم جاتهم البيت ماتبي
تكدر خاطرها وهي توها عروس .. : بخير وعافية .. ويسلمون عليك
" فتحت شنطتها وطلعت مجموعة اوراق " وهذي رسايلهم ..
مدت يدها بكل لهفة وخدتهم .. بدت تفتح الاوراق وتقراهم تقوس فمها
وهي تقرا حروفهم وبدت الدموع تتجمع بعيونها .. كانت تبتسم وتقطب
حسب الكلام اللي تقراه .. لاول مرة تلاحظ هالشي عليها وجهها مراية

صافية تعكس اللي بداخلها بكل وضوح .. حطتهم جنبها ورفعت راسها
تناظرها : عسى الله مايحرمني منهم .. " ابتسمت لها وهي تقاوم رجفة
شفايفها " شلونتس انتي ؟ عساتس طيبة ؟
مدت يدها ومسكت يد نورة : انا بخير .. " وبعد تردد " نورة ..
نورة : سمي ..
تأملتها لثواني وقالت بعدها : الحين انتي تقابلين طلال كذا ؟
ناظرت نفسها وهي لابسة تنورة بيج مع توب باكمام طويلة لونه بني ..
وشعرها لامته كله على ورى .. : ايه
ضحكت ضحكة خفيفة : نورة تراه رجلك مو واحد غريب الله يهداك
انتي لازم تلبسين له .. يعني لبس دلع شوي ترى اذا مالقى هالشي عندك
بيدوره عند غيرك .. لاتخلينه يناظر احد وانتي موجودة ..
حست بكلامها يحرك كل احاسيسها اللي بداخلها وقالت بخجل : شلون
البس له يعني ؟ لمياء والله اني استحي منه ..
قامت ومسكت يدها تقومها : مع اني للحين ماجربت وضعك بس بعد
لازم تخلينه يموت عليك ومايناظر غيرك .. انتي قمر بس لازم يشوف
انك تتجملين له ..
وصلو لغرفة الملابس فتشت بين الملابس اللي شرتها لها هي والبنات
يوم يجهزون لها سحبت فستان تركواز مموج قصير وطلعته لها تبيها
تشوفه : شرايك ؟
فتحت عيونها متفاجأة : وشو ؟ " واول ما انتبهت لابتسامتها ركضت
طالعة من غرفة الملابس " لا والله ما البسه صاحية انتي والله لاموت
مكاني ولا لبسته ..
طلعت وراها وهي ميتة ضحك عليها : نورة تكفين تعالي .. يابنت الناس
خلينا نتفاهم بالأول وبعدها احلفي على كيفك ..
قعدت بكل قوتها : الظاهر انتس انهبلتي شلون امشي واتحرك وهذا علي
لا .. يالمياء دوري لي غيره ..
جاتهم سما تركض وهي تسمع اصواتهم : هلا والله لمو عندنا .. اعترفو
وش عندكم ..
وقبل تقعد مسكتها لمياء تقومها : قومي سلمي بالأول وبعدها ضفي وجهك
هذي السوالف للكبار .. يالله توكلي ..
مسكت نورة بيد سما : لا خليها تقعد وتفكني من شرتس والله انتس بتطلعين
الشيب براسي .. ياناس فكوني منها هذي تبيني افصخ الحيا ..
كانت لمياء ميتة ضحك على خجلها وحركاتها العفوية : يابنت الناس وش
تفصخين الحيا هذا رجلك لو مالبستي له انتي من يلبس له .. بعدين هذا مو
عاري مرة .. خليت العاري بعدين خلينا بالاول نفك العقدة شوي شوي ..
ضحكت سما بصوت عالي : اجل هذا سبب صراخكم .. عادي ياشيخة انا
البس اقصر من هذا عنده ..
طقتها لمياء على راسها : لانك فاصخة الحيا .. يالله عاد يانورة لاتصيرين
عنيدة ترى ماتعيشين معاه .. عاد هو والعناد توأم ..
هزت راسها بالنفي .. وراحت سما تفتح التلفزيون .. ناظرتها لمياء مقهورة
منها على برودها : سموي تعالي ساعديني اقنعها .. وربي هالبنت عنيدة ..
قعدت تقلب بالقنوات وطلع لها مسلسل خلت عليه ونادت على نورة تجي
تجلس جنبها .. وجاتهم لمياء متنرفزة من حركاتهم : نورة ؟ الحين هذي
بعمرك يوم تسمعين لها وتطنشيني ؟
ضحكت سما وهي تناظر نورة .. : تخيلي كل يوم طلول يناظر بهالممثلات
وكشختهم ..
فتحت عيونها تناظر التلفزيون والتفتت بعدها على سما : عن النصب عاد
ما اشوفه الا يحط على الاخبار ..
مسكتها لمياء من يدها تقومها : ايه بلاك ماتدرين وش يشوف من وراك ..
تعوذي من ابليس وتعالي اكشخك .. والله لاخليه اليوم ينهبل عليك ..
كانت كاتمة ضحكتها طول الوقت ووجهها صاير احمر من الاحراج مشت
وراها ودخلو غرفتها .. راحت لمياء للتسريحة وجلستها على الكرسي ..
وبدت تحط لها شوي ميك اب .. : نورة حبيبتي كل يوم بدل هالجلسة لحالك
شوفي سما ولا رسيل تعلمك تحطين مكياج " وعشان ماتحرجها : انا
للحين ما اعرف اسويه تمام .. بس رسيل ماشاء الله عليها محترفة وتضبطه
تمام .. هي اللي علمتني وانتي شوي شوي بتصيرين تعرفين تحطين لمسات
خفيفة تزينك ..
سما وهي تمسك شعر نورة الطويل : وشعرك لازم تقصينه بعد ..
التفتت على سما بسرعة : لا مانيب قاصته ..
مسكتها لمياء مع دقنها ولفتها عليها : مو تقصينه بس يعني تدرجينه ..يصير
فيه طبقات .. بيكون احلى وتغيرين لوك ..
كانت تسمع لهم وبعض الكلمات الانجليزية ماتفهمها بس فضلت تسكت ولا
تسأل وش معاني هالكلمات .. واستسلمت لرغبتهم انهم يغيرون من شكلها
شوي كانت عنيدة اوقات لكن اذ وصل الامر عند طلال تتنازل عن هالعناد
وترضخ لهم .. طلعو من عندها وقعدت بجناحها تناظر التلفزيون ..




/
\
/
\



وصل بعد صلاة العشا للبيت .. شاف امه وخواته ولمياء قاعدين بالصالة
مايدري ليش انقهر انه ماشاف نورة معاهم .. يمكن لانه يبيها تختلط باهله
وتعيش حياتها طبيعية مثل ماكانت مع اهلها .. : السلام عليكم ..
ردو عليه السلام وقرب من امه حب راسها وسلم بعدها على لمياء وجلس
جنب امه : شلونك يمه ؟
ابتسمت له وهي تعيش هالايام اسعد ايام حياتها .. شوفته مستقر وزوجته
معاهم بنفس البيت .. كانت احلى امنية ترددت في بالها السنوات الاخيرة ..
وتعبت الى ان حقق لها هالامنية : انا بخير انت شلونك ؟
سحب الريموت من يد سما وحط على قناة " العربية " قناته المفضلة على
طول التفتو سما ولمياء لبعضهم وابتسمو ... : الحمدلله بخير ..
كان وده يسأل عنها بس مايدري ليه مايبي يبين لاحد اهتمامه فيها .. تكلمت
امه : طلال الله يهداك وانت توك معرس ماتركت اشغالك ؟ المسكينة مخليها
لا تاخذها ولا توديها هذا وانتو بثاني اسبوع تراها ماعاشت قبل ولا شافت
دنيا .. وتوها ماتعودت علينا ولا على الناس لا تصير حتى انت بعيد عنها..
هز راسه بدون مايلتفت لها : ان شاء الله ..
تكلمت لمياء مقهورة من بروده : طيب روح اقعد معاها ونسها ليش مخليها
لحالها ؟
التفت لها ورفع حاجبه يناظرها : ليش مانزلت تقعد معاكم ..
ردت عليه سما : كنا عندها فوق تونا من شوي نزلنا .. الظاهر انها تنتظرك
رجع يطالع الاخبار وهو متجاهل تهامسهم وراه .. ماكان يبي يقوم لها على
طول بعد كلامهم .. وبنفس الوقت يبي يطلع قبل يجي ابوه ويضطر انه يقعد
معاه .. دقايق واستأذنهم طالع لجناحهم .. اول مادخل شافها جالسة تتابع لها
برنامج .. على طول من شافته حست باحراج فظيع .. كانت دايم تقوم له اذا
جا .. بس اليوم ماقدرت تقوم ... اول ماشافها ابتسم " اجل لاعبتها صح لمو
ياحبي لها هالبنت "
: مساء الورد ..
وقف يناظرها .. ينتظر منها اي رد عليه بس حس انها منحرجة من هاللبس
دخل الغرفة ومسكت خدودها تتحسس حرارتها من قربه منها وقف عند باب
الغرفة : نورة .. " رفعت نظرها له وابتسم لها " تعالي شوي ..
قامت وراحت له شافته فاصخ شماغه وواقف يفك ازرار ثوبه : هلا
مسكها من يدها وقربها منه .. نزلت راسها على طول رفع خصلات شعرها
اللي نزلت على وجهها : الى هالحين تستحين مني ؟
ماردت عليه رغم انها صارت تسولف معاه بالفترة الاخيرة بس لبسها اليوم
مخليها مستحية من وقفتها معاه .. ركز نظره فيها : طيب ناظريني شوي
بس .. ليش تنحرجين مني ؟
ناظرته بابتسامة : لانك تحب تحرجني ..
هز راسه بإيه : تصيرين احلى .. " ناظرها من فوق لتحت " وين مخبية عني
هالزين كله ؟
دفته عنها شوي : طلاااااال ..
ضحك وهو يشوفها : تعالي والله بقول لك شي قبل ..
" انتظرها تجي تقرب منه بس شافها للحين بمكانها " خلاص ماعاد امدحك ابد
انا اول مرة بحياتي اسمع انه فيه بنت ماتحب المدح .. ولا تقولين بعدين ليش
ماتسولف معاي وماتعطيني وجه .. انتي اللي ماتبيني اسولف معك ..
" مد يده لها وكمل كلامه " يالله ماعلينا تعالي اجلسي جنبي ..
جلست جنبه على السرير وهي تهمس : انت تبيها من الله ..
لاول مرة من تزوجو يشوف حنين مكانها .. ماكان اللي بقلبه شوق لها كثر
مايحس انه مجرد ذكراها تهدده انه مايتمادى مع نورة اكثر عشان لا تقابله
بنفس المعاملة .. مايبي يضعف قدامها وتستهين فيه وتتخلى عنه .. رغم انه
للحين مابعد عرف اطباعها واسلوبها بالحياة ولا حتى مبادئها واولياتها بس
مايبي يفشل بهالتجربة بنفس طريقة فشله في تجربته السابقة .. حست بيده
تضغط على يدها بقوة سحبتها من يده وانتبه من سرحانه على هالحركة : ان
شاء الله الاسبوع الجاي بيسوون حفلة كبيرة عندنا هنا بالبيت .. عازمين كل
معارفنا واقاربنا .. وهالحفلة لك انتي مابي اقول لك ابيك تكونين احلى وحدة
لان هالأمور انتي ابخص فيها وتعرفين شلون العالم يشوفونك ..
ابتسمت له بعذوبة رغم توترها تجاهل ابتسامتها وكمل كلامه : المعازيم راح
يكونون كثير يعني ضعف اللي كانو بالزواج ويمكن بعد اكثر ادري انه بيكون
صعب عليك بس امي وخواتي موجودات وانا داري انهم مو مخلينك .. اللي
ابيه منك تكونين قوية وتفرضين وجودك .. وتجاهلي اي همز ولمز ممكن
يدور حولك ..
ماتدري ليه كلامه خوفها من هالمجتمع اللي بتشوفه معقولة هالبيت هم صورة
حسنة عن اللي بالخارج ومساوئهم .. هل هم من نفس نمونة رسيل او اكثر
شراسة تمنت بهذيك اللحظة اهلها يكونون معاها بس ماتكون وحيدة في مواجهة
عالم جديد تجهله .. حس بالصراع اللي فيها وتكلم يطمنها : لا تخافين انا بس
ابي اهيئك قبل ماتتفاجأين فيهم .. ولا تراهم ناس مثل كل الناس ..
طالعت بعيونه اللي تناظرها : مدري ليش احس انه ورا هالحتسي شي .. بس
ان شاء الله ربي ييسر امري ..
سمعو صوت طرقات مستعجلة على الباب قومها وهي يقوم معاها : روحي
افتحي الباب وانا ببدل واجيك ..
قعدت مكانها على طول : لا مابي اروح .. روح انت شلون اطلع وهذا شكلي
طلع بدون مايرد عليها .. اول مافتح الباب طلعت بوجهه سما وهي شايلة صحن
العشا ومعاها الشغالة اللي شايلة باقي الاغراض بابتسامة واسعة : هذا عشاكم
شد شعرها بيده : وانتي عمرك جيتي لي ولا طقيتي بابي .. ولا كل هذا لقافة
تجري بدمك ..
بعدت عنه وهي تدافع عن نفسها : لا والله امي قالت لي ودي لهم العشى فوق ..
فتح لهم الباب يبيهم يدخلونه .. كانت عيونها تتلفت تدورها مع انها اول ماشافت
وجهه العابس حقدت عليه .. حطو العشى على الطاولة ورتبت الشغالة الصحون
والملاعق وطلعو .. صوت لها من الصالة : خلاص راحو .. تعالي تعشي ..
شافها وهي تمشي منحرجة وقعد يطالعها كان يدري انها بتنحرج منه اكثر بس
يبيها تتعود عليه اكثر جلست معاه وبدت هي تسولف : جاية تشوفني ؟ " كملت
وهي تشوف ابتسامته " كانت عندي هي وابلة لمياء قبل لا تجي ..
كان عارف هالشي من شاف تغير شكلها : اجل ليش مستحية تفتحين الباب ؟
وبعدين اسمها لمياء .. ليش الرسمية بزيادة ..
ماكانت تحب تاكل اذا صار يناظرها .. ومجرد ماتشوفه منشغل بالاكل تبدا
تاكل براحتها : خفت انها خالتي اللي جاية " وفجأة تذكرت وتكلمت بحماس "
جابت لي رسايل من خواتي وبنات عمي .. كلهن كاتبات لي وش يصير معهن
كل يوم ..
شاف بعيونها فرحة كبيرة وهي تسولف عنهم .. كانت تقول له كل وحدة وش
كتبت لها وتضحك ومن بين تعليقاتها كانت تسولف عن كل وحدة فيهم وش
تعني لها .. كان يسمع الكلام بس كان غارق في بحر عيونها .. بداخلها لمعة
براءة تجذبه بشكل كبير حتى لو تجاهلها ..




