تفسير لسورة الزمر
الآيات 43 ـ 45
(أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلا يَعْقِلُونَ * قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )
إن الكفار يتخذون أصناما وأندادا ليعبدونها من دون الله فهل تلك الأصنام التى لا تعقل ولا تملك حولا ولا قوة ستشفع لهم
قل لهم يا محمد أن من يملك الشفاعة كلها هو الله وحده
وله ما فى السموات وما فى الأرض جميعا ويملككم وترجعون حتما إليه ليحاسبكم على ذلك
عجبا لهؤلاء الكفار فعند ذكر الله تنقبض قلوبهم التى لا تقبل الخير وإذا ذكرت لهم الأصنام فإنهم يفرحون ويسرون
الآيات 46 ـ 48
(قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ *وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ )
قل أنت يا محمد ومن معك وادع الله : اللهم أنت ( فاطر ) جاعل السموات والأرض على غير مثال سابق لها
وأنت تعلم الغيب والعلانية ( الشهادة )
وأنت تفصل بين عبادك يوم القيامة فيما اختلفوا فيه
ولو أن المشركون لهم ما فى الأرض كله وعليه مثله قدموه ليفتدوا أنفسهم من شديد عذاب الله يوم القيامة فلن يُقبل منهم
وسيظهر لهم الله من العذاب والنكال ما لم يتوقعوا
وسيظهر لهم ويلقون عقاب ما فعلوا ويلحق بهم عقاب ما استهزءوا به فى الدنيا .
الآيات 49 ـ 52
( فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ *قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ *فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ * أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
وهذا هو الإنسان إذا أصابته مصيبة لجأ إلى الله ودعا وتضرع إليه ليستغيث به
ثم إذا كان فى رفاهية ونعمة نسى ما كان من ضيق وظن أن ذلك من فرط فراسته وحسن تدبيره ونسى ربه وكفر وجعل له الشركاء إلا من عصم الله
ولكن هذا اختبار من الله ولكن هم لا يعلمون ذلك .
ولقد قال مثل قولهم من سبقهم من أمم ، فقد كانوا أشد منهم وأقوى منهم بما أثروا فى الأرض وبما كان لديهم من أموال وعلم وبأس ، فلم تغنى عنهم أموالهم من عذاب الله ولم تنفعهم أموالهم ولا أولادهم
وقد لقوا نتيجة عملهم السيئ
وكذلك هؤلاء الكفار أيضا سيصيبهم جزاء ما عملوا وسيجزون وما هم بمعجزين الله
فإن الله يوسع الرزق على من يشاء ويضيق على من شاء من عباده
وهذا ليعتبر أصحاب العقول .
الآية 53
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
وتلك دعوة عامة للكفار والمشركين والعصاة إلى رحمة الله والتوبة فهو كريم يغفر لمن تاب ، ويعفوا عن من أناب إليه وعاد
يطمئن عباده إلى رحمته الواسعة ويدعوهم إليه فهو الرحيم وهو الغفار
وسبب نزول الآية :
أن أناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وزنوا وأكثروا فجاؤا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن الذى تقول وتدعوا إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزل قول الله عز وجل .
|