|
#1 | |
:: كاتبة قديرة :: |
رعاية اليتيم والعطف علية
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أحمد الله وأستعينه واستغفره وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب . { يادمعتي اليتيمه يا أحرفي الأليمه مات ابي فقولى للأنفس الرحيمه مات ابي فمن لي يُلقي الحنان حولي قولي لهم لعلي ألقىَ يداً كريمه يادمعتي اليتيمه . } بهذه الكلمات المؤثرة عبرت فتاة يتيمة عما تشعر به من ألم لفراق أبيها و إستدراراً لعطف أصحاب القلوب الرحيمة تلك القلوب التى تدمع قلوبها لدمع اليتيم و تلين مشاعرها عندما تلمح فى عينيه قهراً أو حزناً . إن لدموع الطفل أثر بالغ فى النفس فما بالنا دموع طفل فقد أباه أو أمه " مع ملاحظة أن يتيم البشر هو من فقد أباه و يتيم الحيوان هو من فقد أمه " و ما أشد حرقة هذه الدموع و لوعتها و شدتها على نفس الطفل . لذلك جاء القرآن الكريم من الرحمن الرحيم سبحانه و تعالى ليؤكد على حق اليتيم النفسى و المعنوى و المادى . و جاءت السنة النبوية المطهرة أيضاً مؤكدة لهذا الحق و وجوب مراعاته . و ظهر الجانب النفسى و المعنوى فى النهى عن القهر و الظلم لليتيم لما يعانيه من ضعف و قلة حيلة و حزن دفين لا يستشعره إلا أصحاب القلوب الرقيقة الطيبة و الله سبحانه وتعالى اعلم بمن خلق و أعلم بما يشعر و بما يعانى . و عندما حدد الله عز و جل مصارف الصدقات جعل لليتيم فيها نصيباً . بل و أوصى فى الجانب المادى على مراعاة أموال اليتيم لمن تولى رعايته و شدد العقوبة لمن يأكل هذه الأموال بآية كريمة تقشعر لها الأبدان حفاظاً على حقوقه و رحمة به : " إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا " سورة النساء و لقد وضح الله عز و جل هذا المصير لكل من أكل أموال اليتامى ظلماً و إستحلالاً و لكنه أباح ان يأكل منها بالمعروف و بما تقتضى حاجته الضرورية مراعاة لظروف المتكفل . و لقد إشتكت طفلة يتيمة إلى أخت فاضلة احسبها على خير من أخت أخرى صديقة لنا . هذه الأخت تجمع أموالاً للأيتام و تدبر لهم إحتياجاتهم و بالطبع جزاها الله كل الخير على عظيم الصنع و لكنها تحدثت أمام الطفلة اليتيمة لتطلب لها المساعدة مما جعل الطفلة الصغيرة تشتكى إلى أختى فى الله و تقول لها نحن لا نحتاج أى شئ و أمى ترعانا و نحن بخير و الحمد لله . و يعلم الله كم كان الموقف مؤثراً بالنسبة لى . لذلك يجب أن نراعى مشاعر اليتيم لأن حساسيته للأمور أضعاف الطفل العادى . و الحقيقة نعانى هذه الأيام من ظاهرة " اليتم المتعمد" و التى بدأت فى الظهور بشدة ذلك النوع و الذى له أشكال متعددة و كثيرة و منها على سبيل المثال : 1 - تلك الأم التى تترك أولادها فى أحوج فترات أعمارهم للخادمات 2 – تلك الأم أو ذلك الأب التى تتنازل أو يتنازل عن ابنائهما للزواج من آخر أو من أخرى . 3- قسوة القلب و العنف المبالغ فيه ضد الأطفال و كم نرى و نسمع هذه الأيام من اطفال تشوهت من أب أو أم بدون قلب . إن شعور اليتم شعور غاية فى الألم يشعر به الصغير و أحياناً يصيبنا نحن الكبار عندما نتذكر الأم او الأب رحمهما الله فيا له من شعور و مهما كان حولك من البشر تظل تستشعر ذلك الشعور الغامض بالحزن و بإحتياجك لذلك الحنان الذى لا يعوضه البشرية جمعاء و لو إجتمعت حولك فاليتيم بكل تأكيد سيظل مفتقداً لأحضان أمه الدافئة و قلب أبيه الكبير و عطائهما الذى لا ينضب و حبهما الذى لا نهاية له . انظروا لليتيم بعين العطف و الرحمة لترق قلوبكم و تسعدوا مع الحبيب صلى الله عليه و سلم فى جنات النعيم أقوال فى اليتيم من القرآن الكريم : ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ) سورة الضحى و من السنة المطهرة " أتحب أن يلين قلبك ، و تدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم ، و امسح رأسه ، و أطعمه من طعامك ، يلن قلبك ، و تدرك حاجتك " مواضيع ذات صلة |