/
\
/
\



كانت معصبة ومتنرفزة من الكلام اللي تسمعه .. مو من طبعها انها تعصب
او تتكلم بصوت عالي دايم وهي الانسانة الهادية اللي تتحمل كل شي وتسكت
بس هالمرة ماراح تتحمل الظلم وترضى فيه .. : الحين انت من جدك تقول
لي هالكلام ؟ يعني شلون بيمنعني اتزوج اللي ابي .. على الاقل آخذ ولد خالي
ولا اتزوج واحد من ربعه واتعذب عمري كله ..
حاول انه يهديها ويفهمها كل شي بهدوء : يادانا افهميني هو ماقال شي ..بس
يوم تهاوش هو وخالي قال له انه مايبيك تاخذين يزيد .. وبناته ماراح يزوجهم
الا اللي يرضاهم يعني ماراح يجبرك على احد صدقيني ..
قاطعته بنرفزه : كلها نفس المعنى يعني يبي يزوجني من اللي يعرفهم ويزيد
مستحيل اتزوجه ..
يوم انتبه لسكوتها تكلم : انتي تبين يزيد ؟
ترددت بالاول بعدها قالت بهدوء : مو مهم من يكون يزيد او غيره .. بس
تكفى مابي اي احد يجيني من طرفه .. مابي اي احد هو يعرفه ..
قاطعها بسرعة : يعني موافقة على يزيد ؟
تكلمت قبل تتراجع بآخر لحظة : ايه
عادل : اجل نملك على يزيد بكرة .. واي وقت تبين الزواج حتى لو بعد سنة
براحتك بس اهم شي تكونين متملكة ومايقدر يجبرك على شي ..
ترددت كثير قبل ترد عليه انتظرها لدقيقة وبعدها تكلم : والله ماراح تلقين احسن
منه وانا اعرفه .. راح يفهمك وينسيك حياتك اللي قبل عشتيها ..
غمضت عيونها بقوة وهي تستجمع قوتها : زين .. بس العرس مابيه الين اكون
مقتنعة اني ارتحت لوضعنا بالاول ومابي احد يضغط علي ابد .. ومابي اشوفه
الحين .. ولا حتى ابي اكلمه .. بس ملكة .. " وتذكرت بآخر لحظة " ايه تعال
شلون نملك بدون فحص .. مايصير ..
ضحك على غبائه : اوف مادري شلون راحت من بالي .. اجل تروحون بكرة
تسوون التحاليل .. وان شاء الله كلها يومين وتطلع .. دنو تكفين ابي الموضوع
يخلص وارتاح وربي اني شايل هم يطلع لنا ابوي بالسالفة لا عرف ..
تنفست بعمق .. وزفرت كل الهموم اللي بداخلها : اوكي على خير ان شاء الله
عسى الله بس يسهل امورنا كلها ..
كان هالقرار بالنسبة لها صعب لكن تجاوزته بكل سهولة مجرد مانطقه لسانها
رغم انها تسمع صوت نبضات قلبها اللي تحس انه بيطلع من مكانه .. الا انها
بدت تخف تدريجيا بعد ما اعلنت موافقتها .. ماقالت شي لامها تمددت بفراشها
وتركت هالمهمة لعادل يوصل لها كل اللي صار ..
ماعرفت تنام مثل الاوادم وهي كل ساعة صاحية تتقلب .. كان النوم مرهق
لها اكثر من انه يكون راحة .. وكل مافتحت عينها رجعت لها ذكريات ابوها
وبيتهم واصدقائه .. وهالشي يخليها تتمسك في يزيد اكثر .. يمكن ارتباط اسمها
باسمه يمنحها الامان اللي تفتقده قامت الصباح على صوت امها تستعجلها تقوم
عشان يروحون للفحص .. غسلت وبدلت ولبست عباتها وطلعت .. مسكت في
عباية امها تبي تستمد منها القوة .. كانت خايفة كثير من هالموقف وزاد رهبته
انها رايحة معاه .. وبتركب معاه بنفس السيارة .. كتمت انفاسها غصب عنها
ماتدري ليه حست انه حتى انفاسها ممكن يسمعها كانت طول الوقت ضاغطة
على شنطتها بقوة .. ومفاصلها صارت بيضاء من قوة الضغط ..
اما هو ماكان اقل منها توتر كان يحس بتوترها اللي نقلته له .. كل ما التفت
لخالته شاف حركة يدها واهتزاز رجولها وعرف مقدار هالتوتر اللي تعيشه
بهاللحظة .. خصوصا انه طبيب نفسي .. وكل هالانفعالات يعرف تفسيرها ..
كان عارف انه توترها مو بس خجل منه جزء منه كان خوف ولو انه يجهل
اسباب هالخوف .. ورغم انه يقابل الكثير من المرضى الا انه يكون هادي
الاعصاب ويتجاوب مع كل انفعالاتهم بكل تمرس .. الا هي كانت انفعالاتها
مربكة له .. يمكن لانه هو سبب هالارتباك انتقل له هالشعور..
وصلو للمركز ونزلت مع امها رايحة لقسم النساء دقايق جلستها قبل ما
ينادون على اسمها ابتسمت للممرضة وهي تمد يدها بخوف ..
مسكت يدها وابتسمت لها : ريلاااكس .. خليك هادية وماراح تحسين فيها ..
غمضت عيونها وهم يسحبون عينة الدم منها .. بعد ما انتهت نادتها تمليهم
بياناتها .. اشرت لها على مكان التوقيع .. وبعدها مدت لها الحبر عشان
تبصم على الورقة .. : مبروك.. ان شاء الله ربي يجمع بينكم على خير ..
ابتسمت بتوتر : الله يبارك فيك .. خلاص نروح ؟
تكلمت الممرضة : ايه تقدرون تروحون .. والتحاليل يستلمها العريس ..
تغطت وحطت عباتها على راسها .. شالت شنطتها وطلعت مع امها ليزيد
اللي كان ينتظرهم في السيارة ..




/
\
/
\




بعد 3 ايام قامت بعد صلاة الظهر بعد ماعجزت تنام بشكل متواصل اشغلت
نفسها بأي شي الا التفكير باللي يصير اليوم .. التحاليل وطلعت نتيجتها متطابقة
واليوم تحدد موعد الملكة .. وهذا الشي كان مرهق جدا لتفكيرها .. قررت تروح
تطبخ الغدى مع امها .. واول ماشافتها دخلت اشرت لها تطلع : مابيتس تسوين
شي روحي وراتس اختبار خلصي مذاكرتس همن تعالي ..
تكلمت برجاء : خليني شوي بساعدك وبعدها بروح اذاكر ..
حركت يدينها معترضة : دراستس اهم .. روحي الله يرضى عليتس ..
قربت من امها ومسكت يدها حبتها : تكفين مو قادرة اذاكر الحين .. ولا في شي
يشغلني .. خليني اساعدك ونسولف نضيع وقت ..
استسلمت لها بعد ما حست رغبتها الشديدة للهروب من الواقع اللي راح يصير
اليوم ..
حاولت انها تسولف مع امها على كل شي بحياتها القادمة وملكتها اللي بتصير
اليوم رغم انها ماتحس بفرحة ابد وكأنها مو معنية بهالشي .. كان كل تفكيرها
محصور بملكتها وابوها تبي تملك وترتاح من تفكيرها اللي أرقها من وصل
لها تهديده لخالها .. وبالفعل قدرت انها تشتت تفكيرها بالبيت والغدى وامها
عن التفكير اللي اتعبها ..
تغدو وراحت تريح شوي لوقت صلاة العصر ومن سمعت الأذان قامت توضت
وصلت .. وانسدحت مكانها على السجادة .. ماحست الا وهي تسمع صوت امها
ترحب بخوالها " دانا الحين مافي اي مجال للتراجع كل شي بيصير وبكون ليزيد
من اليوم " ابتسمت لنفسها ترضيها بهالقرار .. بعد حول الربع ساعة جاتها امها
تبيها تطلع تسلم على خوالها .. قامت معاها وراحت للصالة شافت خالها ابو يزيد
وخالها اللي اصغر منه واقفين مبتسمين لها سلمت عليهم ووقفت جنب امها تكلم
خالها ابو يزيد : شلونتس دانا ؟
ناظرته وشافته مبتسم لها .. بادلته الابتسامة : الحمدلله ..
قرب منها وحط يدينه حول كتفها : يابنتي مابيتس تشيلين هم وانا موجود ..
قلته لامتس قبل هذا هي عندتس اسأليه .. كل شي تبونه لا يردكم الا لسانكم
وولدي بيكون لتس الرجل الصالح اللي يخاف عليتس ويرعاتس ..
تسارعت نبضات قلبها وتأكدت في هاللحظة ان كل شي قاعد يصير فعلا
هزت راسها له وسمعت كلامه وكلام امها وخالها الثاني .. تمنت بهاللحظة لو
انها تعيش مثل اي بنت وابوها اللي يجيها يكلمها عن الشخص المتقدم لها ..
بلعت غصتها وهي تحمد ربها على كل حال .. شافتهم رجعو للمجلس اول
ماوصل يزيد ومعاه الشيخ اللي راح يملك لهم .. وجلست هي وامها وخواتها
بالصالة ..
بدا السلام والقهوة والضيافة وكلن فرحان بهالمناسبة .. تكلم الشيخ لهم بالاول
عن الزواج والامور المتعلقة فيه .. وقبل يبدأ بكتابة العقد سأل خالها : وين
والد العروس ؟
ابتسم له ابو يزيد : انا خال العروس ..
هز راسه مستفهم : يعني الوالد متوفي ؟
ابو يزيد : لا والله مو متوفي .. بس اختي منفلصة عنه من مده بدون طلاق ..
رجع القلم بجيبه : ما اقدر اكتب العقد الا بوجود ولي امرها .. ابوها واذا كان
متوفي احد الجدين .. لكن بهالحالة لازم وجود الأب ..
حاول انه يفهمه الموضوع بهدوء : بس ابوه راعي خراب .. ومانشوفه الا
سكران يا الله الصلاح ..
بعد تفكير طويل تكلم : اذا هالأمور فعلا هو يتعاطاها ماعليكم الا تروحون
المحكمة وتقدمون لهم الأدلة لاسقاط الولاية .. وبعدها يكون عمها او خالها هو
ولي امرها .. غير هالشي المحكمة ماراح تقبل عقد الزواج ابد ..
كان الكلام محبط لهم كلهم .. السؤال كيف يثبتون هالامور عليه وهو مايشرب
الا بالليل وفي البيت .. وبالنهار يروح لشغله ويمارس حياته الطبيعية الا اذا
غاب عنهم بالأيام وقتها مايدرون وش اللي يسويه من وراهم ..
كمل كلامه يبي يفهمهم الموضوع كله : لازم يكون عندكم اثباتات قوية لان
اسقاط الولاية مو امر سهل ابد .. وممكن ياخذ منكم وقت طويل قبل ان يتم
تحويل ولاية البنت لاحد محارمها ..
كان الشعور بالداخل محبط .. وشعورها هي وامها اكثر احباط هالشي الوحيد
اللي مافكرو فيه ابد ولا حتى توقعو انه ممكن يصير فتحت عيونها مصدومة
وناظرت امها برجاء : يعني شلون ماراح اتزوج الا اللي يرضى عليه ويبيه ؟
قربت منها تهديها : الله بيسهل امورنا وخالتس مهوب مقصر معنا ..
راحت للغرفة تصيح كانت مصدومة ماكان يهمها اذا راح تتزوج يزيد او اي
شخص ثاني .. بس ابوها واللي يعرفهم لا .. ماتبي اي احد من طرفه لو تقعد
طول عمرها عانس بس مايجي هاليوم اللي تصارع فيه نفس مصير امها ..
تمددت بفراشها وتغطت وهي تنتحب بشدة .. جو خواتها حولها وكل وحدة
فيهم تبكي مصيرها المشابه لمصير اختها حتى امهم اللي كانت تحس بفرحة
الكون كلها بقلبها انقلب فرحها لحزن وهم ..




