علمتني امي عائشة
مواااااقف من حياتها رضي الله عنها
1)موقفها من ""زواجها بالنبي صلى الله عليها وسلم"" :
أنه لمن المعلوم أن كل فتاة في الحياة الدنيا تتمنى من الله عز وجل أن يرزقها الزوج الصالح الذي يحفظ لها حياتها ويكون فارس
أحلامها , وها نحن مع تلك الفتاة الطيبة الطاهرة العفيفة التي تربت في بيت
الطهر والعفاف .. نبين موقفها من زواجها بأفضل مخلوق على ظهر الوجود..
لقد كانت السيدة عائشة ـ رضوان الله عليها ـ صغيرة السن عندما خطبتها السيدة خولة بنت حكيم لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد وفاة أمالطهر والعفاف السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ.
ورغم حداثة سنها هذه إلا أنها كانت فتية قوية يافعة فما إن سمعت من أمها أم رومان أن رسول الله يريد خطبتها إلا والفرحة غمرت قلبها , وارتسمت على وجهها ، ومرت أيام وأيام والسيدة الطاهر تنتظر لقائها بأحسن مخلوق
على هذه الحياة . وجاء شهر شوال التي ترك أثرا عظيما في نفس أم المؤمنين
عائشة ـ رضي الله عنها ـ ففيه كانت أعظم ذكرياتها واعزها , ومن أجل ذلك أحبت هذه الشهر ..
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى ـ رحمه الله ـ: كانت تستحب أن يبني بنسائها في شوال و عن هذا كله حدثت السيدة الفاضلة عائشة ـ رضي الله عنها ـ فقالت : (( تزوجني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شوال وبنى بي في شوال فأي نسائه كان أحظى عنده مني )) ..
إذن , لقد أضحى شهر شوال
عند أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ شهر الذكريات العطرة , والبركات
الكثيرة , والخيرات التي لا حصر لها , بل شهر الفضل والفضائل والإحسان ..
انتقلت السيدة عائشة من دار أبيها إلى دار زوجها, ومن ذلك اليوم الميمون الذي دخلت فيه عائشة رحاب البيت النبوي كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يضعها على عينه , ليأخذ عنها المسلمون دينهم , فكانت عائشة بفضل تلك البركات الميمونة أفقه نساء الأمة , ومعهن أمهات المؤمنين عليهن سحابات الرضوان .
وقد كانت السعادة ترفرف على بيت السيدة عائشة على رغم من حياةالتقشف التي عاشها النبي وأهله فقد كانت تمر الأيام والأسابيع , ولا توقد بيت النبي نار . وإنما كانوا يأكلون الأسودين : الماء والتمر .
إلا أنها كانت حياة سعيدة ما دام القلب موصولا بالله , حياة رقيقة مع الشظف والفاقة وهذه الحياة جعلت السيدة عائشة ـ رضوان الله عليها ـ سيدة في كل مكرمة , ولكل مكرمة , سيدة في السخاء والزهد وفي كلفضيلة , وإن تاريخها الوضيء ليحكي تلك المكارم التي اقتبستها من البيت النبوي واحتضنتها حتى آخر نفس من حياتها .
وهكذا نرى السعادة التي ملأت حياة السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ ونرى موقفها الرائد البطولي في سرعة الموافقة على أفضل مخلوق وفي محبتها القوية للرسول , ولذلك كان النبي يبادلها هذا الحب .
فقد احتلت في قلب النبي منزلة رفيعة من المحبة , لم يتبوأ مثلها في قلبه بقية أمهات المؤمنين ..
|