رد: آيات وعلامات ودلائل النبوة
آيات وعلامات ودلائل النبوة
2 ـــ علامات النبوة
وآثارها على كسرى ونيرانه وقصره
قال الحافظ أبو بكر فى كتابه ( هواتف الجان )
عن مخزوم بن هانئ المخزومى عن أبيه قال : لما كنت الليلة التى ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة ، وخمدت نار فارس ـ ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ـ وغاضت بحيرة ساوة
وقال : رأى الموبزان ( الوزير ) أن إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت فى بلادهم
فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك وجمع مرازبته ( الوزراء ) وقص عليهم رؤيا الموبزان وحدثهم عن تصدع القصر ، وأتاهم خبر خمود النار فازداد الملك هما بهم ، ثم كتب :
" من كسرى ملك الملوك إلى النعمان بن المنذر أما بعد : فوجه إلىّ برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه "
فوجه ( بعث ) إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حيان بن نفيلة الغسانى فلما ورد عليه قال له :
" ألك علم بما أريد أن أسألك عنه ؟
فقال : لتخبرنى أو ليسألنى الملك عما أحب ، فإن كان عندى منه علم وإلا أخبرتك بمن يعلم
فأخبره الملك بالذى وجه به إليه فيه
قال : علم ذلك عند خال لى يسكن مشارف الشام يقال له سطيح
قال : فائته فاسأله عما سألتك عنه ثم ائتنى بتفسيره
فخرج عبد المسيح حتى انتهى إلى سطيح سلم عليه فلم يرد سطيح جوابا
فقال له عبد المسيح شعرا ، فرفع سطيح رأسه يقول :
" عبد المسيح ، على جمل مشيح ، أتى سطيح ، وقد أوفى على الضريح بعثك ملك بنى ساسان ، لإرتجاس الإيوان ، وخمود النيران ورؤيا الموبزان
رأى إبلا صعابا ، تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة ، وانتشرت فى بلادها ، يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة وظهر صاحب الهراوة ، وفاض وادى السماوة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وخمدت نار فارس فليس الشام لسطيح شاما يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات وكلما هو آت آت
ثم قضى سطيح مكانه فنهض عبد المسيح ينشد شعرا
ورجع إلى كسرى فاخبره بما قال سطيح
فقال كسرى : إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكا كانت أمور وأمور
فملك منهم عشرة فى أربع سنين ، وملك الأربعة الباقون إلى خلافة عثمان رضى الله عنه .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
3 ـــ علامات النبوة تبدأ منذ صغر الحبيب
كانت ترضعه حليمة بنت أبى ذوئيب السعدية ، وإخوته من الرضاعة هم : عبد الله بن الحارث ، وأنيسة ، وحذافة وهى الشيماء .
قالت حليمة : قدمت مكة فى نسوة من بنى سعد نلتمس الرضعاء فى سنة شهباء ومعى صبى لنا ، وشارف لنا وما ننام ليلتنا ، وما نجد فى ثديى ما يغنيه ولا فى شارفنا ما يغذييه ، ولكنا كنا نرجوا الفرج .
فلما قدمنا مكة فما بقى منا أحد إلا عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكرهته ، فقلنا : إنه يتيم ، وإنما يكرم الظئر ( المرضعة ) ويحسن إليها الوالد ،
فقلنا : ما عسى أن تصنع بنا أمه أو عمه أو جده ، فكل صواحبى أخذ رضيعا ، فلما لم أجد غيره ، رجعت إليه وأخذته ، والله ما أخذته إلا أنى لم أجد غيره ،
فقلت لصاحبى ( لزوجى ) والله لآخذن هذا اليتيم ، فعسى الله أن ينفعنا به ، ولا أرجع من بين صواحبى ولا آخذ شيئا
فقال : قد أصبت .
قالت : فأخذته ، فأتيت به الرحل وما أمسيت حتى أقبل ثدياى باللبن حتى رويته وأرويت أخاه ، وقام أبوه ( من الرضاع ) إلى شارفنا ( ناقة مسنة ) يلتمسها فإذا هى حافل ( مملوءة باللبن ) فحلبها ، فأروانى وروى .
فقال يا حليمة والله لقد أصبنا نسمة مباركة ( نفس ذات بركة ) ولقد أعطى الله عليها ما لم نتمن .
قالت حليمة : فبتنا بخير ليلة ، شباعا وكنا لا ننام ليلنا مع صبينا .
ثم رجعنا إلى بلادنا أنا وصواحبى ، فركبت أتانى القمراء ( الناقة ) ، فحملته معى فوالذى نفس حليمة بيده لقطعت ( سبقت ) الركب حتى أن النسوة ليقلن : أمسكى علينا ( تمهلى ) هذه أتانك التى خرجت عليها ؟
فقلت : نعم
فقالوا : إنها كانت أدمت حين أقبلنا فما شأنها ؟
قالت : فقلت : والله حملت عليها غلاما مباركا .
قدمنا والبلاد سنة ( هادئة للنوم فى بدئه )، ولقد كان رعتنا يسرحون ثم يريحون ، فتروح أغنام بنى سعد جياعا وتروح غنمى شباعا بطانا ( مملوءة البطون ) حفلا ( كثيرات اللبن ) فنحتلب ، ونشرب ، فيقولون : ما شأن غنم الحارث وغنم حليمة تروح شباعا حفلا ، وتروح غنمكم جياعا ؟
ويلكم أسرحوا حيث تسرح غنم رعاؤهم ،فيسرحون معهم ، فما تروح إلا جياعا ، كما كانت وترجع غنمى شباعا كما كانت .
قالت حليمة :وكان يشب شبابا ما يشبه أحد من الغلمان ، فلما استكمل سنتين أقدمناه مكة ، أنا وأبوه ، وكان غلاما جفرا
وقدمنا به على أمه ونحن أضن شئ به مما رأينا فيه من البركة ، وقلنا لها : إنا نتخوف عليه وباء مكة وأسقامها ، فدعيه نرجع به حتى تبرئى من دائك ، فرجعنا به أشهرا ثلاثة أو أربعة .
|