/
\
/
\




نزلت مع رسيل وسما للسوق يبون يتقضون اغراض للحفلة .. دخلو اكثر
من محل فساتين مميزة لنورة وكل ماشافت فستان وعجبهم اعترضت على
انه عاري ومستحيل تلبسه .. شافت رسيل فستان عجبها كثير لونه بنفسجي
باكمام من الدانتيل .. فخامته ولونه تناسبها كعروس .. واللون راح يطلع
حلو على لون بشرتها خصوصا بعد ماغيرت جلسة البيت ونوعية الأكل لون
بشرتها وصارت افتح من قبل .. راحت لها ومسكت يدها : تعالي شوفي
هالفستان ولا تقولين فيه شي .. وربي جنان وياخذ العقل وبعد باكمام يعني
ساتر ..
ناظرته بتمعن .. : بس شوفي فتحة الصدر شلون نازلة ..
طنشت احتجاجاتها : الحين جاوبيني عاجبك ؟ حلو لونه ؟
قعدت تفكر وهي تناظره .. تأففت رسيل منها ومن صعوبة اختيارها هي
تبي لها فستان مميز وعلى الموضة .. كل صديقاتها جايين وتبي تكون زوجة
اخوها كاشخة على الآخر وماتبي احد يتكلم عليها .. : يالله عاد وربي ماراح
تحصلين احلى وافخم منه .. يجنننننن ..
اقتنعت اخيرا بكلامها : زين .. بس ياويلتس لو طلع عاري والله ما البسه ..
سحبتها من يدها وهي تتمتم بينها وبين نفسها " والله لو دفعت طلال هالقيمة
كلها ليخليك تلبسينه غصب .. "
تفاهمو مع البايع على المقاس والسعر .. وبعد ماخذو الفستان طلعو يكملون
اكسسواراتها اللي راح تختارها مع الفستان ..
رسيل جاتهم مستعجلة وهي شايلة الاكياس اللي فيها اغراضها اللي اشترتهم
لها : يالله خلصتو ؟ نبي نروح المشغل الحين اخاف لا تأخر الوقت امي
ترجعنا ..
طلعت سما صندل ( تكرمون ) من الكيس : شرايك ؟
مشت وطنشتها : انتي فاضية يالله بدق على السواق والله ماعندنا وقت ..
ركبو السيارة وتوجهو للمشغل اللي راح يسوون لنورة فيه تنظيفات شاملة وقص
شعر .. وكل هالامور اللي تحتاجها .. كانت معترضة على قص شعرها
وطفشت الكوافيرة اللي كل ماجات تقص لها خصلة شوي وتصيح عليها
وتحذرها انها ماتقصرها واجد .. ورسيل من وراها تكلمهم يطنشون توسلاتها
ويقصون لها شعرها بدت تجفف لها شعرها وتسشوره .. وبعد ماخلصت لها
كل شي خللت اصابعها فيه وبدت تحركه تبي تعطي له شوي كثافة .. ابتسمت
لها وقالت لها تقوم تشوف شعرها اول ماشافت نفسها راودها شعورين .. الاول
انها تفاجأت بشكلها اللي حست انه تغير كثير مع قصة الشعر بتدرجاته المتقاربة
واللي اعطت له كثافة وحجم اكثر من قبل .. وزادت على ملامح وجهها انوثة
واحساس آخر بالحسرة على الشعر المتناثر على الارض ..
جاتها سما تركض من بعيد : واااااااو .. وش هاللوك الخطير .. نورة شكلك
روعة والتفتت على رسيل اللي قاعدة يسوون لها مونيكير : ريسووو لايفوتك
اول مارفعت عينها وشافتها ابتسمت لشكلها اللي تغير مع هالقصة .. واكيد
بكرة مع الميك اب والفستان بيكون شكلها حلو ومميز وهذا اهم شي هي تبيه
قدام معارفهم وصديقاتها .. : سموي تعالي ردي على الجوال ..
راحت لها ركض وردت من دون ماتشوف الرقم : الوووووو
فاجأها صوته المتملل : خلصتو ولا للحين ؟
بعدت الجوال وشافت الاسم وحركت شفايفها لرسيل " طلال ": ايه انت وينك؟
طلال : انا برا .. بسرعة لا تتأخرون مابي انلطع بالشارع لحالي ..
كشرت على طول " اوووف وانت دايم معصب " : زين زين الحين طالعين ..
" والتفتت على طول لرسيل " يالله بسرعة طلال برا ..
عصبت عليها رسيل : شايفتني خلصت عشان تقولين له تعال ؟ يعني شلون
اروح الحين ؟
خذت عباتها وشنطتها وهي تأشر لنورة تلبس عباتها : مو شغلي هو قال لي
انا برا تبين تاكلين التهزيء لحالك بكيفك انا بروح مع حرمه المصون يمكن
يستحي منها وارتاح من صراخه ..
قامت على طول وهي تبتسم للعاملة اللي بالمشغل : سوري قرقوش برا لو
تأخرت دقيقة تلقين اسمي بصفحة الوفيات بكرة .. باي ..
ضحكت عليهم وهي تشوف استعجالهم في خروجهم من المشغل .. طلعو
ثلاثتهم وكل وحدة فيهم بداخلها مشاعر خوف منه .. نورة خوف انها ماقالت
له انها بتقص شعرها .. وماقدرت تتوقع وش هي ردة فعله .. ورسيل وسما
كل خوفها انه يهاوشهم قدام نورة .. ركبت هي بالاول وسلمت بعدها ركبو
هم ورا التفت لنورة بيكلمها بس هالمرة نطت فيه سما اول : طلول اغراضنا
اللي بسيارة السواق احد نزلهم ..
طقها على راسها : مليون مرة اقول لك منتي ببزر تنطين لي كل شوي بعدين
وش يدريني انا جاي لكم من الشركة .. " ناظر نورة بعدها تكلم " هاه خلصتي
كل اغراضك ؟
نورة : ايه ..
ناظر بالمراية وهو يشوف نظرات خواته لنورة : اخذتي كل اللي خاطرك فيه؟
تكلمت بهمس : ايه الحمدلله ..
التفت سما لرسيل وهمست لها بإذنها : صاير حنون الأخ ..
ضحكت وهي تجاوبها بنفس الهمس : هذي مرته .. وعروس مو مثلنا من ولدنا
واحنا مقابلينه طول الوقت ..
قعدو ثنتينهم يعلقون بهمس بين بعضهم وهم يشوفونهم يسولفون مع بعض: ريسو
هذا طلال اللي مايسولف الا في الويك اند؟
اطلقت ضحكت عالية وهي تطقها : احسه بيذبحنا لا وصلنا البيت مسكين كتمنا
على نفسه وسكت .. تكفين خلينا نشغل انفسنا بأي شي ونترك له يعيش هاللحظة
التاريخية ..
كان متجاهل همسهم وهو يحس ان هالهمس كله عليه وصلو للبيت ونزلو البنات
للبيت ركض .. وانتظرت هي طلال ودخلت معاه للصالة سلمت على ابو طلال
وام طلال وقعدت معاهم شوي .. واول ماقام رايح لجناحهم قامت معاه .. ومن
شافتهم ام طلال راحت وراهم .. وقبل لا تلحق طلال نادتها : نورة ..
التفتت وراها وشافتها واقفة بكل هيبتها واناقتها مبتسمة لها : سمي ..
قربت منها ومسكتها من يدها : تعالي معاي ابيك شوي ..
حست بارتباك فظيع من هالموقف ومشت معاها ماتدري وش تبي بالضبط منها
قعدت على الصوفا الاثيرية بصالة جناحها ثواني وجاتها ام طلال وبيدها علبه
من المخمل .. جلست جنبها وفتحت العلبة اول ماشافت نورة اللي بداخلها فتحت
عيونها متفاجأة وقبل تنطق وتقول اي كلمة تكملت ام طلال : هذا الطقم هدية
زواجكم .. اعتبريه بدل الشبكة اللي ماجبناها لك .. ابي اشوفه عليك بكرة ان
شاء الله ..
ابتسمت برقة وهي تقاوم دموعها بهاللحظة .. ماكانت تدري طقم الالماس اللي
بين يدينها وش قيمته .. او كم المبلغ اللي دفع فيه لكن بالنسبة لها كان له قيمة
كبيرة عندها .. يكفي انها جاتها هدية من ام زوجها اللي تعتبرها مثل امها حتى
لو اختلفت الطبقات .. خذت العلبة وقامت حبت راسها : مشكورة ياخالتي ..
كانت يدينها اللي ماسكة العلبة ترتجف .. لاحظت رجفة يدينها وابتسمت لها ..
تهديها : الف مبروك عليك هالهدية ..
تمتمت بكلمات غير مفهومة وهي تستأذنها تطلع قعدت مكانها تعقد المقارنات ..
مابينها وبين زوجة ولدها الاولى .. اول شي لاحظته هو الفرق الشاسع
في التعامل بين نورة وحنين .. نورة رغم كبر سنها الا انها اكثر خجل من حنين
اللي كانت اكثر تمرد وصخب ..
رجعت لجناحهم وهي تحمل بيدها علبة الهدية .. دخلت عليه وشافته متمدد على
السرير ابتسمت له وهي تأشر بالعلبة اللي بيدها : هدية خالتي ..
فز جالس واشر لها تجيب له العلبة يشوفها .. فتحها وهو مستانس انه يشوف هدية
امه لها .. اما هي تذكرت بهاللحظة شعرها على طول شالت الطرحة وجلست جنبه
بكل هدوء : حلوة الهدية ..
رفع راسه يبي يجاوبها وانتبه لشعرها وابتسم : نعيما ..
راحة كبيرة سرت بجسدها بعد ماشافت ردة فعله .. ماتبي تسوي شي بدون رضاه
خصوصا انه اكثر من مرة بين له اعجابه بشعرها : حلو ؟
طبع قبلة بين عيونها وهو مبتسم : كلك على بعضك حلوة ..
توردت خدودها من كلامه وضمها وهو يضحك : قلت لك ماراح امدحك ابد ..
كل ماقلت شي نزلتي راسك وسكتي .. على الاقل جامليني .. قولي عيونك الحلوة ..
استغربت تعامله معاها اوقات يكون بقمة رومانسيته ويضحك ويسولف معاها ..
واوقات ثانية يعاملها بكل جفاف وبرود .. بالأخير هي راضية بحياتها للحين وما
تحس انه اي شي ينغص عليها هالحياة ..




/
\
/
\



من اسبوع وخلال فترة اقامتها بالمستشفى وهو يراجع في حالتها وظروف
معيشتها وطريقة هالحياة اللي تعيشها تردد عليها اكثر من مرة لكنها رفضت
تتكلم مع اي احد حتى اللي جو يحققون معاها ومحد عارف للحين هل صمتها
بسبب صدمتها النفسية او الضرب المباشر على الراس .. رغم انها ماتكلمت
الا مع وحدة من الممرضات .. بس طلبتها يكون هالشي سر بينها وبين الممرضة
والى هاليوم محد عرف هالشي عنها .. قعد في مكتبه وهو يقلب في اوراقها
الرسمية لأول مرة وشهادة ميلادها .. اسم الأب واسم الأم .. من اول يقراها وما
تغير شي ابد الا انه ينقل كل بياناتها ويدونها في الملف .. بلحظة صرخة بداخله
نبهته الى هالاسم " مستحييييييييييييييل .. تكون هي .. "
قعد يدقق في الاسماء يبي يتأكد من اللي يقراه وهو يهز راسه بعدم استيعاب
من اللي يشوفه قدامه " نفس اسم الام .. واسمها واسم ابوها .. بس شلووووون
البنت ماتت من زمان "
اخذ جواله واتصل على امه على طول .. اول ما جا له صوتها الرخيم ترد
السلام .. باغتها بالسؤال : يمه جيرانا قبل ننقل لهالبيت .. خالتي سلمى وش
اسمها الكامل ؟
استغربت سؤاله واستفسرت منه : ليش تسأل ؟
كان متوتر وهو يقلب بالاوراق اللي قدامه : بعدين اقول لك يمه تكفين علميني
الحين .. ابي اعرف وش اسمها .. واسم زوجها اللي قبل هذا ..
ماعاد صار يسمع شي اول ماقالت اسم الام بالكامل اما اسم الزوج ماذكرت
الا اسمه الاول .. ومن بين آلاف الاصوات اللي براسه تكلم : وبنتها متى توفت ؟
بعد تفكير قالت : والله ياولدي ما اذكر .. اذا تبيني اسأل ام خالد الحين ادق عليها
واسألها ..
قاطعها : لا لا لا خلاص يمه انا بعرف كل شي من نفسي .. يالله فمان الله
قبل يسكر سمعها تناديه .. : متعب ليش متصل تسأل الحين ؟
ماكان يبي يقول لها اللي اكتشفه بهاللحظة يخاف تطلع كلها مجرد تشابه اسماء
او تخيلات : لا بس كنت ابي اتذكر اسمها ويوم ماعرفته اتصلت اسأل .. يالله
يمه انا اكلمك بعدين .. مع السلامة ..
ما كان مصدق ابد اللي يشوفه قدامه .. هالبنت اللي كانت تعتبره اخوها الكبير
بكل شي تعتمد عليه وكان يدافع عنها بكل مكان .. اصغر منه بـ 4 سنوات لكن
كانت له مثل افنان وجوري خواته .. بكل خطوة تروح معاهم .. اي مكان يروحون
له كانت ترافقهم .. كانت معاهم حتى بجلستهم وماتبعد عنهم الا بوقت نومها
وبآخر يوم راحت كان بوقتها كبير بثاني متوسط .. بكت وهي تودعه وتقول
له انه هذا ابوها اللي قالت لها امها عنه .. كانت بعمر الـ 8 سنوات ونصف او
اكثر بشوي .. منظرها هذاك اليوم .. كان آخر مرة يشوفها فيها قبل مايجيهم خبر
وفاتها بالليل بحادث سيارة ..
نفض كل الافكار اللي براسه وهو للحين مو قادر يستوعب ان اللي معاه من
اكثر من اسبوع ونص هي نفسها اللي ودعتهم على عتبات ذاك الباب قبل
ترحل هالرحيل الأبدي ..
شال كل اوراقها وحطها بالملف وطلع بسرعة رايح لغرفتها كان نبضه يتسارع
بشكل جنوني .. شعور صعب انك تشوف انسان بعد رحلة موت ظنيت انه كان
فيها .. واول ماوصل غرفتها شاف زحمة الأطباء والممرضات اللي يركضون
للمرات .. كل هالاصوات اللي يسمعها الحين .. مع الاصوات اللي بداخله خلته
يعيش حالة توقف للإستيعاب لدقائق .. وماقدر يركز بأي كلمة من اللي تنقال
حوله ..
رجع من دوامة الافكار المتضاربة بداخله واستوقف وحدة من الممرضات : وش
فيه .. وش اللي صاير ؟
وقفت الممرضة السعودية : المريضة اللي كانت هنا مختفية من ساعة .. واحتمال
كبير انها هربت من المستشفى ..
ركز في كلامها وهو يهدي نفسه : اي مريضة ؟
ناظرت في الغرفة تبي تتذكر اسمها : ديما ..






