تفسير لسورة الفرقان
الآيات 35 ـ 39
( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا * فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا * وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً ، وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا * وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا * وَكُلا ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ ، وَكُلا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا )
يتوعد الله الكفار من قريش بالعقاب كما عاقب آل فرعون
فقد بعث لهم موسى بالتوراة وجعل معه أخاه هارون وزيرا له يعاونه فى الدعوة
فقال اذهبا لتدعوا قوم فرعون ، فلما كذبوا دمرهم وأهلكهم جميعا هلاكا لا قائمة بعده .
وكذلك عندما كذب قوم نوح نوحا والرسل من الملائكة ، أغرقهم الله ، وجعلهم عبرة للناس كلها ، وأعد الله لمن كذب وظلم أشد العذاب .
وكذلك حدث مع عاد وثمود ، وغيرهم من الأقوام والقرون السابقة الكثيرة .
وضرب الله بهم الأمثال وجميعهم أهلكهم الله هلاكا تبرنا تتبيرا
الآيات 40 ـ 44
( وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ ، أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا ، بَلْ كَانُوا لا يَرْجُونَ نُشُورًا * وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا * إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا ، وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلا * أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا * أمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ، إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا )
ولقد جاءت الرسل من الملائكة فأمطرت على قرية سدوم وأهلها قوم لوط فأمطرت عليهم الحجارة من سجيل ........... ألم يراها كفار قومك يا محمد
ليعتبروا مما حدث لهم بسبب تكذيبهم رسولهم ، ولكنهم يكذبون بالبعث .
الكفار إذا رأوك يستهزئون ويقولون تحقيرا ، أهذا الذى أرسل رسولا من الله
لقد أوشك أن يفتن القوم عن عبادة الأصنام لولا أنهم قاوموا وصبروا للدفاع عنها .
ولكنهم عندما يقع بهم العذاب سيعلمون أنهم هم الأضل ولا يهتدون الطريق الصواب .
ألم تر يا محمد الذى استحسن هواه ورآه هو دينه ومذهبه وطريقته ، فهل أنت تكون عليه وكيلا
أتظن أنهم يسمعون ويرون
إنهم مثل الأنعام الضالة أو أكثر ضلالا فهم يعبدون غير الله الأحق بالعبادة ويشركون به بالرغم من قيام الحجة عليهم .
الآيات 45 ـ 47
( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلا * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا )
انظر إلى علامات قدرة الله وعظمته :
إن الله ربك يا محمد هو الذى جعل الظل للأشياء من بين طلوع الشمس إلى غروبها لا يزول ويختلف باختلاف الوقت من النهار
ولو أراد الله أن يجعله لا يتغير أو غير موجود لجعل ذلك
ولولا طلوع الشمس ما ظهر الظل ، فهو يتكون بدلالتها .
ثم يجعله يختفى تدريجيا قليلا قليلا
والله خلق الليل وجعله يغشى الكون لتناموا فيه وتسكن حركاتكم
وخلق النهار لتنتشروا وتسعوا لطلب الرزق وقضاء حاجاتكم .
الآيات 48 ـ 50
( وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا )
ومن تمام رحمة الله بعباده أن أرسل الرياح يتلوها السحاب فينزل المطر النقى الطاهر يتطهر به .
وهذا الماء يحى به الله الأرض وينبت الزروع طعاما للناس والأنعام ويشربه كثيرا من الأنعام والناس فيحيى به بلد كان ميتا انتظرت ه كثيرا
وقد أنزلناه إلى الناس ليعتبروا ولكن كثيرا من الناس لا يرضون إلا بكفرهم بعظمة الله .
|