تفسير لسورة سبأ
الآيات 40 ـ 42
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ * فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ )
ويوم القيامة يجمع الله الخلائق
ويسأل الملائكة هؤلاء المشركون الذين كانوا يعبدونكم فى الدنيا من دونى فهل أمرتوهم بذلك ؟
فيقول الملائكة : تعاليت وتقدست عما فعل هؤلاء فنحن عبيدك ونتبرأ مما فعلوا
إنهم كانوا يعبدون الجن الذين زينوا لهم عبادة الأوثان وآمن كثير منهم بهم
فاليوم أيها الكافرون لا ينفعكم من عبدتم من دون الله ويقال للمشركين ذوقوا عذاب الجحيم التى كذبتم بها
الآيات 43 ـ 45
(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ مُّفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ * وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ * وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ)
وكلما تليت عليهم آيات القرآن يقول الكفار عن محمد صلى الله عليه وسلم إن هذا رجل يريد أن يتفضل عليكم ويبعدكم عن دين آبائكم ويريدون بذلك ن يقولون أن عبادة الأصنام هى الحق
وقالوا عن القرآن بأنه سحر وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ساحر
وما أنزل على العرب كتب من قبل القرآن
وما أرسل من قبل محمد صلى الله عليه وسلم رسل
وقد كانوا يتمنون ذلك من قبل وقالوا ( لو جاءنا نذير أو أنزل علينا كتاب لكنا أهدى من غيرنا ) فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم كذبوا به
وقد كذبت أمم من قبلهم ولم يبلغوا من القوة مثل ما بلغ من قبلهم ولكن الله دمرهم بما كذبوا
( فكيف كان نكير ) فكذلك كان عقابى وانتصارى
الآيات 46 ـ 50
(* قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ * قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ * قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ *قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ)
قل يا محمد لهؤلاء الكفار الذين يزعمون أنك مجنون :
آمركم بأن تتخلصوا من هوى أنفسكم وعصبيتكم ويسأل بعضكم بعضا وتتفكرون هل ما تزعمونه حقا بأن محمد مجنون ؟
وقل لهم : إنما آتيكم لأنذركم من عذاب الله الشديد لمن عصى .
ولا أسألكم مال ولا جزاء وإنما أجرى على الله الذى يشهد بينى وبينكم
( قل إن ربى يقذف بالحق علام الغيوب ) : إن الله يرسل الملك بالوحى لمن يشاء من عباده وهو يعلم كل شئ فى الأرض والسماء ويعلم الغيب
( قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد ) : إن الحق جاء من عند الله ليبطل الباطل ويقضى عليه وما يبقى له من سيادة .
فالخير من عند الله ولو ضليت فعلى نفسى وإن اهتديت فالهدى من عند الله
والله قريب يسمع ويرى
|