 
قديم   #28

توفي الحلوه


رد: ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~

مشكوره

 
قديم   #29

جود ي الحلوه


رد: ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~



الجزء الثامن
[ الفصل الأول ]‎‎‎‎



/
\
/
\



موعدك أبطى وانا اللي متعب ٍ شهب الأماني
حزني الطاغي كسرني كسرة النظره اليتيمة

كلّما طيّرت سرب ٍ للبُعد ....../ غَيره لفاني
وأرجع آطيّره وصل ٍ .../ للهموم المستديمة

للأرَق فيني بحار ٍ ....../ خانها بُعد المواني
والأمل غيمه تنادي ... صوتها المخنوق ديمة

في هجير الشوق,, صحرا عاندت حلم المباني
ترجَمَت إحساس قلب ٍ عذّبه .../ كثر الهزيمة



كان واقف مكانه مو مدرك للي صار له اليوم كله.. صعب جدا انك تغيب انسان
لسنوات وتعتبره في عداد الموتى .. وتجد ان هالانسان كان قريب منك بدون ما
تعرفه .. تساؤلات غريبة دارت في راسه .. من المسئول عن كل اللي صار ..
وليه قتلوها وهي مازالت على قيد الحياة .. الى هاللحظة يجهل كل هالامور ولا
هو قادر يستوعب اللي صار .. تركهم في معمهتهم ورجع يدور رقم فيصل من
بين الارقام .. بهاللحظة يبي يحط النقاط على الحروف ويفهم تفاصيل حكايتها
حط ملفها على المكتب وبدا يفتح الادراج يدور رقمه اللي يذكر انه كتبه بس مع
هالموقف ماقدر انه يحصله وبعد جهد قدر انه يلقاه مع مجموعة ارقام مسجلهم
كان يحس بتشتت افكاره نسى في غمرة هالمشاعر ان البنت اختفت وهالشي
كفيل انه يدخل الفزع بقلب عمها .. اتصل عليه وانتظر جوابه : السلام عليكم
ماعرف الرقم ولا حتى عرف الصوت بالاول : وعليكم السلام هلا ..
كان يدري انه مايقدر يفهم كل التفاصيل او يفهمه كل شي بالتليفون : انا متعب
الاخصائي الاجتماعي ..
قاطعه بارتباك : هلا والله اخوي .. بشر عساها تكلمت ؟
جلس على كرسيه وهو يحاول مايباغته باللي صار : ان شاء الله خير .. ابيك
تمرني الحين ضروري .. فيه عدة امور ابي اناقشها معاك ..
كان اذان الظهر يصدح بهالوقت قام فيصل من مكانه وهو يكلمه : ان شاء الله
اصلي الظهر واجي لك المستشفى على طول ..
بعد ماسكر منه قام هو بعد يصلي الظهر وحاول مايشغل باله بأي افكار يجهلها
لحد مايسمع كل شي من عمها .. وهالمرة يبيه يقول كل شي بحياتها بصراحة
لان هالامور تهمه يوصل حقيقة وجودها لامها ..
بعد ماخلص صلاته قام يراجع ملفات عدد من المرضى واحتياجاتهم المرضية
واثناء انهماكه في هالملفات سمع صوت طرقات خفيفة على الباب : تفضل
دخل عليه فيصل وبعيونه علامات الترقب : السلام عليكم ..
قام ومد له يده يصافحه : وعليكم السلام .. " اشر له على الكرسي المقابل له "
استريح ..
بالبداية كان النقاش جدا هادي عن احوالها ومعيشتها .. ووضعها اللي تعيشه
في بيت ابوها .. تفاصيل كان يعرفها متعب عن ديما المريضة قبل مايعرف
هويتها : انت قلت لي ان علاقتها منقطعة في امها .. ممكن اعرف الأسباب ؟
يعني هي وش تعرف عن امها بالضبط ؟
كان فيصل متردد يجاوبه على هالموضوع بالذات .. كان يحبها ويقدرها وما
صدق ابد التهمة اللي قذفوها بها .. : لا هي ماتعرف عن امها شي من يوم
رجعت للرياض مع ابوها ..
حس انه يتهرب من الاجابة ومايبي يقول كل شي بالتفصيل .. : الاسباب ؟؟
يعني ماقلت لي ليش ابوها حرمها منها ..
بعد تفكير تكلم : ماكان يبي امها تربيها وهو ما يثق باخلاقها .. " كان برأيه
هالجواب كافي من انه يقول اي تفاصيل اخرى .."
ماينكر بأنه انصدم من اللي سمعه .. رغم محاولات فيصل اخفاء الامر الا
انه فهم انها متهمة في شرفها .. وهذا الشي اللي ماخطر ابد على باله .. كانت
ومازالت قريبة من امه .. ومن اقرب الصديقات لها مستحيل تكون امه على
معرفة بانسانة فاسدة اخلاقيا .. ماقدر يشكك ولو القليل في اخلاقياتها : امها
في الخبر ؟
تفاجأ من سؤاله : ايه .. شلون عرفت ؟
قام من مكانه .. وقرب منه وجلس على الكرسي المقابل له : للأسف عرفت
كل شي بس في الوقت الضايع .. البنت اكيد تتعرض لضغوطات كبيرة خلتها
تفكر انها تهج وتترك المستشفى وتبعد عن اهلها اللي عاشت معاهم بقسوة
وظلم ..
كان يسمع الكلام وهو مركز معاه .. واول مانتبه لآخر الجملة وقف بعصبية
وتوتر : شلون يعني ديما وينها ؟
ما امهله اي وقت انه يذكر له تفاصيل هروبها من المستشفى وجهل الكل عن
المكان اللي راحت له .. واسباب هالهروب تعالت اصوات احتجاجاته في كل
مكان .. وصار يهدد ويتوعد برفع قضية على المستشفى بسبب اهماله قرب
منه متعب وقال له بصراخ .. : ويوم انت مهتم فيها ليش ماشفت احد مرافق
معاها ؟ جاي الحين تلوم المستشفى وانتو كلكم تخليتو عنها ..
لف له بعصبية : انت عارف وضعها كله وشلون .. يعني محد بيجي يرافق
معاها من الاساس وهم اللي تسببو لها باللي صار ..
ضحك بسخرية على كلامه : اجل لا تسوي فيها انك خايف عليها .. هذا اللي
قدرتو عليه .. اخذتوها من امها بالقوة وبالأخير قلتو لها بنتك ماتت .. عجيب
والله .. انا مادري وش هالقلوب اللي تعيشون فيها ..
لف راجع لمكتبه مايبي يسمع احتجاجات اكثر في هروب بنظره يشوف انه كان
شي متوقع من بنت عاشت كل عمرها تحت وطأة التعذيب الجسدي والنفسي ..
تارك فيصل غارق في دوامة التفكير عن كلامه اللي قاله واللي الى هالحين ما
استوعبه .. والتفت على احد المسئولين اللي جاي يتفاهم معاه على هالقضية
الخطيرة ..



/
\
/
\



اليوم عندها غير قلبت البيت فوق تحت من شدة حماسها .. تبي تتميز بهاليوم
تبي تلفت الانظار لها والكل ينبهر باناقتها وشكلها .. مجهزة كل شي من بدري
الفستان والاكسسوارات اللي تحتاجها والحين بتروح للمشغل تتجهز لهالمناسبة
الكبيرة .. لبست عباتها ونزلت تركض مع الدرج وجوالها بيدها وشنطتها باليد
الثانية .. وبعد عدة رنات تكلمت بحماس : تجهزي بجي امرك الحين ..
جاها صوتها المحبط : لا لا تمريني ما اظن اقدر اروح اليوم ..
قاطعتها بصراخ : لييييييييييييش؟
بعدت الجوال عن اذنها لثواني ورجعت تصارخ عليها : وجع .. جعله القطع
هاللسان .. بغت تروح علي طبلة الاذن ..
رجعت تسألها : زين علميني ليش ؟
ردت بقهر : ابد هالغبية مادري وين انقلعت وابوي قالب البيت علينا من الظهر ..
وقفت في الصالة والجوال في اذنها وهي تسكر شنطتها : من هي ؟
قالت بتأفف : ديموه ومن غيرها انحاشت من المستشفى يعني مستحيل ابوي
يخلينا نروح الليلة اكيد بيقلبها نكد ..
كشرت من سمعت السالفة : ياشيخة من عرفتكم وانتو حياتكم كلها نكد يعني
مو جديد عليكم .. بعدين طنشي مردها بترجع للبيت تعالي معاي تكفين ابي
اكشخ واكون مميزة .. ابيها لا شافتني تموت من الغيرة مكانها ..
منال بعد تفكير : طيب تعالي بس مابي اطول .. ابي ارجع بدري واشوف
اذا امي بتروح الحلفة انا بعد بروح وش يقعدني بالطفش ..
لفت لثمتها وهي طالعة : يالله اجل جايتك الحين ..
ماقدرت تشيل من بالها تفكيرها فيها وتخيلها لشكلها ولبسها وحياتها مع طلال
امور كثيرة كانت شاغلة بالها من فترة وتبي هالفرصة تجي وتشوفها .. كانت
تبي تكون احلى منها بهالليلة .. كانت واثقة انه متكلم لها عنها واكيد هي بعد
تبي تشوفها .. مرت منال وراحو بعدها للمشغل اول ماوصلو تفاهمت معاهم
على كل الامور ودخلت على طول يسشورون لها شعرها .. بعد ماخلصت
راحت تقعد مع منال اللي تنتظرها : اوووف اخاف اطول عندهم زحمة اليوم
" والتفتت عليها " منووو .. ماقلتي لي وش سالفة اختك وشلون انحاشت ؟
زمت شفايفها بقرف : وانا ادري عنها اصلا .. ياشيخة فكة منها ومن نكدها
وصوتها اللي ينرفز كل شوي وهي تصيح .. اعوذ بالله كئيبة بشكل ..
ضحكت بأعلى صوتها : اطلعو منها انتو من اللي منكد عليها حياتها غيركم
انتو .. ولا لو معاملينها مثل الأوادم كان استانست وعاشت مثلكم ..
سحبت جوالها وهي مكشرة : ياشينك لا قمتي تتفلسفين " وبابتسامة " شوفي
هالمسج من صلاح ..
طالعت في الكلام المكتوب وبعدته عنها .. : ووووووع وانتي للحين تصدقين
هالخرابيط .. قال احبك قال .. والله مايعرفون الا الكذب بس خلي عنك الحين
ماقلت لك على عزاموه المخيس ..
بضحكة : وش فيه بعد ؟
كملت بقرف : يقال له يبي يرد اعتباره .. امي صار لها اسبوعين قايلة لهم اني
موافقة وهذا للحين ماجا ولا كلمونا بعدها ..
حطت يدها على فمها تخفي ضحكتها .. : اجل تبينه يجيك على وجهه فرحان
بموافقتك .. يمكن حتى لو رضى بيخليك معلقة شوي وش وراك انتي فكري
بالحفلة اليوم وبزوجة طلال الهم ..
سكتت شوي وبعدها قالت بحزن : وربي ماتتخيلين وش كثر قاهرني .. منو
من تزوج وانا نفسيتي تعبانة واسلي نفسي بأي شي مابي افكر فيه كل ما جا
في بالي انه يعطي غيري اللي اعطاني وربي اموت مكاني ولا اقدر اوقف
دموعي .. صدقيني ماراح تحسين فيني الحين بس لا تزوج صلاح وقتها ..
طقتها على فخذها بقوة قبل تكمل كلامها : فال الله ولا فالك اعوذ بالله منك
يالحسودة يعني عشان حياتك مأساوية تبين لي الحزن .. صلاح حبيبي راح
يخطبني قريب .. بس طلعت لي سالفة ديموه خربت كل تخطيطنا ..
وقبل تفتح فمها وتتكلم جات لها العاملة تقول لها انه دورها قامت وهي شاقة
الابتسامة ودخلت على الكوافيرة ومن جلست معاها بدت تتشرط عليها : اول
شي ابي ميك اب ناعم .. يعني اللي يشوفني يحسبني انا اللي مسويته بس ابيه
يكون متقن واهم شي يحليني .. يعني ابي تبدعين فيني وتعطيني لوك حلو ..
ابي اكون مميزة الليلة ..
هزت راسها لها مبتسمة وبدت تحط لمساتها عليها ..كانت كل هالوقت تفكر
في شكلها شلون بيصير الليلة عجزت تتخيل لها شكل معين .. بعد ما انتهت
منها قامت تشوف شكلها .. ارتسمت علامة الرضى على وجهها .. وبدت
توجه كلمات المديح للي زينتها .. على طول رجعت عند منال وخذت عباتها
وشنطتها : يالله بسرعة خلينا نروح بلحق البس واتجهز .. وانتي بعد تعالي
تكفين ما يحلى لي الحش الا اذا صرتي معاي ..
منال وهي تمشي وراها : ايه بجي امي تقول ابوي طالع من اول واكيد مقوم
الدنيا الحين عشانها .. كان في طارق اللي مدري وين راح والحين هذي بعد
الله يستر لا يجيني الدور واختفي انا بعد ..
سحبتها من عباتها : امشي بس كملي سوالفك بالسيارة .. طلعو ثنتينهم لسيارة
السواق بالخارج .. وصلت منال بيتهم بالبداية ورجعت هي بعدها للبيت تبي
تتجهز للحفلة ..


/
\
/
\



الدور الارضي كان كله متغير بتجهيزات هالحفلة تنسيق الديكورات والورود
والاضاءات وتوزيعات الحلويات وصحون الحلى اللي على الطاولات .. كل
شي كان منسق ومرتب باشراف ام طلال ورسيل اللي مجهزين لأدق واهم
التفاصيل من بدري .. والبنات مجتمعين بجناح رسيل حتى ميساء اللي لازم
تحضر هالحفلة اللي مسوينها لعروس اخوها حتى لو الظروف كانت صعبة
اما نورة كانت بجناحها عندها الكوافيرات اللي بيهتمون باطلالتها هالليلة ..
ومثل ليلة زواجها كانت مستسلمة لهم على الآخر وماتشرطت في اي شي ..
تاركة لهم هالمهمة انهم يقومون فيها على اكمل وجه وكل شوي تجيها وحدة
من البنات وتشوف وش اللي صاير معاها اما طلال وابو طلال تاركين لهم
البيت باكمله من الصباح ومخلينهم ياخذون راحتهم ..
بغرفة رسيل كانت الكوافيرة تسشور شعر سما .. وليماء لابسة وخالصة بس
تلبس اكسسواراتها وميساء كانت جاهزة من اول وكل شوي تتصل على فيصل
تسأله عن الاخبار .. دق جوال سما ورفعته تشوف من المتصل ومن شافت
الرقم كشرت : لمووووو تعالي ردي ..
سحبته منها وهي تهاوشها : قصري صوتك وجع .. " واول ماشافت الاسم
ماتت ضحك " هلا والله بقرقوش ..
ابتسم على طول : حتى انتي معلمينك بعد ..
تجاهلت نظرات الرجاء من سما : والله هذا الاسم اللي مخزن بجوال سموي
عاد تفاهم معاها انت .. " وركضت قبل ماتلحقها " والله انها مجنونة .. ايه
طلال آمر ..
بنبرة تهكم : بدري .. عطيني نورة ابي اكلمها ..
وهي رايحة لجناحهم : وش تبي فيها .. الحين مشغولة ومو فاضية لك اصلا
طنشها سؤالها وكمل : اقول بسرعة هاتيها ولا يكثر ..
دخلت على نورة وشافتهم يضبطون لها شعرها .. بعد ماخلصت الميك اب
ابتسمت ومدت لها الجوال : كلمي طلال ..
اشرت لها بيدها انها ماتبي تكلمه .. بس لمياء قربت الجوال منها .. : يابنت
الناس كلميه من جدك انتي الحين مستحية منه ..
طقتها على يدها من القهر وخذت الجوال : هلا ..
ابتسم اول ماسمع صوتها : شلونك ؟
كانت مستحية من نظرات لمياء لها حتى لو تجاهلتها وهمست له : بخير انت
شلونك ؟
ماعرف وش يبي يقول لها اصلا : الحمدلله .. خلصتي ولا توك ؟
قامت وناظرت في شكلها بالمراية : شوي .. بقى لي شغلات بسيطة .. آمرني ..
اعجبه اسلوبها معاه .. بكل كلامها كانت جدا تحترمه .. وتبين احترامها حتى
بألفاظها اللي تنتقيها بدقة : يعني شلون احسب لك 10 دقايق ؟
استغربت كلامه : شلون؟
تكلم بكل هدوء : متى بتخلصين ويطلعون كل اللي عندك ؟
ناظرت بالكوافيرات اللي يلمون اغراضهم طالعين : هالحين بيطلعون .. وانا
توني بلبس واتجهز ..
كمل بنفس الهدوء : اجل مثل ماقلت 10 دقايق وبجي لك .. " وبعد تفكير "
عندي لك مفاجأة حلوة ..
حست بفرحة كبيرة من كلامه .. ماتدري ليش من كلامه توقعت انه اكيد شي
راح يحمل لها الفرح .. شافتهم يطلعون من الجناح وتطلع وراهم لمياء : ان
شاء الله الحين بخلص ..
كان حاس بحماسها وكأنها عارفة نوع المفاجأة اللي محضرها لها سكر منها
وهو يعد الوقت يبي يروح لها .. اما هي كانت تحس بتوتر مجرد معرفتها انه
الحين بيجيها تعرف نظراته تحرجها وهو يتعمد هالشي .. لبست الفستان اللي
اختاروه .. وبخت على نفسها من عطرها .. فتحت علبة الطقم وحاولت تلبسه
بس ماعرفت شلون تسكره .. رجعته في العلبة وراحت تجهز له ثوبه وشماغه
كانو عازمين اقاربهم القريبين جدا من الرجال بعكس الحريم اللي عزمو كل
اللي يعرفونهم .. بدت بعدها ترتب الغرفة من كل الاغراض المتناثرة سمعت
صوت الباب انفتح والتفتت وراها شافته واقف مبتسم يناظرها بادلته الابتسامة
وقربت منه .. حست انها مشتاقة له وهي من الليل ماشافته .. راح الصباح
وهي نايمة وتوها الحين على المغرب تشوفه .. : هلا والله ..
وقف يناظرها وهو مبتسم هالمرة كان شكلها غير كانت اجمل من قبل بكثيررغم
ان مسحة الحزن مازالت تلمع بعيونها ويشوفه بوضوح الا ان الشادو السموكي
البنفسجي اعطى لعيونها سحر من نوع خاص .. والروج اللحمي اكسب شفايفها
جاذبية اخاذة .. كانت ملامحها آسرة جذبته بدون مايحس واكتفى بأنه يتأملها
بدون ماتنطق شفاهه بأي كلمة كانت تحس بارتباك من نظراته والحرارة بدت
تتصاعد لوجهها قربت منه ورفعت نفسها على اطراف اصابعها شوي وطبعت
قبلة رقيقة على خده .. تفاجأ من حركتها لانه ماتوقعها منها .. : على هالحلى
كله بقفل عليك الباب وما اخلي احد يشوفك ..
ابتسمت له وهي تبعد عنه شوي : وش تبي الناس يقولون ؟
قبل ماتبعد عنه اكثر سحبها له وقربها منه : يقولون اللي يقولون زوجتي وانا
حر فيها ..
توردت خدودها من كلامه واشرت له على علبة الطقم : مابعد لبسته
فتح العلبة وهو يناظرها : يعني تبيني البسك الشبكة .. قربي بس ..
لفت وجهها للمراية وهو يلبسها الطقم .. ولبست هي الخاتم والحلق
ومسك يدها : تعالي معاي بوريك شي ..
اشرت له على اغراضه اللي على السرير : ثوبك وشماغك حطيتهم لك ..
كان ساكت وهو مبتسم يطلعها من الغرفة وهي مازالت ملتفتة على غرفتهم اول
ماوقفها ناظرت فيه .. بعدها انتبهت لاحد جالس بالصالة واول ماشافت اللي
جالس ماعاد تذكر شي الا وهي بحضنه كانت تقاوم دموعها لا تنزل بهاللحظة
ماتبي جهد اليوم كله يروح عليها .. وبنفس الوقت كانت تحس بشوق فظيع له
هي متعودة بعده .. ومن درس الجامعة وهو بعيد عنهم .. بس هالمرة فيه ريحة
اهلها وهالشي هو اللي بتموت من شوقها له .. ولو اخفت هالمشاعر بقلبها وما
صرحت باللي يدور بخاطرها .. خلاهم براحتهم ودخل هو يتسبح ويبدل ملابسه
وقعدت مع راكان حس فيها تنتفض بين احضانه حضنها بقوة : بس لاتصيحين
هالحين يخرب شكلتس وتروعين الرجال ..
ضحكت وهي تبعد عن حضنه قعدت تحرك يدينها قدام عيونها ماتبي تغمضهم
وتنزل دموعها : ياسعد هاليوم اللي جيتني فيه .. والله اني ولهت عليك وعلى
اهلي .. وشلون متحمل هالسنين كلها يا راكان ؟
اشر لها تقوم تجلس جنبه قامت وقعدت جنبه وهو يشوف دموعها تملا عيونها
ابتسم على جمال شكلها : نصيبني اللي جابني للرياض مثل نصيبتس .. وش
هالزين كله يالنوري والله اني ماعرفتس ..
طقته على كتفه وهي تضحك : بالله ياخوي شلون شكلي ؟
كان منبهر من شكلها تغيرت بأيام من البنت البسيطة بملابسها المعادة عشرات
المرات وبوجهها الخالي من اي زينة وشعرها الملموم بجديلة طويلة توصل الى
آخر ظهرها .. الى هالبنت اللي تضج بالانوثة والجمال .. : والله لو انتس شينة
بشوفتس الزين كله .. شلون وانتي بهالشكل ماشاء الله عليتس يالنوري حصني
نفستس تكفين لا يجيتس شي ترى العين حق ..
ابتسمت وهي تنزل راسها بخجل وكمل كلامه : باتسر بروح الديرة اذا الله احيانا
بقعد هناك اسبوع الاجازة .. تبين شي من الديرة ؟
تكلمت بلهفة : تروح وترجع بالسلامة يارب .. اصبر الحين بجيك ..
دخلت غرفة ملابسها وبعد شوي جات له وقعدت .. مسكت يده وحطت فيهم
الفلوس : خذهن لاهلي .. تسان ودي اروح واشري لهم بس انت ماعلمتني قبل
تفاجأ من المبلغ اللي بيده وناظرها مستفسر : من وين لتس هالفلوس .. لا يانورة
لا تصرفين على اهلي من فلوس رجلتس .. ترى ماهوب مسئول عنهم ..
ضغطت على يده تسكته : هذا نص مهري اللي طلبته لي .. موزيته عندي ولا
اعتزتو شي بعطيكم .. مابي اقصر على اهلي بشي ..
قرب منها وحب راسها : اصيلة طول عمرتس يالغالية .. شلونتس ؟ وشلون
طلال معتس ؟
كان اسمه كفيل بزرع الخجل بداخلها نزلت راسها وفركت يدينها بتوتر : زين
الحمدلله .. راكان ابي علوم اهلي كلها .. موضي وش صار على خطبتها وشيخة
وشلون حياتها وهالنحس بالديرة .. ابي كل شي عنهم يجيني لا جيت طلبتك ..
ابتسم لها : ابشري ماطلبتي وانا اخوتس .. والله اني متلهف على علوم الديرة
واهلي اكثر منتس .. " واتسعت ابتسامته وهو يشوف طلال واقف يناظرهم "
التفتت وراها وشافته جاي لهم .. : يالله ياراكان خلنا نروح نلحق صلاة العشا
عاد الحين لازم نتسلل في الخروج مثل مادخلنا ..
قام راكان وقامت هي معاه .. لكن اشر لها تجلس : لا انتي اجلسي امي محذرة
علي ما تطلعين ولا احد يشوفك ماتبي تطلعك للناس الا بزفة ..
قامت بهدوء : زين اصبر بسلم على اخوي قبل يطلع ..
قرب منها سلم عليها وهمس في اذنها : ادعي لي يالنوري تقضي هالسنة ونص
على خير واتزوج هيونه .. واشوفها عروس مثلتس ..
ضحكت من قلب على كلامه .. وهمست له : ياليتني اشوفها والله على حياها
بتموت مكانها ماطلعت منها الكلمة ..
كان واقف مكانه يناظرها ضحكتها وهالسعادة اللي يشوفها بعيونها بهاللحظة
اعطتها شكل اجمل واصغر .. ابتسم وهو يناظر حركاتها معاها كلها براءة
ونقاء ودعها راكان وطلعو من عندها رايحين يصلون العشا وبعدها بيرجعون
للعشى ..



/
\
/
\



تجمعو كل البنات بالصالة الا هي اللي ينتظرون يكتملون معازيمهم ويزفونها
لهم .. رسيل كالعادة كانت الاكثر اناقة .. بفستانها الفضي الضيق القصير ..
ومكياجها الفوشي الصارخ وتسريحة شعرها الويفي المزين باكسسورات شعر
بنفس لون الفستان .. وسما كانت الاكثر بساطة بفستانها الشيفون النيلي الواسع
ومكياجها الروز الناعم .. وتسريحة شعرها الستريت .. وام طلال باناقتها اللي
تتسم بالفخامة بدراعتها باللون البحري المشكوكة بخيوط ذهبية رقيقة وشعرها
المرفوع بعناية مناسبة لسنها .. وقفت بنص الصالة مرحبة بضيوفها من اكبر
واغنى العائلات بالمنطقة .. واستغلو البنات الوقت باستقبال صديقاتهم .. حتى
صديقات دراسة لمياء ماخلى منهم المكان ..
وجوه متعددة وقلوب مختلفة امتلأت فيها جنبات هالبيت كانت تسمع صوت
الطق بالاسفل وقلبها اشد ضربات منها .. كانت تحس بشوق كبير لاهلها بس
ماتبي تصيح اليوم .. تمنت لو انهم جو وكانو معاها بهاللحظة بدل ماتحس انها
وحيدة حتى اهل هالبيت اللي اعتبرتهم اهلها اليوم بالنسبة لها اغراب لان اللي
بقلبها الحين محد يفهمه شعور الرهبة والخوف من الدخول على مجتمع تجهله
كلها احاسيس تمنت من يشاركها فيها .. كانت ترتجف برد بوحدتها رغم انهم
ماقصرو معاها كل شوي كانت تجيها وحدة وتقعد معاها ..
اول مادخلت حنين التفتت سما لرسيل واشرت لها من بعيد وحركت شفايفها
" وووع " كشرت رسيل اول ماشافتها وجات جلست جنب سما : سمووووي
شايفة هالخبلة وش مسوية بعمرها ؟
ضحكت سما بصوت عالي : اوف والله رايحة مشغل ومكلفة على عمرها ..
يالله تشفيها ولا تبتلينا .. يعني الكل بيعرف انها مقهورة وجاية تستعرض
قدام زوجة طلال ..
لمياء اللي شافتهم يتهامسون من بعيد قربت منهم وهي مبتسمة وتقول من بين
اسنانها : دعو الخلق للخالق ياحلوات قومو اشغلو انفسكم بأي شي ولا تحشون
فيها .. ماراح تكسبون الا السيئات ..
قامت معاها رسيل : لمو انتي اللي مختارة الاغاني ؟
التفتت عليها : ايه .. ليش وش فيها ؟
هزت كتوفها : مادري احسها باردة .. ماتحمس والله ..
راحت للمسئولة عن الدي جي والاضاءة وقالت لها ترفع الصوت اكثر ورجعت
تجلس جنب رسيل : الحين زين ؟ .. انا قايلة لها مابي اغاني وموسيقى ابي كل
اللي تحطهم بالدفوف بس .. اصبري شوي الين يكتملون المعازيم ويبدا الحماس
ناظرت ساعتها تنتظر صديقاتها : شفتي حنينوه وش مهبلة بعمرها ؟
قبصتها في يدها : وش قايلة لكم من شوي اتركو الناس يسوون اللي يبون هي
تبي تقهر طلال ونورة .. بس ماراح تكسب شي .. طلال واعرفه نفسه عزيزة
والله لو روحه فيها ما رجع لها مادام قالت انها ماتبيه ولا تحبه .. " واشرت لها
على وحدة واقفة تتلفت عند المدخل " هذي وفاء صديقتك ..
على طول نطت رسيل تسلم عليها .. اكتملو المعازيم وبدت الضيافة والكل قام
يرقص .. طلعو البنات لجناح نورة يبونها تنزل ميساء طول الوقت كان بالها
مشغول بديما وماحست بطعم الفرح ابد تبي تزف نورة معاهم وتستأذنهم راجعة

لبيتها ماتبي تخلي فيصل بهالظروف لحاله .. وسما ورسيل كل تفكيرهم شلون
بتكون ردة فعل حنين لا شافت نورة ..
كانت لابسة فستان من الساتان البنفسجي باكمام وقصات من الدانتيل بنفس اللون
شعرها كانو مسوينه لها ويفي بف .. ابتسمت لهم وهي خايفة من هالموقف اللي
انحطت فيه .. مشت معاهم بخطوات هادية عكس نبضات قلبها المتسارعة بشكل
جنوني .. وقدرت تنجح انها ترسم ابتسامتها وهي نازالة لهم .. كانت تمشي جنبها
ميساء وباقي البنات وراها الكل كان يصفق مع اغنية الزفة ويطالعها ومن نزلت
بدت كل التعليقات عليها .. جلست بالمكان المخصص لها وجلسو معاها البنات ..
اول ماشافت ام طلال ابتسمت لها وكأنها تبيها تزيح هالحمل عنها شافت وجوه
غريبة عليها .. ناس تبان عليهم النعمة فعلا .. حتى لبسهم تفاوت بين المحتشم
جدا والعاري جدا .. كانت تناظرهم وابتسامتها مازالت مرسومة على وجهها ..
لاحظت اشكال مريحة جدا من اول نظرة واشكال ثانية تنفر اي شخص منها ..
حنين اول ماشافتها نزلت مسكت يد منال بقوة : منووو هذي القروية يالنصابة ؟
" وبقهر " من احلى انا ولا هي ؟
طنشتها منال وماردت عليها .. اكتفت انها تناظرها مع كل اللي مسلطين عيونهم
عليها بهاللحظة .. قبصت يدها بقوة وهي تصر على اسنانها : وتقولون كبيرة بعد
منو تكفين علميني .. شكلي الليلة احلى منها صح ؟
مدت لها يدها تسكتها : ايه بالحيل وخري بس خليني اشوفها ..
قربت فوزية من اذنها : والله ما صام هالسنين كلها الا وجاب هالمزيونة عليها
عيون ماشفت مثلها ..
التفتت عليها بقهر : وتمدحينها قدامي بعد يعني شلون تبين تقهريني ؟
بكل برود ردت عليها : والله انتي اللي جايبة القهر لنفسك الرجال راح لنصيبه
وانتي بتاخذين عزام وتنتهي هالحروب كلها ..
كانت تحس بحرقة بقلبها من اللي تشوفه .. " والله ما اخليها تتهنى فيه ولا ما
اكون حنين "
نورة بدت شوي تفك من توترها بعد ماقربو منها صديقات البنات يسلمون عليها
وبدت تاخذ وتعطي معاهم بالسوالف كانت ماتبي تحرج نفسها بوسط هالمجتمع
وكل ماقربو لها شي تعذرت انه مالها نفس تاكل الحين .. كانت تشوف اشياء
بحياتها ماشافتها ومن الغباء انها تستكشفها في لحظة كل العيون مسلطة عليها ..
هي تدرك ان الوقت كفيل بتعليمها كل شي تجهله .. وماراح تستعجل هالشي
الحين ..
لاحظت نظرات حنين عليها .. حست فيها حقد كبير ماقدرت انها تخفيه التفتت
لسما : من هاللي لابسة الاحمر ؟
سما شافت مكان ماتناظر نورة : حنين بنت خالة امي ليش ؟
همست لها : احسها حاقدة علي .. شوفيها انتي شلون تناظرني ..
سما ببراءة : اكيد بتحقد عليك اجل ماخذه طلال منها وتبينها تحبك ..
فتحت عيونها متفاجأة وسألتها على طول : وشو؟
سما حست انها جابت العيد بهاللحظة وماعرفت وشلون تصرفها : طنشي احسن
لك سوالف مالها داعي .. دقيقة بقوم اشوف لمو تبيني ..
ركضت سما ومسكت يد لمياء : الحقي علي .. الظاهر اني جبت العيد .. طلال
مو قايل لنورة انه متزوج قبل ؟
فتحت فمها متفاجأة : لا تقولين ؟ مو صاحي هذا شلون ما يقول لها .. لا وحنين
ماراح تقصر لازم تجي وتقط كلام ولا ما تصير حنين .. استغفر الله يارب انتي
اللي خليتيني اتكلم عليها يارب لا تؤاخذني يارب الحين شلون اعلمها ولا تعرف
بعدين .. بس اخاف احد يجي يرمي كلمة وتسمعها ...
ضحكت سما وهي تصفق لصديقاتها اللي يرقصون : انهبلتي انتي تكلمين نفسك
يعني وش تتوقعين منه .. طول وقته ساكت بيروح يجيب لها الماضي كله والله
ما اظن .. اصبري بروح اسأل ماما ..
وراحت لامها اللي تفاجأت مثل ماتفاجأو الكل : الله يهديك ياطلال وانت بزر ما
تعرف تتصرف بروح ادخل المعازيم للعشى واخذها على جنب اعلمها ما اضمن
هالحيتين مايتكلمون ..
وقبل مايكملون نقاشهم كانت خالتها ومعاها بناتها يسلمون على نورة .. : بروح
الحق على خالتي لا تجيب الأولي والتالي ..
كانت نورة واقفة تسلم عليهم وهي مبتسمة .. متجاهلة نظرات حنين اللي تحسها
تخترق جسدها كانت تستمع لنصائح امهم لها الا آخر الكلمات اللي ما استوعبتها
" يوم كان ماخذ حنين؟ .. طلال كان معرس قبلي ؟ " حست الارض بوقتها دارت
فيها تمسكت بيد ام طلال اللي جاتها بهاللحظة .. تبي تصلح مايمكن اصلاحه
تحولت ابتسامتها لنظرات باهتة تناظرهم باستغراب تبي تصير اقوى من هاللي
تسمعه وماقدرت .. وبعد ماراحو الكل للعشى قامت تبي تروح لجناحها شوي
تبي تشيل هالقناع اللي تلبسه وتستوعب اللي سمعته .. لكن يد ام طلال مسكتها
قبل تروح : اقعدي ابيك شوي ..
استسلمت لها وجلست وهي تناظرها : اول شي مابيك تضيقين صدرك بهالليلة
والله اني مادريت ان طلال ما قال لك للحين بس لا تفكرين بهالموضوع و لا
يجي بتفكيرك ابد هو مطلقها من حول الـ 6 سنين وكارهها الحين ابيك تقومين
تتعشين وتستانسين وتتركين هالامور بعدين تفاهمي انتي وياه بكيفكم ..
ابتسمت لها وهي تحس بامتنان لاحتوائها لها بهاللحظة : لا مابي عشى والله
بقعد مع سما هذا هي جاية ..
كانت السهرة لها في بدايتها توتر وخوف .. واول مابدت تتأقلم على الوضع
كانت هالصفعة المؤلمة لها .. هي ما انصدمت من ماضيه ابد بس انصدمت
منه ليش ما قال لها مع انه اهم موضوع بحياتهم .. الحين عرفت ليش كان
يهيأها لهالحفلة من قبل واكثر من مرة قال لها لا تسمعين اي كلام وتخلينه
بأثر عليك التفتت على سما مبتسمة .. وهي تتجاهل هالتساؤلات اللي تتردد
بداخلها : وراتس ماتعشيتي ..
ارتاحت يوم شافت ابتسامتها توقعت انه امها وصلت المعلومة بأبسط طريقة
ممكنة : والله طول الليل وانا طايحة بهالحلويات واحس اني شبعت انتي اللي
ماكليتي شي من اليوم ليش مادخلتي ؟
نزلت راسها مبتسمة وهي تقاوم صرخات الجوع اللي بداخلها : مالي نفس
الحين بعدين لا جعت آكل ..
وقفت على طول يوم لاحظت انها مستحية تقوم للعشى .. : بروح اجيب لك
حلى وعصير ..
وركضت قبل ماتعترض على كلامها .. جلست تاكل من الكنافة اللي جابتها
لها سما .. وبدت تتناسى اللي سمعته من شوي .. استمرت باقي السهرة على
خير مايرام .. رغم انها لاحظت حركات حنين الاستفزازية واللي فهمت منها
انها تبي تقهرها وهالشي خلاها طول الليل تبتسم مع البنات وتضحك تبي بس
تبين لها انه وجودها ما اثر عليها ابد ..



/
\
/
\



بعد ماراحو الكل طلعت لجناحها وشافته جالس ينتظرها .. استغربت شلون
دخل والدور الارضي كله حريم .. تجاهلت وجوده ولا حتى كلمته طلعت
من الغرفة وراحت لغرفة ملابسها .. سحبت لها بيجاما ساتان باكمام طويلة
باللون الوردي الناعم وراحت للحمام الثاني ( تكرمون ) تتسبح ..
استغرب اختفائها ويوم طلع يدورها .. شاف طقمها الالماس على الطاولة
وبعد مادورها عرف انها راحت تتسبح .. جلس بالصالة ينتظرها تطلع رغم
انه انقهر منها ليش تتسبح وهو بعده ما ملا عينه بشوفتها .. فتح التلفزيون
وقعد يناظره .. لحد ماطلعت وهي تجفف شعرها التفت لها وابتسم لكنها
تجاهلت هالابتسامة وراحت للغرفة .. قعدت على كرسي التسريحة تمشط
شعرها وتفككه بعد ماتشابك بعد البف اللي مسوينه لها ..
بعد ماخلصت راحت للسرير تمددت وتغطت على طول اما هو فكان قاعد
في الصالة ومستغرب تصرفاتها .. انتظرها تطلع ويوم شافها طولت قرر
اخيرا انه يروح يدخل عندها .. اول ما شافها منسدحة على السرير تفاجأ
من حركتها .. مادقق في الوضع وتركها على راحتها .. بدل ملابسه وتمدد
جنبها .. كان ينتظرها تتكلم او تقول شي بس طال صمتها .. " الحين هم
يزعلونها وتجي تحط حرتها فيني .. بقلعتها جعلها ماترضى " حاول ينام
بهالوقت وماقدر وحس من صوت انفاسها انها للحين مانامت .. ويوم جا
في باله طاري حنين وتذكر زعلها الدايم عليه .. انتبه لهالاسم اكيد صار
شي ونورة عرفت عن حنين .. التفت لها وهي معطيته ظهرها : نورة ؟
كان ودها تطنشه على اللي سواه فيها بس ماقدرت تطنشه وماترد عليه
وردت بدون ماتلتفت له : هلا ..
كان يبي يعرف منها كل شي بدون ما يقول السالفة كلها : وش فيك وش
اللي مزعلك ؟
بكل صراحة وبدون لف ولا دوران تكلمت : انت ..
قرب منها ولف وجهها عليه : انا ؟ وش انا قايل لك عشان تزعلين علي ؟
صدت عنه وتكلمت .. : تذكر وش اللي ماقلته لي .. وتعرف وش هو اللي
مزعلني ..
فهم كل السالفة وعرف انه سالفة زواجه كلها عرفتها : وانتي زعلتي بدون
ماتسمعين اعذاري وتعذريني ؟
قعدت على طول وهي معصبة : وش اعذرك عليه ؟ وش اللي يضرك لو
انك قايل لي انك كنت متزوج قبل .. وش هو العذر اللي بتقوله لي الحين
قعد جنبها وهو متجاهل عصبيتها بهاللحظة : ماكنت ابي اضيق خاطرك
بسوالف ماتسوى واحنا تونا نعرف بعض ..
فركت يدنها بتوتر وهي تبعد عنه : اجل تخليني اسمعها من الناس ؟ يعني
رضيتها علي .. كل يوم تقول لي لا تسمعين كل اللي ينقال حولتس وش
كنت بتخسر لو انك قايل لي السالفة وريحتني من حتسي الناس ونظراتهم
" وقبل يتكمل كملت بنفس العصبية " لا تقول ماتبي تضيق خاطري وش
اعرف عنك اصلا من اعرسنا لليوم ماقلت لي شي عن نفسك ولا اعرف
اي شي ابد " وبضحكة سخرية .. " حتى امك وابوك ما اعرف وش هي
اساميهم تصدق .. ما اعرف الا انها خالتي وهو خالي .. وعمرك مادري
الحين انت وش كبرك .. وش تبي بعد اقول لك ..
مسك يدينها يهدي رجفتها اللي بدت حتى في صوتها : نورة لا تحكمين
علي وانتي مافهمتيني .. انا قلت لك بالأول انا مو من النوع اللي اسولف
كثير ..
قاطعته بنفس العصبية بس بدون ماترفع صوتها .. : مابيك تسولف بس
علمني من انت .. تراك رجلي تسانك ماتدري ..
ضمت يدينها تسكن رجفتها .. حتى شفايفها بدت ترتجف بوقتها قربها
منه
: والله العظيم راح اقول لك على كل شي .. بس مدري
شلون راحت من بالي هالاشياء كلها .. " نزل يده ورفع خصلات شعرها
اللي على وجهها " قدامنا العمر كله وبتعرفين عني كل شي .. بس لايضيق
خلقك .. مابيك تزعلين وهذي ليلتك ..
سكتت وهي تناظر بعيونه بدون ماترد على كلامه .. انتظرها ترد او تقول
اي شي بس ظلت ساكتة .. : وش اللي يرضيك علميني ؟
بعدت عنه شوي وتكلمت بدون ماتناظره .. : ماتخليني احس باللي حسيته
اليوم ..
ابتسم لها : توبة .. " ومد يده يبيها تجي جنبه " تعالي انتي الحين ..
اول ماقربت منه مدت يدها ومسكها وجلست جنبه مسكها مع اذنها : وانتي
تعانديني يعني .. عارفة اني ابي اشوفك وانتي كاشخة وتبدلين على طول ..
ابتسمت بخجل : كنت شايلة بقلبي عليك ..
ناظر بعيونها وهمس لها : والحين ؟
ابتسمت بدون ماترد عليه .
: ماتعودينها مرة ثانية ..
هزت راسها له وهي تضحك : ان شاء الله ..
اذهله طيبة قلبها توقع بهالليلة بيصير طوفان مشاكل وصراخ وزعل ماله
اول ولا تالي .. بس زعلها رغم عصبيتها كان هادي .. حتى صوتها ما
رفعته وهالشي خلاها تكبر بعينه اكثر .. كان يدري انه غلطان ولا فيه
شي يبرر له بس طيبة قلبها غفرت له بأقل الاعذار وهالشي خلاه يحس
بسعادة كبيرة وهو معاها ..


/
\
/
\



عند باب الجامع الكبير قعدت بجسدها المتهالك بعد صلاة الجمعة تنتظر
اي ريال يجيها من اهل الخير اللي يدفعون لها .. اليوم صار لها 5 ايام
من تركت المستشفى وهي على هالحال .. بالنهار تدور رزقها وبالليل تروح
للشقة ..
رجعت تتذكر تفاصيل هروبها .. الممرضة المصرية اللي من يوم حست
بمعاناتها حكت لزميلتها السعودية .. اللي جات واستفسرت من ديما عن كل
شي وساعدتها على الهروب رغم اعتراضها في البداية .. لكن بعد تهديد
ديما بالانتحار سهلت لها طريقة الهروب .. رغم خطورته .. اي كشف
لهالحقائق كفيل بفصل هالممرضتين .. وترحيل الممرضة المصرية لبلدها
كانت تدرك خطورة الوضع على الممرضة السعودية اللي تقيم عندها هالفترة
تعتمد على دخلها من هالوظيفة في توفير سبل العيش لامها الطاعنة في السن
وولدها اللي بعمر الـ 5 سنوات بعد تجربة زواج فاشلة ..
هي قالت لها ماتبي شي منها الا مسكن يأويها وغير هالشي هي ماتبي لا
مأكل ولا مشرب .. كلهم راح تتكفل فيهم بنفسها حتى لو اضطرت للشحاذة
وهالشي اللي بالأخير اضطرت له فعلا ..
اوقات كانت تحس انها القت نفسها في مصيبة اكبر من اللي كانت فيها قبل
وزادت همومها اكبر من حدود احتمالها .. تجاهلت الاعين اللي كانت تلتهمها
بنظراتها .. وترديد الكثير لها " الله يرزقنا ويرزقك "
راحت لأقرب محل بعد انتهاء الصلاة .. ماكانت عارفة شلون تبدا او تتكلم
وهي ماعمرها خاضت غمار هالحياة لحالها : ممكن التليفون دقيقة بس ؟
مد لها التليفون : تفضلي .. بس مافيه صفر اذا تبين تدقين على رقم جوال
هزت راسها بالنفي وبدت تضغط على ارقام بيت عمها جاها صوت ميساء
المرحب .. بلعت غصتها وتكملت : ميسو انا ديما ..
تفاجأت من سمعت صوتها : ديما وينك يابنت خوفتينا حرام عليك والله ..
طنشت كلامها وتكلمت : ماعندي وقت اسمع لك وابرر لك .. قولي لعمي
على كل شي صار من منال .. ابيه يعرف اني مظلومة وما اعرف احد ولا
عمري جبت احد للبيت ولا بحياتي قابلت رجال ما اعرفه اصلا ..
قاطعتها ميساء : هو عارف هالشي بس انتي اللي وين رحتي ..
للمرة الثانية تجاهلت كلامها وكملت : وقولي له يدور على امي ويعرف كل
شي عنها .. ماراح ارجع الا اذا عرفت وين امي ورحت لها .. ابي اعرف
انا من بنته وارتاح .. مابي اعيش مع ناس مادري اذا هم اهلي او لا ..
هالكلام كان لها مثل الصاعقة .. : ديمو انتي وش تقولين ..؟
ارتجفت يدينها وهي تحاول تقول بصوت هامس : وربي سمعتهم بأذني محد
قال لي .. ابوي قالها بنفسه مايدري انا من بنته .. ميسو ما اقدر اطول انا
اكلمك من محل .. لا تخذليني هالمرة مثل ماخذلتيني قبل .. تكفين ابي اعرف
وين امي واروح لها ..
" خذلتيني " هالكلمة ترددت بداخلها واتعبتها كثير ابد ماكانت تبي تخذلها
لكنها اجلت هالموضوع لبعدين وماكانت تدري وش توابع هالتأجيل .. سكرت
ديما الخط ومدت التليفون لصاحب المحل .. ومدت معاه 10 ريال وطلعت
كانت تدري ان المكالمة يمكن حتى ماكلفت ريال .. بس تحس انه اهدى لها
راحة من سمعت صوت تحبه ..
طلعت وهي تخبي بيدها اللي قدرت تكسبه هاليوم من اهل الخير ورجعت
تمشي للشقة المتواضعة في احد احياء الرياض .. مرت على البوفيهات وخذت
لها ساندويتش مع بيبسي للعشى .. ماكانت تبي تكلف على احد بمعيشتها حتى
الاكل .. يكفي انها حست انها كانت عمرها كله عالة على ناس ماتدري وش
صلتها فيهم .. وصلت للشقة طقت الباب .. وانتظرت الشغالة اللي ترعى ام
الممرضة وولدها تفتح لها ودخلت .. قعدت في الغرفة الصغيرة اللي تنام فيها
بالعادة .. وبدت موالها الحزين اللي يتكرر كل ليلة .. نحيبها المتواصل وبكائها
اللي قطع القلب وذكرياتها المريرة اللي عجزت تتناساها ..
صلت العشا وكلت الساندويتش وراحت تغسل .. شافت ام نجوى " الممرضة "
قاعدة تطالع التلفزيون بعيون كلها نوم .. سلمت عليها وعلى محمد ولد نجوى ..
واستأذنتها راجعة للغرفة .. اليوم مناوبتها ليلية وماراح ترجع الا الصباح مثل
ذاك اليوم اللي خططت فيه لهروبها .. قالت لها تروح قسم المراجعات ومن
هناك تطلع مثلها مثل اي مراجعة ومحد راح يدري عنها .. تاخذ لها اي سيارة
اجرة وتتوجه للجامع الكبير بحيهم .. وهي تمرها وتاخذها للشقة ..
تغطت وغمضت عيونها وهي تسترجع كل ذكريات ماضيها الأليم الى ان
استغرقت في نومها ..



/
\
/
\



اثنينهم كانو يشتكون من اوضاعهم بالفترة الاخيرة .. يزيد مقهور من
الوضع اللي صار له .. ليش يوم ماقرر انه ياخذها جات له .. ويوم
صار يبيها وراضي فيها اجبرته الظروف انه يبعد عنها : اسألك بالله
شلون يعني بثبت عدم اهليته وهو نفوذه مالي البلد ويقدر بكل سهولة يطعن
في الحكم ويكسب هالدعوى لصالحه .. واذا جينا بالطيب وقلنا بناخذه هو
حالفن لابوي انه مايزوجه لي ..
ابتسم عليه بسخرية : والله اللي يشوفك الحين مايقول انه انت نفس الشخص
اللي جايني زعلان وقالب الدنيا فوق تحت لان ابوك اختارها لك وانت ما
تبيها ..
قاطعه مستنكر : ومن قال لك اني ما ابيه .. انا قلت لك لو فكرت باخذه هي
بس برغبتي انا .. مانيب بزر عندهم يزوجوني وقت مايبون .. اللي قاهرن
انه لاعب بحياتهم وبعد يبي الحين يتحكم فيهن ..
فرك جبينه وهو يشرب كوب الكوفي : والله يا يزيد مشكلتك مشكلة ومالها
حل ابد وانا من جيتني بوقتها قلت لك خيرة .. يعني لا تعقد الامور لو الله
كاتبها من نصيبك محد ماخذها غيرك ماتدري يمكن الله يهدي ابوها ويترك
هالبلاوي ويتم زواجكم على خير ..
كان يناظر بالناس حوله وهو يستمع لكلام متعب : خله على ربك مادري
وش اسوي .. البنت مسكينة تعذبت بحياته وماعرفت طعم الراحة وهالابو
لاحقه بكل حياته .. عسى الله يسهل اموري ويزوجن اللي ابي وارتاح ..
ضحك من قلب على كلامه : والله انك غريب يعني ماتحس بقيمة الشي الا
لا فقدته .. توك الحين تتمناها ..؟
طالع فيه بعصبية : قلنا ثور قال احلبوه ( تكرمون ) انت ماتفهم قلت انا
ماكنت رافضه انا رافض طريقة فرض الامر علي والبنت بنت عمتي ومن
الاول لو كنت ابي اختار باختاره هي .. بس عصب بي الشايب عسى الله
يطول لنا بعميره .. " ويوم تذكر " وانت وش قررت على هالبنت اللي عرفته
بعد تفكير : والله مادري وش اقول لك الحين تأكدت انها هي بس البنت
اختفت والعالم تدور عليها ومحد عارف وينها .. حتى اهلها .. مادري اعلم
امها ان بنتها بعدها عايشة ولا شلون .. هالمرة انت شور علي ..
تكلم بحكم دراسته ومن واقع تجارب معايشها : لا طبعا وش تقول له بنتك
اللي كنتي تحسبين انه ماتت للحين عايشة بس ضاعت وماندري وينه فيه ؟
" وقبل مايتكلم متعب كمل كلامه " اذا عرفت اخبار عنه ولا عرفت وينه
فيه هاك الوقت تكلم وقول له عن بنته .
غمض عيونه وهو مقتنع بكلامه .. ابد ماكان ولا في اكثر احلامه تمرد
ولا جنون اي شك انها للحين ما ماتت اول ماسمع خبر وفاتها ومن حزنه
عليها كان يدعي كل يوم قبل لا ينام انه يجي احد ويقول انه هالكلام كله
كذب وانها رجعت مع مرور الأيام بدا اليأس يدب فيه ايقن انها فعلا توفت
مثل ما قالو عنها .. وقدر يتعايش مع هالواقع سنوات طويلة ..
لكن ظهورها مرة ثنية كان اكبر صدمة له من خبر وفاتها .. صدم من
اشياء كثيرة تخصها .. واقع حياتها المرير اللي تعيشه واللي عرف انها
تعرضت فيه لاقسى انواع التعذيب الجسدي ..
حالتها النفسية اللي وصفها عمها وسجنها في البيت اللي جعل منها انسانة
منعزلة مالها اي هوية تواجه العالم فيها .. علاقتها في امها اللي انقطعت
من لحظة خداع ابوها لها .. وفوق هذا كله هروبها ومواجهة حياة بكبرها
ماواجهتها بيوم من الايام ..
تأسف لحالها كثير وحمد الله بداخله على نعمة الاستقرار النفسي والعائلي
اللي يعيشه واللي ميزه عن كثير يعيشون تحت وطأة ضغوط نفسية وعائلية
كمل سوالف مع يزيد ورجعو بعدها لشقتهم يقضون يومهم مثل كل يوم ..
وهو يحاول يشيل هالبنت من افكاره مؤقتا .. الين يلقاها ويوصلها لامها
بأي طريقة ..



/
\
/
\


حياتهم من فترة رغم متاعبها الا انها متاعب مثل اغلب العمر بالنسبة
لهم تعودو على حمل الحمول ومشقات الحياة باكملها .. موضي مازالت
تعيش حالة خذلان كبيرة لكن تستجمع قوتها بقدر المستطاع وتتجاهل اي
احاسيس ممكن تظهر للكل وتفضحها .. ماكان احد يدري عن اللي بقلبها
من جروح ومن حب كبير حملته لهالانسان .. واضطرت تتنازل عن كل
طموحاتها واحلامها البريئة لان اهله رفضو .. بداخلها كانت انسانة محطمة
جدا تعيش ايام عصيبة وهي تنزف جروحها لوحدها .. تصارع كل الآلام
بدون محد يدري عن طوفان المشاعر اللي يجتاحها .. هي وحدة تعلقت
بالأول وحبته .. هي اللي كانت تشتاق لشوفته وتروح كل يوم عشان تهدي
لها الأيام صورته وهو واقف ينتظرها .. هي اللي قرت بيوم حروف اهداها
بلحظة حب لها .. وزادت حجم هالحب اكبر بقلبها .. وهي اللي رسمت احلى
واجمل الاحلام يوم جا خطبها .. والحين هي اللي تعيش قصة خذلانها بكل
تفاصيلها الموجعة ..في نظرهم مازالت هي نفسها البنت المرحة اللي تزرع
البسمة بقلوب الكل ماكان احد حاس فيها الا شيخة اللي عاشت قصة خذلان
قبلها ..
دخلت للبيت وهي تضحك وبيدها دلة القهوة وصحن الحنيني .. جات لراكان
تقومه : ابو الدحمي قوم جايتك قهوة من عند الحبايب ..
كان مستغرق في نومه ولا هو حاس باللي حوله .. هزته من كتفه تبيه يقوم
ويتقهوى : راكان قوم شوف هيونة وش جايبة لك ..
شافت ابتسامته بعد مارددت اسمها اكثر من مرة وهو يسمعها ضحكت من
قلب عليه : ايه استانس من قدك اليوم تعال شوف .. ماهان عليها تشرب
القهوة وانت ماتتقهوى .. قوم اخلص علي بروح الحق على قعدة البنات ..
فتح عيونه وناظرها : احلفي انها هي اللي مرسلتهن ماهوب انتي اللي جيتي
تفزعين لي براستس وحطيتيها فيها ..
حطتهم قدامه ووقفت : ورب الكعبة انها هي اللي مرسلتهن لك ومن شافتنا
حاطات القهوة وهي تحط لك على جنب وتقول لي وديه لم راكان ..
فز من مكانه مبسوط باللي سمعه : تكفين ياموضي صدز ؟
كشت عليه وهي طالعة : احلف لك من اول تبي تصدق ولا بصرك ..
ركض وراها ومسكها : خلاص مصدقتس .. روحي لها وحبي راسها وقولي
لها يقول لتس راكان عسى يدينتس ماتمسها النار وعساني ما خلا منتس ..
والله يجمعني بتس قريب ان شاء الله ..
نزلت برقعها وهي تطلع من الباب : بقول لها كل اللي قلته اما اني احب راسها
والله لتبطي ماحبيته .. ماعاد الا هي احب راس هالبزر ..
وركضت لبيت عمها قبل مايطلع ويلحقها .. كان مستانس باهتمامها ولو كان
شي بسيط وبنظر الكثير يمكن ماله اي قيمة .. لكن بالنسبة له وجودها بحياته
اكبر قيمة بالنسبة له .. وانها تفكر فيه وتهتم فيه هذا عنده بكنوز الدنيا ..
بمكان ثاني شيخة كانت توها جاية من عند صيتة بنت ام عبيد وراجعة لبيت
عمها .. سمعت صوته يناديها وطنشته .. كان قلبها ينبض بشكل جنوني
مرت سنوات طويلة قبل ماتسمع هالصوت يرجع ويناديها .. حست بصوته
يقترب منها وسرعت خطواتها وهي تحس بخوف من هالموقف اللي هي فيه
لكن حست من اصراره انه يبي يتكلم وهي لازم بعد توقفه عند حده .. التفتت
له بعصبية : خير ؟
وقف مكانه متفاجيء من ردة فعلها وقال بعد تردد : الخير بوجهتس ..
انتظرته يتكلم يقول وش اللي عنده وتكلمت بعد ماطال انتظارها : اخلص
علي ياسعد وقول وش عندك ..
بعد تردد تكلم : شيخة انا ابيتس والله .. ادري اني تركتس بالاول بس والله
انه تسان غصب علي ..
مشت بدون ماتناظره : ياسعد ياولد خالي ماعلموك ان مطاردك للبنات عيب
ولا انت رحت وضيعت اصلك هناك وخذ العلم اللي ماعندي غيره والله ما اخذك
لو انك آخر رجال بالديرة .. وانت روح قابل مرتك وعيالك اصرف لك من
مطارد بنات خلق الله .. استح على وجهك ماعاد انت بزر مثل اول ..
هالمرة كان رفضها غير عن المرة الأولى .. بالمرة الاولى كانت تحس انها
ضعيفة وتظاهرت القوة .. بس هاللحظة فعلا كانت قوية حتى من الداخل ..
هي ماتبيه حتى لو انها تحبه ومتعلقه فيه بالنسبة لها هو ماضي وماعاد راح
تلتفت له ابد .. نصيبها بيجيها ولازم تدعي ربها ييسر لها امورها .. رجعت
قعدت مع البنات وبداخلها فرح كبير ماتدري وش مصدره بالضبط .. هل هو
كلامها اللي حسسها انها تجاوزت هالمرحلة .. ولا هي لحظة قوة مؤقتة ممكن
ترجع بعدها لحنينها تجاهلت هالتناقضات اللي بداخلها وقعدت معاهم مستانسة
بدت تاكل من الحنيني اللي جنبها .. والتفتت على سارة .. : سويرة جيبي لي
صحن خليني احط لراكان شوي ..
التفتو كلهم لهيا اللي نزلت راسها بخجل وضحكت حصة وهي تقول لها : لا
هالمرة هيونة ماقصرت .. اخيرا فرحت قليبه وذكرته بشي ..
طالعتها متفاجأة : صدز هيونة ..
بادرتها موضي : ايه والله وانا اللي موديته بعد .. والله لو تشوفين فرحته يوم
درا عنها فز من نومته واقف ..
قربت منها شيخة ومسكتها مع اذنها : ايا قليلة الحيا ماهوب هذا اللي تعودنا
عليه اجل باديتن بحركات الدلع من هالحين .. توتس على العرس مابعد قربت
حزته ..
دفتها سارة عن هيا : وخري بس .. خليها تستانس هالعمر كم مرة نعيشه ..
قامت شيخة من طيحتها : عساهن الكسر ايه والله .. ترفقي يامال العافية ..
انتي وهاليدين تقل مرزبة .. " والتفتت على هيا تكمل كلامها "
ياويلتس ياهيا لو تدري عنتس خالتي والله لتكسر العصى على ظهرتس مير
احفظي لسانتس ترى ماعندها يمه ارحميني ..
بدت هوشاتهم ومزاحهم مثل كل يوم .. تعليقاتهم على هيا وطقاق موضي
وسارة وهالمرة معاهم شيخة خلاهم يطلقون ضحكات عالية من القلب ..



/
\
/
\



اخيرا ردو عليهم بيت عمهم وحددو الملكة بعد اسبوعين .. والزواج بعد
3 اشهر .. انقهرت من طول المدة .. كانت تبي الزواج اقرب بعد ماشافت
زوجة طلال بالحفلة .. من يومها وهي طول الوقت تدعي عليهم اثنينهم ربي
ياخذ اعمارهم وتفتك منهم .. بهالوقت كانت بالسوق راح تتقضى لملكتها اللي
حددوها .. تبي تبهر الكل بشكلها .. الى هالحين وهي تعيش حلم ان طلال راح
يتحسف عليها .. التفتت تكلم منال : اصبري بروح ادخل عبادي .. خليه يجي
يسليني شوي .. ومنها ادفعه كم قرش في اغراضي ..
قعدت مكانها : روحي انتي والله ماتحركت من مكاني .. ترى طفشتيني كل
مانزلنا السوق جبتي لي واحد .. ياختي انا ادفع لك بس خليني استانس بدون
هاللي تجيبينهم .. افرضي الحين صلاح بالصدفة شافني .. والله ليهون عن
هالخطبة اللي ماصدقت يصير كلام فيها ..
قعدت جنبها تترجاها تنزل معاها : وانتي من جدك الحين ابوك بيزوجك واختك
مدري وين مختفية ..
قالت بعصبية : جعلها تموت ان شاء الله وارتاح .. محد مأجل موضوع خطبتي
الا هي .. مادري وين طست ومن معه .. تلاقينها الحين مستانسة وفالتها من
حضن واحد للثاني .. ومنال المسكينة تنتظر حضرتها لين تمل وترجع لنا عسى
الله لا يردها ان شاء الله ..
مسكتها من يدها تقومها : ماعلينا فيها الحين قومي معاي اخاف جايب معاه احد
عاد تخيلي شكلي وانا داخلة المجمع ومعاي اثنين ..
استسلمت لها وقامت وهي تتأفف .. : يارب متى تتزوجين وتفكيني من هاللي
تعرفينهم ..
ناظرتها بغرور : ومن قال لك اني بتركهم .. عاد من حبي لهالعزام عسى الله
ياخذه هو وطلال ونورة بيوم واحد .. والله محد مسليني غيرهم يكفيني لاطلبت
الشي يجيني لعندي .. ولا لو على الرجال ينبح صوتك وحاجتك ماجاتك ..
نزلو له ودخلوه وبدت مثل كل مرة تتمشى معاه وتتدلع عليه وتاخذ كل اللي
تبيه .. ومنال ماشية وراهم وسماعتها بإذنها وطول الوقت تكلم صلاح ورايحة
بعالمهم ..
هالثنتين تجمعهم نفس الصفات قسوة القلب والحسد .. وفوق هذا فساد اخلاقي
وتبرج وسفور .. متجاهلين نظرات كل من يمر من جنبهم .. ومستمتعين بكل
كلمات الغزل اللي تتردد على مسامعهم بين كل لحظة والثانية ..
رجعت البيت وبيدها كل الاغراض اللي شرتها .. فردتها على سريرها وهي
تضحك بصوت عالي .. كانت مستانسة من اللي تسويه تروح السوق وتتشرى
كل اللي نفسها فيه بدون ماتدفع ريال واحد كل المطلوب منها مقابلات ومكالمات
تليفونية ..
شي تعودت عليه من لحظة تمردها على حياتها السابقة كشرت وهي تتذكر عزام
اللي راح يجمعهم قدر واحد بعد كم يوم بدت ترتب اشيائها في الكبت وهي تغني
مستانسة .. وبداخلها طرت فكرة خلتها تضحك من قلب مستانسة على مخططها
اللي جا في بالها " والله لاطين عيشتك ياطلال ولا ما اكون حنين "

 
قديم   #30

جود ي الحلوه


رد: ~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~


~~~~****سجينات خلف قضبان القصور****~~~~~



حكمت على زواجها من عزام بالبداية بالفشل لانها ماتبيه وتكرهه من يوم كانت
صغيرة .. بس رغبتها في منافسة طلال خلاها تقرر هالقرار اللي قدرت بالاخير
انها ترضي غرورها وتمشيهم كلهم على هواها ..
تفكيرها سطحي غيرتها من اللي حولها مو مخليتها تعيش براحة ابد .. طول وقتها
وعينها على اللي حواليها وكل ماشافت احد عنده شي سوت المستحيل عشان تكسبه
ومازال هذا ديدن حياتها .. وبالآخر داخلها فراغ وحياتها تضج بالفراغ ..



/
\
/
\



من وقت ماقالت لهم لمياء على الموضوع اللي قالت لها عنه ميساء
وتقوم الحروب بين البنات الثلاث .. سارة وموضي وشيخة .. كل وحدة
فيهم تبي يكون عليها الاختيار وهي اللي تروح تشتغل بالرياض .. كان
نقاشهم حاد وكل وحدة فيهم تبرر لنفسها انها هي الأحق من غيرها ..
وبدت اصواتهم تتعالى : انا اكبركن وانا اللي بروح ان الله احيانا .. عاد
نورة راحت عنكن .. انا ابي اروح وادور الرزق لاهلي ..
قاطعتها شيخة : هي من الأول قالت شيخة .. ويوم تليقفتي راحت قالت
سارة .. ومثل ماتبين تصرفين على اهلتس انا بعد ابي اروح واصرف على
اهلي ..
سمعو صوت محمد من الداخل وهو يصارخ عليهم .. : ومن اللي قال لكن
بتروحن بلحالكن للرياض .. حتى عمي عبدالرحمن ماهوب موافق .. اجل
تروحن وتقعدن ببيوت غريبة عليكن ..
قاطعته سارة : وانت وش عليك .. ومن قال انها بيوت غريبة هذول اهل
رجل نورة يعني اهلنا ومنا وفينا ..
استمر على نفس صراخة : قلت لتس منت برايحة لو تحبين السما .. اجل
يازينا نقعد بديرتنا وبنتنا تسرح وتمرح ولا ندري وين هي فيه ..
قامت وهي معصبة وراحت لبيت عمها .. وعلى طول قامو معاها البنات
ومن اول مادخلت وقبل لا تسلم على عمها : ياعمي يرضيك اللي يقوله
محمد .. انا ابي اروح اشوف رزقنا وهذا يحسب اني بروح اهيت هناك ..
اشر لها تجلس بكل هدوء وتكلم بصبر : يابنتي وين تروحين وتخلين اهلتس
وهالشغل وش تبين فيه .. راكان ماهوب مقصر ابد وانتي بيجيتس نصيبتس
وبياخذتس اللي يصرف عليتس ..
بدت دموعها تنزل على طول : طلبتك ياعمي خلني اروح واشتغل .. راكان
تحمل هالعمر كله يصرف علينا خلنا نشيل الحمل عنه شوي ..
كان محمد واقف برا ويسمع كل حوارهم .. وعلى كثر ماكان عمها يحاول
يقنعها تغير تفكيرها الا انها كانت مصرة على هالحلم اللي صار لها اسبوع
تفكر فيه ..
اما شيخة وموضي استسلمو لرغبة ابوهم ورفضه القاطع لهالشغل الا هي
استمرت على مطالباتها .. : ياعمي خلني اروح .. واذا ما جاز لي الوضع
هناك والله لارجع لكم ..
سمعت صوت محمد من برا : والله ماتروحين لو تموتين .. ولو قال لتس
عمي تروحين .. رجلي على رجلتس ماتطلعين من الديرة الا وانا معتس ..
التفتت على عمها فرحانة : خلاص اجل اروح انا ومحمد للرياض ..
قاطعتها شيخة : بس هي قالت وحدة من البنات ماقالت جيبي اخوتس معتس
ناظرت عمها برجاء : يعني الحين لا وافقت هي على روحة محمد معاي
بترضى انت ..
هز راسه : والله يابنيتي مابيكم تروحون وتبعدون وانتم ماتدرون وش الدينا
ووش اللي بيجيكم هناك بس اذا امتس راضيتن عليتس واخوتس بيروح معتس
وش اقول غير حيل الله اقوى ..
حست نفسها بتطير من الفرح على هالقرار .. اخيرا بتشوف الرياض اللي
حلمت انها تروح لها .. واكيد اذا راحت هناك بتلقى نصيبها اللي بينتشلها
من حياة الفقر اللي تعيشها .. كان هذا تفكيرها اللي يراودها من فترة طويلة
والى هالحين وهي تعيش على هالحلم ..
رجعت لبيتهم وهي تفكر شلون تقضي هالأيام بالتخطيط لحياتها المستقبلية
واللي بيصير فيها .. وهالقرار بالنسبة لها كان يعتبر قمة السعادة ..


/
\
/
\



من جلس معاه وشكى له كل الاوضاع اللي تصير لهم ومنها خطبة اختها
اللي بعد ماتمت شاء رب العباد انها تلغى .. يحس بقلبه رحمة كبيرة على
هالشخص اللي كل ماراح للديرة ورجع وهو محمل بهموم اكبر من قبل
وكل مافرح وجا يبشره بخبر ماتمهله الأيام الا القليل حتى تهدي له اوجاع
اكبر من اللي قبلها ..
اليوم جالس مع امه وابوه يبي يناقشهم في الموضوع اللي شغل باله من فترة
ويبي ياخذ قرارهم قبل مايكلمه او يقول له شي .. : يبه تذكر خويي راكان
اللي دايم اقول لك عليه ..
رد عليه ابوه : ايه .. اللي جانا برمضان اللي راح ..
ابتسم يوم تذكر انه جا لهم قبل للبيت : ايه هذا هو .. والله اني ناسي انك
مصادفه .. " وبعد تفكير تكلم " والله يبه انه كاسرن خاطري حالهم .. والولد
مسكين متحمل الشقى كله وهو توه صغير ..
ابتسم ابوه وكأنه فهم اللي بخاطره .. : كمل وانا ابوك ..
تكلم بدون مايرتب كلامه : ودي اخطب وحدة من خواته .. الظاهر من كلامه
انهم ثنتين ولاني متأكد ..
هز ابوه راسه باقتناع : والله يابوك اذا اصلهم طيب وهم ناس طيبين نروح لهم
والله يكتبها من نصيبك ... وانت عارف خويك من زمان وما اظن انك تجهله
ابتسم وهو يشوف الفرح بعيون امه : ايه والله والنعم فيه .. رجال تحطه على
يمناك .. وماجيت اليوم الا ابي اخذ رايك انت وامي ..
تكلمت امه بفرح : الله يوفقك ويكتب لك اللي فيه الخير .. وانا امك مابي لك
الا السعادة والتوفيق .. واذا فيها خيرة لك عسى الله يكتبها من نصيبك ويفرح
قلبك ..
ماكان عنده شك ابد برفض اهله كان يدري انهم يعيشون حياة بسيطة ومثل
مايبون لبناتهم الستر .. يتمنون الستر لبنات الناس .. هالقرار ماكان بلحظة
هو من فترة كان يبي يكون نفسه ويتقدم لوحدة من خوات راكان .. حبه له
واعجابه باخلاقه وكفاحه .. ومعايشته لهمومه خلاه يتحمس لهالفكرة وهو
يدري انهم ماراح يردونه .. نقاشه ماطال كثير مع اهله .. كان يدري انهم
راح يرضون على هالزواج لانهم يثقون باختياره .. ويعرفون عمره واخلاقه
اللي تأهله لأي اختيار صائب ..
مشى راجع للرياض وبداخله حماس كبير انه يروح له ويكلمه .. ويوم وصل
كان الوقت بعد صلاة العشا .. دخل وشاف كل اخوياه قاعدين الا هو .. اكيد
انه للحين بالمجمع ..
سلم عليهم وقعد يسولف معاهم وكل تفكيره يروح له .. يبيه يجي ويقول له
هالخبر اللي هو متأكد انه بيفرحه ..
ومن اول ماشافه جاي استبشر فرح بجيته .. حط له العشى وقعد يسولف معاه
كان راكان يناظره مستغرب : ماشاء الله وش اللي يخليك تجيب لي العشى
وتقعد معاي هالوقت كله ..
ابتسم على كلامه وعلى طول تكلم : ابد ابي رضاك بس ...
حس انه فيه شي بيقوله له : الوليد قول من الآخر وش تبي .. ولا روح عني
وخلني اتعشى على راحتي وانت قاعدن على راسي ..
بعد تفكير تكلم : دامك تبي السالفة كلها بقول لك الموضوع على طول .. ابد
وانا اخوك ناوي اكمل نص ديني .. وماعندي اغلى منك اتشرف اخذ وحدة من
خواته ..
حس بفرحة كبيرة ولو حاول انه يخفي هالفرحة اللي بقلبه .. الانسان اللي وقف
معاه وقفات بحياته مانساها جاي اليوم يطلب يد اخته .. وهالشي كان يتمناه من
زمان من كثر ماكان يحس انه له خير عليه واجد ويتمنى لو يكون بيده ويرد له
لو شوي من اللي سواه عشانه : والنعم والله يا ابو خالد .. وانا من عندي اغلى
منك ازوجه اختي ..
لف يده على كتفه بفرح : ماعليك زود ياراكان .. يعني انت موافق ..
على طول تكلم : اكيد .. وعارف ان اهلي مابيردونك .. الله يجعلها من نصيبك يارب
بهاللحظة كانو الاثنين يعيشون هالفرحة خصوصا ان راكان يدري ان سن شيخة
قريب من عمره وهذا معناه انه فتح باب النصيب لها وموضي ان شاء الله يجيها
نصيبها مع الأيام ..



/
\
/
\




 




الساعة الآن توقيت السعودية الرياض و الدمام و القصيم و جدة 05:51 AM.


 
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,
vBulletin Optimisation provided by vB Optimise (Pro) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0